المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص قصيرة



رحاب حسين الصائغ
01/05/2007, 09:53 PM
رحاب حسين الصائغ
علي بابا

كنتُ بانتظار جواب التعيين في مكتب الاستعلامات الذي أعلن عن شاغر وبشروط بسيطة جداً، منها أن يكون المُتَقَدِمْ:
1- بحجم دبوس.
2- مقطوع اليدين.
3- منكفئ خلفَ الماضي ولا يترك من الحاضر إلا قتل الخيال.
كما يعلم أصدقائي سأبلغ غايتي هذهِ المرة، جذبتُ مِشطي الذي فَقَدَ نصفَ أسنانهِ ولبستُ ما لم أملك – نعم التهيؤ واجب في مثلِ هذهِ الظروف، وبدأتُ أرسم الطريق إلى الحاضر بِحركات عشوائية، قدمتُ نفسي إلى المدير الذي في وجودي أصبحَ عملاق، طلبَ مني الانتظار لإكمال المراسيم.
طالَ الوقت وأنا أعلم أنّهُ لا يوجد وقت، فعقاربُ الساعة لا تدلُّ على وجود الزمن في هذا المكان، كانت تمرُّ أمامي نِقاطْ سود تحمِلُ لفائف تبغ وحقائب دبلوماسية وتحمل ما يُعيق الموافقة، وأنا أبتسم.. أبتسم.. أبتسم حتى أصابني شيء من البلاهة. وظهرَ العِملاق يبحثُ عن قزمِهِ بدون ترتيب ذهني، وانفجَرَّت خلية في دماغي فجأةً، كيفَ لا يراني أخطفُ السرور وأنتشي مثلَ الخوارقْ، قفزتُ أمامهُ وتحولتْ البلاهة عندَهُ وتشوَهَ شكلهُ، فأشارَ لي بالدخولِ فوراً وبِسرعةٍ.
رجعتُ أُهنئُ أصدِقائي بالفوز، واجتمعنا نحتفل بهذهِ الموجةِ، فمرحلة الاستقرار التقوسيّ قد انتهت بالتحام الحلقة.


************************************************** ********

رحاب حسين الصائغ

حروب / خرائط

الحياة غامضة عندهُ مثل دخولِهِ الصَّفْ في المدرسة، شكَّ كثيراً في عدد المقاعد الدراسية ومحاسنها، إنَّهُ صَلِبْ واسع الأُفق استطاع أن يحقق شخصيتهُ في مادتي التأريخ والصراع الميداني، فضلاً عن ذلك لهُ نظرة معترف بها من قِبل زملائهِ ومن خلال حِسَّهُ الرقيق المتناغم مع روح العصر.
فهوَ يُشارك الملكة زنوبيا كل حروبها ويتقدم ويقاتل فيكل المُسلسلات بساحة الخنساء وهيَ ترثي أخاها ثمَ يتقدم كل صباح في حروب طروادة على مقاعد المدرسة في مادتي الرسم والجغرافيا، أو على الوسائد في غرفة الجلوس في المنزل.
لذلك كان المعَلِمون يدَعونهُ خارج الصف في الساحة ليفرغ كل نشاطهِ الجغرافي برسم نفسِهِ وتحديد مواقع التمارين المحيرة لحزنهِ العَميق من عَفَوِيَتِهِ المستمرة، ولنفس السبب كانت أُمهُ التي تشاركهُ المنزل تبحث لهُ عن عمل خارجهُ، ليستنفذ نشاطهُ المختوم بما يُقَدِمَهُ لها من راحة بال وهدوء تام.
هذهِ إنجازاتهِ اليومية التي لا تنتهي، فيعود إلى البيت مع كل مساء مشلول الحركة لا يريدُ إلاَّ النوم.


************************************************** ***********

رحاب حسين الصائغ

أحضان باردة
أُمي عيونها خيط من عجينة سنينها .
الحزن فكرة تزهد المتزوجات ومن لهن أطفال لأنهنَّ يشتغلن بروائح راسخة في ثوابت أمومتهنّ.
وقفت تستعيد شجونها من خلال مشاهدة والدتها المريضة طريحة الفِراش، امرأةُ حنون تحمل مشاعر الإرهاف، قضمت الأيام زخارف شبابها. كالطوفان جئنا فوق أيامها الجارية.
تأملتْ ما بعدَ ولادتها الأُولى، أخذت تستذكر برودة طفلها في حضنها وشعور بالطغيان يُداخلّها، أيام كانت تعاند أُمها وتصر على أن تقوم بما تريد ومهما حاولت ووالدتها إقناعها أو إرضاءَها لا تصغي.
ففي الأيام السعيدة كانت تجمعنا تحت شجرتها الوارفة الظلال بحنانها بين الحلوة والكعك وملابسنا التي زينتها بالفرحة، كانت تمر كأحلى ما يكون من أيام وتظل الشموع وابتسامتها العذبة في عيوننا.
سوف أركع على ركبتي، وأدعو لها من كل أعماقي أنْ يَكُفَّ ذلك الأَلمْ عن السريان في أوصالها، إنني الآن كالغريق الذي ينهار تحت قدميهِ كرسي الفراغ الذي أحسّهُ عند قدمي سيدة الصبر.

ريمه الخاني
03/05/2007, 03:19 PM
عبارات جزلة لمساعر ولحظات ارق من النسيم
تحيتي لقلم بارع

رحاب حسين الصائغ
08/10/2007, 01:19 AM
شطرا لمرورك عزيزتي ريمة
تحياتي ومودتي

رحاب حسين الصائغ
09/11/2007, 10:11 PM
تحية وسلام
بعد اعلان عن طلب سيرة ابداعية وصورة برسالة خاصة ، وعدم استطاعتي في الحصول على بريد القاص عبد الحميد الغرباوي ومنذ ايام احاول لذا وجدت لابد من اعلامك عن طريق هذه الصفحة وارسال السيرة الابدعية والصورة لا اعرف كيف اوصلها لكم
مع كل الود والاسف للظرف الصعب الذي نعيشع مع الكهرباء

[ السيرة الذاتية في سطور

الاسم:- رحاب حسين الصائغ
التولد:- الموصل / 
المهنة :- كاتبة/ علامية
الحالة الاجتماعية:- متزوجة.
الصفة:- شاعرة / قاصة / ناقدة
مستقلة/غير منتمية لأي جهة
1- عشرة مجاميع شعرية
ثلاث مجموعات قصصية
2- نشر للكاتبة ثلاثون دراسات نقدية أدبية والعديد من المقالات في المجلات والصحف المحلية والعربية والعالمية.
- وثق اسم الكاتبة رحاب حسين الصائغ في كتاب/ النتاج الثقافي النسائي العراقي في القرن العشرين من (1900 - 2000 ) اعداد ودراسة : باسم عبد المجيد حمودي/ الصادر عن وزارة الثقافة / دار الشؤون الثقافية العامة/ بغداد 2001

بديعة بنمراح
15/11/2007, 03:00 PM
:fl:
الأخت العزيزة المبدعة رحاب
أحييك و أشد على يدك بحراررة
و مضات نابعة من صميم مجتمعنا ، عمق في المعاني و أسلوب شيق.
من صميم المعاناة ينبغ الصدق و العطاء.
دمت متألقة . كل الود

بديعة بنمراح
15/11/2007, 03:00 PM
:fl:
الأخت العزيزة المبدعة رحاب
أحييك و أشد على يدك بحراررة
و مضات نابعة من صميم مجتمعنا ، عمق في المعاني و أسلوب شيق.
من صميم المعاناة ينبغ الصدق و العطاء.
دمت متألقة . كل الود