المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العودة إلى الله للأستاذ الشاعر محمود حسن إسماعيل



فؤاد عزام
19/02/2013, 06:28 PM
رب إني لك عدت من سراب فيه تهت
وعلى وجهي شظايا ندم فيه انتهيت
وكهوف من خطايا تحتها نار وصمت
وطيور ذرفت سري وطارت حيث طرت
وتلاشت في زوايا خلدي أنى سريت
فإذا أبكي أراها أدمعا مما بكيت
وإذا أشكو أراها كل ما منه اشتكيت
وإذا أهرب كانت كل درب قد سلكت
وإذا أغفو أراها كل حلم قد رأيت
وإذا أفزع للأوهام كانت ما وهمت
وإذا غنيتها النسيان غنت ما ذكرت
ومحت ذاتي وعادت لي بما كنت دفنت
رب جنبني صداها فهي أعدى من عرفت
هي نفسي وهي شيطاني الذي منه هربت
سكنت فيَّ ّ وفي صحرائها الكبرى سكنت
وعلى مصباحها المخنوق في السفح أقمت
وكما شاءت على الأدغال والريح ارتميت
وكما ينطلق الإعصار في الليل انطلقت
وتسللت الفجاج السود فيه ومضيت
راهبا ضلت مسوحي في هداها وضللت
ويح عمري ما الذي كنت على الرمل كتبت ؟
قصة ..ما زال حولي كل ما فيها رويت
الأسى والإثم والعصيان وهذا ما حملت
فإذا التوبة ألقت رحلها عندي رحلت
وإذا الأوزار حطت حط قلبي وانتشيت
وإذا ركب الخطايا لاح للعين هفوت
وكما ينتفض الطائر للفجر انتفضت
وتلفعت بسري في الدياجي وانسللت
مثلما ينسل مني خاطر منته برمت
هذه قصة بستان به كنت عبرت
حاطبا أجمع نارا .. وأسى فيما جمعت
ليس لي فأس ولا غرس ولكني احتطبت
من ربيع ليس لي فيه سوى أني وجدت
ورحيق كل ما أعلم أني قد شربت
وعبير كل ما أدريه أني قد شممت
وثمار كل وعيي أنني منها قطفت
وغصون ظلها يجهل ما جهلت
بعثرت سري وعادت وهي للإيمان بيت
جل ربي ! كل هذا ما الذي كنت ارتكبت
أذنوب ؟ أم دروب في مهاويها جرفت ؟
أنا كذاب ولكن كل ما قلت صدقت
نقلت نفسي عن نفسي الذي كنت ادعيت
فهو زور وهو حق وهو سر فيه حرت
أنا نفسي ذلك الإثم الذي منه هربت
أنا نفسي ذلك الزور الذي منه جزعت
كل ما أشكوه منها ذنبه مهما برئت
عذبتني بخطاها وهواها فاستجرت
وإلى قدس على من ضفاف النور طرت
بعدما جردت ذاتي وعن النفس انفصلت
وإلى الله بنوحي وعذاباتي اتجهت
وشببت الجسم نارا وهشيما واشتعلت
رب من بقيا رمادي وحصادي لك جئت
رب غفرانك إني في ظلامي قد وئدت !

أحمد المدهون
19/02/2013, 09:11 PM
أخي الأستاذ فؤاد عزام،

وإن من الشعر لحكمة. وربّ قصيدة رققت قلوباً، وأيقظت غافلاً.
هزتني هذه القصيدة بما احتوته من حكم وعظات. وهذه مقاطع منها مغناة:


http://www.youtube.com/watch?v=ydBr3DVyBLE

شكراً لحسن انتقائك،
وجزاك الله خيراً.

تحياتي.

فؤاد عزام
19/02/2013, 09:41 PM
أستاذي الفاضل / أحمد المدهون
أسمعكم الله كل خير
هذا الغناء الضارع بث في الأبيات حياة على حياتها
دائما أجد عندكم الثمين المفيد
جزاكم الله خيرا