المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت يليق بك



حسن خلف
02/01/2013, 10:40 PM
رائع. فلنفتتح اذاً هذا النص! لم لا وقد شحذت له كل موهبتى الفذة وقدرتى على مزج الواقع بالخيال وجعلت الحدث الرئيسى فيه يدور حول قصة حب بين فتاة مسيحية وشاب مسلم تتخللها مشاهد جنسية فاضحة، فكرة اخذتها عن كاتبة سورية اوجعتنى موهبتها لكننى ادخلت تعديلا بسيطا عليها فجعلت الفتاة مسلمة والشاب مسيحيّا، هكذا كي اثير مشاعر الاغلبية فيبلغ الجدل والاحتقان مداه الاقصى وترتفع بذلك نسبة المبيعات الى اعلى معدلاتها وهكذا ادغدغ مشاعر المراهقات فيسعين الى الكاتب الشاب الذى يشعل الحرائق فى كل اتجاه، نجم الفضائيات المدافع عن حرية الفكر والاعتقاد وحرية الابداع وحرية المرأة وانا اسهل عليهن مهمة الوصول الى فأضع لهن ايميلى ورقم هاتفى على حسابى الخاص فى مواقع التواصل الاجتماعى واتفاعل معهن حتى اختار من بينهن الصيد المناسب ، كم انت رائع يا ابن النجيلى ، فى الجريون التقيت بصديقى الجزار الذى احتلم ثلاث ليال متواليات على ممثلة اغراء متوسطة الشهرة فقرر ان ينتج لها فيلما تكون هى بطلته، نجح الفيلم نجاحا جماهيريا مدويا رغم الانتقادات العنيفة التى وجهت اليه وحصد الجزار ارباحا طائلة فوقع معها عقد احتكار ثم تزوجها لما ظهرت عليها علامات الحمل لكنها كانت تقول لكل من ضاجعتهم ان رائحة فمه لا تطاق ، قرأت عليه بعض الفقرات الجنسية فأمهلنى شهرين لأنتهى من اعداده للسينما ، قلت ان سيلين ستبدع فى هذا الدور فقال ان سيلين فقدت بريقها وانه ينوى تطليقها واسناد البطولة الى ليلى الحوتى فلما ألمحت الى ان ليلى ربما ترهقه وهو فى هذه السن اخرج من جيب جاكتته علبة منشط جنسي من نفس النوع الذى استخدمه ، نظر فى عينىّ مباشرة وقال ( وده بيعمل ايه يا مان ) وضع العلبة على الطاولة وغادر ضاحكا، مما جعلنى اقع فى دوامة من الحيرة. ذلك الكهل الماكر هل يعرف شيئا عن علاقتى بامرأته؟ على اية حالة يجب ان اكون اكثر حذرا فالجزار لا يتوانى عن استخدام اقذر الاساليب لتحطيم خصومه. بقى اسبوع واحد على موعد حفل التوقيع ، اعلنت ذلك على حسابى فى تويتر وفيس بوك ثم اتصلت بالمقربين من الادباء والفنانين والنقاد وعلى رأسهم الناقد العجوز الذى يجر وراءه طابورا من الكتبة المؤدلجين بامكانهم ان يحرقوا اعمالا عظيمة اذا لم توافق اهواءهم او توجهاتهم كما يمكنهم ان يرفعوا اعمالا تافهة الى مصاف النصوص العالمية ، تهلل لما ابلغته الخبر وقال انه يجب قبل ذلك ان نحتفل بشكل خاص ، اذكر انى فعلتها معه مرة وانا سكران فلما استيقظت قبيل عصر اليوم التالى وكان صداع رهيب يفتك برأسى ، وجدته راقدا بجوارى مرتديا روب هالة وقد انكشف جزء من جلده المتغضن الذى انتشرت عليه بقع بنية داكنة ، لم اشعر فى حياتى بالرعب والاشمئزاز كما شعرت بهما وقتها حتى اننى افرغت كل ما فى جوفى وظللت شهورا معتكفا فى بيتى لا ارى احدا سوى طبيبى النفسى وطيف هالة يعاتبنى بصمت وبنفس نظرتها الحانية وابتسامتها المترددة بين الغضب والمغفرة ، لماذا تموت هالة ويبقى امثال سيلين والجزار وانا ؟ تبدو لى الحياة عشوائية بما يكفى لاعتقد ان الله لا يتدخل فى مصائر البشر، رائع ان يحتفى بنصك كل هؤلاء رغم ان اغلبهم يحقدون عليك وبعضهم يجاملك او حتى ينافقك اعلاء لمصالح خاصة والاروع انك لا تغتر بنفاقهم الا بالقدرالذى يسمح بألا تتعارض مصالحك مع الجميع ، هلا حييتمونى على عبقريتى ، ولكن مهلا ، ما هذه الضوضاء بالخارج ، هل فعلها اولئك الصغار السذج ؟ نعم بالفعل فالهتافات الان تقترب حتى تكاد تصم الاذان ، الاغبياء ، عن اية حرية وعن اية عدالة يتحدثون واية قوة تلك التى تدفعهم ليلقوا بأنفسهم فى احضان الموت بكل تلك الحفاوة البالغة ؟ ام تراهم لحداثة اعمارهم وقلة خبرتهم لا يدركون ما يمكن ان يلاقوه داخل المعتقلات ، لا تذهبوا بظنونكم بعيدا ، فلست من اولئك الذين يقامرون بحياتهم او مستقبلهم او حتى مصالحهم من اجل حفنة مبادىء لا تسمن ولا تغنى ، ورغم حدة ذكائى وقدرتى على فعل ذلك فاننى لن احاول ايهامكم بأننى مناضل قديم اجبرته السلطة على التخلى عن مبادئه ، كما اننى لا اعتقد بأن الكتابة احيانا تكون نوعا من التطهر بشكل ما ، فانا هكذا منسجم مع ذاتى تماما ولا ارغب فى ان يتغير شىء باستثناء شىء وحيد مستحيل هو ان تعود الىّ هالة ، وعليه فبامكانكم - حينما يصل هذا النص الى ايديكم - ان تقرأوه بوصفه سيرة ذاتية لافاق صغير او كبير حسبما تروننى ، متى ينتهى هذا الهراء بالخارج ؟ فقد باخت نشوتى وبدأت اتصرف بعصبية ربما كان مصدرها تواتر الاخبار عن وقوع اصابات فرغم انى لا اهتم بالاخرين الا بقدر حاجتى اليهم الا اننى اكره العنف . والغاز الذى انتشر داخل القاعة تسلل الى الصدور فعلا السعال وتدافع الجميع نحو باب الخروج بحثا عن الهواء الذى تحول الى حرائق تكوى العيون والحلوق ، فجاة وجدت نفسى محمولا على الاعناق واسمى يتردد بحماس بين الجموع الغاضبة ، حامد النجيلى ، حامد النجيلى ، اكذب ان قلت ان حماسهم انتقل الىّ ولكنى كنت مدفوعا لأن احدد اختياراتى فى تلك اللحظة الفارقة والا فتكوا بى ، وهكذ وجدت نفسى اهتف بسقوط النظام ، الحق ان الخوف لم يكن الدافع الوحيد لهذا الاختيار بل كان لهالة الاثر الاكبر ، كانت هالة مفتونة بهذا البلد ، بناسه ، بوجههم المكفهرة واصواتهم الزاعقة وشتائمهم ونكاتهم وضحكاتهم ، مفتونة بشوارعه وترابه وزحامه وتلوثه وضجيجه بمقاهيه، واصوات مطربيه الشعبيين واجراس كنائسه وموالد اوليائه ودراويشه ومجذوبيه ، ، كانت مصرية بشكل مزعج وظلت كذلك حتى ماتت بدعامة فى القلب ورئتين تالفتين ، لم يكن مقبولا بالنسبة لى ان تكون هذه هى النهاية فما زال لدىّ الكثير لاحققه واستمتع به لكنى ارتضيتها فقط لأجلها ، هالة ، نقش الحناء فى القلب وتميمة العمر الجميل ، امطرى يا هالة امطرى لا لتغسلى دمى ، دمى نظيف لأنك فيه ، امطرى لنروى معا الارض التى تعشقينها ، سأقول لك شيئا لا اعرف ان كان كشفا ام انه احساس جديد ، انا ايضا احبها ، احب الاسفلت الذى يحتضن جسدى الان والطلقة التى اخترقت صدرى وحتى القناص الذى قتلنى - دون ان يعرفنى - فى لحظة كره بحجم الكون ، احبه لاجلك .

عبدالله بن بريك
11/02/2013, 02:06 AM
مرحباً بك و بإبداعاتك في واتا،أخي المبدع الأستاذ "حســـــن خلــــــف".
قصة تتناول "تيمات" الحبّ و الثورة و ال"كتابة" و العلاقات الأدبية/الفنية و الذات و الآخر.
جميلٌ هذا الحكي المستند تارة على السرد و أخرى على الوصف ،احتفيتَ كثيراً بالتفاصيل فشوّقت
المتلقي إلى مزيد من الأحداث المتنوعة.كما تلاعبتَ -في حرفية-بالضمائر المختلفة فجاء النّصّ
حاملاً لأصوات متعددة عكست الصراع الظاهر و الخفيّ بين شخصيات رئيسية فاعلة و أخرى
ثانوية مؤثتة لسيرورة السرد.و هي شخصيات تحكمها علاقات تتوزع ما بين الحبّ و المصلحة
و الرغبة .و وظفتَ أزمنة كثيرة من ماض يكشف عن الوعي عبر تقنية الاسترجاع و حاضر
يقتنص اللحظة الحاضرة فيوليها الوصف و يلاحق الحدث في جزئياته و المستقبل فضاءً للحلم
و التمني.و جاء الس في الغالب مستنداً على( الرؤية مع)و أحياناً على (الرؤية من أعلى) حيث
يتحكم السارد في الشخوص يعرفها كما يعرف تفسه بل أكثر ممّا تعرفه عن ذواتها.
هذا بعضٌ مما عنّ لي من ملاحظات حول هذه القصة الجميلة المتقنة.
لك تحياتي و تقديري،،أخي المقتدر.

حسن خلف
15/02/2013, 11:35 PM
مرحباً بك و بإبداعاتك في واتا،أخي المبدع الأستاذ "حســـــن خلــــــف".
قصة تتناول "تيمات" الحبّ و الثورة و ال"كتابة" و العلاقات الأدبية/الفنية و الذات و الآخر.
جميلٌ هذا الحكي المستند تارة على السرد و أخرى على الوصف ،احتفيتَ كثيراً بالتفاصيل فشوّقت
المتلقي إلى مزيد من الأحداث المتنوعة.كما تلاعبتَ -في حرفية-بالضمائر المختلفة فجاء النّصّ
حاملاً لأصوات متعددة عكست الصراع الظاهر و الخفيّ بين شخصيات رئيسية فاعلة و أخرى
ثانوية مؤثتة لسيرورة السرد.و هي شخصيات تحكمها علاقات تتوزع ما بين الحبّ و المصلحة
و الرغبة .و وظفتَ أزمنة كثيرة من ماض يكشف عن الوعي عبر تقنية الاسترجاع و حاضر
يقتنص اللحظة الحاضرة فيوليها الوصف و يلاحق الحدث في جزئياته و المستقبل فضاءً للحلم
و التمني.و جاء الس في الغالب مستنداً على( الرؤية مع)و أحياناً على (الرؤية من أعلى) حيث
يتحكم السارد في الشخوص يعرفها كما يعرف تفسه بل أكثر ممّا تعرفه عن ذواتها.
هذا بعضٌ مما عنّ لي من ملاحظات حول هذه القصة الجميلة المتقنة.
لك تحياتي و تقديري،،أخي المقتدر.

صديقى المبدع عبدالله بن بريك
اسعدنى مرورك الجميل وقراءتك المكثفة بهذا الوعى الدافق
انها شهادة اعتز بها من مبدع بحجم روعتك
خالص محبتى