المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانسان المغربي في سوق القيم العالمي .



الخضير قدوري
15/05/2013, 01:32 AM
إحدى آيات خواتم المعرفة على الأرض انتشار العولمة ، وثانيتها غزو الفضاء . ومن مؤشراتها على العارفين معرفة الذات و إدراك قيمة النفس المادية والمعنوية ذلك ما ينبغي أن تعرفه أخي القارئ وأنت سيد العارفين فمعرفتك لذاتك وإدراكك لقيمتك المادية ووزنك الذهبي بغض النظر عن الاقتصادي ومركزك الاجتماعي باستثناء مستواك الثقافي والفكري والعلمي ذلك رأس الحكمة ...


إحدى آيات خواتم المعرفة على الأرض انتشار العولمة ، وثانيتها غزو الفضاء . ومن مؤشراتها على العارفين معرفة الذات و إدراك قيمة النفس المادية والمعنوية ذلك ما ينبغي أن تعرفه أخي القارئ وأنت سيد العارفين فمعرفتك لذاتك وإدراكك لقيمتك المادية ووزنك الذهبي بغض النظر عن الاقتصادي ومركزك الاجتماعي باستثناء مستواك الثقافي والفكري والعلمي ذلك رأس الحكمة . فلو فرضناك جدلا عملة بدلا من كونك إنسانا وشخصية أي شخصية مجردة من كل ممتلكاتها ومكتسباتها باستثناء هويتها المغربية وعرضت في سوق برصة القيم العالمية بحجم الدرهم المغربي قلما ستتمالك وستندب حظك عندما تتراءى لك قيمتك على اللوحة المضيئة وهي لا تتعدى عشر دولارات اجل أخي القارئ أن تكون وزيرا في قمة هرم الحكومة أو غفيرا في أسفل قاعدتها . ومهما كان موقعك الاجتماعي طبيبا أو مهندسا مريضا أو سليما غنيا أو فقيرا صاحب ضيعات بعشرات الهكتارات ومزارع بمئات الكيلومترات ورب معامل ومصانع وكن من تكن فقيمتك لا تتعدى 10 دولارات بالعملة الأمريكية و 10 € بالعملة الأوربية ومائة درهم بالعملة الوطنية فان تكن بضاعة ستشترى بهذا الثمن مع مراعاة سعر الصرف فقيمة ديك بلدي منك أغلى . فأنت ومن لا يملك درهما ولا يجد رغيفا ومالك الضيع والمعامل والعقارات والمصانع سواء في سوق البرصة العالمية ، وقيمتك الذهبية لا تتجاوز غراما واحدا أو جزءا من ألف جزء في الحد الأقصى حسب حجم احتياطي وطنك من الذهب لدى البنك المركزي والذي لا يتعدى 22 طنا بقيمة 8 مليار درهم جعلت مغربك يحتل المرتبة 8 عربيا و 56 عالميا حسب ما نقلته مجلة ” فورس ” الأمريكية عن مجلس الذهب العالمي . فهل عرفت قيمتك الآن بين أمثالك في العالم . بمعرفة ما يعز عليك بحجم قيمته كذلك الشأن حينما رأينا جنديا إسرائيليا يفتدى بمئات الأسرى الفلسطينيين وأي إنسان على السلم ما دون الخمسين هو أغلى منا قيمة . على العموم ما أريد أن انتهي إليه هو قيمة الإنسان المغربي التي لا تتعدى 10 دولارات مهما كان كسبه بالمليارات ومهما كانت ممتلكاته من النفائس و المجوهرات قد تبقى قيمته في سوق البرصة العالمية كقيمة أي متسول في شوارع مدينته وكأي صبي في حضن أمه وكأي منبوذ في زوايا حيه وكأي ذكر أو أنثى على حد سواء . وما يجب أن نعرفه ونحن جميعا نقف على مشارف خواتم المعرفة إلى جانب أمثالنا في سوق القيم العالمي . رافعين فوق رؤوسنا رايتنا المغربية متمسكين بعملتنا الوطنية إننا سنولي السوق إدبارنا وسنسحب من البورصة عملتنا عندما سنجدها لا تساوي قيمتها فنجان قهوة في إحدى المقاهي الغربية أو الشرقية حينذاك سنعلم أن القيم الإنسانية إذا ما قورنت بالقيم المادية تحدد حجم الأوطان و أوزانها ولا يتم ذلك إلا إذا تنامت في الدواخل الروح الوطنية وتعبات العقول بالأفكار النيرة والثقافة العالية واغتنت النفوس بالقناعة والإيمان وامتطى الإنسان المغربي مطايا المعارف وركب مراكب العلوم لمواكبة العولمة ومسايرة روح الديمقراطية قد يقلقنا تواجدنا في النهاية أو ما قبلها بقليل في طابور من مئات المتقدمين وقد يسئمنا وقوفنا هناك لزمن طويل ويستفزنا تجاوز اللاحقين وبالتالي ستبقي قيمتنا المادية مهما كدسنا من الثروات وأحرزنا من الممتلكات اقل من قيمة الديك البلدي
أحببنا أم كرهنا أفلا يجعلنا هذا الواقع نخجل من أنفسنا حينما نرتدي بدلات بآلاف الدراهم ونركب سيارات من أخر طراز بعشرات ألاف الدراهم لكن مع الأسف تبقى قيمة شخصيتنا محددة في مائة درهم أو 10 دولارات أو 10 € إن كنا شاعرين بحدة الوضع ومرارة الواقع يجب أن نكون مؤمنين بالتغيير وقادرين على التغيير ومحفزين إلى التغيير



http://www.taourirtpress.com/?p=3877#more-3877