الخضير قدوري
02/05/2013, 03:17 AM
-مدينة الأموات
ظاهرة ليست بالجديدة ولا بالحديثة دعتني للعودة إلى الوراء خمسين سنة ونيفا لا تناول إحدى مؤلفات من لقب يومئذ بنبي القرن العشرين ألا وهو الكاتب الرمنطقي الشهير جبران خليل جبران الذي كنت مولعا إلى حد كبير بأسلوبه الرائع في كتاباته الراقية ومعجبا أيما إعجاب بآرائه التي لم تكن تخلو من انتقادات لاذعة واتهامات موجعة من قبل الآخرين ككونه ملحدا لا ملة له وهو صاحب رسالة لا تخدم المصلحة الاجتماعية وبأنه يتبنى أفكارا خيالية لا تنسجم مع واقع العصر وان كان هذا الكاتب قد عانى ما شاء الله جراء هذه الانتقادات التي تكون قد حالت نوعا ما دون إيصال رسالته إلى أبناء جيله
فليطمئن في مرقده لأنه لم يكن اقل حظا من أمثاله في زماننا وهم قلما يجيدون في محيطهم من يبادلهم التحية وبالأحرى أن يعرف من يكونون فيستوقفهم احد ليقول لهم لقد سمعت ما قلتم أو قرأت ما كتبتم أو فهمت ما تريدون فوجدتكم مخطئين أو مصيبين فيما سرتم إليه ولكن مساكين أهل الفكر الملقبين بالمجانين وأشقياء هم حملة هذا الصليب الذي اسمه القلم بؤساء هم أهل العلم والمعرفة المصابون بداء اليأس والقنوط والإحباط داخل قاعة انتظار موصدة عليهم منهم من قضى عليه الدهر ومنهم من سيضل واقفا في نهاية الطابور الثالث بعد أهل الجاه والمال في انتظار دورهم في الحياة ربما قد يأتي أو لا ياتي
والى ذلك الحين يجرني صاحبي إلى الغوص في عمق احدى مؤلفاته لإعادة قراءة مقالته المعنونة "مدينة الأموات " والتي يختمها بقوله "هذه للأغنياء الأقوياء وتلك للأغنياء الأقوياء " إشارة إلى الدنيا والآخرة فان كنت سأتفق مع كاتبي المفضل جبران خليل جبران بخصوص الأولى أي الدنيا سأبقى بقوة إيماني متحفظا بخصوص الثانية أي الآخرة مهما كان الزمان قد عكس الصورة كما هي عن هذا الكاتب الذي لم يخيب حدس من لقبه نبي القرن العشرين مشهد استوقفني عند هذه المقالة وشدني إلى تأمل الصورة كما هي دون ترميم أو رتوش وعرضها الزمان على مسرح الواقع بعد عشرات السنين انه مشهد جنازتين اعكس الصورة من الخيال الى الواقع كانت إحداهما تنتمي لأصحاب الجاه والمال وكانت الأخرى لذي علم ينتمي إلى فصيلة من يلتصقون بقشرة القاعدة لم يغن عنه علمه وأدبه ولاما قدمه لأبناء بيئته وجدتها صورة قاتمة طبق الأصل لمشهد رهيب لم تطمسه الدهور أو تتلفه العصور وان غيبت ذلك الكلب الوفي لصاحبه عن المشهد الثاني إلا أن هذه الشخصية ستبقى صورة معبرة إلى حد بعيد ككونها أوفى من الإنسان للإنسان في اعتقاد جبران خليل جبران الذي عمد إلى كتابة معانيها بحروف من نور في كتاب دمعة وابتسامة ورسمها بخطوط من نار على صفحات التاريخ ونقشها بأزميل من فولاذ على الرموس في مدينة الأموات حتى يؤكد بواسطتها قناعته بكون هذه الدنيا للأغنياء الأقوياء وتلك الاخرة للأغنياء الأقوياء والسائد فيها الطمع والجشع والرياء
لاجعل الله مصيبة الفقراء في صحة نبوءة جبران وشر أيام أمثاله في فقدان من يقرأون رسائلهم أو يفهمون أقوالهم أو يسمعون حتى أصواتهم إنهم مساكين أهل العلم والمعرفة مجانين أقوامهم وتعساء جهلائهم وأشقياء زمانهم مظلومون في مجتمعاتهم مضطهدون في أرضهم إلى أن بات جهل الجاهلين واهمال المتعصبين وعدم لامبالاة الاميين بحرا من ورائهم وقسوة المجاعة وسوء التغذية وما ينجم عنها من امراض وبائية نارا امامهم حتى كان داء السل والطاعون ارحم بهم من ظلم الأولين وأرفق بهم من قسوة الآخرين
الخضير قدوري
Wwwtaourirtpresse.com
ظاهرة ليست بالجديدة ولا بالحديثة دعتني للعودة إلى الوراء خمسين سنة ونيفا لا تناول إحدى مؤلفات من لقب يومئذ بنبي القرن العشرين ألا وهو الكاتب الرمنطقي الشهير جبران خليل جبران الذي كنت مولعا إلى حد كبير بأسلوبه الرائع في كتاباته الراقية ومعجبا أيما إعجاب بآرائه التي لم تكن تخلو من انتقادات لاذعة واتهامات موجعة من قبل الآخرين ككونه ملحدا لا ملة له وهو صاحب رسالة لا تخدم المصلحة الاجتماعية وبأنه يتبنى أفكارا خيالية لا تنسجم مع واقع العصر وان كان هذا الكاتب قد عانى ما شاء الله جراء هذه الانتقادات التي تكون قد حالت نوعا ما دون إيصال رسالته إلى أبناء جيله
فليطمئن في مرقده لأنه لم يكن اقل حظا من أمثاله في زماننا وهم قلما يجيدون في محيطهم من يبادلهم التحية وبالأحرى أن يعرف من يكونون فيستوقفهم احد ليقول لهم لقد سمعت ما قلتم أو قرأت ما كتبتم أو فهمت ما تريدون فوجدتكم مخطئين أو مصيبين فيما سرتم إليه ولكن مساكين أهل الفكر الملقبين بالمجانين وأشقياء هم حملة هذا الصليب الذي اسمه القلم بؤساء هم أهل العلم والمعرفة المصابون بداء اليأس والقنوط والإحباط داخل قاعة انتظار موصدة عليهم منهم من قضى عليه الدهر ومنهم من سيضل واقفا في نهاية الطابور الثالث بعد أهل الجاه والمال في انتظار دورهم في الحياة ربما قد يأتي أو لا ياتي
والى ذلك الحين يجرني صاحبي إلى الغوص في عمق احدى مؤلفاته لإعادة قراءة مقالته المعنونة "مدينة الأموات " والتي يختمها بقوله "هذه للأغنياء الأقوياء وتلك للأغنياء الأقوياء " إشارة إلى الدنيا والآخرة فان كنت سأتفق مع كاتبي المفضل جبران خليل جبران بخصوص الأولى أي الدنيا سأبقى بقوة إيماني متحفظا بخصوص الثانية أي الآخرة مهما كان الزمان قد عكس الصورة كما هي عن هذا الكاتب الذي لم يخيب حدس من لقبه نبي القرن العشرين مشهد استوقفني عند هذه المقالة وشدني إلى تأمل الصورة كما هي دون ترميم أو رتوش وعرضها الزمان على مسرح الواقع بعد عشرات السنين انه مشهد جنازتين اعكس الصورة من الخيال الى الواقع كانت إحداهما تنتمي لأصحاب الجاه والمال وكانت الأخرى لذي علم ينتمي إلى فصيلة من يلتصقون بقشرة القاعدة لم يغن عنه علمه وأدبه ولاما قدمه لأبناء بيئته وجدتها صورة قاتمة طبق الأصل لمشهد رهيب لم تطمسه الدهور أو تتلفه العصور وان غيبت ذلك الكلب الوفي لصاحبه عن المشهد الثاني إلا أن هذه الشخصية ستبقى صورة معبرة إلى حد بعيد ككونها أوفى من الإنسان للإنسان في اعتقاد جبران خليل جبران الذي عمد إلى كتابة معانيها بحروف من نور في كتاب دمعة وابتسامة ورسمها بخطوط من نار على صفحات التاريخ ونقشها بأزميل من فولاذ على الرموس في مدينة الأموات حتى يؤكد بواسطتها قناعته بكون هذه الدنيا للأغنياء الأقوياء وتلك الاخرة للأغنياء الأقوياء والسائد فيها الطمع والجشع والرياء
لاجعل الله مصيبة الفقراء في صحة نبوءة جبران وشر أيام أمثاله في فقدان من يقرأون رسائلهم أو يفهمون أقوالهم أو يسمعون حتى أصواتهم إنهم مساكين أهل العلم والمعرفة مجانين أقوامهم وتعساء جهلائهم وأشقياء زمانهم مظلومون في مجتمعاتهم مضطهدون في أرضهم إلى أن بات جهل الجاهلين واهمال المتعصبين وعدم لامبالاة الاميين بحرا من ورائهم وقسوة المجاعة وسوء التغذية وما ينجم عنها من امراض وبائية نارا امامهم حتى كان داء السل والطاعون ارحم بهم من ظلم الأولين وأرفق بهم من قسوة الآخرين
الخضير قدوري
Wwwtaourirtpresse.com