حسين أحمد سليم
26/01/2013, 08:36 PM
هندسة المجاري الصّحّيّة العامّة
بقلم: حسين أحمد سليم
هندسة الصّرف الصّحّي العامّة للمخلّفات السّائلة والفضلات الآدميّة وسوائل المجاري, تُعتبر من أهمّ العمليّات اللازمة لضمان توفير البيئة الحياتيّة الصّالحة, لأفراد الأسرة في جميع المجتمعات الحضريّة والرّيفيّة, المدنيّة والقرويّة على السّواء... ويجب أن يتمّ ذلك الفعل بطريقة هندسيّة علميّة فنّيّة مدروسة ومناسبة, وفقا للأسس الفنّيّة والتّكنولوجيّة المقرّرة والمعمول بها عالميّا, بما يتراعى في حدود الإحتياجات والشّروط والمواصفات الأساسيّة, لمقوّمات الصّحّة العامّة والمحافظة عليها, إضافة لمقتضيات الأمن البيئي والسّلامة الصّحّيّة...
جميع الأجهزة والأدوات والقطع والمواسير الدّاخليّة للمجاري الصّحّيّة, المركّبة في البيوت والمنازل والمباني, الهدف الأساسي منها, نقل المخلّفات والسّوائل والمياه المبتذلة إلى خارج المبنى, عن طريق تلك المواسير والقساطل المركّبة في الأرضيات والحوائط, وصولا إلى غرف وصلات البيوت الرّئيسيّة, فغرف التّفتيش والمطابق التي حول المبنى, الموصولة بشبكة المجاري الصّحّيّة العموميّة...
تطبيقات الهندسة الصّحّيّة في دراسات ومشاريع الصّرف الصّحّي, والعمل بها في المدن والبلدات والقرى وأماكن التّجمّعات السّكنيّة وفي المصانع, يؤدّي إلى فوائد متعدّدة في عمليّة الحفاظ على إستمراريّة الأمن البيئي والصّحّة العامّة والسّلامة للجميع... والتي يُمكن تلخيصها بما يلي:
توفير الحماية الصّحّيّة العامّة, ورفع المستوى الصّحّي السّليم بين السّكّان, بما يؤدّي إلى إرتفاع المستوى المعيشي والإقتصادي, وبالتّألي زيادة الكفاية الإنتاجيّة لهم مع زيادة في متوسّط عمر الفرد النّسبي...
توفير وسائل الرّاحة والطّمأنينة بالمجمّعات السّكنيّة, وضمان إجراء عمليّة الكسح على أسس صحّيّة سليمة في المباني المنعزلة, وعلاج مياه المجاري والمياه المبتذلة والمستخدمة عن طريق محطّات التّنقية والتّعقيم والتّرسيب في المدن, ومحاولة الإستفادة منها في الرّيّ الزّراعي للسّهول بعد العناية بتعقيمها وخلوّها من البكتيريا والجراثيم والطّفيليات...
حماية المباني والمنشآت المختلفة, وإطالة عمرها الإعتباري والمحافظة على سلامة هياكل الأساسات وأعمدتها من التّآكل والأكسدة من جرّاء تسرّب مياه المجاري إليها وتفاعلها مع موادّها الإسمنتيّة والحديديةّ...
حماية المجاري المائيّة كالأنهار والسّواقي والقنوات الطّبيعيّة وغيرها, وحماية مصادر المياه الجوفيّة والآبار من التّلوّث بالجراثيم والطّفيليات, التي قد تتسرّب وترشح من مواسير شبكات الصّرف الصّحّي في حال تلفها...
ففي المرحلة الأولى لعمليّات وضع الدّراسات اللازمة لهندسة أعمال المجاري الصّحّيّة العموميّة, يقوم المهندس الصّحّي مع معاونيه من مهندسين ومفنّيين في الإختصاصات الملحقة, بعمليّة دراسة تخطيط الشّبكة الصّحّيّة وإختيار مكانها ومسارات خطوطها, وذلك بالإستعانة بالمخطّطات والخرائط الكونتوريّة للموقع المستهدف بالدّراسات والمنطقة المحيطة به, ويجب القيام بأعمال المسح الطّبوغرافي المستوي من قبل المهندس المسّاح, ليتم عمل ميزانيّة شبكيّة للموقع, ويُحدّد مسار تخطيط شبكة المجاري وموقع محطّة الرّفع ومحطّة الضّخّ, وكذلك أعمال المعالجة والتّنقية والتّعقيم والتّ{سيب, ومكان التّخلّص من مياه المجاري... بحيث يتم ذلك وفق ما يتمشّى ويتوافق لإنحدارات خطوط الشّبكة مع الإنحدار الطّبيعي للأرض, وذلك لتجنّب زيادة كمّيات مكعّبات الحفر, وتكون خطوط الشّبكة أقرب ما يمكن للمباني القائمة إلى جوانب الطّرقات, والمراد خدمتها بشبكة الصّرف الصّحّي... ويجب تجنّب الأرض الصّخريّة أو الضّعيفة التّربة أو المرتفعة المناسيب لمياه الرّشح الجوفيّة... وكذلك يجب تجنّب تعدّيات خطوط السّكك الحديديّة أو الشّوارع المزدحمة أو خطوط المواسير العميقة... وكذلك إنشاء محطّات الرّفع والضّخّ الفرعيّة بالشّوارع الضّيّقة, أو المقام على جوانبها مبان ضعيفة الإنشاء أو قديمة مزعزعة... ويجب الإعتماد على سير المياه الصّرفيّة في جوف خطوط الشّبكة بالإنحدار الطّبيعي الملائم لسرعة التّدفّق وعدم التّأكل لجدران المواسير بالإحتكاك... ويجب إختيار مواقع أعمال التّنقية والمعالجة والتّعقيم والتّرسيب, بعيدا عن الإمتداد العمراني المنتظر, ويُفضّل أن يكون في أرض غير زراعيّة, وغير مرتفعة الثّمن, وتكون في ناحية ملائمة لمسارات الرّياح بعكس إتّجاه موقع المدينة, حتّى لا تُسبّب الأذيّة البيئيّة للسّكّان... هذا ويجب وصول المخلّفات السّائلة في أقصر وقت ممكن, وذلك بتعدّد أماكن المعالجة في المدن الكبرى والممتدّة... وكذلك يجب مراعاة مرونة وتسهيلات شبكة المجاري, لإمكان سهولة تشغيل المشروع في حالة عطل أحد أجزائه... إلى هذا, وإختيار نوع الشّبكة الصّرفيّة, يتوقّف على نوعيّة المناخ ونسبة الأمطار, فإذا كانت الأمطار خفيفة, فيجب عمل خط مواسير واحد يجمع بين المطر ومخلّفات المجاري, وإذا كانت الأمطار كثيفة, يجب عمل خطّين: أحدهما يحمل مياه المطر, ويصبّ في مجرى مائي مباشر, والآخر يحمل مياه المجاري الصّحّيّة, ويُصرف في محطّة التّنقية والمعالجة والتّعقيم والتّرسيب...
بقلم: حسين أحمد سليم
هندسة الصّرف الصّحّي العامّة للمخلّفات السّائلة والفضلات الآدميّة وسوائل المجاري, تُعتبر من أهمّ العمليّات اللازمة لضمان توفير البيئة الحياتيّة الصّالحة, لأفراد الأسرة في جميع المجتمعات الحضريّة والرّيفيّة, المدنيّة والقرويّة على السّواء... ويجب أن يتمّ ذلك الفعل بطريقة هندسيّة علميّة فنّيّة مدروسة ومناسبة, وفقا للأسس الفنّيّة والتّكنولوجيّة المقرّرة والمعمول بها عالميّا, بما يتراعى في حدود الإحتياجات والشّروط والمواصفات الأساسيّة, لمقوّمات الصّحّة العامّة والمحافظة عليها, إضافة لمقتضيات الأمن البيئي والسّلامة الصّحّيّة...
جميع الأجهزة والأدوات والقطع والمواسير الدّاخليّة للمجاري الصّحّيّة, المركّبة في البيوت والمنازل والمباني, الهدف الأساسي منها, نقل المخلّفات والسّوائل والمياه المبتذلة إلى خارج المبنى, عن طريق تلك المواسير والقساطل المركّبة في الأرضيات والحوائط, وصولا إلى غرف وصلات البيوت الرّئيسيّة, فغرف التّفتيش والمطابق التي حول المبنى, الموصولة بشبكة المجاري الصّحّيّة العموميّة...
تطبيقات الهندسة الصّحّيّة في دراسات ومشاريع الصّرف الصّحّي, والعمل بها في المدن والبلدات والقرى وأماكن التّجمّعات السّكنيّة وفي المصانع, يؤدّي إلى فوائد متعدّدة في عمليّة الحفاظ على إستمراريّة الأمن البيئي والصّحّة العامّة والسّلامة للجميع... والتي يُمكن تلخيصها بما يلي:
توفير الحماية الصّحّيّة العامّة, ورفع المستوى الصّحّي السّليم بين السّكّان, بما يؤدّي إلى إرتفاع المستوى المعيشي والإقتصادي, وبالتّألي زيادة الكفاية الإنتاجيّة لهم مع زيادة في متوسّط عمر الفرد النّسبي...
توفير وسائل الرّاحة والطّمأنينة بالمجمّعات السّكنيّة, وضمان إجراء عمليّة الكسح على أسس صحّيّة سليمة في المباني المنعزلة, وعلاج مياه المجاري والمياه المبتذلة والمستخدمة عن طريق محطّات التّنقية والتّعقيم والتّرسيب في المدن, ومحاولة الإستفادة منها في الرّيّ الزّراعي للسّهول بعد العناية بتعقيمها وخلوّها من البكتيريا والجراثيم والطّفيليات...
حماية المباني والمنشآت المختلفة, وإطالة عمرها الإعتباري والمحافظة على سلامة هياكل الأساسات وأعمدتها من التّآكل والأكسدة من جرّاء تسرّب مياه المجاري إليها وتفاعلها مع موادّها الإسمنتيّة والحديديةّ...
حماية المجاري المائيّة كالأنهار والسّواقي والقنوات الطّبيعيّة وغيرها, وحماية مصادر المياه الجوفيّة والآبار من التّلوّث بالجراثيم والطّفيليات, التي قد تتسرّب وترشح من مواسير شبكات الصّرف الصّحّي في حال تلفها...
ففي المرحلة الأولى لعمليّات وضع الدّراسات اللازمة لهندسة أعمال المجاري الصّحّيّة العموميّة, يقوم المهندس الصّحّي مع معاونيه من مهندسين ومفنّيين في الإختصاصات الملحقة, بعمليّة دراسة تخطيط الشّبكة الصّحّيّة وإختيار مكانها ومسارات خطوطها, وذلك بالإستعانة بالمخطّطات والخرائط الكونتوريّة للموقع المستهدف بالدّراسات والمنطقة المحيطة به, ويجب القيام بأعمال المسح الطّبوغرافي المستوي من قبل المهندس المسّاح, ليتم عمل ميزانيّة شبكيّة للموقع, ويُحدّد مسار تخطيط شبكة المجاري وموقع محطّة الرّفع ومحطّة الضّخّ, وكذلك أعمال المعالجة والتّنقية والتّعقيم والتّ{سيب, ومكان التّخلّص من مياه المجاري... بحيث يتم ذلك وفق ما يتمشّى ويتوافق لإنحدارات خطوط الشّبكة مع الإنحدار الطّبيعي للأرض, وذلك لتجنّب زيادة كمّيات مكعّبات الحفر, وتكون خطوط الشّبكة أقرب ما يمكن للمباني القائمة إلى جوانب الطّرقات, والمراد خدمتها بشبكة الصّرف الصّحّي... ويجب تجنّب الأرض الصّخريّة أو الضّعيفة التّربة أو المرتفعة المناسيب لمياه الرّشح الجوفيّة... وكذلك يجب تجنّب تعدّيات خطوط السّكك الحديديّة أو الشّوارع المزدحمة أو خطوط المواسير العميقة... وكذلك إنشاء محطّات الرّفع والضّخّ الفرعيّة بالشّوارع الضّيّقة, أو المقام على جوانبها مبان ضعيفة الإنشاء أو قديمة مزعزعة... ويجب الإعتماد على سير المياه الصّرفيّة في جوف خطوط الشّبكة بالإنحدار الطّبيعي الملائم لسرعة التّدفّق وعدم التّأكل لجدران المواسير بالإحتكاك... ويجب إختيار مواقع أعمال التّنقية والمعالجة والتّعقيم والتّرسيب, بعيدا عن الإمتداد العمراني المنتظر, ويُفضّل أن يكون في أرض غير زراعيّة, وغير مرتفعة الثّمن, وتكون في ناحية ملائمة لمسارات الرّياح بعكس إتّجاه موقع المدينة, حتّى لا تُسبّب الأذيّة البيئيّة للسّكّان... هذا ويجب وصول المخلّفات السّائلة في أقصر وقت ممكن, وذلك بتعدّد أماكن المعالجة في المدن الكبرى والممتدّة... وكذلك يجب مراعاة مرونة وتسهيلات شبكة المجاري, لإمكان سهولة تشغيل المشروع في حالة عطل أحد أجزائه... إلى هذا, وإختيار نوع الشّبكة الصّرفيّة, يتوقّف على نوعيّة المناخ ونسبة الأمطار, فإذا كانت الأمطار خفيفة, فيجب عمل خط مواسير واحد يجمع بين المطر ومخلّفات المجاري, وإذا كانت الأمطار كثيفة, يجب عمل خطّين: أحدهما يحمل مياه المطر, ويصبّ في مجرى مائي مباشر, والآخر يحمل مياه المجاري الصّحّيّة, ويُصرف في محطّة التّنقية والمعالجة والتّعقيم والتّرسيب...