المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قذيفة واحدة تنقذ قرة عين العالم الإسلامي إسطنبول



نبيل الجلبي
25/03/2013, 11:04 PM
قذيفة واحدة تنقذ قرة عين العالم الإسلامي إسطنبول



دخل الجيش العثماني في موقعة مضيق الدردنيل المشهور عند الأتراك بمضيق جناق قلعة معركة هي الأشرس من نوعها، لأنها كانت بمثابة نقطة تحول في تأريخ الدولة. قاتل فيها القادة والجنود جنبا الى جنب في خندق واحد بكل ما أوتوا من قوة إيمانية. فالعدو قبل الصديق شهد بأن الجيش العثماني قاتل بروح جهادية ولم ينسلخ هذا الجيش عن الجانب الإنساني طوال المعركة. فهذا احد الكتاب الإنكليز كتب في 18 آذار 1915 عن جهود المدفعية التركية في أكبر معركة بحرية ما يأتي:

إنه لجدير بالإشادة بتلك المواقف الى عرضها الجنود الأتراك أثناء القصف الذي تعرضوا له طوال سبع ساعات. فإن من شاهد المدفعية التركية في منطقة كليتبحر على سواحل جليبولو يقول أن الجندي التركي كان يدافع من منطلق إيمانه بأن أحدا لن يقهره، وأنه كلما ركض الجندي نحو المدفع لإطلاق النار على العدو كان الأئمة يرفعون إيديهم الى السماء وهم يدعون بالنصر. فالظاهر إن هذه المعركة لم تكن معركة طبيعية البتة. فالجندي التركي كان يحارب بروح إيمانية وسط شعوره بأنه يحارب الكفار. ولهذا السبب لم يبال بشظايا القنابل ولا رصاص الرشاشات، وظل يتقدم ويتقدم.

فكما أقر هذا الكاتب الإنكليزي فإن الجيش العثماني قاتل في هذه المعركة ومعارك أخرى مليئة بها صفحات التأريخ بروح جهادية عالية وإذا حاولنا أن نلقي نظرة الى النقطة الحاسمة في المعركة الجهادية التي وقعت عند مضيق جناق قلعة، فإننا لن نجد تفسيرا ماديا لما جرى في ذلك الوقت، لأن قوانين الطبيعة عطلّت، وحلت محلها القدرة الإلهية... والتفسير الوحيد لما جرى هو تجلي نصرة الله لا أكثر. والمسألة هي ما قام به العريف سيّد من عمل بطولي أقل ما يقال فيه أنه أنقذ الإسلام في تركيا، ومنع تدنيس مقدسات المسلمين. والموقف كما يأتي:
الساعة تشير الى الخامسة مساء من يوم 18 آذار 1915... والمعركة البحرية في أوج اشتدادها.. وبفضل تلك القذائف التي تطلقها المدفعية التركية ، وبفضل الألغام التي زرعها نصرت وهو أحد المتخصصين في هذا المجال، فقد تم إغراق السفينة Bouvet"، بينما أصيبت السفينتان Inflexible وIrresistible وانقلبتا في عرض البحر. وظهر في صفوف العدو حالة من الإرباك والتوتر. ومرت من جانب السفينة المنقلبة Inflexible سفينةOcean وهي تتقدم كالحصان الجامح، تطلق قذائف مدفعيتها ورصاص رشاشتها يمنة ويسرة دونما تمييز... ولف غبار كبير حيثما سقطت هذه القذائف.. إذ سقطت أغلبيتها على تلال منطقتي روملي الحميدية و روملي المجيدية... في هذه الأثناء وقعت قذيفة كبيرة على تلة (روملي المجيدية)، أطلقتها السفينةOcean أصابت مستودع الذخيرة الموجود في المنطقة فأحدثت انفجارا هائلا، اختلطت معه أشلاء الشهداء مع الأحجار والشظايا والمتطايرة... ومن بين الركام نهض العريف سيّد بن محمد أحد المدفعيين وهو من سكنة قرية حوران - جامليك (المشهورة اليوم بـ( قرية قوجا سيّد) التابعة لمدينة باليق أسير ونفض التراب الذي غطى بدنه كله.. لقد نجا باعجوبة، والأعجب إنه لم يصب أيضا... نظر يمنة ويسرة، فوجد صديقه (علي) بالقرب منه.. وهو الآخر كان حيا، فسأله:
-أين البقية؟
-فأجاب: لقد نالوا مراتبهم... لقد استشهدوا جميعا... لم يبق أحد إلا أنا وأنت... نهض العريف سيّد وألقى نظرة على مياه المضيق، فأندهش لما رأى... وأخذته الغيرة على دينه ووطنه... سفينة العدو Ocean " تتقدم في المضيق مطلقا القذائف على المواقع الموجودة على ضفتيه!!!. وبسرعة ألقى نظرة على المدافع الموجودة حوله، فوجد مدفعا صالحا، أما ما عداه فقد لحقه الدمار والتخريب نتيجة القصف... لكنه وجد الرافعة التي كانت تستخدم في حمل القذيفة لوضعها داخل المدفع قد تقطعت قطعا قطعا...عليه أن يفعل شيئا!! لأن السفينة تتقدم...كانت هناك أربع قذائف مرمية على الأرض بالقرب من المدفع... ولم يجد أكثر من هذا العدد... ولإطلاق القذيفة لابد أولا من وضع القذيفة داخل المدفع... وهو الأمر الذي يتطلب صعود عدد من الأدراج لسلم مصنوع لهذا الغرض. إتخذ سيّد قرار سريعا، وقال لصاحبه:
-تعال يا علي! ساعدني لأضع هذه القذيفة على ظهري...نظر إليه صاحبه بتعجب وقال له: يا سيّد كل قذيفة تزن 215 أوقية ـ أي حوالي 275 كغم ـ وإنك لن تستطيع حملها.
-فقال سيّد: دعني أجرب.
وفعلا نجح سيّد في حمل القذيفة على ظهره، ولكنه في الوقت نفسه كان يحس أن عظامه تكاد تتهمش، وكأن البرق يخطف بصره... وكاد شرايين عنقه أن تتفجر... مع هذا بدأ رويدا رويدا بصعود السلم درجا درجا... وبمعاونة صاحبه إستطاع إدخال القذيفة الى المدفع... وبعدما حدد الموقع والمسافة، أطلق القذيفة وهو يذكر إسم الله... فأصابت السفينة من جهة المحرك، ففقد قائدها السيطرة عليها. وبدأت تتخبط في مياه المضيق..

جاء حلمي بك آمر الوحدة المدفعية مهرولا من الخطوط الخلفية ومعه ضابطان ألمانيين، ونظر الى سيّد نظرة إعجاب وقال له:
-هل أنت الذي أطلق القذيفة؟ لقد أصبتها...وفي هذه الأثناء وقع انفجار ضخم في المضيق كاد أن يصم الآذان!!! وعندما استطلع الأمر وجد أن السفينة التي أصابها سيّد قد اصطدمت بأحد الألغام التي زرعها نصرت في المضيق... نعم اصطدمت باللغم نتيجة فقدانها السيطرة... وقد بدأت بالغرق بسرعة...
علت أصوات التكبير من الخنادق ونقاط المراقبة... وبدأ الأفراد يحتضنون بعضهم البعض قادة ومراتب وأعينهم تفيض دمعا... إنها دموع الفرح... ولم تكن قذيفة سيّد لتغرق المجنونةOceanفحسب، بل إن هذه القذيفة غيّرت مجرى الحرب برمتها وفي صباح اليوم التالي، وبينما قائد الاستطلاع جودت بك يتجول في المواقع، سمع ببطولة سيّد، وعندما التقى به سأله:

-يا ولدي كيف حملت القذيفة؟ وهل تستطيع أن ترينا ذلك؟
كان سيّد محرجا مما سمعه من وصف له بالبطولة، وقال: كان ذلك بمساعدة الله جل جلاله... وأراد أن يكرر العملية مرة أخرى بناء على طلب قائد الإستطلاع فتوجه الى إحدى القذائف من النوع نفسه.. وذكر اسم الله، ووضع يديه على القذيفة... ولكنه لم يستطع حتى تحريكها من مكانها ناهيك من رفعها!!!...

ما يعني أنه فعلا قد تجلت نصرة الله تعالى في تلك اللحظة الحرجة من تأريخ الأمة الإسلامية...ومن أجل توثيق هذا الموقف يتم صنع قذيفة خشبية ويضعها العريف سيّد على ظهره كما حمل الحقيقية منها ويتم التقاط صورة تذكارية له بهذا المنظر... وتداولت وسائل الإعلام العالمية هذه الصورة... ولكن أيا من هذه الوسائل لم تذكر أنه لولا العريف سيّد بن محمد لسقطت قرة عين العالم الإسلامي إسطنبول، وأن يد الأجنبي النجسة كانت ستدنس راية المسلمين في عقر دارهم.

عن موقع جريدة البصائر العراقية

نبيل الجلبي
26/03/2013, 01:01 AM
معركة جاليبولي




معركة جاليبولي (بالإنجليزية: Battle of Gallipoli) هي معركة دارت في شبه الجزيرة التركية عام 1915 م خلال الحرب العالمية الأولى حيث قامت قوات البريطانية والفرنسية مشتركة بمحاولة احتلال العاصمة العثمانية إسطنبول، لكن المحاولة باءت بالفشل وقتل ماقُدّر عدده بحوالي 55 الف جندي من قوات التحالف (بريطانيا، أستراليا, نيوزيلندا, فرنسا) وحوالي 90 الف جندي عثماني ومئات الآلاف من الجرحى من الطرفين.

تُعرف هذه المعركة في تركيا باسم معركة شنق قلعة سافاشلاري (بالتركية: Çanakkale Savaşı) كونها وقعت في منطقة شنق قلعة. وفي بريطانيا، تسمى بمعركة مضيق الدردنيل.
كانت المعركه تهدف إلى غزو إسطنبول عاصمة تركياومن ثم الدخول إلى الجزء الشمالي الشرقي من تركيا لمساندة روسيا ضد القوات الألمانيه, حيث طلبت روسيا من فرنسا وبريطانيا مساعدتها ضد القوات الالمانيه في الجانب الشرقي بعد أن تكبدت القوات الروسيه خسائر كبيره امام الالمان.
وقد أشرف القائد مصطفى كمال أتاتورك على هذه المعركه من الجانب العثماني, وتعد معركة جاليبولي نقطه سوداء بالتاريخ العسكري البريطاني بعد هزيمتهم بها امام القوات العثمانيه.

اسباب الحملة

كان موقف روسيا في بدايات الحرب حرجا للغاية بعد الهزائم المنكرة التي أنزلتها بها القوات الألمانية، وأرادت بريطانيا أن تفتح الطريق أمام الأساطيل البريطانية والفرنسية إلى البحر الأسود، وكانت منطقة المضايق هي التي تفصل بريطانيا وفرنسا عن روسيا وتحول دون إمدادها بالذخائر والأسلحة التي كانت في أشد الحاجة إليها بعد أن استنفدت احتياطيها من الذخائر، وانعدمت قدرة مصانعها على تلبية أكثر من ثلث حاجتها من الذخائر.
وكانت بريطانيا غير راغبة في خروج روسيا من الحرب وتخشى ذلك، ولم يكن أمامها هي وحلفائها سوى بسط السيطرة العسكرية على منطقة المضايق، ضمانا لإرسال الذخائر والأسلحة إلى روسيا وحثها على مواصلة الحرب.
وفي الوقت نفسه كان الاستيلاء على المضايق يشد من أزر القوات الروسية ويرفع من معنوياتها التي انهارت أمام شجاعة القوات الألمانية وانتصاراتها المتتالية.
وفوق ذلك وعدت بريطانيا روسيا في حالة سيطرتها على منطقة المضايق بأنها ستهدي إليها مدينة إستانبول؛ لحثها على الثبات والصمود، ولم تكن هناك هدية أعظم من أن تكون المدينة التاريخية تخت عرش الامبراطورية الروسية وهو الذي دام عقودا طويلة يحلم بمدينة إسطنبول.
ويضاف إلى هذه الاعتبارات أن نجاح حملة الدردنيل يجعل في متناول بريطانيا وحلفائها المحاصيل الوافرة من القمح التي تنتجها أقاليم روسيا الجنوبية، وأن رُسُو الأسطول البريطاني أمام إستانبول يشطر الجيش العثماني شطرين، ويفتح الطريق إلى نهر الدانوب.

التحضير

الهجمات البحرية

وفي (ذي الحجة 1332 هـ=نوفمبر 1914م) اقترب الأسطول البريطاني من مياه الدردنيل وهو يمني نفسه بانتصار حاسم وسريع، والمعروف أن مضيق الدردنيل هو أول ما تقابله السفن القادمة من البحر المتوسط والمتجهة نحو البحر الأسود، وخلال ذلك تمر بالدردنيل ثم بحر مرمرة ثم البوسفور ثم مدخل البحر الأسود.
وقبل أن تتوغل بعض السفن البريطانية في مياه مضيق الدردنيل، ألقت بعض المدمرات قنابلها على الاستحكامات العسكرية العثمانية، ولم تتحرك هذه القوات للرد على هذا الهجوم ووقفت دون مقاومة، الأمر الذي بث الثقة في رجال الأسطول البريطاني، وأيقنوا بضعف القوات العثمانية وعجزها عن التصدي لهم، وتهيئوا لاستكمال حملتهم البحرية.

وبعد مضي شهرين أو أكثر من هذه العملية توجهت قطع عظيمة من الأسطول البريطاني إلى الدردنيل، وهي لا تشك لحظة في سهولة مهمتها، واستأنفت ضرب الاستحكامات العسكرية الأمامية مرة أخرى، ثم اقتحم الأسطول البريطاني المضيق في جسارة، وكم كانت المفاجأة مروعة له، حين اصطدم بحقل خفي من الألغام في مياه الدردنيل، وأصيب بأضرار بالغة بسبب ذلك، وكان لهذا الإخفاق دوي هائل وصدى واسع في جميع أنحاء العالم.

الهجمات البرية

لم تسكت بريطانيا وحلفاؤها على هذا النصر العثماني الذي قام على استدراج وحدات الأسطول البريطاني إلى مياه المضيق واصطيادها بسهولة وسط حقل الألغام البحرية، فرأت تعزيز الهجوم البحري على الدردنيل بهجوم بري، على أن يكون دور القوات البرية هو الدور الأساسي، في حين يقتصر دور القوات البحرية على إمداد القوات البرية بما تحتاج إليه من أسلحة وذخائر ومواد تموينية، ومساعدتها على النزول إلى البر، وحماية المواقع البرية التي تنزل بها.
وكانت القوات البريطانية البرية تتألف في معظمها من جنود أستراليين ونيوزلنديين، وهم معروفون بالبأس الشديد في القتال، ويقود هذه القوات سير إيان هاملتون، وكانت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال جورو تعزز البريطانيين.

بدأت هذه القوات تصل إلى بعض المناطق في شبه جزيرة غاليبولي في شهر (جمادى الآخرة 1333هـ = أبريل 1915م)، حتى إذا اكتمل عددها بدأت هجومها على منطقة المضايق، ونزلت بعض قواتها في بعض المناطق، لكن خانها التوفيق في اختيار الأماكن الصالحة، إذ نزلت في أراض تنحدر تدريجيا نحو ساحل البحر، واشتركت في الإنزال كتيبة يهودية وأخرى يونانية.
وقد انتهز الأتراك العثمانيون هذه الفرصة واصطادوا القوات البريطانية والفرنسية المهاجمة، وكانوا قد أكملوا استعدادهم لمواجهة هذا النزول المتوقع، وأظهروا بسالة فائقة وشجاعة نادرة أعادت إلى الأذهان أمجاد العسكرية العثمانية.
وبينما كان القتال يدور في ضراوة بالغة أحرز الجنود المهاجمون نصرا على الأتراك (في 25 من رمضان 1333 هـ = 6 من أغسطس 1915م) بعد أن وصلت إليهم إمدادات كثيرة، ونجحوا في أخذ الأتراك على غرة، غير أن قائد القوات المهاجمة لم يستثمر هذا النصر الخاطف بأن يبدأ في التوغل نحو شبه جزيرة غاليبولي، وظل متباطئا دون تطوير هجومه، الأمر الذي جعل القوات العثمانية تنجح في صد المهاجمين، واسترداد ما تحت أيديهم وتكبيلهم خسائر فادحة بعدما وصلتهم إمدادات سريعة.

الانعكاسات السياسية

وقد أدى هذا النصر العثماني إلى إنقاذ إستانبول عاصمة الخلافة من السقوط في أيدي قوات الاحتلال الأجنبي، وفي الوقت نفسه جعل القوات البريطانية والفرنسية تفكر في الانسحاب من شبه جزيرة غاليبولي بعد أن فقدت الأمل في الاستيلاء على منطقة المضايق، وبدأت بالفعل الانسحاب في (10 من صفر 1334 هـ = 18 من ديسمبر 1915م) بعد أن كلفت الحملة بريطانيا وحليفاتها مائة وعشرين ألفا من القتلى والجرحى، وأخفقت في تحقيق هدفها الرئيسي وهو الاستيلاء على المضايق، وكان الفشل مزدوجا في البر والبحر.

عن موسوعة ويكيبديا