المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آثــــــــار...؟!



سعيد نويضي
13/01/2013, 03:29 PM
http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/extra/81.gif




آثار...

لما استمعوا له :قالوا شيء جميل...
لما بحث عن الجمالية في سلوكهم ما وجد لها من أثر...
تساءل بدوره :هل حقا استمعوا أم تظاهروا...؟

أحمد المدهون
13/01/2013, 03:40 PM
أخي الأستاذ الأديب سعيد نويضي،
سلام الله عليك

نصّ جميل فيه عظةٌ تدعو للتأمّل.
لماذا لم يترك حديثه أثراً في نفوسهم ؟!
فتّش عن السبب؛ قد يكون (المحلّ) غير نافع للنبت، وقد يكون الكلام خارجاً من اللسان فحسب.
فقد قيل: "ما يخرج من القلب يدخل القلب، وما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان".

تحياتي.

صافيناز محجوب محمد
13/01/2013, 04:22 PM
ما شاء الله
الفكرة رائعه , تصور زمن قد اصبح المظاهر والتظاهر تطغي علي الجوهر والحقيقة
سلمت يداك استاذ سعد

خديجة بن عادل
14/01/2013, 02:39 AM
السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل : سعيد النويضي
لا أدري لم قصتك هذه أعادت ذاكرتي لقصة سيدنا موسى والخضر
ربما لأن الباحث لم يتطلع لنواياهم .
لأن السلوك في الغالب لا يعكس دواخل البشر بنسبة مطلقة وتامة
ربما المرء فينا قد يعترض سلوكه عوارض كثيرة فلا تعكس حقائق وجده أو ذاته
فيه منا من يأتي ليقول شيء فيبدي عكس ما أراده الشخص وذلك راجع لعجزه على تحديد أهدافه
أو نواياه في التعبير والتعامل /
والتساؤل هنا أو علامة الإستفهام بالأقصوصة أمر وارد لكل انسان أراد أن يوصل رسالة للمستمع
بمفهومها الصحيح لكن لا يخفى عن البديهة أن طبيعة البشر تتفرق بين شخص وأخر
فيه المستمع المدرك المنصت وفيه المستمع الغير آبه وفيه من يستمع اليوم ولا يستوعب الا بعد أيام
فقوة الإدراك صفة وهبة ربانية لعباده /
وعلى الملقي أن لا يصدر أحكاما مسبقة فليدع الوقت يعمل عمله مادام هو مقتنع بجمال أقواله .
قصة بها موعظة ودعوة للإنصات عند الإستماع .
وان شاء الله آثار طيبة .
تحيتي واحترامي .

سعيد نويضي
14/01/2013, 11:47 AM
أخي الأستاذ الأديب سعيد نويضي،
سلام الله عليك

نصّ جميل فيه عظةٌ تدعو للتأمّل.
لماذا لم يترك حديثه أثراً في نفوسهم ؟!
فتّش عن السبب؛ قد يكون (المحلّ) غير نافع للنبت، وقد يكون الكلام خارجاً من اللسان فحسب.
فقد قيل: "ما يخرج من القلب يدخل القلب، وما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان".

تحياتي.



بسم الله و الحمد لله و سلام الله على أخي الفاضل الأديب اللبيب أحمد المدهون...

سرتني مصافحتك للقصيصة و راقني كونك استحسنت جمالها...

الواقع أن كل علاقة تقوم على ثلاثة عناصر خطاب و مرسل و مرسل إليه...ثلاثة عناصر لا غنى عنهما في كل حوار...فإذا أثمر الخطاب...كانت المعادلة على صواب أو على حق أو في الطريق القويم...و إذا لم تثمر أو أنتجت ثمارا غير تلك التي كان يرجوها الملقي أو المتلقي سواء بسواء...يكون السبب وجود خلل ما...و هو الذي أشرت إليه إما في الملقي أو البيئة التي ألقي فيها الخطاب أو في طبيعة الخطاب نفسه...

من هنا هل يمكن القول أن المقولة التي عززت وجهة النظر التي تحترم بكل تأكيد لديها نصيب من الصحة لكنها ليست صائبة في كل الأحوال و في كل الظروف...حقا "ما يخرج من القلب يدخل القلب و ما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان"...

و هنا ركزت على الملقي على أساس صدق القول أو كذبه...فلو كان صادقا في قوله لوجد صدق قوله في سلوك المتلقي كنتيجة حتمية بناء على المقولة ... و لو كان كاذبا لما وجد من آثار لقوله لأن الكذب لا يؤثر في سلوك الآخرين لأنه لا يدخل القلوب...
و هذا ما لا نجده في الواقع إلا إذا نظرنا إلى المتلقي كطرف في المعادلة...فإذا كان المتلقي يستمع بقلبه أي يرى ببصيرته لوجد في قول الملقي ما يدخل إلى قلبه على اعتبار أن القائل صادق بدون أدنى ريب و لا شك بل بيقين لا تشوبه مثقال ذرة من الكذب...و إذا كان المتلقي لا يستمع بل يتظاهر بالسمع سوف يظل قلبه مختوما عليه أو مطبوعا عليه فلن يفيده قول سواء كان حاملا للصدق في محتواه أو غير ذلك...و ما رد فعله في قوله أن ما سمعه فيه شيء من الجمال إلا لأن الجمال كالحق لا يمكن أن يشوبه القبح بأي وجه من الوجوه إلا إذا أسقطنا من هوانا على ما هو قبح لكي نزينه في عيون الناظرين و المستمعين و نجعلهم يعتقدون أن ما سمعوا فيه من الحق و الجمال لا يمكن الشك فيه...

لذلك يمكن القول أن القلوب الصادقة و التي لا تسكنها آفات و لا أمراض العصر هي التي تستطيع أن تستمع القول فتتبع أحسنه...

فاللهم اجعلنا من الذين اهتدوا بهدايته و بهداية نبيه و رسوله عليه الصلاة و السلام و على جميع الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين...

تحيتي و تقديري...

سميرة رعبوب
15/01/2013, 09:41 PM
الأثر الذي يتركه القول على الانسان

يعتمد على عوامل عديدة

على :

المتكلم
والمستمع
ونوع الكلام وطريقته
ولغة الجسد
والبيئة
وحال كل من المتكلم والمستمع
وواقع القول والكلام ومدى صدقه وكذبه والرضا والقبول
ومدى الإدراك الذي يعتمد على فكر وثقافة كل منهما


وكل ذلك من وجهت نظري خاضع لتوفيق الله جل وعلا للعباد وابتلاء لهم
فهناك صادقون قد يكون لهم أثر جميل وقد لا يكون !!
ودجالون يصدقهم الناس وهم كاذبون
ويكون لكلامهم أثر ما قد يكون جميلا

فليس كل ما يخرج من القلب يصل للقلب فهناك قلوب غلف لا تفقه من الحق شيئا
وهناك ألسن لينة كاذبة تسحر القلوب والألباب " إن من البيان لسحرا " فالأمر نسبي - مجرد وجهت نظر - !

تحياتي أستاذنا الأديب سعيد نويضي ~

سعيد نويضي
17/01/2013, 01:44 AM
ما شاء الله
الفكرة رائعه , تصور زمن قد اصبح المظاهر والتظاهر تطغي علي الجوهر والحقيقة
سلمت يداك استاذ سعد

بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديبة صافيناز...

الروعة هي قراءتك التي تركت صدى طيبا...
فالعلاقة التي تحدثها آثار المظاهر قد تكون أكثر فعالية من تلك التي تحدثها المعاني...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
17/01/2013, 10:33 PM
السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل : سعيد النويضي
لا أدري لم قصتك هذه أعادت ذاكرتي لقصة سيدنا موسى والخضر
ربما لأن الباحث لم يتطلع لنواياهم .
لأن السلوك في الغالب لا يعكس دواخل البشر بنسبة مطلقة وتامة
ربما المرء فينا قد يعترض سلوكه عوارض كثيرة فلا تعكس حقائق وجده أو ذاته
فيه منا من يأتي ليقول شيء فيبدي عكس ما أراده الشخص وذلك راجع لعجزه على تحديد أهدافه
أو نواياه في التعبير والتعامل /
والتساؤل هنا أو علامة الإستفهام بالأقصوصة أمر وارد لكل انسان أراد أن يوصل رسالة للمستمع
بمفهومها الصحيح لكن لا يخفى عن البديهة أن طبيعة البشر تتفرق بين شخص وأخر
فيه المستمع المدرك المنصت وفيه المستمع الغير آبه وفيه من يستمع اليوم ولا يستوعب الا بعد أيام
فقوة الإدراك صفة وهبة ربانية لعباده /
وعلى الملقي أن لا يصدر أحكاما مسبقة فليدع الوقت يعمل عمله مادام هو مقتنع بجمال أقواله .
قصة بها موعظة ودعوة للإنصات عند الإستماع .
وان شاء الله آثار طيبة .
تحيتي واحترامي .



بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديبة الفاضلة خديجة بن عادل...

راقني كثيرا تعليقك و مداخلتك أيتها الأخت الفاضلة لما سطرتيه من محطات بينما تذكيرك و تذكيرنا بجمالية و عبرة و حكمة القصص القرآني و ما يمكن أن ندرجه في إطار علم النفس السلوكي و ما يعبر عنه بالوجدان و الخواطر و كذلك طبيعة الإنسان المتسائلة عن الفعل و عن رد الفعل كحالة من الحالات التي ينتظم سلوك الإنسان ضمن معادلاتها...

فقصة الخضر مع موسى عليهما السلام و على الرسل والأنبياء جميعا صلوات الله و سلامه...تجعلنا نطرح هل الإنسان قادر على الصبر على الشيء الذي لا يفهمه في وقته...فيصبر حتى يفهمه إما عن طريق الغير أو عن طريق الاجتهاد و الجهد و التعب...كذلك تجعلنا نطرح السؤال هل حقا ما لدينا من علم يكفينا لغدنا أم علينا أن نتزود بالعلم حتى نكون للحق أقرب و بالحقيقة أعلم جاعلين من التقوى هدفا و غاية نكدح من أجلها و ندعو إليها...
حقا في قصة الخضر و موسى عليهما السلام كانت النوايا هي مصدر الأفعال التي ينافي ظاهرها المألوف مما تعارف عليه البشر كبشر و موسى عليه السلام اصطفاه الله جل و علا من البشر ليكون رسولا...لكنه لم يفقد بشريته لما اصطفاه الله جل و علا و جعله رسولا لبني إسرائيل...و بالتالي تظل ردود الفعل التي تصدر منه كباقي ردود فعل البشر حتى يأتيه الوحي أو من يعلمه شيئا قد غاب عنه لادعاءه العلم...فيفقه حقيقة الأمور بعد تفسير و تعليل الأفعال بقانون تعارف عليه الفكر البشري هو قانون العلية أو قانون السببية...و ما كان ذلك إلا رحمة من الله جل و علا ليعلم أن فوق كل ذي علم عليم...سبحانه عما يصفون...

فالأشياء التي تحدث لها غاية أو غايات معينة لا يعلم حقيقتها إلا الله جل و علا و من أتاه الله من الهداية إلى الحق...و الحق هو الصراط المستقيم الذي يردده المصلي 17 مرة في كل يوم و ليلة في سورة الفاتحة...
هذا ما ذكرتني به و غيره مما لم أذكره حتى لا أطيل عليك و على القارئ عندما أشرت إلى قصة الخضر و موسى عليهما السلام...و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا فالله يزكي من يشاء يمن بفضله و رحمته على من يشاء...

كذلك الإشارة إلى طبيعة التفاوت بين فهوم الناس من مستمع مدرك و مستمع لاه و مستمع قليل الفهم أو فهمه بطيء...حقا كما ذكرتني و ذكرت القارئ و كما بين العلم في مقاييس الذكاء و الفهم أن هناك مستويات للفهم و الإدراك...و لكن هذا لا يعني أن المستوى الثقافي هو المحدد لطبيعة الفهم و الإدراك و لكن هو مساعد لعملية الاستيعاب...

و خير دليل هو الرسول عليه الصلاة و السلام وهو الأمي الذي لم يقرأ قط و لم يكتب قط و كانت سيرته قبل البعثة حتى يكون قدوة للبشر من أرفع و أنقى و أطهر و أجمل و أفضل السير استقامة و خلقا...فالعلم حقا يرفع الفكر و يرفع العقل/القلب معا لكن الفطرة التي يتساوى فيها الكل من حيث الخلق تتفاوت من حيث الصفاء و النقاء و من حيث درجة الاستيعاب...و من أجل ذلك كان العلم بالتعلم فنزلت كلمة الحق "اقرأ" حتى تفتح بها أبواب العلم و المعارف و يرتقي بها الإنسان إلى عنان السماء و ينزل بها إلى أعماق البحار و يحلق بها في الآفاق...

فتأمل هذه الآية الكريمة: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }الحاقة12

لنجعل الواقعة التي كان فيها نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين عبرة وعظة, وتحفظها كل أذن مِن شأنها أن تحفظ, وتعقل عن الله ما سمعت.[التفسير الميسر].

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
19/01/2013, 12:01 AM
الأثر الذي يتركه القول على الانسان

يعتمد على عوامل عديدة

على :

المتكلم
والمستمع
ونوع الكلام وطريقته
ولغة الجسد
والبيئة
وحال كل من المتكلم والمستمع
وواقع القول والكلام ومدى صدقه وكذبه والرضا والقبول
ومدى الإدراك الذي يعتمد على فكر وثقافة كل منهما


وكل ذلك من وجهت نظري خاضع لتوفيق الله جل وعلا للعباد وابتلاء لهم
فهناك صادقون قد يكون لهم أثر جميل وقد لا يكون !!
ودجالون يصدقهم الناس وهم كاذبون
ويكون لكلامهم أثر ما قد يكون جميلا

فليس كل ما يخرج من القلب يصل للقلب فهناك قلوب غلف لا تفقه من الحق شيئا
وهناك ألسن لينة كاذبة تسحر القلوب والألباب " إن من البيان لسحرا " فالأمر نسبي - مجرد وجهت نظر - !

تحياتي أستاذنا الأديب سعيد نويضي ~


بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

راقني كثيرا طريقة تحليلك للقصيصة و استخراج العناصر التي يمكن اعتبارها تؤدي إلى"أثر أو آثار"...

متكلم + مستمع +(كلام + قول) + مقام ( الحال و المآل و المناسبة) = رسالة (تحمل غاية و هدف)

تلاحطين يا أختاه أن عناصر المعادلة يضاف بعضها إلى بعض ليشكل وحدة الطرف الأول من المعادلة...الطرف الثاني يقدم لنا رسالة على اعتبار أن كل خطاب هو حامل لرسالة (صادقة أو كاذبة) ، (صحيحة أو خاطئة) ،(منطقية أو عبثية)...هذه الرسالة تقرأ على وجهين :
1 - الوجهة الأولى هو خلفية المتكلم و كيف اختار الكلمات و الأسلوب أو الأدوات لتبليغ كلامه أو قوله أو ما يريد تبليغه للآخر على اختلاف الحالات التي يوجد فيها و تبعا لمداركه و لمستواه و لمدى تحكمه و استيعابه للأدوات المستعملة...
2 - الوجهة الثانية هي خلفية المتلقي - المستمع و مدى استيعابه و إدراكه و تعامله مع الأصوات إن كان الخطاب صوتيا أو لوحات و مشاهد إذا كان الخطاب مرئيا أو قراءة و فهما و تحليلا و نقدا إن كان الخطاب مكتوبا...
فالرسالة هي ذاك الجسر الذي يجمع بين المتكلم و المستمع...و من هنا هل يمكن القول أن كل كلام هو قول حامل لرسالة معينة...؟
و نظرا لوجود مسألة الثنائية كمعطى موضوعي يختلط على المتكلم و المستمع هل يضع الخطاب - الرسالة موضع اللغو أو موضع اللغة...على أساس أن اللغو هو كلام لا تتحمله اللغة و أن القول هو لغة تزن الكلمات قبل أن تسطرها لأن الكلمة مسئولية قبل أن تكون حروف جوفاء لا معنى لها كما في اللغو...

هكذا قرأت مداخلتك التي حاولت أن أستخرج منها شيئا يزيد من توضيح مضامين القصيصة...

تظل إضافة أخرى لما جاء في تعليقك و قراءتك العميقة هي حقيقة "فليس كل ما يخرج من القلب يصل للقلب فهناك قلوب غلف لا تفقه من الحق شيئا
وهناك ألسن لينة كاذبة تسحر القلوب والألباب " إن من البيان لسحرا " فالأمر نسبي - مجرد وجهت نظر - ! "

فنسبية القول في صدقه و حقيقته أو في كذبه و بطلانه يكون متعلقا بالمتكلم و ليس بالمستمع...فالخطاب الإنساني خطاب نسبي حتى ولو كان متعلق بالعلوم الحقة فما بالك بالعلوم الإنسانية و الفن و الأدب يعتبر من الفنون الإنسانية...لأن كل خطاب هو موجه للإنسان باعتباره مستمع قبل أن يكون متكلم...

لذلك يظل السؤال كيف استطاع الإنسان أن ينسى أن الخطاب الإلهي هو خطاب الحق و الصدق و لا يمكن أن نضعه موضع الكلام أو القول النسبي كما هو شأن الخطاب الإنساني...؟
فحضور النسبية كمنظومة فكرية معرفية مشككة في كل اليقينيات جعلت الإنسان يسمع قول الحق و كلام الله جل في علاه و لا يحاول أن يبحث عن السبب في عدم تركه الأثر بل الآثار التي ذكرنا بها الله جل و علا في القرآن الكريم:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل من الجبال, ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد, لأبصَرْته على قوته وشدة صلابته وضخامته، خاضعًا ذليلا متشققًا من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال نضربها, ونوضحها للناس ؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر القرآن, وتفهم معانيه, والعمل به. [التفسير الميسر].

تحيتي و تقديري للأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

سميرة رعبوب
19/01/2013, 12:58 AM
بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

راقني كثيرا طريقة تحليلك للقصيصة و استخراج العناصر التي يمكن اعتبارها تؤدي إلى"أثر أو آثار"...

متكلم + مستمع +(كلام + قول) + مقام ( الحال و المآل و المناسبة) = رسالة (تحمل غاية و هدف)

تلاحطين يا أختاه أن عناصر المعادلة يضاف بعضها إلى بعض ليشكل وحدة الطرف الأول من المعادلة...الطرف الثاني يقدم لنا رسالة على اعتبار أن كل خطاب هو حامل لرسالة (صادقة أو كاذبة) ، (صحيحة أو خاطئة) ،(منطقية أو عبثية)...هذه الرسالة تقرأ على وجهين :
1 - الوجهة الأولى هو خلفية المتكلم و كيف اختار الكلمات و الأسلوب أو الأدوات لتبليغ كلامه أو قوله أو ما يريد تبليغه للآخر على اختلاف الحالات التي يوجد فيها و تبعا لمداركه و لمستواه و لمدى تحكمه و استيعابه للأدوات المستعملة...
2 - الوجهة الثانية هي خلفية المتلقي - المستمع و مدى استيعابه و إدراكه و تعامله مع الأصوات إن كان الخطاب صوتيا أو لوحات و مشاهد إذا كان الخطاب مرئيا أو قراءة و فهما و تحليلا و نقدا إن كان الخطاب مكتوبا...
فالرسالة هي ذاك الجسر الذي يجمع بين المتكلم و المستمع...و من هنا هل يمكن القول أن كل كلام هو قول حامل لرسالة معينة...؟
و نظرا لوجود مسألة الثنائية كمعطى موضوعي يختلط على المتكلم و المستمع هل يضع الخطاب - الرسالة موضع اللغو أو موضع اللغة...على أساس أن اللغو هو كلام لا تتحمله اللغة و أن القول هو لغة تزن الكلمات قبل أن تسطرها لأن الكلمة مسئولية قبل أن تكون حروف جوفاء لا معنى لها كما في اللغو...

هكذا قرأت مداخلتك التي حاولت أن أستخرج منها شيئا يزيد من توضيح مضامين القصيصة...

تظل إضافة أخرى لما جاء في تعليقك و قراءتك العميقة هي حقيقة "فليس كل ما يخرج من القلب يصل للقلب فهناك قلوب غلف لا تفقه من الحق شيئا
وهناك ألسن لينة كاذبة تسحر القلوب والألباب " إن من البيان لسحرا " فالأمر نسبي - مجرد وجهت نظر - ! "

فنسبية القول في صدقه و حقيقته أو في كذبه و بطلانه يكون متعلقا بالمتكلم و ليس بالمستمع...فالخطاب الإنساني خطاب نسبي حتى ولو كان متعلق بالعلوم الحقة فما بالك بالعلوم الإنسانية و الفن و الأدب يعتبر من الفنون الإنسانية...لأن كل خطاب هو موجه للإنسان باعتباره مستمع قبل أن يكون متكلم...

لذلك يظل السؤال كيف استطاع الإنسان أن ينسى أن الخطاب الإلهي هو خطاب الحق و الصدق و لا يمكن أن نضعه موضع الكلام أو القول النسبي كما هو شأن الخطاب الإنساني...؟
فحضور النسبية كمنظومة فكرية معرفية مشككة في كل اليقينيات جعلت الإنسان يسمع قول الحق و كلام الله جل في علاه و لا يحاول أن يبحث عن السبب في عدم تركه الأثر بل الآثار التي ذكرنا بها الله جل و علا في القرآن الكريم:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل من الجبال, ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد, لأبصَرْته على قوته وشدة صلابته وضخامته، خاضعًا ذليلا متشققًا من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال نضربها, ونوضحها للناس ؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر القرآن, وتفهم معانيه, والعمل به. [التفسير الميسر].

تحيتي و تقديري للأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...


أستاذي الكريم سعيد نويضي
أشكرك على ردك المستفيض
أستاذي قلت في ردك : " فنسبية القول في صدقه و حقيقته أو في كذبه و بطلانه يكون متعلقا بالمتكلم و ليس بالمستمع.." عفوا كيف يكون متعلق بالمتكلم في حالة كونه كلاما حقا والآخر " المستمع " لا يصدقه لأسباب قد تتعلق به ؟ وهل يمكن أن أجعل عدم قبول المستمعين لقول أحدهم في ميزان واحد وعلى مرتبة واحدة ؟!

أستاذي هل في القصة ما يشير إلى أن القول هو كلام الله تعالى ؟ أنت قلت : قالوا شيء جميل !!
والقول الجميل يشمل كل كلام مفيد حسن فأنّى لي أن أعلم بأنك تقصد كلام الله تعالى ، أنا قرأت على حسب المعطيات الموجودة في النص وعلى حسب ما أملك من علم متواضع وهبني الله تعالى إياه .. ؟

فعذرا إن أخطأت القراءة .. تحياتي ~

سعيد نويضي
19/01/2013, 05:16 PM
أستاذي الكريم سعيد نويضي
أشكرك على ردك المستفيض
أستاذي قلت في ردك : " فنسبية القول في صدقه و حقيقته أو في كذبه و بطلانه يكون متعلقا بالمتكلم و ليس بالمستمع.." عفوا كيف يكون متعلق بالمتكلم في حالة كونه كلاما حقا والآخر " المستمع " لا يصدقه لأسباب قد تتعلق به ؟ وهل يمكن أن أجعل عدم قبول المستمعين لقول أحدهم في ميزان واحد وعلى مرتبة واحدة ؟!

أستاذي هل في القصة ما يشير إلى أن القول هو كلام الله تعالى ؟ أنت قلت : قالوا شيء جميل !!
والقول الجميل يشمل كل كلام مفيد حسن فأنّى لي أن أعلم بأنك تقصد كلام الله تعالى ، أنا قرأت على حسب المعطيات الموجودة في النص وعلى حسب ما أملك من علم متواضع وهبني الله تعالى إياه .. ؟

فعذرا إن أخطأت القراءة .. تحياتي ~


بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

من قال أنك أخطأت القراءة...عفوا إن كان كلامي فيه شيء من الغموض أو من عدم الوضوح....

الحديث عن نسبية القول في حق المتكلم يعود لكونه كلامه هو أي كلام يصدر عن إنسان...فكل كلام كما قال أحد الأئمة الكبار الإمام الشافعي رحمه الله جل و علا "كلامي صواب يحتمل الخطأ و كلامك خطأ يحتمل الصواب"...من هذه الزاوية يمكن اعتبار أن الفقيه قد سبق صاحب النسبية فيما يخص يقينية الحقيقة فيما يقوله البشر و ليس فيما قاله و يقوله الله عز و جل...
كما أن المستمع قد يصدق و قد لا يصدق بحسب أدواته المعرفية و طريقة تعامله مع ما يتلقى من خطابات و معلومات...

أفضل الكلام كلام الله جل و علا و بالتالي أجمل الكلام هو كلامه و من تم كان قوله جل و علا ضمنيا ضمن الكلام الذين سمعوه و عبروا عنه بكونه جميل...

أتمنى أن تكون قد اتضحت مرامي القصيصة و تحيتي و تقديري المتواصل و لا عدمناك قارئة و ناقدة و مبدعة...