المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصعيد والدستور والسلق



محمود عثمان
08/01/2013, 09:09 AM
الصَّعِيِدُ وَالدُّسْـتُــوُرُ وَالسَّــلْــقُ



هَذَا الصَّعِيِدُ يَقُوُلُ قَوْلَة َ صَادِق ِ = أَيْنَ الشُّعُوُبُ مِنَ الْكَلامِ الصَّادِق ِ
طَوْعًا يُؤَيِّدُ كَيْ تَعِيشَ بِلادُهُ = وَتَعُوُدُ قَائِدَة ً كََعَهْدٍ سَابِق ِ
نَطَقَ الصَّعِيِدُ بِحِكْمَةٍ مَوْزُوُنَةٍ = فَلَنِعْمَ صَوْتٌ صَوْتُ هَذَا النَّاطِق ِ
صَدَقَ الظُّنُوُنَ بِهَمْهَمَاتِ أُوْلِي النُّهَى = وَوَقَى الْبِلادَ مِنَ الشِّهَابِ الْحَارِق ِ
هَذِي الْبِلادُ الشَّامِخَاتُ فِعَالُهُا = لابُدَّ أَنْ تَرْقَى بِعَصْرٍ لاحِق ِ
ضَرَبُوُا مِثَالاً لِلْجَمَاعَةِ فَضَّلُوُا = صَوْتَ التَقِيِّ عَلَى عِوَاءِ الآبِق ِ
لَمَّا رَأَوْا مِصْرَ الْعَظِيِمَةَ تَصْطَلِي = نَارَ التَّخَبُّطِ بِيْنَ أَصْعَبِ مَازَق ِ
فِي لَهْفَةِ الْحَيْرَانِ قَلُّوُا صِدْقَهُمْ = مَا بَيْنَ حُلْمٍ فِي فُؤَادٍ رَافِق ِ
فَاسْتَأسَدُوَا فَتَرَى مَدَائِنَهُمْ كَـ"مَأْ = سَدَةِ الشَّرَى" لَكِنْ بِنَبْضٍ خَافِق ِ
مَرَضُوُا الْجِرَاحَ مِنَ البِلادِ وَرَتـَّقـُوُا = ثَوْبَ التَّوَحُّدِ مِنْ ثِيَابِ الْفَاتِق ِ
خَيْرُ الْبِلادِ إِذَا رَأَيْتَ أُنَاسَهَا = يَتَجَمَّعُوُنَ لِرَدِّ شَرٍ خَانِق ِ
قَوْمٌ تَسَامُوُا فَوْقَ كُلِّ دَنِيِئَةٍ =يَتَعَبَّدُوُنَ بِكُلِّ كَهْفٍ لائِق ِ
مَاءُ الْحَيَاءِ نَقَاؤُهُ مُتَجَدِّدٌ = كَالْبَدْرِ يَسْبَحُ فَوْقَ نَهْرٍ رَائِق ِ
مَا كَدَّرَتْهُ حَدَاثَة ٌمَمْجُوُجَة ٌ = مِنْ فِيْهِ فُحْشِ الأرْضِ هَذَا النَّازِق ِ
سَبَقُوُا دِيَارَ الْعُرْبِ، كُلُّ حَمِيِدةٍ= فِيْهِمْ تَرَاهَا كَالسَّحَابِ الْبَارِق ِ
كَرَمٌ وَعِلْمٌ وَاقْتِنَاءُ شَهَامَةٍ = وَشَجَاعَةٌ فِي حِلْمِ وَجْهٍ طَالِق ِ
شِيَمُ الْوَفَاءِ عُهُوُدُهُمْ، لَمْ تَنْفَصِلْ = فِيِهِمْ عُرَى الأَخْلاقِ بِيْنَ طَرَائِق ِ
نَثَرُوُا نُجُوُمَ الْعِزِّ بَيْنَ رُبُوُعِهِمْ = فَتَحَوَّلَتْ أَفْيَاءَ صُبْحٍ دَافِق ِ
"ثـُلـُثُ الْحَضَارَةِ" عندهم وَلِدِيِنِهِمْ = صَوْنٌ تَسَامَى عَنْ نَعِيِمٍ حَادِق ِ
وَبَسَاطَة ٌمِنْ فَرْطِهَا ابْيَضَّتْ لَهَا =قِطَعُ الظَّلامِ بُكحل لَيْلٍ غَاسِق ِ
وَطَبِيِعَة ٌ بَيْنَ اخْضِرَارِ قُلُوُبِهَا = دِلٌّ يَتِيِهُ عَلَى قَوَامٍ مَاشِق ِ
وقبائلٌ بَيْنَ الزمانِ مآثـرٌ = رَمَحَتْ عَلَى جَبَلٍ كَسَهْمٍ رَاشِق ِ
أَهْلُ الصَّعِيِدِ وَلا نُفَرِّقُ بَيْنَنَا = يَا مَنْ رَعَيْتُمْ كَلَّ عَهْدٍ سَامِق ِ
أَنْتُمْ حُمَاة ُ الْعِرْضِ بَيْنَ صُدُوُرِكُمْ = آيَاتُ نُوُرٍ فَوْقَ خَطْوٍ وَاثِق ِ
كَمْ لاذَ فِيِكُمْ خَائِفٌ وَمُشَرَّدٌ = كَانْ الْوِعَاءُ الْعَيْنَ أَرْضَ الْعَاتِق ِ
تَتَمَايَعُ الأزْمَانُ بَيْنَ زَمَانِكُمْ = وَزَمَانُكُمْ صَلْدٌ لِكُلِّ مُنَافِق ِ
يَا مِصْرُ فِيْكِ مَتَاعُنَا وَجَمَالُنَا = يَهْوَاكِ فِيْنَا كُلُّ قَلْبٍ عَاشِق ِ
يا أنتِ يَا نَغَمَ الجَمَالِ وأنْجُمٌ = نَثَرَتْ بَهَاءً فَوْقَ نَخْلٍ بَاسِق ِ
يَا طُهْرَ قَلْبٍ مُغْرَمٍ بِصَبَابَةٍ = والصَّفْحَة ُالحَسْناءُ بين وثائقي
أَنْتِ الدَّسَاتِيِرُ الْمُضِيِئَةُ كُلُّهَا = أَنْتِ الْحَقِيِقَةُ فِي ضِيَاءٍ حَائِق ِ
نُزِّلْتِ فِي الدُّنْيَا كَجَوْهَرَةٍ بِهَا = قَانُوُنُ حَقٍّ مِنْ كَلامِ الْخَالِق ِ
وَحَّدْتِ رَبَّ الْكَوْنِ قَبْلَ مُوَحِّدٍ = وَسَعَيْتِ فِي شُغُلٍ لِدَحْرِ الْمَارِق ِ
وَحَفَرْتِ فِي الْقَلْبِ الْمَعَانِيَ وَالتُّقَى = وَنَظَمْتِ فَهْمًا بَيْنَ دَرْسٍ حَاذِق ِ
فَدَعِي "السُّفُسْطَائِي" يُسَفْسِطُ أَهْلَهُ =فَلِدِيِنِهِ حَقٌّ لِكَيْــدِ الْفَـــائِـــق ِ
هَلْ يَسْتَوِي هَذَا النَّقِيُّ وَصِنْوُهُ = وَالْكَاذِبُ الشِّرِّيِرُ وَجْهُ الحالق ِ
وَاللهِ مَا صَدَقُوُا بِقَوْلٍ زَائِفٍ = سَلَقُوُهُ فِي لَيْلٍ بِحَلَّةِ سَالِق ِ
السَّالِقُوُن الْكَاذِبُوُنَ عَلَيْهِمُ = مَا اللهُ كَاتِبُهُ بِيَوْمٍ فَارِق ِ
سَنَةٌ مِنَ الآلامِ تَكْتُبُ نُوُرَهَا = أَيْدٍ مُؤَمَّنَةٌ بِقَلْبٍ شَائِق ِ
لِتَعُوُدَ مِصْرُ فَتِيَّة ً مِثْلَ الَّتِي = كَانَتْ، وَتَخْرُجُ مِنْ سَبِيِلٍ ضَائِق ِ
كُفُّوا الأَذَى عَنْ مِصْرِنَا وَتَبَدَّدُوُا = فَرِغَاؤُكُمْ مِثْلُ الصُّدَاعِ الْفَالِق ِ
الشَّعْبُ يَلْفَظُكُمْ فَعَارًا لِلَّذِي = كَالثَّوْبِ يَثْوِي بَيْنَ طِيِنٍ لازِق ِ
الشَّعْبُ لا يهوى افتراءً ثانيًا = الشَّعْبُ مَلَّ حَدِيِثَ غَمْزِ السَّارِق ِ
يَا أُمَّنَا وَالْعَالَمِيِنَ تَبَخْتَرِي = سَيَعُوُدُ نُوُرُكِ فِي بَهَاءٍ نَاطِق ِ
وَيَعُوُدُ تَاجُكِ فِي شُعُوُبِ عَبِيِدِهِ = بِالْحَقِّ يَحْكُمُ مِثْلُ سَيْفٍ خَارِق ِ
بَيْنَ الرجال الطَّيِّبِيِنَ تَدَلَّلِي = سَتَدُقُّ بَاْبَ الْخَيْرِ نَهْضَة ُ طَارِق ِ
يَا خَزْنَةَ الدُّنْيَا وَخِيِرَةَ جُنْدِهَا = سَتَعُوُدُ أيْدُكِ فَيْضَ أيْدِ الرازق ِ
وَتَفُوُحُ رَائِحَةُ التَّقَى مَنْثُوُرَة ً = وَالشَّهْدُ يَحْلُوُ فِي لِسَانِ الذَّائِق ِ
وَسَتَرْبُتِيِنَ بِعَطْفِ قَلْبِكِ أنْمُلِي = وَسَتَدْفَئِينَ بَطَوْعِ قَلْبِي الْوَامِق ِ
فدَعِي المُخَضِّبَ قَلْبَهُ بِسَوَادِ مَنْ = نَسِي النَّعِيِمَ بِأُمِّ عَيْنِ الرَّامِق ِ
سَنَعِيِشُ عُمْرًا هَانِئِيِنَ وَبَيْنَنَا = سِفُرُ الْوِدَادِ عَلَى صَباحٍ شَارِق ِ

ياسر طويش
08/01/2013, 09:14 AM
أخي الحبيب وشاعرنا المؤمن, وأديبنا الأريب
أستاذنا الراقي, وصديقنا المتميز
أ. محمود عثمان

للأصالة عنوان

كنا هنا نرتشف عبق وضوع الياسمين

أسعد الله صباحاتكم بكل خير

ولنا عودة لمعانقة هذا البهاء