المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل بالمثلّثات



حسين أحمد سليم
30/04/2013, 10:19 PM
إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل بالمثلّثات

بقلم بقلم: حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس

المُصمّم المُبتكر والمخترع اللبناني, الفنّان التّشكيلي المتمرّس القدير والرّسّام الهندسي الفنّي الخبير





المثلّث بأشكاله المختلفة البنى, ومقاييس أضلاعه وزواياه غير المحدّدة, هو قوام بنية نسيج إبتكار مدرسة فنون الرّسم والتّشكيل بالمثلّثات... هذه المدرسة الفنّيّة الهندسيّة, التي توالدت معي بشكل طبيعيّ, وإبتكرتها من رحم بنية النّقطة الهندسيّة, وحركة هذه النّقطة في تكوين الخطّ, ومن ثمّ تشكيل الخطّ المنكسر, المتساوي الأطوال في ثلاثيّته التوجّهيّة, في تلك الخطوط المغلقة على مساحة ما, والتي تكوّن أضلاع المثلّث التي تنحصر بينها زواياه الثّلاثيّة أيضاً... إصطلح علماء الهندسة الأوائل على تسميته إفتراضيّاً بالمثلّث... وعليه قامت ونشأت أسس وأنظمة تكوينيّة لمختلف الأشكال التّضلعيّة الهندسيّة, المتعدّدة الأوجه...
والمثلّث هو شكل هندسي مغلق, مُحدّد المساحة, بثلاثة خطوط مستقيمة, تلتقي رؤوس أطرافها, لتؤلّف من إلتقاء كلّ طرفين زاوية بقيمة معيّنة, تُقاس بالنّظام السّتيني أو المئوي... والمثلّث قد يكون منتظماً وغير منتظم, ويتكوّن من أضلاع ثلاثة متساوية كلّيّا أو جزئيّاً بساقين إثنين أو غير متساوية, تؤلّف فيما بينها زوايا ثلاث, متطابقة جميعها أو إثنان منها متطابقتان أو غير متطابقة...
فالمثلّث غير المنتظم أو الحرّْ, هو المثلّث الذي لا تتساوى أضلاعه ببعضها البعض, والذي لا تتطابق زواياه مع بعضها البعض...
أمّا المُثلّث المنتظم, فهو المثلّث الذي يتكوّن من:
ثلاثة أضلاع متساوية الطّول, تنحصر بين إلتقاء طرف كلّ ضلعين, زاوية متطابقة مع غيرها, بحيث تكون جميع زوايا هذا المثلّث متطابقة مع بعضها البعض...
ثلاثة أضلاع, إثنان منها متساوية الطّول, تنحصر بين إلتقاء طرفيهما زاوية قائمة أو ضيّقة أو منفرجة, فيما تتكون بالمقابل زاويتان متطابقتان ضيّقتان, بقيمة خمس وأربعين درجة ستّينيّة أو أقلّ, تنحصر كلّ منها بين طرفي الخطّين المتساويين في الطّول, بإلتقاء كلّ منهما مع طرف الضّلع الآخر للمثلّث...
ثلاثة أضلاع, غير متساوية الطّول, تنحصر بين إلتقاء طرفيهما زاوية قائمة, فيما تتكون بالمقابل زاويتان غير متطابقتين وضيّقتين, بقيمة ستين درجة ستّينيّة للأولى, وثلاثين درجة ستّينيّة للثّانية, تنحصر كلّ منها بين طرفي الخطّين غير المتساويين في الطّول, بإلتقاء كلّ منهما مع طرف الضّلع الآخر والأطول للمثلّث...
يتمّ رسم المثلّث بتوافر أطوال أضلاعه, أو بتوافر قيمة زاوية وضلعين, أو بتوافر قيمة زاويتين وطول ضلع... ويتمّ الرّسم للمثلّث على صفحة من الورق بأدوات تقليديّة معروفة: كالقلم والمسطرة والمنقلة والفرجار, أو بواسطة البرمجيّات الفنّيّة الهندسيّة الحاسوبيّة الرّقميّة, بإستخدام الأدوات الضّوئيّة السّريعة والدّقيقة, من على منصّة لوحة المحارف والمختصرات, أو بإستخدام القلم الضّوئي, أو اللوحة المغناطيسيّة للرّسم, أو جهاز التّحكّم الضّوئي الصّغير, والمسمّى بالفأرة الرّقميّة الحاسوبيّة, أو من خلال المسح الضّوئي عبر الجهاز الماسح...
ومن ربع الدّائرة نحصل على مثلّث قائم الزّاوية عند نقطة محور الدّائرة, ومتساوي السّاقين المساويان لوتر أو شعاع الدّائرة, مع تطابق في قيم الزّاويتين الأخريّتين... ومن القطاع الدّائري نحصل على مثلّث متساوي السّاقين المساوين لوتر أو شعاع الدّائرة ومتطابق الزّاويتين الباقيتين...
هذا, ونحصل على شكل مثلّث منتظم, متساوي الأضلاع في الطّول ومتطابق الزّوايا, بوصل أو مدّ خطوط مستقيمة بين نقاط محاور ثلاث دوائر متماسّة فيما بينها عند نقط على أطرافها... والمثلّث المنتظم هذا, إمّا أن يحتضن الدّائرة ويحيط بها, أو تحتضنه الدّائرة وتحيط به...
وكذلك نستطيع الحصول على ثلاثة مثلّثات منتظمة أخرى, متساوية في طول أضلاعها, ومتطابقة في قيم زواياها, بوصل خطوط مستقيمة بين نقاط محاور ثلاث كريات متماسّة تعلوها كرة من نفس الحجم, ليتكوّن لدينا هرماً منتظماً... والهرم هذا هو نتاج فراغ تكوين ثلاثة مثلّثات منتظمة فوق قاعدة مثلّث منتظم... ويُمكن مضاعفة عدد هذه المثلّثات, وفق القاعدة المستخدمة, رباعيّة أو خماسيّة أو سداسيّة...
والمثلّث المنتظم, يساهم منفرداً في تكوينات الكثير من أشكال الأحجام الفراغيّة, والتي منها تتشكّل فنون النّحت والتّشكيل الحجومي, كأشكال الرّباعيّ السّطوح, والثّمانيّ السّطوح, والعشرونيّ السّطوح, ورباعيّ السّطوح التّوأم, وقبّة العشرونيّ السّطوح التّوأم, والموشور الثّلاثيّ الأضلاع المتطوّر, والشكل الحجومي الفراغي ذو الخمسة عشر سطحاً, وشكل معاكس للموشور المكعّب المطوّر... فيما يساهم المثلّث المنتظم في جانب من تكوينات أشكال بعض الحجوم الفراغيّة الأخرى, كالموشور الثّلاثيّ الأضلاع, والرّباعيّ السّطوح المبتور الممدود, وتكوينات الشّكل الفراغي الحجومي للأربع عشرة سطحا معينيّ...
إلى هذا, فإنّ الكثير من الأشياء الموجودة في الطّبيعة والمحيطة بنا, والأشياء والأدوات التي نستخدمها في بيوتنا وأعمالنا, يُمكن رسمها وتشكيلها من رحم المثلّث, سيّما بعض مكوّنات عناصر بعض المحارف الأبجديّة وأشكال بعض الأعداد والأرقام العربيّة والهنديّة...
فقمم الجبال البعيدة في الرّؤية تبدو على شكل مثلّث, وسطوح البيوت القرميديّة الحمراء تبدو على شكل مثلّث, والخيم الكشفيّة الفرديّة تبدو على شكل هرم رباعيّ السّطوح, يعني مجموعة مثلّثات متماسّة عند أطرافها, وتجدر الإشارة إلى أنّ مدخل الخيمة يبدو على شكل مثلّث... فيما تبدو سطوح البيوت التّرابيّة القديمة على شكل مثلّث, وقبب بعض المساجد والتّكايا والأضرحة تبدو على شكل مثلّث, وبعض نوافذ البيوت التّراثيّة تبدو على شكل مثلّث... وإنتظام نقط محور العينين ونقطة محور الفم عند الإنسان, تقع عند رؤوس مثلّث منتظم, يقف على رأس من رؤوسه الثّلاثة...