المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكذوبة هيكل سليمان ، تكشفها الحقائق



بنت الشهباء
30/04/2007, 11:59 AM
أكذوبة هيكل سليمان ، تكشفها الحقائق

لم يخلق على هذه الأرض من هو أجبن، ولا أكذب، ولا أحقر من أعداء الله اليهود ...

أما جبنهم، فيحاولون تغطيته بالتفوق العسكري ... لكن الله عز وجل رغم ذلك، وعد المؤمنين بالنصر عليهم بما استطاعوا من قوة ... أي حتى بالحجارة إن لزم الأمر ... وهي أدنى حدود الاستطاعة ... وهو ما يحصل الآن في ساحة الجهاد على ثرى فلسطين الطاهر.

أما كذبهم فحدث ولا حرج ... وما محاولاتهم للسيطرة على الإعلام الدولي، إلا لبث أكاذيبهم، من خلال كافة الوسائل ... حيث يتلقفها معظم الناس، لثقتهم العمياء بوسائل الإعلام، وبسبب عدم الاطلاع، وسطحية الثقافة، وقلة الإمكانات الفردية.

واليهود لا يكذبون ولا يزورون عبثا لمجرد الكذب والتزوير فقط ... بل إن الكذب والتزوير هو بالنسبة لهم أسلوب حياة ومنهاج عمل ... فهم أثناء فرض هيمنتهم بالقوة الغاشمة على أراضى المسلمين، يسعون إلى تزوير التاريخ والجغرافيا، محاولين دعم احتلالهم ووجودهم، وإعطائه الشرعية بأكاذيب لا اصل لها، لكنها -مع الأسف- تنطلي على العالم، وتنطلي على بعض المسلمين لاعتمادهم على المصادر الإعلامية الدولية المسيطر عليها صهيونيا، ولتبنيها من قبل القوى الاستعمارية المساندة لإسرائيل.

والمطلوب اليوم قبل الغد التصدي والمقاومة لهذه الأكاذيب التي اصبح يرددها حتى المخلصون من المسلمين، دون وعي أو إدراك منهم لزيفها أو خطورتها.

فكلنا نعرف أن حائط البراق هو أثر إسلامي بناه المسلمون، وأنه الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وأن علماء الآثار مجتمعون (حتى اليهود منهم) متأكدون من ذلك ... إلا أن الادعاءات والإيماءات اليهودية حول كونه جدارا بارزا من هيكلهم المزعوم أخذت مكانها في وسائل الإعلام الغربية، ورددتها -للأسف- كالببغاوات بعض وسائل الإعلام العربية.

كذلك الآثار الإسلامية التي أمر بإنشائها الخليفة العثماني المسلم السلطان سليمان القانوني كلها تقريبا، تم تجييرها من قبل اليهود، ودون أدنى حياء إلى الملك سليمان عليه السلام، وذلك من أجل دعم ادعائهم الباطل -طبعا- بأنه كان ملكا من ملوك فلسطين ... مثل إسطبلات سليمان في الحرم الشريف، وبرك سليمان ... وحتى مقام الشيخ يوسف القريب من مقام الشيخ غانم في مدينة نابلس ... احتله المستوطنون، وادعوا انه قبر النبي يوسف عليه السلام، وصدقهم العالم الذي اخذ يردد زورا وبهتانا هذا الادعاء، وبان هذا المقام مكان مقدس لدى اليهود ... رغم أن السامرة من يهود مدينة نابلس العربية ومواطنيها يعرفون حقيقة الأمر ... لكنهم وللعجب يسكتون ويصمتون!!! أما المكان الذي كشفه اليهود لنا على قمة جبل في البتراء، فلسنا نعلم إن كان مقاما لشيخ يدعى هارون، وربما كان يتوجب علينا أن نسأل المسؤولين عن السياحة في بلدنا -الذين سرهم هذا الاكتشاف- إن كانوا يعلمون. والظاهر أن المسؤولين لا يوجد لديهم أي مانع أو اعتراض، ما دام في هذا الأمر تشجيع للسياحة... والله أعلم ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

كذلك، الآثار البيزنطية في بيسان وغيرها، والتي لا تختلف عن آثار جرش، أصبحت هي الأخرى -وبقدرة قادر- آثارا يهودية، فتلك الكنيسة أصبحت كنيسا، وذلك المبنى يصبح كنيست (مبنى برلمان اليهود الديموقراطيين كثيرا !!!)، وما عليكم إلا التصديق.

أكذوبة الهيكل ... هيكل سليمان المزعوم ... وردت في كتاب البايبل الذي كتب في بابل بعد عام 568 قبل الميلاد ولفقت تاريخيا لما بعد عهد نزول التوراة ... هذا التاريخ كتبه اليهود، وهم في حال من الذل والسبي والاضطهاد، مما أوجد لدى اليهود ردة فعل وحقدا جعلاهم يختلقون حكايات من أخيلتهم، ليس لها أي أساس، ولا تعتمد على أي مصدر تاريخي.

ورد في الإصحاح السادس من سفر الملوك، أن سليمان بنى بيتا للرب، طوله ستون ذراعا، وعرضه عشرون ذراعا، وارتفاعه ثلاثون ذراعا، وأمامه رواق طوله عشرون ذراعا، وعرضه عشر اذرع، وبه محراب طوله عشرون ذراعا، وعرضه عشرون ذراعا، وارتفاعه عشرون ذراعا، كسي بالذهب الخالص، وأن بنائه استغرق سبع سنوات. أما بيت سليمان فقد كان طول رواقه خمسون ذراعا، وعرضه ثلاثون ذراعا، واستغرق بناؤه ثلاثة عشر عاما. هذا المبنى الخيالي اختفى فجأة، وكل هذه المساحات اندثرت، ولم يعد لها وجود. فهل كان هناك في مدينة القدس هيكل للملك سليمان الذي تشير كل الأدلة إلى انه عاش في اليمن، قريبا من مملكة بلقيس، ولم يعش في فلسطين؟ أم أن ذلك كله من خيال اليهود الذين كتبوا البايبل بعد مجيء سليمان بأربعماية عام؟

لا زال بحاثة الهيكل المزعوم، يبذلون جهودا مضنية في البحث والتنقيب، في منطقة الحرم الشريف من جهة، وفي كتبهم القديمة مثل سفر الملوك والمشنا وحزقيال وغيرها من جهة أخرى. أما أبحاثهم وحفرياتهم وأنفاقهم في منطقة الحرم الشريف، فلم تؤد بالتأكيد إلى أي نتيجة تؤيد ادعاءاتهم الباطلة، ولم يعثروا حتى الآن سوى على الآثار الإسلامية والبيزنطية التي تؤكد إسلامية وعروبة المكان. وأما محاولاتهم اليائسة والمستميتة والمستمرة من أجل مطابقة الأوصاف والمقاييس المتناقضة لهيكلهم المزعوم الموجودة في تلك الكتب، مع منطقة الحرم الشريف، فهي مثيرة للضحك، حيث يخرج كل منهم بشكل مختلف للهيكل المقترح، ويقوم كل منهم بأخذ ما يناسبه، وترك مالا يناسبه من معلومات ومقاييس. فقد جربوا كل أنواع الأذرعه (كوبيت). فهم أحيانا يجربون الذراع الكبير، وفي أحيان أخرى يجربون الذراع الصغير، ويجربون الذراع المصري، ونماذج أخرى من الأذرعه الموجودة لدى بعض المتاحف، ويحاولون تجاهل التناقضات الواردة في الكتاب الواحد، والتي تدل بشكل واضح على عدم صحة أومرجعية تلك الكتب. بل انهم يحاولون حتى الاستعانة بالصور القديمة للحرم الشريف والمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، ويعملون على تحميلها ما لا تحتمل من التفسيرات والتعليلات التي تصب في محاولاتهم المستميتة من أجل المطابقة بين الخيال والواقع الذين يريدون تغييره لمصلحتهم، بأي شكل وبأية وسيلة وبأي ثمن.

كلنا نعلم، واليهود أيضا يعلمون، أن خروج بني إسرائيل من مصر كان بحرا من خلال البحر الأحمر إلى الشاطئ الشرقي من هذا البحر، حيث أقام موسى فترة في الصحراء (البرية) هناك، ولم يكن خروجهم برا من خلال صحراء سيناء. وبالتالي لم يتجه قوم موسى اليهود إلى فلسطين، بل إلى جزيرة العرب، أرض كنعان، حيث أمرهم موسى بالذهاب من ذلك المكان، والاتجاه جنوبا، فقد ورد في الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الأول أن موسى قال لقومه: (اذهبوا من هنا إلى الجنوب، واصعدوا إلي الجبل، وانظروا إلى الأرض كيف هي) وقال لنفر من قومه أيضا: ( اصعدوا من هنا إلى الجنوب، فتجسسوا ارض كنعان التي تفيض لبنا و عسلا) أي أن موسى لم يوجه رجاله إلى شمال الجزيرة العربية، وانما إلى الجنوب باتجاه اليمن التي كانت أرضا خصبة غنية بالزراعة والأثمار، والتي كانت بالفعل تفيض لبنا وعسل حسب ما ورد في المراجع التاريخية للرحالة الجغرافيين العرب وغيرهم. وبناء على ذلك، فقد كان تيه بني إسرائيل في صحراء الربع الخالي، ولم يكن في صحراء سيناء. وقد نزلت التوراة على موسى بعد خروجه من مصر، عند الجبل الذي لم يكن بعيدا عن المكان الذي أقام فيه بنو إسرائيل في الجهة الشرقية من البحر الأحمر، قرب بحر فاران، قبل مجيء الملك سليمان بأربعماية عام.

ونقول لمن يصدق الادعاءات اليهودية حول هيكل سليمان المزعوم أن أدلة كثيرة في القران الكريم تشير إلى أن الملك سليمان كان مقيما في اليمن، وانه لم يكن مقيما في فلسطين. فوادي النمل وعين القطر اللذان ورد ذكرهما في القران الكريم، لا زالا موجودان في اليمن حتى الآن، كما يرد ذكرهما في كافة المراجع الجغرافية القديمة التي جرى تأليفها قبل ما يزيد عن الألف عام. وهدهد بلقيس لم يكن ببعيد عن قصرها في مأرب باليمن. كذلك بالنسبة للريح التي سخرها الله سبحانه وتعالى لسيدنا سليمان (وسخر له الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي بارك الله فيها) فهذه الريح كانت تأتي من عند سليمان وبأمره إلى فلسطين الأرض التي بارك الله فيها مما يدل على أن سليمان لم يكن من سكان فلسطين أو القدس. فأين سليمان من فلسطين ومن القدس ومن الهيكل المزعوم؟

كما انه لم تكن هناك تعليمات لدى سليمان أو لدى بني إسرائيل ببناء أي هيكل أو معبد أو مذبح. و انما قد يكون أقام مسجدا للعبادة مثل كل دور العبادة لدى كافة الأديان.

على كل واحد منا واجب التصدي لمثل هذه الأكاذيب في كل مكان، وخاصة على الإنترنت، حيث تكثر المواقع الصهيونية التي تقوم ببثها، والتي ينبغي علينا مراقبتها، ومحاربتها، وشكايتها، والتسبب في منعها، لان الكثير منها ينتهك حقوق الطبع والنشر، وهي الطريقة الأفضل لاخراجها من الشابكة العالمية، ومضايقتها باستمرار.


بارك الله بمن أرسلها لي على الايميل , وجزاه الله خيرا ....

منذر أبو هواش
30/04/2007, 12:28 PM
الأخت بنت الشهباء،

تحية طيبة وبعد،

لا أعرف من أرسلها إليك بالضبط،
لكنها إحدى مقالاتي بكل تأكيد :)

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.

والسلام عليكم.

منذر أبو هواش

بنت الشهباء
30/04/2007, 12:45 PM
الأخت بنت الشهباء،

تحية طيبة وبعد،

لا أعرف من أرسلها إليك بالضبط،
لكنها إحدى مقالاتي بكل تأكيد :)

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.

والسلام عليكم.

منذر أبو هواش


أستاذنا الفاضل
منذر أبو هواش
وصلني اليوم ردا على موضوع لي في منتدى البحوث
ومن خلال التصفح وجدت هذا المقال
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=6088&page=8
والمرسل للأمانة كان عليه أن يكتب من هو الكاتب ....
ولكن يا أستاذنا يكفينا فخرًا وعزة أن نرى أعمالك تتناقلها المواقع بهدف نشر الحقائق عن هؤلاء اليهود
ونسأل الله أن يجعل لك هذا كله يارب في ميزان حسناتك
إنه سميع مجيب

وعذرًا منك يا أستاذنا أحببت فقط أن أنقل ما جاءني كما هو للأمانة

منذر أبو هواش
30/04/2007, 01:05 PM
الأخت بنت الشهباء،

لا داعي للإعتذار لأن انتشار مقالاتي أمر يسرني، وأنا أكتبها لوجه الله تعالى، وليست مفالاتي مرتبطة بأية حقوق للنشر، ولا أعترض على نشرها في أي مكان سواء باسمي أو باسم غيري.

أشكرك على جهودك وأشكر كل من ساهم ويساهم في نشر هذا المقال.

ودمتم سالمين :fl:

منذر أبو هواش

بنت الشهباء
30/04/2007, 01:09 PM
الأخت بنت الشهباء،

لا داعي للإعتذار لأن انتشار مقالاتي أمر يسرني، وأنا أكتبها لوجه الله تعالى، وليست مفالاتي مرتبطة بأية حقوق للنشر، ولا أعترض على نشرها في أي مكان سواء باسمي أو باسم غيري.

أشكرك على جهودك وأشكر كل من ساهم ويساهم في نشر هذا المقال.

ودمتم سالمين :fl:

منذر أبو هواش


وفخر لنا وشرف أن نراك بيننا
أستاذنا الفاضل
الجواد الكريم
ونسأل الله لكَ دائمًا مزيدًا من التألق والتميّز , وأن يلبسك الله لباس الصحة والعافية
وتكون ذخرًا لنا وللأجيال من بعدنا
إنه سميع مجيب

ابراهيم خليل ابراهيم
02/07/2007, 12:15 AM
نشكركما
ونتمنى اليكما المزيد من العلم
وقمة الحضارة مادار بين الكاتب والاخت الناقلة
تحيتى

سعاد محمد فارس
03/07/2007, 04:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في اعتقادي ان ما يورده الاستاذ الفاضل في بحثه هذا يتطابق مع كتاب الكتور كمال الصليبي (التوراه جاءت من جزيره العرب)

أحمد الأقطش
03/07/2007, 08:54 PM
شكراً للعزيزة بنت الشهباء .. ولأستاذنا المبجل منذر ..
واسمحا لي بهذه التعقيبات :


وبالتالي لم يتجه قوم موسى اليهود إلى فلسطين، بل إلى جزيرة العرب، أرض كنعان، حيث أمرهم موسى بالذهاب من ذلك المكان، والاتجاه جنوبا، فقد ورد في الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الأول أن موسى قال لقومه: (اذهبوا من هنا إلى الجنوب، واصعدوا إلي الجبل، وانظروا إلى الأرض كيف هي) وقال لنفر من قومه أيضا: ( اصعدوا من هنا إلى الجنوب، فتجسسوا ارض كنعان التي تفيض لبنا و عسلا) أي أن موسى لم يوجه رجاله إلى شمال الجزيرة العربية، وانما إلى الجنوب باتجاه اليمن التي كانت أرضا خصبة غنية بالزراعة والأثمار، والتي كانت بالفعل تفيض لبنا وعسل حسب ما ورد في المراجع التاريخية للرحالة الجغرافيين العرب وغيرهم.
ـــــــ
قوله في التوراة ( عدد 13 : 17 ): "اصعدوا من هنا إلى الجنوب واطلعوا إلى الجبل" ؛ كلمة الجنوب في الأصل العبري هي נֶּגֶב ( نجب ) وهي تشير إلى منطقة النقب جنوب فلسطين. والجواسيس لما عادوا قالوا ( عدد 13 : 29 ): "العمالقة ساكنون في أرض الجنوب נֶּגֶב " أي النقب .



وبناء على ذلك، فقد كان تيه بني إسرائيل في صحراء الربع الخالي، ولم يكن في صحراء سيناء.
ــــ
أين صحراء الربع الخالي من مصر ؟؟؟



(وسخر له الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي بارك الله فيها)
ـــ
يحرم نقل القرآن بالمعنى !! وصواب الآية :
( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) ( الأنبياء 81 )



فهذه الريح كانت تأتي من عند سليمان وبأمره إلى فلسطين الأرض التي بارك الله فيها مما يدل على أن سليمان لم يكن من سكان فلسطين أو القدس. فأين سليمان من فلسطين ومن القدس ومن الهيكل المزعوم؟
ـــ
قوله تعالى ( تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) ( الأنبياء 81 ) التي هي الشام بإجماع المفسرين ، يقابله قوله تعالى :
( غدوها شهر ورواحها شهر ) (سبأ 12) . فهذه الريح لها غدو ورواح ، وجريانها إلى الأرض المباركة لم يحدد القرآن إن كان غدواً أم رواحاً ، فتأمل !
****
ثم انظر إلى أن معجزة ملكة سبأ مع سليمان تكمن في كون بلديهما تفصل بينهما مسافات شاسعة . لأنه لا يعقل أن سليمان صاحب الملك العظيم الذي سخر الله له كل شيء ، لا يكون على علم بمملكة تسكن نفس الأرض التي يسكنها لو افترضنا سكناه اليمن نفسها !!! فكيف إذاً قال له الهدهد واثقاً : ( أحطت بما لم تحط به ) ( النمل 22 ) ؟؟ وكيف رد عليه سليمان متوعداً : (قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين) ( النمل 27 ) ؟؟؟

ثم في كتب العهد القديم أن السبائيين أمة بعيدة ، كما في سفر يوئيل ( 3 : 8 ): " וּמְכָרוּם לִשְׁבָאיִם אֶל-גּוֹי רָחוֹק فيبيعوهم للسبائيين لأمة بعيدة ".

أما بخصوص كمال الصليبي ، وزياد منى أيضاً في جغرافية التوراة ، فمنهجه التحليلي لغوي بحت .. والتوافقات اللغوية ليست برهاناً على صحة النتائج .

مودتي وتقديري واحترامي

أحمد الأقطش
03/07/2007, 08:54 PM
شكراً للعزيزة بنت الشهباء .. ولأستاذنا المبجل منذر ..
واسمحا لي بهذه التعقيبات :


وبالتالي لم يتجه قوم موسى اليهود إلى فلسطين، بل إلى جزيرة العرب، أرض كنعان، حيث أمرهم موسى بالذهاب من ذلك المكان، والاتجاه جنوبا، فقد ورد في الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الأول أن موسى قال لقومه: (اذهبوا من هنا إلى الجنوب، واصعدوا إلي الجبل، وانظروا إلى الأرض كيف هي) وقال لنفر من قومه أيضا: ( اصعدوا من هنا إلى الجنوب، فتجسسوا ارض كنعان التي تفيض لبنا و عسلا) أي أن موسى لم يوجه رجاله إلى شمال الجزيرة العربية، وانما إلى الجنوب باتجاه اليمن التي كانت أرضا خصبة غنية بالزراعة والأثمار، والتي كانت بالفعل تفيض لبنا وعسل حسب ما ورد في المراجع التاريخية للرحالة الجغرافيين العرب وغيرهم.
ـــــــ
قوله في التوراة ( عدد 13 : 17 ): "اصعدوا من هنا إلى الجنوب واطلعوا إلى الجبل" ؛ كلمة الجنوب في الأصل العبري هي נֶּגֶב ( نجب ) وهي تشير إلى منطقة النقب جنوب فلسطين. والجواسيس لما عادوا قالوا ( عدد 13 : 29 ): "العمالقة ساكنون في أرض الجنوب נֶּגֶב " أي النقب .



وبناء على ذلك، فقد كان تيه بني إسرائيل في صحراء الربع الخالي، ولم يكن في صحراء سيناء.
ــــ
أين صحراء الربع الخالي من مصر ؟؟؟



(وسخر له الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي بارك الله فيها)
ـــ
يحرم نقل القرآن بالمعنى !! وصواب الآية :
( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) ( الأنبياء 81 )



فهذه الريح كانت تأتي من عند سليمان وبأمره إلى فلسطين الأرض التي بارك الله فيها مما يدل على أن سليمان لم يكن من سكان فلسطين أو القدس. فأين سليمان من فلسطين ومن القدس ومن الهيكل المزعوم؟
ـــ
قوله تعالى ( تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) ( الأنبياء 81 ) التي هي الشام بإجماع المفسرين ، يقابله قوله تعالى :
( غدوها شهر ورواحها شهر ) (سبأ 12) . فهذه الريح لها غدو ورواح ، وجريانها إلى الأرض المباركة لم يحدد القرآن إن كان غدواً أم رواحاً ، فتأمل !
****
ثم انظر إلى أن معجزة ملكة سبأ مع سليمان تكمن في كون بلديهما تفصل بينهما مسافات شاسعة . لأنه لا يعقل أن سليمان صاحب الملك العظيم الذي سخر الله له كل شيء ، لا يكون على علم بمملكة تسكن نفس الأرض التي يسكنها لو افترضنا سكناه اليمن نفسها !!! فكيف إذاً قال له الهدهد واثقاً : ( أحطت بما لم تحط به ) ( النمل 22 ) ؟؟ وكيف رد عليه سليمان متوعداً : (قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين) ( النمل 27 ) ؟؟؟

ثم في كتب العهد القديم أن السبائيين أمة بعيدة ، كما في سفر يوئيل ( 3 : 8 ): " וּמְכָרוּם לִשְׁבָאיִם אֶל-גּוֹי רָחוֹק فيبيعوهم للسبائيين لأمة بعيدة ".

أما بخصوص كمال الصليبي ، وزياد منى أيضاً في جغرافية التوراة ، فمنهجه التحليلي لغوي بحت .. والتوافقات اللغوية ليست برهاناً على صحة النتائج .

مودتي وتقديري واحترامي

منذر أبو هواش
03/07/2007, 10:30 PM
أخي أحمد الأقطش،

أستغرب يا أخي دفاعك عن الرواية الصهيونية لتاريخ بني إسرائيل، واستغرب كذلك استنادك إلى التوراة أو العهد القديم رغم ثبوت عدم مطابقة النص التوراتي التاريخي للواقع الحقيقي، ورغم تأكد العلماء في عصرنا (ومنهم علماء يهود) بما بين أيديهم من وسائل ومن أدلة ومن اكتشافات من عدم تطابق الوجود الفيزيائي التاريخي الحقيقي للمنطقة مع الوجود المفترض حسب النص التوراتي، فالرواية التاريخية في التوراة الوضعية (المتداولة لدى الجمهور) تفترض وجودا فيزيائيا ما، لكن تأكدنا بمختلف الوسائل العلمية والدلائل الآثارية من عدم وجود هذه الافتراضات يشكك بقوة في مصداقية الرواية التوراتية التي استندت إليها.

وبعبارة أخرى فإن الوجود الافتراضي المفترض في النص التاريخي التوراتي قد ثبت تناقضه بشكل علمي أكيد مع الوجود الفيزيائي الواقعي على الأرض، وإن التناقض وعدم التطابق بين هذين الوجودين الذي ظهر من خلال الأدلة الآثارية قد أدى (لحسن الحظ) إلى انهيار تاريخانية ذلك النص التاريخي التوراتي، وانهيار مصداقيته، والطعن والشك في صحته.

عالم الآثار / زئيف هرتسوغ / أستاذ قسم الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة ـ تل أبيب ـ نشر مقالة في جريدة / هارتس/ الإسرائيلية في شهر أكتوبر عام 1999، قال فيها: "خلال العشرين سنة الماضية حصل انقلاب حقيقي في نظرة علماء الآثار الإسرائيليين إلى التوراة باعتبارها مصدرا تاريخيا".

وأضاف هرتزوغ:"إن معظم الإسرائيليين والعلماء الباحثين التوراتيين الذين قاموا بأبحاث وحفريات لتعزيز واقعية قصص العهد القديم يوافقون على حقيقة أن مراحل تشكل الشعب اليهودي كانت مختلفة تماما عن ما ورد في التوراة. لكن المجتمع الإسرائيلي ليس مستعدا بعد لمناقشة موضوع كهذا وهو يفضل تجاهل كامل المسألة برمتها".

وكتب هرتزوغ: "إن من الصعب قبول هذه الحقيقة، ولكن من الواضح للعلماء والباحثين اليوم أن شعب إسرائيل ... لم يحتل فلسطين من خلال حملة عسكرية، ولم يتركها قط ميراثا لأسباط بني إسرائيل. والشيء الأصعب من هذا كله هو القبول بحقيقة أن المملكة الموحدة لداود وسليمان والتي وصفها العهد القديم كقوة إقليمية رئيسية لم تكن في أحسن الأحوال سوى مملكة صغيرة بسيطة"

ومع أن كثيرا من الأخبار والحكايات التي وردت في الأسفار والإصحاحات تكذب ما يدعيه اليهود اليوم بأنهم خرجوا من مصر إلى سيناء أو إلى فلسطين، وتفند مزاعمهم وادعاءاتهم حول الهيكل وأرض الميعاد، وحول حضورهم إلى المنطقة حتى السبي البابلي، إلا أنني لا أرغب حاليا في الدخول في أي حوار استنادا إلى كتب اليهود لعدم توفر الوقت الكافي. وأدعوك لمراجعة مقالاتي السابقة في هذه المنتديات، وفي أماكن أخرى على شبكة الانترنت.

أشكرك على مشاركتك، ودمت سالما.

منذر أبو هواش

:fl:

منذر أبو هواش
03/07/2007, 10:30 PM
أخي أحمد الأقطش،

أستغرب يا أخي دفاعك عن الرواية الصهيونية لتاريخ بني إسرائيل، واستغرب كذلك استنادك إلى التوراة أو العهد القديم رغم ثبوت عدم مطابقة النص التوراتي التاريخي للواقع الحقيقي، ورغم تأكد العلماء في عصرنا (ومنهم علماء يهود) بما بين أيديهم من وسائل ومن أدلة ومن اكتشافات من عدم تطابق الوجود الفيزيائي التاريخي الحقيقي للمنطقة مع الوجود المفترض حسب النص التوراتي، فالرواية التاريخية في التوراة الوضعية (المتداولة لدى الجمهور) تفترض وجودا فيزيائيا ما، لكن تأكدنا بمختلف الوسائل العلمية والدلائل الآثارية من عدم وجود هذه الافتراضات يشكك بقوة في مصداقية الرواية التوراتية التي استندت إليها.

وبعبارة أخرى فإن الوجود الافتراضي المفترض في النص التاريخي التوراتي قد ثبت تناقضه بشكل علمي أكيد مع الوجود الفيزيائي الواقعي على الأرض، وإن التناقض وعدم التطابق بين هذين الوجودين الذي ظهر من خلال الأدلة الآثارية قد أدى (لحسن الحظ) إلى انهيار تاريخانية ذلك النص التاريخي التوراتي، وانهيار مصداقيته، والطعن والشك في صحته.

عالم الآثار / زئيف هرتسوغ / أستاذ قسم الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة ـ تل أبيب ـ نشر مقالة في جريدة / هارتس/ الإسرائيلية في شهر أكتوبر عام 1999، قال فيها: "خلال العشرين سنة الماضية حصل انقلاب حقيقي في نظرة علماء الآثار الإسرائيليين إلى التوراة باعتبارها مصدرا تاريخيا".

وأضاف هرتزوغ:"إن معظم الإسرائيليين والعلماء الباحثين التوراتيين الذين قاموا بأبحاث وحفريات لتعزيز واقعية قصص العهد القديم يوافقون على حقيقة أن مراحل تشكل الشعب اليهودي كانت مختلفة تماما عن ما ورد في التوراة. لكن المجتمع الإسرائيلي ليس مستعدا بعد لمناقشة موضوع كهذا وهو يفضل تجاهل كامل المسألة برمتها".

وكتب هرتزوغ: "إن من الصعب قبول هذه الحقيقة، ولكن من الواضح للعلماء والباحثين اليوم أن شعب إسرائيل ... لم يحتل فلسطين من خلال حملة عسكرية، ولم يتركها قط ميراثا لأسباط بني إسرائيل. والشيء الأصعب من هذا كله هو القبول بحقيقة أن المملكة الموحدة لداود وسليمان والتي وصفها العهد القديم كقوة إقليمية رئيسية لم تكن في أحسن الأحوال سوى مملكة صغيرة بسيطة"

ومع أن كثيرا من الأخبار والحكايات التي وردت في الأسفار والإصحاحات تكذب ما يدعيه اليهود اليوم بأنهم خرجوا من مصر إلى سيناء أو إلى فلسطين، وتفند مزاعمهم وادعاءاتهم حول الهيكل وأرض الميعاد، وحول حضورهم إلى المنطقة حتى السبي البابلي، إلا أنني لا أرغب حاليا في الدخول في أي حوار استنادا إلى كتب اليهود لعدم توفر الوقت الكافي. وأدعوك لمراجعة مقالاتي السابقة في هذه المنتديات، وفي أماكن أخرى على شبكة الانترنت.

أشكرك على مشاركتك، ودمت سالما.

منذر أبو هواش

:fl:

أحمد الأقطش
04/07/2007, 02:53 AM
سيدي المبجل منذر ،،

حاشاك أن ترى في كلامي دفاعاً عن الرؤية الصهيونية وقد جرت في دمائنا بغض الأعداء ومقاومة مشروعهم . ولكن كلامي كان من منطلق التعقيب لا منطلق النفي !

أما الاعتماد على التوراة كمرجع تاريخي فلم يعد يقول به أدنى دارس للتاريخ القديم ، ولكن حكمها حكم الموروث الشعبي الذي قد تدعمه الحقائق أو الكشوف الأثرية . وأنت يا سيدي من اعتمد على التوراة لإثبات ارتحال بني إسرائيل إلى الجنوب !!

أضف إلى ذلك أن القصص القرآني يحتاج إلى الحذر في التفسير ، شأنه شأن الآيات الكونية .

كما أن المثبت مقدم على المنفي .. فالقول بأن الأرض المقدسة المباركة هي بيت المقدس وأكناف بيت المقدس هو أمر متفق عليه ، وهي الأرض التي أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوها . وليس في اليمن بيت مقدس !! وطور سيناء الذي ورد اسمه في القرآن .. هل هو في اليمن ؟؟؟؟

ثم إن القرآن الكريم حينما يتحدث عن داود وسليمان فإنه يتحدث عنهما باعتبارهما نبيين من أنبياء الله وليس ملكين من ملوك بني إسرائيل ! وعظمة هذه المملكة ناطقة بها آيات القرآن ، وتسخير الجن لسليمان في أعمال البناء والتشييد ثابت بنص القرآن .

أما بخصوص الأدلة الأثرية فتلك قضية أخرى .. لأن هيكل سليمان سواه نبوكدراصر بالتراب وخرب المدينة المقدسة وهدم أسوارها . ولما عاد بنو إسرائيل من الجلاء البابلي قام زربابل ببناء الهيكل الثاني بوضعية مغايرة للهيكل الأول ( الذي لم يعد له وجود من وقتها أصلاً ) . فهذا الهيكل الثاني تعرض لأعمال تخريب متفرقة ، إلى أن جدده ووسعه هيرودس والي منطقة اليهودية تحت الحكم الروماني . هذا الهيكل بعد هذا التجديد الأخير سواه تيطس الروماني بالأرض في آخر المطاف 70م !

ولما جاء الإمبراطور أدريانوس حرث أرض الهيكل تماماً ، وأعاد تخطيط المدينة وصارت في ثوبها الجديد ( إيليا كابيتولينا ) . وبنى معبداً وثنياً في موقع الهيكل .. ثم خرب هذا المعبد وصارت تلك البقعة خراباً حتى جاء عمر الفاروق فاتحاً .

وهذا السرد المعروف ، والموجود لدى المؤرخين العرب ، ليس منطلقاً من قناعات صهيونية !! فالفكر الصهيوني قائم على أساطير معينة مخلوطة بكم هائل من الخرافات من هنا ومن هناك .

بقي أن أشير إلى أن نفي التاريخ التقليدي ليس معناه تبني الاجتهادات النظرية !!

أنا أعلم يا سيدي كم أن صدرك رحب ، وما أمتعها من مناقشة مع شخصك الكريم .

والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، فلك مني خالص المحبة والاحترام :fl:

أحمد الأقطش
04/07/2007, 02:53 AM
سيدي المبجل منذر ،،

حاشاك أن ترى في كلامي دفاعاً عن الرؤية الصهيونية وقد جرت في دمائنا بغض الأعداء ومقاومة مشروعهم . ولكن كلامي كان من منطلق التعقيب لا منطلق النفي !

أما الاعتماد على التوراة كمرجع تاريخي فلم يعد يقول به أدنى دارس للتاريخ القديم ، ولكن حكمها حكم الموروث الشعبي الذي قد تدعمه الحقائق أو الكشوف الأثرية . وأنت يا سيدي من اعتمد على التوراة لإثبات ارتحال بني إسرائيل إلى الجنوب !!

أضف إلى ذلك أن القصص القرآني يحتاج إلى الحذر في التفسير ، شأنه شأن الآيات الكونية .

كما أن المثبت مقدم على المنفي .. فالقول بأن الأرض المقدسة المباركة هي بيت المقدس وأكناف بيت المقدس هو أمر متفق عليه ، وهي الأرض التي أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوها . وليس في اليمن بيت مقدس !! وطور سيناء الذي ورد اسمه في القرآن .. هل هو في اليمن ؟؟؟؟

ثم إن القرآن الكريم حينما يتحدث عن داود وسليمان فإنه يتحدث عنهما باعتبارهما نبيين من أنبياء الله وليس ملكين من ملوك بني إسرائيل ! وعظمة هذه المملكة ناطقة بها آيات القرآن ، وتسخير الجن لسليمان في أعمال البناء والتشييد ثابت بنص القرآن .

أما بخصوص الأدلة الأثرية فتلك قضية أخرى .. لأن هيكل سليمان سواه نبوكدراصر بالتراب وخرب المدينة المقدسة وهدم أسوارها . ولما عاد بنو إسرائيل من الجلاء البابلي قام زربابل ببناء الهيكل الثاني بوضعية مغايرة للهيكل الأول ( الذي لم يعد له وجود من وقتها أصلاً ) . فهذا الهيكل الثاني تعرض لأعمال تخريب متفرقة ، إلى أن جدده ووسعه هيرودس والي منطقة اليهودية تحت الحكم الروماني . هذا الهيكل بعد هذا التجديد الأخير سواه تيطس الروماني بالأرض في آخر المطاف 70م !

ولما جاء الإمبراطور أدريانوس حرث أرض الهيكل تماماً ، وأعاد تخطيط المدينة وصارت في ثوبها الجديد ( إيليا كابيتولينا ) . وبنى معبداً وثنياً في موقع الهيكل .. ثم خرب هذا المعبد وصارت تلك البقعة خراباً حتى جاء عمر الفاروق فاتحاً .

وهذا السرد المعروف ، والموجود لدى المؤرخين العرب ، ليس منطلقاً من قناعات صهيونية !! فالفكر الصهيوني قائم على أساطير معينة مخلوطة بكم هائل من الخرافات من هنا ومن هناك .

بقي أن أشير إلى أن نفي التاريخ التقليدي ليس معناه تبني الاجتهادات النظرية !!

أنا أعلم يا سيدي كم أن صدرك رحب ، وما أمتعها من مناقشة مع شخصك الكريم .

والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، فلك مني خالص المحبة والاحترام :fl:

منذر أبو هواش
04/07/2007, 10:30 AM
أخي أحمد الأقطش،

لقد قلت أن كلامك يدخل في باب تأييد الرواية الصهيونية التقليدية لخروج بني إسرائيل، ولما يلي ذلك الخروج، وذلك لأنني لاحظت توافقا بين ما يدعيه الصهاينة وما ورد في تعقيبك.

إن استخدامي لبعض النصوص التوراتية أحيانا من أجل إثبات تناقضها وتناقض أصحابها لا يعني اعتمادي لها أو إيماني بها، لكنه يدخل في باب (من فمك أدينك)، وهو استخدام مفيد مجرب، وذلك لأن النصوص التوراتية والادعاءات الصهيونية والحقائق والكشوفات الأثرية في العصر الحديث تتناقض مع بعضها البعض بشكل رهيب، رغم أن هذا الاستخدام لا ينفع إلا مع المخدوعين منهم ومن غيرهم، أما الصهاينة المستعمرون فأكثرهم يعرفون هذا الكلام لفشلهم الذريع في دعمه وإثباته لغاية اليوم، وهم لا يهمهم الإثبات ولا التناقض، لأنهم يخدمون خطة استعمارية قديمة يعتبرونها أمرا واقعا، وهم يأملون أن تنطلي رواياتهم الخيالية وادعاءاتهم الكاذبة على الناس بحكم الزمن والنسيان أو بتأثير الدعاية والواقع.

أما بالنسبة إلى الرواية القرآنية لتاريخ بني إسرائيل وخروجهم الشهير فأنا لا أفسر من عندي، بل أعتمد على ما قاله علماء الأمة المتخصصون، وما أجمعوا عليه، ومنهم في عصرنا الحديث الشيخ النابلسي العلامة الدكتور عبد العزيز الخياط خريج الأزهر الشريف ومتقن اللغة العبرية القديمة أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.

يحزنني اعتمادك للمقياس الصهيوني في الإثبات والنفي، ولا أدري لماذا أنت مقتنع بالمقولات الصهيونية وترددها، ولا أدري ما هي الأدلة التي تجعلك متأكدا إلى هذه الدرجة من أن بيت مقدسنا هو نفسه بيت مقدسهم.

من الذي قال لك بأن فلسطين أكثر قداسة من جزيرة العرب؟ ومن الذي قال لك بأن فلسطين بالذات هي الأرض التي أمر اليهود بدخولها كما يدعون زورا وتزويرا وتحريفا؟ وكيف تأكدت يا صاحبي من عدم وجود بيت مقدس في اليمن أو في عسير؟ وما هي الإثباتات التاريخية أو العلمية أو الآثارية التي تجعلك مقتنعا إلى هذه الدرجة بأن جبل الطور هو نفسه جبل الطور الموجود في سيناء؟

هل تعلم أن قسما من اليهود (السامريون) يختلفون مع اليهود الآخرين حول مكان جبل الطور إلى اليوم؟ وهل تعلم أن السامريين اليهود أنفسهم يعتقدون أن جبل الطور هو جبل (جرزيم) الواقع إلى الجنوب من مدينة نابلس الفلسطينية؟ فلماذا يختلف اليهود مع بعضهم وتتفق أنت مع بعضهم ضد بعضهم؟ لماذا لا تبحث عن جبل الطور في المنطقة التي نزل فيها موسى وقومه على الساحل السعودي بعد أن عبروا البحر فرارا من فرعون؟ وهل يصح أن يكون الجهل بالأشياء أساسا للسخرية والاستهزاء؟

تقول أن الأرض المباركة في قوله تعالى (تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها) (الأنبياء 81) هي الشام بإجماع المفسرين ... فهل تعرف ماذا كانوا يقصدون بالشام ...؟ وهل تقصد أن فلسطين ليست جزءا من بلاد الشام ...؟ ألا تعرف أن فلسطين هي الجزء الأقرب من بلاد الشام إلى جزيرة العرب ... وأن أهل جزيرة العرب الحاليين من أحفاد هؤلاء المفسرين لا يزالون يعتبرونها كذلك ...؟

ألم تسمع بقوله تعالى في الآية الأولى من سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ...؟ فماذا يعني ذلك بالنسبة إليك ...؟ القرآن الكريم يقولها صراحة ... لكنك تخالفه حين تفهم التفاسير وتحللها وتحرفها على هواك ... ثم تأتي وتطلب منا أن نتوخى الحذر في تفسير القرآن الكريم ...؟

تقول: أما بخصوص الأدلة الأثرية فتلك قضية أخرى .. لأن هيكل سليمان سواه نبوكدراصر بالتراب وخرب المدينة المقدسة وهدم أسوارها . ولما عاد بنو إسرائيل من الجلاء البابلي قام زربابل ببناء الهيكل الثاني بوضعية مغايرة للهيكل الأول ( الذي لم يعد له وجود من وقتها أصلاً ) . فهذا الهيكل الثاني تعرض لأعمال تخريب متفرقة ، إلى أن جدده ووسعه هيرودس والي منطقة اليهودية تحت الحكم الروماني . هذا الهيكل بعد هذا التجديد الأخير سواه تيطس الروماني بالأرض في آخر المطاف 70م !

عن أية أدلة أثرية أو آثارية تتحدث يا رعاك الله؟ وما الذي يجعلك متأكدا إلى هذه الدرجة من هذه المعلومات المتعلقة بالهيكل المزعوم؟ وما الذي يدفعك إلى ترديد هذه المزاعم والترهات؟ ألم تعلم بأن علماء التوراة قاموا بأبحاث عديدة منذ القرن الثامن عشر، وأن الإسرائيليين ينقبون في أرض فلسطين منذ 1948، وأنهم ينقبون ولا يزالون في الحرم الشريف وتحت المسجد الأقصى منذ 1967 ، وأنهم فشلوا رغم ذلك ولغاية الآن في العثور على أية آثار يمكن نسيتها إلى بني إسرائيل، أو تدل على دخولهم إلى هذه البلاد وحكمهم لها؟

التاريخ الإسرائيلي المزعوم في الأراضي الفلسطينية والأردنية لا تنفيه الاجتهادات النظرية فقط، بل تنفيه وتكذبه أيضا الكشوفات العلمية والآثارية الحديثة المكتشفة، وتلك التي يتم اكتشافها في كل يوم.

لقد انتهى عهد المزاعم والخرافات والتزويرات التاريخية منذ زمن غير بعيد، والعلم بوسائله الحديثة القطعية يستطيع اليوم من خلال الفحوصات الإشعاعية والكربونية أن يتأكد من أعمار البقايا الآثارية ومن تواريخها، والعلم يا أخي يستطيع أن يثبت أيضا من خلال فحوصات الـ (دي ان ايه) والشفرة الوراثية ومن دون أدنى شك أن الصهاينة من يهود اليوم، ليس لهم أية صلات قرابة ببني إسرائيل (قوم موسى) من يهود الأمس، الذين سادوا ثم بادوا، مثلهم مثل المصريين الفراعنة !!!!

ودمت بخير،

منذر أبو هواش

:fl:

منذر أبو هواش
04/07/2007, 10:30 AM
أخي أحمد الأقطش،

لقد قلت أن كلامك يدخل في باب تأييد الرواية الصهيونية التقليدية لخروج بني إسرائيل، ولما يلي ذلك الخروج، وذلك لأنني لاحظت توافقا بين ما يدعيه الصهاينة وما ورد في تعقيبك.

إن استخدامي لبعض النصوص التوراتية أحيانا من أجل إثبات تناقضها وتناقض أصحابها لا يعني اعتمادي لها أو إيماني بها، لكنه يدخل في باب (من فمك أدينك)، وهو استخدام مفيد مجرب، وذلك لأن النصوص التوراتية والادعاءات الصهيونية والحقائق والكشوفات الأثرية في العصر الحديث تتناقض مع بعضها البعض بشكل رهيب، رغم أن هذا الاستخدام لا ينفع إلا مع المخدوعين منهم ومن غيرهم، أما الصهاينة المستعمرون فأكثرهم يعرفون هذا الكلام لفشلهم الذريع في دعمه وإثباته لغاية اليوم، وهم لا يهمهم الإثبات ولا التناقض، لأنهم يخدمون خطة استعمارية قديمة يعتبرونها أمرا واقعا، وهم يأملون أن تنطلي رواياتهم الخيالية وادعاءاتهم الكاذبة على الناس بحكم الزمن والنسيان أو بتأثير الدعاية والواقع.

أما بالنسبة إلى الرواية القرآنية لتاريخ بني إسرائيل وخروجهم الشهير فأنا لا أفسر من عندي، بل أعتمد على ما قاله علماء الأمة المتخصصون، وما أجمعوا عليه، ومنهم في عصرنا الحديث الشيخ النابلسي العلامة الدكتور عبد العزيز الخياط خريج الأزهر الشريف ومتقن اللغة العبرية القديمة أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.

يحزنني اعتمادك للمقياس الصهيوني في الإثبات والنفي، ولا أدري لماذا أنت مقتنع بالمقولات الصهيونية وترددها، ولا أدري ما هي الأدلة التي تجعلك متأكدا إلى هذه الدرجة من أن بيت مقدسنا هو نفسه بيت مقدسهم.

من الذي قال لك بأن فلسطين أكثر قداسة من جزيرة العرب؟ ومن الذي قال لك بأن فلسطين بالذات هي الأرض التي أمر اليهود بدخولها كما يدعون زورا وتزويرا وتحريفا؟ وكيف تأكدت يا صاحبي من عدم وجود بيت مقدس في اليمن أو في عسير؟ وما هي الإثباتات التاريخية أو العلمية أو الآثارية التي تجعلك مقتنعا إلى هذه الدرجة بأن جبل الطور هو نفسه جبل الطور الموجود في سيناء؟

هل تعلم أن قسما من اليهود (السامريون) يختلفون مع اليهود الآخرين حول مكان جبل الطور إلى اليوم؟ وهل تعلم أن السامريين اليهود أنفسهم يعتقدون أن جبل الطور هو جبل (جرزيم) الواقع إلى الجنوب من مدينة نابلس الفلسطينية؟ فلماذا يختلف اليهود مع بعضهم وتتفق أنت مع بعضهم ضد بعضهم؟ لماذا لا تبحث عن جبل الطور في المنطقة التي نزل فيها موسى وقومه على الساحل السعودي بعد أن عبروا البحر فرارا من فرعون؟ وهل يصح أن يكون الجهل بالأشياء أساسا للسخرية والاستهزاء؟

تقول أن الأرض المباركة في قوله تعالى (تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها) (الأنبياء 81) هي الشام بإجماع المفسرين ... فهل تعرف ماذا كانوا يقصدون بالشام ...؟ وهل تقصد أن فلسطين ليست جزءا من بلاد الشام ...؟ ألا تعرف أن فلسطين هي الجزء الأقرب من بلاد الشام إلى جزيرة العرب ... وأن أهل جزيرة العرب الحاليين من أحفاد هؤلاء المفسرين لا يزالون يعتبرونها كذلك ...؟

ألم تسمع بقوله تعالى في الآية الأولى من سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ...؟ فماذا يعني ذلك بالنسبة إليك ...؟ القرآن الكريم يقولها صراحة ... لكنك تخالفه حين تفهم التفاسير وتحللها وتحرفها على هواك ... ثم تأتي وتطلب منا أن نتوخى الحذر في تفسير القرآن الكريم ...؟

تقول: أما بخصوص الأدلة الأثرية فتلك قضية أخرى .. لأن هيكل سليمان سواه نبوكدراصر بالتراب وخرب المدينة المقدسة وهدم أسوارها . ولما عاد بنو إسرائيل من الجلاء البابلي قام زربابل ببناء الهيكل الثاني بوضعية مغايرة للهيكل الأول ( الذي لم يعد له وجود من وقتها أصلاً ) . فهذا الهيكل الثاني تعرض لأعمال تخريب متفرقة ، إلى أن جدده ووسعه هيرودس والي منطقة اليهودية تحت الحكم الروماني . هذا الهيكل بعد هذا التجديد الأخير سواه تيطس الروماني بالأرض في آخر المطاف 70م !

عن أية أدلة أثرية أو آثارية تتحدث يا رعاك الله؟ وما الذي يجعلك متأكدا إلى هذه الدرجة من هذه المعلومات المتعلقة بالهيكل المزعوم؟ وما الذي يدفعك إلى ترديد هذه المزاعم والترهات؟ ألم تعلم بأن علماء التوراة قاموا بأبحاث عديدة منذ القرن الثامن عشر، وأن الإسرائيليين ينقبون في أرض فلسطين منذ 1948، وأنهم ينقبون ولا يزالون في الحرم الشريف وتحت المسجد الأقصى منذ 1967 ، وأنهم فشلوا رغم ذلك ولغاية الآن في العثور على أية آثار يمكن نسيتها إلى بني إسرائيل، أو تدل على دخولهم إلى هذه البلاد وحكمهم لها؟

التاريخ الإسرائيلي المزعوم في الأراضي الفلسطينية والأردنية لا تنفيه الاجتهادات النظرية فقط، بل تنفيه وتكذبه أيضا الكشوفات العلمية والآثارية الحديثة المكتشفة، وتلك التي يتم اكتشافها في كل يوم.

لقد انتهى عهد المزاعم والخرافات والتزويرات التاريخية منذ زمن غير بعيد، والعلم بوسائله الحديثة القطعية يستطيع اليوم من خلال الفحوصات الإشعاعية والكربونية أن يتأكد من أعمار البقايا الآثارية ومن تواريخها، والعلم يا أخي يستطيع أن يثبت أيضا من خلال فحوصات الـ (دي ان ايه) والشفرة الوراثية ومن دون أدنى شك أن الصهاينة من يهود اليوم، ليس لهم أية صلات قرابة ببني إسرائيل (قوم موسى) من يهود الأمس، الذين سادوا ثم بادوا، مثلهم مثل المصريين الفراعنة !!!!

ودمت بخير،

منذر أبو هواش

:fl:

أحمد الأقطش
04/07/2007, 07:31 PM
سيدي المبجل منذر ،،

اسمح لي بهذه التعقيبات :

لقد قلت أن كلامك يدخل في باب تأييد الرواية الصهيونية التقليدية لخروج بني إسرائيل، ولما يلي ذلك الخروج، وذلك لأنني لاحظت توافقا بين ما يدعيه الصهاينة وما ورد في تعقيبك.

إن " التاريخ التقليدي " لتواجد بني إسرائيل في فلسطين لم يكن وليد الادعاءات الصهيونية، فهذا "التاريخ" موجود في كتب التراث العتيقة .. وإلا لو كان ترديد هذا "التاريخ التقليدي" ينطلق من قناعة صهيونية ؛ إذاً فليكن الطبري صهيونياً وابن كثير صهيونياً وابن قدامة والقرطبي وغيرهم صهاينة !! أما صحة هذا "التاريخ التقليدي" من عدمه ، في مجموعه أو في بعض أجزائه ، فهو أمر لم يقل أحد فيه القول الفصل بعد.

أما بالنسبة إلى الرواية القرآنية لتاريخ بني إسرائيل وخروجهم الشهير فأنا لا أفسر من عندي، بل أعتمد على ما قاله علماء الأمة المتخصصون، وما أجمعوا عليه، ومنهم في عصرنا الحديث الشيخ النابلسي العلامة الدكتور عبد العزيز الخياط خريج الأزهر الشريف ومتقن اللغة العبرية القديمة أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.

فيا سيدي .. وهل أنا الذي أفسر من عندي ؟ قال تعالى ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية ) (البقرة 58)
يقول الفخر الرازي : "وفيه أقوال: أحدها أنها بيت المقدس واستدلوا عليه بقوله (ادخلوا الأرض المقدسة) (المائدة 21). وثانيها: أنها نفس مصر. وثالثها أنها أريحاء".
ويقول القرطبي: "واختلف في تعيينها، فقال الجمهور: هي بيت المقدس. وقيل: أريحاء من بيت المقدس. قال عمر بن شبة: كانت قاعدة ومسكن ملوك. ابن كيسان: الشام. الضحاك: الرملة والأردن وفلسطين وتدمر".
ويقول ابن كثير: "ولهذا كان أصح القولين أن هذه البلدة هي بيت المقدس كما نص على ذلك غير واحد.. وقال آخرون: هي أريحاء وهذا بعيد .. وأبعد من ذلك قول من ذهب إلى أنها مصر! والصحيح الأول أنها بيت المقدس".


من الذي قال لك بأن فلسطين أكثر قداسة من جزيرة العرب؟
سيدي .. أنا لم أقل شيئاً من ذلك !!! ولم يكن حديثنا حول الأكثر قداسة !!!

ومن الذي قال لك بأن فلسطين بالذات هي الأرض التي أمر اليهود بدخولها كما يدعون زورا وتزويرا وتحريفا؟
هذا مذكور في كتب التفاسير وكتب التاريخ والتراجم للطبري وابن كثير وابن قتيبة وابن الأثير وغيرهم ! لست بدعاً في ذلك يا سيدي !

وكيف تأكدت يا صاحبي من عدم وجود بيت مقدس في اليمن أو في عسير؟
أشار القرآن إلى قدسية سيناء وبيت المقدس ومكة ، ولم يخبرنا القرآن عن قدسية اليمن !

وما هي الإثباتات التاريخية أو العلمية أو الآثارية التي تجعلك مقتنعا إلى هذه الدرجة بأن جبل الطور هو نفسه جبل الطور الموجود في سيناء؟
أنا متابع للأبحاث المكتوبة في هذا الإطار ، والتي يذهب أصحابها إلى أن جبل الطور هو جبل اللوز في شمال المملكة العربية السعودية . ولكن يا سيدي هم أيضاً اعتمدوا على الرواية التوراتية في تفاصيلها ملتزمين بالوصف الجغرافي الوارد في القصة، ابتداءً من طريق مدين وانتهاءً بكون الجبل بركانياً !
وبالتالي فهم ليس لديهم إثباتات تاريخية (لخلو التاريخ القديم من الحديث عن خروج بني إسرائيل) أو علمية أو أثرية ( فالأمر قيد الظن لا القطع والجزم !).

هل تعلم أن قسما من اليهود (السامريون) يختلفون مع اليهود الآخرين حول مكان جبل الطور إلى اليوم؟ وهل تعلم أن السامريين اليهود أنفسهم يعتقدون أن جبل الطور هو جبل (جرزيم) الواقع إلى الجنوب من مدينة نابلس الفلسطينية؟
اعذرني يا سيدي ... من الذي قال إن السامريين يعتقدون أن الطور هو جرزيم ؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب !
جبل الطور اسمه في التوراة ( العبرانية والسامرية ) هو ( حوريب חֹרֵב ) في برية سيناء (خروج 19: 2). ولا خلاف على ذلك بين اليهود والسامريين !
ولعله اشتبه عليك يا سيدي اختلافهم حول جبل البركة وجبل اللعنة ، وهو الخلاف الأشهر بين الفرقتين : فاليهود على أن جبل البركة هو جبل عيبال، أما السامريون فعلى أنه هو جبل جرزيم ويعتبرونه هو الجبل الذي كاد يذبح فيه إبراهيم إسحاق (بحسب معتقدهم) ، وأنه هو الأرض المقدسة التي أمر الله موسى أن يبني فيها مذبحاً للرب .

لماذا لا تبحث عن جبل الطور في المنطقة التي نزل فيها موسى وقومه على الساحل السعودي بعد أن عبروا البحر فرارا من فرعون؟ وهل يصح أن يكون الجهل بالأشياء أساسا للسخرية والاستهزاء؟
سامحك الله يا سيدي! أنت تتحدث عن نظريات واجتهادات على أنها حقائق مسلم بها !! ولاحظ أن القرآن سمى هذا الجبل (طور سيناء) و (طور سينين) ثم (الطور) اختصاراً . ولم يكن لدى المخاطبين لبس في تحديد مكان سيناء هذه، تماماً كحديث القرآن عن مصر ومدين وسبأ وبابل ، لأنها أماكن معروفة ومعلومة بأسمائها .
لكنني أحيلك إلى كتب كمال الصليبي وزياد منى وغيرهما ، لأنهما لا يعتبران مصر الواردة في القصة التوراتية (والقرآنية) هي مصر الفرعونية ، بل إحدى المدن داخل شبه الجزيرة العربية !!!

ألم تسمع بقوله تعالى في الآية الأولى من سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ...؟ فماذا يعني ذلك بالنسبة إليك ...؟ القرآن الكريم يقولها صراحة ... لكنك تخالفه حين تفهم التفاسير وتحللها وتحرفها على هواك ... ثم تأتي وتطلب منا أن نتوخى الحذر في تفسير القرآن الكريم ...؟
أي تحريف في كلامي يا سيدي ؟؟
يقول الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية: "المسجد الأقصى اتفقوا على أن المراد منه بيت المقدس .. وقوله تعالى (الذي باركنا حوله) قيل بالثمار والأزهار، وقيل بسبب أنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة".
ويقول القرطبي: "(الذي باركنا حوله) قيل: بالثمار وبمجاري الأنهار. وقيل: بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين".
ويقول ابن كثير: "المسجد الأقصى وهو بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام.. وقوله تعالى (الذي باركنا حوله) أي في الزروع والثمار".
هذه هي التفاسير يا سيدي ، وأسألك شاكراً أن تدلني على التحريف الذي قمت به على هواي !!

لقد استخدمت في حقي يا سيدي عبارات حادة دفعتك إليها غيرتك على هذا الوطن الحبيب ، ولهذا فإنني أقدر لك هذا الحماس وأثني به عليك حتى ولو اختلفنا في بعض النقاط . وأنا لم أقدم على التعليق على هذا الموضوع من باب الهجوم أو الجدال ، بل لإثراء النقاش والحوار من أب فاضل بقامتك السامقة .

أرجو المعذرة ، ولك خالص المحبة والتقدير والاعتزاز :fl:

أحمد الأقطش
04/07/2007, 07:31 PM
سيدي المبجل منذر ،،

اسمح لي بهذه التعقيبات :

لقد قلت أن كلامك يدخل في باب تأييد الرواية الصهيونية التقليدية لخروج بني إسرائيل، ولما يلي ذلك الخروج، وذلك لأنني لاحظت توافقا بين ما يدعيه الصهاينة وما ورد في تعقيبك.

إن " التاريخ التقليدي " لتواجد بني إسرائيل في فلسطين لم يكن وليد الادعاءات الصهيونية، فهذا "التاريخ" موجود في كتب التراث العتيقة .. وإلا لو كان ترديد هذا "التاريخ التقليدي" ينطلق من قناعة صهيونية ؛ إذاً فليكن الطبري صهيونياً وابن كثير صهيونياً وابن قدامة والقرطبي وغيرهم صهاينة !! أما صحة هذا "التاريخ التقليدي" من عدمه ، في مجموعه أو في بعض أجزائه ، فهو أمر لم يقل أحد فيه القول الفصل بعد.

أما بالنسبة إلى الرواية القرآنية لتاريخ بني إسرائيل وخروجهم الشهير فأنا لا أفسر من عندي، بل أعتمد على ما قاله علماء الأمة المتخصصون، وما أجمعوا عليه، ومنهم في عصرنا الحديث الشيخ النابلسي العلامة الدكتور عبد العزيز الخياط خريج الأزهر الشريف ومتقن اللغة العبرية القديمة أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.

فيا سيدي .. وهل أنا الذي أفسر من عندي ؟ قال تعالى ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية ) (البقرة 58)
يقول الفخر الرازي : "وفيه أقوال: أحدها أنها بيت المقدس واستدلوا عليه بقوله (ادخلوا الأرض المقدسة) (المائدة 21). وثانيها: أنها نفس مصر. وثالثها أنها أريحاء".
ويقول القرطبي: "واختلف في تعيينها، فقال الجمهور: هي بيت المقدس. وقيل: أريحاء من بيت المقدس. قال عمر بن شبة: كانت قاعدة ومسكن ملوك. ابن كيسان: الشام. الضحاك: الرملة والأردن وفلسطين وتدمر".
ويقول ابن كثير: "ولهذا كان أصح القولين أن هذه البلدة هي بيت المقدس كما نص على ذلك غير واحد.. وقال آخرون: هي أريحاء وهذا بعيد .. وأبعد من ذلك قول من ذهب إلى أنها مصر! والصحيح الأول أنها بيت المقدس".


من الذي قال لك بأن فلسطين أكثر قداسة من جزيرة العرب؟
سيدي .. أنا لم أقل شيئاً من ذلك !!! ولم يكن حديثنا حول الأكثر قداسة !!!

ومن الذي قال لك بأن فلسطين بالذات هي الأرض التي أمر اليهود بدخولها كما يدعون زورا وتزويرا وتحريفا؟
هذا مذكور في كتب التفاسير وكتب التاريخ والتراجم للطبري وابن كثير وابن قتيبة وابن الأثير وغيرهم ! لست بدعاً في ذلك يا سيدي !

وكيف تأكدت يا صاحبي من عدم وجود بيت مقدس في اليمن أو في عسير؟
أشار القرآن إلى قدسية سيناء وبيت المقدس ومكة ، ولم يخبرنا القرآن عن قدسية اليمن !

وما هي الإثباتات التاريخية أو العلمية أو الآثارية التي تجعلك مقتنعا إلى هذه الدرجة بأن جبل الطور هو نفسه جبل الطور الموجود في سيناء؟
أنا متابع للأبحاث المكتوبة في هذا الإطار ، والتي يذهب أصحابها إلى أن جبل الطور هو جبل اللوز في شمال المملكة العربية السعودية . ولكن يا سيدي هم أيضاً اعتمدوا على الرواية التوراتية في تفاصيلها ملتزمين بالوصف الجغرافي الوارد في القصة، ابتداءً من طريق مدين وانتهاءً بكون الجبل بركانياً !
وبالتالي فهم ليس لديهم إثباتات تاريخية (لخلو التاريخ القديم من الحديث عن خروج بني إسرائيل) أو علمية أو أثرية ( فالأمر قيد الظن لا القطع والجزم !).

هل تعلم أن قسما من اليهود (السامريون) يختلفون مع اليهود الآخرين حول مكان جبل الطور إلى اليوم؟ وهل تعلم أن السامريين اليهود أنفسهم يعتقدون أن جبل الطور هو جبل (جرزيم) الواقع إلى الجنوب من مدينة نابلس الفلسطينية؟
اعذرني يا سيدي ... من الذي قال إن السامريين يعتقدون أن الطور هو جرزيم ؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب !
جبل الطور اسمه في التوراة ( العبرانية والسامرية ) هو ( حوريب חֹרֵב ) في برية سيناء (خروج 19: 2). ولا خلاف على ذلك بين اليهود والسامريين !
ولعله اشتبه عليك يا سيدي اختلافهم حول جبل البركة وجبل اللعنة ، وهو الخلاف الأشهر بين الفرقتين : فاليهود على أن جبل البركة هو جبل عيبال، أما السامريون فعلى أنه هو جبل جرزيم ويعتبرونه هو الجبل الذي كاد يذبح فيه إبراهيم إسحاق (بحسب معتقدهم) ، وأنه هو الأرض المقدسة التي أمر الله موسى أن يبني فيها مذبحاً للرب .

لماذا لا تبحث عن جبل الطور في المنطقة التي نزل فيها موسى وقومه على الساحل السعودي بعد أن عبروا البحر فرارا من فرعون؟ وهل يصح أن يكون الجهل بالأشياء أساسا للسخرية والاستهزاء؟
سامحك الله يا سيدي! أنت تتحدث عن نظريات واجتهادات على أنها حقائق مسلم بها !! ولاحظ أن القرآن سمى هذا الجبل (طور سيناء) و (طور سينين) ثم (الطور) اختصاراً . ولم يكن لدى المخاطبين لبس في تحديد مكان سيناء هذه، تماماً كحديث القرآن عن مصر ومدين وسبأ وبابل ، لأنها أماكن معروفة ومعلومة بأسمائها .
لكنني أحيلك إلى كتب كمال الصليبي وزياد منى وغيرهما ، لأنهما لا يعتبران مصر الواردة في القصة التوراتية (والقرآنية) هي مصر الفرعونية ، بل إحدى المدن داخل شبه الجزيرة العربية !!!

ألم تسمع بقوله تعالى في الآية الأولى من سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ...؟ فماذا يعني ذلك بالنسبة إليك ...؟ القرآن الكريم يقولها صراحة ... لكنك تخالفه حين تفهم التفاسير وتحللها وتحرفها على هواك ... ثم تأتي وتطلب منا أن نتوخى الحذر في تفسير القرآن الكريم ...؟
أي تحريف في كلامي يا سيدي ؟؟
يقول الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية: "المسجد الأقصى اتفقوا على أن المراد منه بيت المقدس .. وقوله تعالى (الذي باركنا حوله) قيل بالثمار والأزهار، وقيل بسبب أنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة".
ويقول القرطبي: "(الذي باركنا حوله) قيل: بالثمار وبمجاري الأنهار. وقيل: بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين".
ويقول ابن كثير: "المسجد الأقصى وهو بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام.. وقوله تعالى (الذي باركنا حوله) أي في الزروع والثمار".
هذه هي التفاسير يا سيدي ، وأسألك شاكراً أن تدلني على التحريف الذي قمت به على هواي !!

لقد استخدمت في حقي يا سيدي عبارات حادة دفعتك إليها غيرتك على هذا الوطن الحبيب ، ولهذا فإنني أقدر لك هذا الحماس وأثني به عليك حتى ولو اختلفنا في بعض النقاط . وأنا لم أقدم على التعليق على هذا الموضوع من باب الهجوم أو الجدال ، بل لإثراء النقاش والحوار من أب فاضل بقامتك السامقة .

أرجو المعذرة ، ولك خالص المحبة والتقدير والاعتزاز :fl:

منذر أبو هواش
05/07/2007, 02:26 AM
أخي أحمد الأقطش،

أرجو الرجوع إلى ما نشر على الرابط التالي:

http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=98435#post98435

ودمتم،

منذر أبو هواش

:fl:

منذر أبو هواش
05/07/2007, 02:26 AM
أخي أحمد الأقطش،

أرجو الرجوع إلى ما نشر على الرابط التالي:

http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=98435#post98435

ودمتم،

منذر أبو هواش

:fl:

منذر أبو هواش
05/07/2007, 09:38 AM
اقتباسات المفسرين عن أهل الكتاب اجتهادات قابلة للنظر وللاجتهاد ...
أخي أحمد الأقطش،

يجدر بنا عند الحديث عن تاريخ بني إسرائيل، وتاريخ خروجهم من مصر، الاستناد إلى الرواية القرآنية كما وردت في سورتي الشعراء والمائدة، والتي أكدت فرارهم مع موسى هربا من فرعون وجنوده، شرقا باتجاه البحر الأحمر، لقوله تعالى في سورة الشعراء (فأتبعوهم مشرقين)، وأنهم عبروا البحر بعد ذلك (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) متجهين إلى جزيرة العرب، حيث امتنعوا عن دخول الأرض المقدسة، وتاهوا أربعين سنة في صحراء الربع الخالي، مات خلالها موسى وهارون ودفنا هناك. انظر الاقتباس من كتاب الدكتور عبد العزيز الخياط – اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس على الرابط:

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=14144
ليس هناك أي دليل أثري أو تاريخي يتحدث عن تواجد موسى وهارون وداود وسليمان أو غيرهم من أنبياء بني إسرائيل في منطقتنا، كما لم يعثر في السجلات المصرية والآشورية المتعاصرة مع داود وسليمان أي إشارة إليهما باسميهما مما يدل على انهما لم يكونا من سادة بلاد الشام والمنطقة في ذلك الوقت، كما أن اليهود وغيرهم لم يعثروا في فلسطين على أية مواد أثرية يعود عهدها إلى زمن التوراة، أو لها علاقة بها، أو بتاريخهم، رغم محاولاتهم المستميتة في سبيل ذلك. وتكررت محاولاتهم اليائسة للوصول إلى استنتاجات تاريخية، ولو على أساس دلائل أثرية مزورة ومزيفة، مثل الرمانة العاجية، أو صندوق عظام جوزيف شقيق المسيح عليه السلام، والتي تمت فبركتها في أحدث المختبرات الخاصة بتزييف وتعتيق الآثار، لكنها لم تصمد سوى مدة بسيطة، قبل أن يتم فضحها من قبل بعض علماء الآثار الموضوعيين.

إن أسماء الأماكن الفلسطينية والأردنية المشابهة والمماثلة للأسماء التوراتية التي انتقلت إلينا منذ القدم مثل أورشليم وشكيم ويريحو وحبرون وعيبال وجرزيم وغيرها من أسماء قديمها وحديثها على قلتها بالنسبة لما ورد من أسماء أماكن في التوراة إنما هي أسماء سماها ووضعها نفر من اليهود وباحثوا الكتب المقدسة خطأ وخلطا وتحريفا بعد زمن التوراة وهم قاموا بهذا العمل طوال الوقت ولا يزالون يقومون به حتى يومنا هذا.

لا يوجد سجل محفوظ لتاريخ العالم القديم، ومعظم المعلومات التاريخية القديمة التي كانت تدرس للناس حتى عهد قريب كانت مأخوذة من العهد القديم غير معروف الجغرافيا على افتراض صحته. والذي ثبت أنه كتب بعد السبي البابلي من جزيرة العرب لا من فلسطين، حيث قام أحبار اليهود في ذلك الزمن بتزوير تاريخ جديد لبني إسرائيل أدخلوا فيه حروب وانتصارات وبطولات من سير الأمم التي سبقتهم، وصوروها على أنها من صنعهم، على غرار الأساطير الأخرى في العالم القديم. ووجود "التاريخ التوراتي التقليدي" المفسر فلسطينيا في كتب التراث (العتيقة!) لا يعني أنه ليس صهيونيا، كما أنه لا يعني في الوقت نفسه أن كل ناقليه مثلك ومثل الطبري وابن كثير وابن قدامة والفخر الرازي والقرطبي وغيرهم صهاينة.

المعلومات التفسيرية الإضافية التي تم نقلها (اجتهادا) عن أهل الكتاب أو عن الذين أسلموا منهم في صدر الإسلام، وتم إدخالها في بعض التفاسير فيها نظر، وهي (ليست قرآنا)، مثلما أنها (ليست حجة) يقيمها علينا الصهاينة أو تقيمونها أنتم علينا بهذا الشكل المؤسف، فالنص القرآني واضح ليس فيه أي من تلك التفاصيل الإضافية التاريخية والجغرافية الاجتهادية الأخرى، وهي معروفة ويمكن تمييزها عما ورد في النص القرآني، وهي مجرد اجتهادات توضيحية تفسيرية إضافية ومعلومات بشرية غير ملزمة لأنها قد تصيب أو تخطئ، فيستبقى منها ما ثبتت صحته، ويترك منها ما يثبت عدم صحته، ومناقضته للمكتشفات والمستجدات. علما بأن المفسرين أنفسهم يعرفون أن اجتهاداتهم وتفسيراتهم في قسم منها (ليست القول الفصل)، وأنها تبقى قابلة للنقاش والنظر، فهم يضعون كافة الاحتمالات من أجل المساعدة في التفهيم، ويبقون الباب في إضافاتهم التوضيحية مفتوحا أمام الإجتهاد، ويقولون: "فيه أقوال ...".

تقول: "أنا متابع للأبحاث المكتوبة في هذا الإطار، والتي يذهب أصحابها إلى أن جبل الطور هو جبل اللوز في شمال المملكة العربية السعودية. ولكن يا سيدي هم أيضاً اعتمدوا على الرواية التوراتية في تفاصيلها ملتزمين بالوصف الجغرافي الوارد في القصة، ابتداءً من طريق مدين وانتهاءً بكون الجبل بركانياً! وبالتالي فهم ليس لديهم إثباتات تاريخية (لخلو التاريخ القديم من الحديث عن خروج بني إسرائيل) أو علمية أو أثرية (فالأمر قيد الظن لا القطع والجزم ).

وأنا أقول: وهل يغني الظن من الحق شيئا؟!!!

وأود (أخيرا) أن أشكرك على صبرك وسعة صدرك وتفهمك، وأود أن أعتذر إليك عن حدتي المعروفة في مثل هذه المواضيع التي ترفع الضغط، وتدفع الإنسان إلى التوتر، وأقدر لك ردك المهذب المتوازن المتفهم الذي نزل على قلبي بردا وسلاما. ودمت سالما أخي الكريم.

منذر أبو هواش

:fl:

الطور في تفسير ابن كثير

قال مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فى المغرب بالطور فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه أخرجاه من طريق مالك وقال البخاري حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال "طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور. يقسم تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة أن عذابه واقع بأعدائه وأنه لا دافع له عنهم فالطور هو الجبل الذي يكون فيه أشجار مثل الذي كلم الله عليه موسى وأرسل منه عيسى وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طورا إنما يقال له جبل.

الطور في تفسير القرطبي

الطور اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى أقسم الله به تشريفا له وتكريما وتذكيرا لما فيه من الآيات ، وهو أحد جبال الجنة ، وروى إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربعة أجبل من جبال الجنة وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة قيل فما الأجبل قال : جبل أحد يحبنا ونحبه والطور جبل من جبال الجنة ولبنان جبل من جبال الجنة والجودي جبل من جبال الجنة " وذكر الحديث وقد استوفيناه في كتاب التذكرة قال مجاهد الطور هو بالسريانية الجبل والمراد به طور سينا وقاله السدي وقال مقاتل بن حيان هما طوران يقال لأحدهما طور سينا والآخر طور زيتا لأنهما ينبتان التين والزيتون . وقيل هو جبل بمدين واسمه زبير قال الجوهري والزبير الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام . قلت : ومدين بالأرض المقدسة وهي قرية شعيب عليه السلام وقيل إن الطور كل جبل أنبت ، وما لا ينبت فليس بطور قاله ابن عباس : وقد مضى في البقرة مستوفى .

:fl:

منذر أبو هواش
05/07/2007, 09:38 AM
اقتباسات المفسرين عن أهل الكتاب اجتهادات قابلة للنظر وللاجتهاد ...
أخي أحمد الأقطش،

يجدر بنا عند الحديث عن تاريخ بني إسرائيل، وتاريخ خروجهم من مصر، الاستناد إلى الرواية القرآنية كما وردت في سورتي الشعراء والمائدة، والتي أكدت فرارهم مع موسى هربا من فرعون وجنوده، شرقا باتجاه البحر الأحمر، لقوله تعالى في سورة الشعراء (فأتبعوهم مشرقين)، وأنهم عبروا البحر بعد ذلك (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) متجهين إلى جزيرة العرب، حيث امتنعوا عن دخول الأرض المقدسة، وتاهوا أربعين سنة في صحراء الربع الخالي، مات خلالها موسى وهارون ودفنا هناك. انظر الاقتباس من كتاب الدكتور عبد العزيز الخياط – اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس على الرابط:

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=14144
ليس هناك أي دليل أثري أو تاريخي يتحدث عن تواجد موسى وهارون وداود وسليمان أو غيرهم من أنبياء بني إسرائيل في منطقتنا، كما لم يعثر في السجلات المصرية والآشورية المتعاصرة مع داود وسليمان أي إشارة إليهما باسميهما مما يدل على انهما لم يكونا من سادة بلاد الشام والمنطقة في ذلك الوقت، كما أن اليهود وغيرهم لم يعثروا في فلسطين على أية مواد أثرية يعود عهدها إلى زمن التوراة، أو لها علاقة بها، أو بتاريخهم، رغم محاولاتهم المستميتة في سبيل ذلك. وتكررت محاولاتهم اليائسة للوصول إلى استنتاجات تاريخية، ولو على أساس دلائل أثرية مزورة ومزيفة، مثل الرمانة العاجية، أو صندوق عظام جوزيف شقيق المسيح عليه السلام، والتي تمت فبركتها في أحدث المختبرات الخاصة بتزييف وتعتيق الآثار، لكنها لم تصمد سوى مدة بسيطة، قبل أن يتم فضحها من قبل بعض علماء الآثار الموضوعيين.

إن أسماء الأماكن الفلسطينية والأردنية المشابهة والمماثلة للأسماء التوراتية التي انتقلت إلينا منذ القدم مثل أورشليم وشكيم ويريحو وحبرون وعيبال وجرزيم وغيرها من أسماء قديمها وحديثها على قلتها بالنسبة لما ورد من أسماء أماكن في التوراة إنما هي أسماء سماها ووضعها نفر من اليهود وباحثوا الكتب المقدسة خطأ وخلطا وتحريفا بعد زمن التوراة وهم قاموا بهذا العمل طوال الوقت ولا يزالون يقومون به حتى يومنا هذا.

لا يوجد سجل محفوظ لتاريخ العالم القديم، ومعظم المعلومات التاريخية القديمة التي كانت تدرس للناس حتى عهد قريب كانت مأخوذة من العهد القديم غير معروف الجغرافيا على افتراض صحته. والذي ثبت أنه كتب بعد السبي البابلي من جزيرة العرب لا من فلسطين، حيث قام أحبار اليهود في ذلك الزمن بتزوير تاريخ جديد لبني إسرائيل أدخلوا فيه حروب وانتصارات وبطولات من سير الأمم التي سبقتهم، وصوروها على أنها من صنعهم، على غرار الأساطير الأخرى في العالم القديم. ووجود "التاريخ التوراتي التقليدي" المفسر فلسطينيا في كتب التراث (العتيقة!) لا يعني أنه ليس صهيونيا، كما أنه لا يعني في الوقت نفسه أن كل ناقليه مثلك ومثل الطبري وابن كثير وابن قدامة والفخر الرازي والقرطبي وغيرهم صهاينة.

المعلومات التفسيرية الإضافية التي تم نقلها (اجتهادا) عن أهل الكتاب أو عن الذين أسلموا منهم في صدر الإسلام، وتم إدخالها في بعض التفاسير فيها نظر، وهي (ليست قرآنا)، مثلما أنها (ليست حجة) يقيمها علينا الصهاينة أو تقيمونها أنتم علينا بهذا الشكل المؤسف، فالنص القرآني واضح ليس فيه أي من تلك التفاصيل الإضافية التاريخية والجغرافية الاجتهادية الأخرى، وهي معروفة ويمكن تمييزها عما ورد في النص القرآني، وهي مجرد اجتهادات توضيحية تفسيرية إضافية ومعلومات بشرية غير ملزمة لأنها قد تصيب أو تخطئ، فيستبقى منها ما ثبتت صحته، ويترك منها ما يثبت عدم صحته، ومناقضته للمكتشفات والمستجدات. علما بأن المفسرين أنفسهم يعرفون أن اجتهاداتهم وتفسيراتهم في قسم منها (ليست القول الفصل)، وأنها تبقى قابلة للنقاش والنظر، فهم يضعون كافة الاحتمالات من أجل المساعدة في التفهيم، ويبقون الباب في إضافاتهم التوضيحية مفتوحا أمام الإجتهاد، ويقولون: "فيه أقوال ...".

تقول: "أنا متابع للأبحاث المكتوبة في هذا الإطار، والتي يذهب أصحابها إلى أن جبل الطور هو جبل اللوز في شمال المملكة العربية السعودية. ولكن يا سيدي هم أيضاً اعتمدوا على الرواية التوراتية في تفاصيلها ملتزمين بالوصف الجغرافي الوارد في القصة، ابتداءً من طريق مدين وانتهاءً بكون الجبل بركانياً! وبالتالي فهم ليس لديهم إثباتات تاريخية (لخلو التاريخ القديم من الحديث عن خروج بني إسرائيل) أو علمية أو أثرية (فالأمر قيد الظن لا القطع والجزم ).

وأنا أقول: وهل يغني الظن من الحق شيئا؟!!!

وأود (أخيرا) أن أشكرك على صبرك وسعة صدرك وتفهمك، وأود أن أعتذر إليك عن حدتي المعروفة في مثل هذه المواضيع التي ترفع الضغط، وتدفع الإنسان إلى التوتر، وأقدر لك ردك المهذب المتوازن المتفهم الذي نزل على قلبي بردا وسلاما. ودمت سالما أخي الكريم.

منذر أبو هواش

:fl:

الطور في تفسير ابن كثير

قال مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فى المغرب بالطور فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه أخرجاه من طريق مالك وقال البخاري حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال "طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور. يقسم تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة أن عذابه واقع بأعدائه وأنه لا دافع له عنهم فالطور هو الجبل الذي يكون فيه أشجار مثل الذي كلم الله عليه موسى وأرسل منه عيسى وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طورا إنما يقال له جبل.

الطور في تفسير القرطبي

الطور اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى أقسم الله به تشريفا له وتكريما وتذكيرا لما فيه من الآيات ، وهو أحد جبال الجنة ، وروى إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربعة أجبل من جبال الجنة وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة قيل فما الأجبل قال : جبل أحد يحبنا ونحبه والطور جبل من جبال الجنة ولبنان جبل من جبال الجنة والجودي جبل من جبال الجنة " وذكر الحديث وقد استوفيناه في كتاب التذكرة قال مجاهد الطور هو بالسريانية الجبل والمراد به طور سينا وقاله السدي وقال مقاتل بن حيان هما طوران يقال لأحدهما طور سينا والآخر طور زيتا لأنهما ينبتان التين والزيتون . وقيل هو جبل بمدين واسمه زبير قال الجوهري والزبير الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام . قلت : ومدين بالأرض المقدسة وهي قرية شعيب عليه السلام وقيل إن الطور كل جبل أنبت ، وما لا ينبت فليس بطور قاله ابن عباس : وقد مضى في البقرة مستوفى .

:fl:

علا عصام
11/09/2007, 07:42 PM
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا ...