fadya
30/04/2007, 10:34 AM
--------------------------------------------------------------------------------
فاديا سعد
عزوف الكاتبات
إن عزوف الكاتبات "في سوريا"عن الانتاج الفكري السياسي جزءاً من أزمة عامة، تخص إنتاج الفكر السياسي عموماً. فالساحة السورية مليئة بالشعر والأدب وأبناء عمومتهما من الفنون الأخرى لكن في إنتاج الفكر والتنظير السياسي، فالقلم النسائي فقير بالفعل. و لا بد من إلقاء الضوء على بعض الأسباب، التي لا تقل أهمية.
اعتبرت مجتمعاتنا العربية ومنها المجتمع السوري قديماً أنها أمة "شعر" أي في باطن الكلام: "التقليل" من شأن المحاكمة العقلية، الذي يحتاجها الانتاج الفكري عموماً. وكانت هذه أرضية خصبة لها أثرها على التوجه العام للإنتاج الفكري.
وإذا كانت المحاولات الفكرية جادة في عصر النهضة في تقدم المحاكمة العقلية خطوة، إلا أن مواجهة التيارات السلفية لها، واستيعاب النظم الشمولي لها أعادتها خطوات.
وإذا كانت هذه حال المجتمعات في البلدان العربية و-سوريا- فإننا نعرف تماماً البيئة التي نشأ وترعرع فيها القلم النسائي.
وللإنصاف نوجز بعض المعيقات التي واجهت العقول المفكرة:
- تقدم أولوية العمل الحزبي والنشاط السياسي في فترة الخمسينات والستينات على الإنتاج الفكري، وهذا خضع في جزء منه، إلى تقدم أولوية الهدف التحرري على كل ما عداه من أهداف، ليصبح الخيار العسكري في تحرير الأرض مقياس الوعي الوطني ومعياره في الفترات اللاحقة، والتقليل من شأن الفلسفة نفسها.
فمنتج الفكر االقادر على تبني النظريات الأيديولوجية وتطويرها من خلال تطوير المنهج والأسلوب وهذا ما نقصد - المحاكمة العقلية – خضع للاستخفاف العام.
- ابتلاع منتج الفكر، الذي مارسته السلطات داخل الحكم، وجعل البعض منهم يقف ضمن صفوفها " منظري السلطة" ، أو خارجها من التيارات السلفية، أو حتى التنظيمات الحزبية، فجميع هذه الأطراف شجعت منتجي الفكر على مقاس التنظيمات كل من موقعه، وهذا ما أثر سلباً على مسيرة الإنتاج الفكري..
- أوضاع سياسية قائمة على الهيمنة، والسلبية، بينما الانتاج الفكري بحاجة إلى مساحة واسعة من الحرية لا تحاكم على الأفكار والتطلعات.
الانتكاسات المتلاحقة والسريعة وفشل المشاريع التنموية والقومية بلبلت الساحة الفكرية.
في العودة للانتاج الفكري السياسي للكاتبات كان هناك عوامل إضافية جعلتها أكثر عزوفاً عن الجهاد الفكري السياسي:
أولاً: في الخلفية العقلية، فإن مجال الفكر على العموم، خاص بالرجال.
ثانياً: توجيه الإنتاج الفكري إلى خندق الأمومة والطفولة. وهذا ما شجعته السلطة والأحزاب.
هناك أسباب تتعلق بالمفكرات أنفسهن:
أولاً: مستوى وعيهن وإدراكهن، لتجربتهن في التعرف على ذواتهن كمنتجات فكر سياسي.
وهذا ما يطرح مسألة القوقعة التي وضعت البعض منهن أنفسهن فيها أي –الصالونات- الأدبية والفكرية، وتحويلها بعضها لاستعراضات فكرية أخذت شكل "بريستيج" الكاتبة ذاتها. فنحن لا نسمع على سبيل المثال صالون الكاتب فلان. لكن نقول منتدى الكاتب..
إن اختلاط المسببات وتداخلها بين العام والخاص. أنتج مجتمعاً مسكوناً بالأزمات ومنها أزمة القلم النسائي في الإنتاج الفكري.
مع ذلك فالرهان ما يزال قائماً على تخطيها هذه العوائق.
Back to top
فاديا سعد
عزوف الكاتبات
إن عزوف الكاتبات "في سوريا"عن الانتاج الفكري السياسي جزءاً من أزمة عامة، تخص إنتاج الفكر السياسي عموماً. فالساحة السورية مليئة بالشعر والأدب وأبناء عمومتهما من الفنون الأخرى لكن في إنتاج الفكر والتنظير السياسي، فالقلم النسائي فقير بالفعل. و لا بد من إلقاء الضوء على بعض الأسباب، التي لا تقل أهمية.
اعتبرت مجتمعاتنا العربية ومنها المجتمع السوري قديماً أنها أمة "شعر" أي في باطن الكلام: "التقليل" من شأن المحاكمة العقلية، الذي يحتاجها الانتاج الفكري عموماً. وكانت هذه أرضية خصبة لها أثرها على التوجه العام للإنتاج الفكري.
وإذا كانت المحاولات الفكرية جادة في عصر النهضة في تقدم المحاكمة العقلية خطوة، إلا أن مواجهة التيارات السلفية لها، واستيعاب النظم الشمولي لها أعادتها خطوات.
وإذا كانت هذه حال المجتمعات في البلدان العربية و-سوريا- فإننا نعرف تماماً البيئة التي نشأ وترعرع فيها القلم النسائي.
وللإنصاف نوجز بعض المعيقات التي واجهت العقول المفكرة:
- تقدم أولوية العمل الحزبي والنشاط السياسي في فترة الخمسينات والستينات على الإنتاج الفكري، وهذا خضع في جزء منه، إلى تقدم أولوية الهدف التحرري على كل ما عداه من أهداف، ليصبح الخيار العسكري في تحرير الأرض مقياس الوعي الوطني ومعياره في الفترات اللاحقة، والتقليل من شأن الفلسفة نفسها.
فمنتج الفكر االقادر على تبني النظريات الأيديولوجية وتطويرها من خلال تطوير المنهج والأسلوب وهذا ما نقصد - المحاكمة العقلية – خضع للاستخفاف العام.
- ابتلاع منتج الفكر، الذي مارسته السلطات داخل الحكم، وجعل البعض منهم يقف ضمن صفوفها " منظري السلطة" ، أو خارجها من التيارات السلفية، أو حتى التنظيمات الحزبية، فجميع هذه الأطراف شجعت منتجي الفكر على مقاس التنظيمات كل من موقعه، وهذا ما أثر سلباً على مسيرة الإنتاج الفكري..
- أوضاع سياسية قائمة على الهيمنة، والسلبية، بينما الانتاج الفكري بحاجة إلى مساحة واسعة من الحرية لا تحاكم على الأفكار والتطلعات.
الانتكاسات المتلاحقة والسريعة وفشل المشاريع التنموية والقومية بلبلت الساحة الفكرية.
في العودة للانتاج الفكري السياسي للكاتبات كان هناك عوامل إضافية جعلتها أكثر عزوفاً عن الجهاد الفكري السياسي:
أولاً: في الخلفية العقلية، فإن مجال الفكر على العموم، خاص بالرجال.
ثانياً: توجيه الإنتاج الفكري إلى خندق الأمومة والطفولة. وهذا ما شجعته السلطة والأحزاب.
هناك أسباب تتعلق بالمفكرات أنفسهن:
أولاً: مستوى وعيهن وإدراكهن، لتجربتهن في التعرف على ذواتهن كمنتجات فكر سياسي.
وهذا ما يطرح مسألة القوقعة التي وضعت البعض منهن أنفسهن فيها أي –الصالونات- الأدبية والفكرية، وتحويلها بعضها لاستعراضات فكرية أخذت شكل "بريستيج" الكاتبة ذاتها. فنحن لا نسمع على سبيل المثال صالون الكاتب فلان. لكن نقول منتدى الكاتب..
إن اختلاط المسببات وتداخلها بين العام والخاص. أنتج مجتمعاً مسكوناً بالأزمات ومنها أزمة القلم النسائي في الإنتاج الفكري.
مع ذلك فالرهان ما يزال قائماً على تخطيها هذه العوائق.
Back to top