المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعب السوري وخذلان الشارع العربي



الخضير قدوري
21/05/2013, 11:42 PM
الشعب السوري وخذلان الشارع العربي
هل تتمكن اسرائيل ذات يوم من صداقة الشعوب العربية وإصلاح ذات بينها بعد الاعتذار لهذه الاخيرة ، ولكن متى كانت اسرائيل عدوا بينا يعتدي على سيادة الاوطان العربية، ومتى كانت تدمر المساكن والصوامع على رؤوس شعوبها، فشردت اطفالها واستحيت نساءها بمثل ما قامت به انظمتها .قد يهون الامر حينما يكون ظلم ذوي القربى امر واقسى ، انها مقاربة تقرب البعيد الى حد ما وتبعد القريب الى ابعد الحدود، مقاربة قد تحتم على الشعوب العربية اعادة النظر في معاداتها لاسرائيل وابداء استعدادها للمصالحة بالطبع اذا كانت ستتحالف معها للتخلص من انظمتها الفاسدة ،وتتعاون معها من اجل انقاذها من اتون حرب غير متكافئة، وتناصرها عندما تفقد هذه الشعوب مناصرة جيرانها ذوي القربى وجيرانها بالجنب ،ويوم ستقف اسرائيل موقف المدافع او المناصر على تخوم سوريا لترد صواريخ روسيا التي يدك بها الاسد احياءها ويدمر مساكنها على رؤوسها ،ويتعاون على ابادتها مع عدوها وعلى تخريب بيتها بأيد شبيحته وأيد اعدائها .الم تكن تلك بداية الهيمنة الاسرائلية على الشرق الاوسط ،وأية من ايات تأسيسها لدولة اسرائيل الكبرى ،لا لوم على هذه الشعوب المغلوبة على امرها والمضطهدة في عقر دارها ان تعيد النظر في عدائها لحليف يقف الى جانبها في الظروف الصعبة .تحضرني مقولة للمرحوم الملك الحسن الثاني حين سئل يوما فيما اذا كان سيستعين على عدوه بروسيا او امريكا او فرنسا او غيرهم ، فاجاب بقوله "اذا استدعي الامر ذلك لاقدر الله ، قد لا اتردد ايضا في الاستعانة بالجن والشياطين اذا وجدت لذلك سبيلا "
فهل كانت اسرائيل اوتكون يوما ما تشكل خطرا حقيقيا على الشعوب العربية القريبة والبعيدة على حد سواء وعلى الوطن العربي والشرق الاوسط بصفة عامة ،ام تكون نموذجا للديمقراطية ،وقدوة للانظمة الثورية البديلة القائمة على انقاض الانظمة الفاسدة البائدة ،اذا لم يكن نظام الشورى مجديا بحكم الانا المشفوع بحب الذات الاعمى ، المتعلق بعشق الرئاسة من اجل الرئاسة، المهووس بهوس الامارة ولو على الحجارة . ما من خطر قد تشكله اسرائيل على الدول العربية ،الا اذا كانت تسعى الى تفريق جمعها .ولكن متى كانت هذه الدول مجتمعة على البر والإحسان ومصلحة شعوبها . او تروم الى زرع العداوة والبغضاء بينها ،ولكن متى كان شمل دولنا ملموما على كلمة سواء ،وقلوب حكامها خالية من الاحقاد وصدورهم فارغة من الضغائن الدفينة ضد بعضها . اوكانت اسرائيل ترغب في استعباد الشعوب العربية واسترقاقها ،ولكن متى كانت هذه الشعوب حرة مكرمة في اوطانها الغنية بالثروات الطبيعية التي حباها الله بها. قد لا تكون اسرائيل هكذا، وقد لا تكون كذلك ،ولكنها قد تكون اداة من الادوات المعتمدة لصناعة خريطة الطريق لما بعد الربيع العربي .ووسيلة من الوسائل التي تمهد للغزو الغربي لوطننا العربي ،واستعماره من جديد ولكن باسلوب استعماري حدثي ، ينصب في وعاء الازمة الاقتصادية العالمية التي لايتم معالجتها على مدى عشرات السنين ، والتي قد يرى خبراؤها مدى انعكاسها على اجيالها الصاعدة ، بالطبع اذا لم يكن هذا الوطن في مستوى الاوطان المستقلة ولم تكن انظمتها قادرة على تدبير شؤونها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها وتجعل شعوبها تنعم بالحرية والمساواة ،لترفل في حلل السعادة والرفاه، وتتمتع بثرواته الطبيعية في ضل عدالة اجتماعية تجعل افراد شعوبها سواسية امام القانون .
اجل احيانا قد تموت الفقمة من اجل فرائها وليس من اجل لحومها، كما تموت الفيلة من اجل انيابها وليس من اجل شحومها .و قد تكون اسرائيل وتكون ،ولكنها ابدا قد لاتكون في مستوى ما تمارسه بعض الانظمة العربية من قسوة ضد شعوبها وبشاعة في حرمانها وتجويعها وتعذيبها . وقد لاتنزل بانسانيتها الى مستوى الممارسة الحيوانية التي يباشرها ذو الاسم على المسمى ضد شعبه بشتى انواع اساليب القتل التقتيل والتشريد والإبادة الجماعية . انه مشهد لايحتمل سماعه ولا رؤيته .على غرار الممارسات القذافية ومن قبله وبعده منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر اولئك الذين ارادوا فرض حبهم على الشعوب حتى لو كرهت ،وانتزاع ودها حتى لو غضبت.
من الاقوال الماثورة التي تعبرعن الشهامة والأنفة العربية وتجري على كل لسان ان " لعن الله رجلا قالت امراته طلقني فلم يطلقها ،ورجلا قالت امرأة تزوجني فلم يتزوجها " فما بالك برئيس قال له شعبه ارحل عنا اننا لم نعد نرغب فيك ولا نحبك فلم يزل جالسا في مجالسهم، ويرفعون في واجهه اصواتهم ولافتات تندد بوجوده بينهم فلم يزل قائما في مقامهم ، ويتبولون على صوره ويقذفونه بنعالهم فلم يخجل من الوقوف ازاءهم ،الا ان يكون مجنونا او ملعونا مدحورا فيكون مصيره محسوما . انها اساليب قد تجلب الربيع من جديد الى كثير من الحقول العربية
وهي اسئلة كثيرة تنتظر جوابا من الشعوب القارئة والمتفهمة للوضع العربي الراهن ،واهمها تلك التي تقف دونها عشرات علامة استفهام محيرة ، من تبحث لها عن سبب خذلان الشعوب العربية للشعب السوري الاعزل الذي يحترق بناره ويقتل بسلاحه ، فاين غابت هذه الشعوب عن شوارعها بتلك المسيرات والمظاهرات المليونية، ثم اين اختفت تلك الأصوات الصاخبة التي ناصرت الشعوب التونسي والليبي والمصري واليمني في قضيتها وساندتها في محنها، واخيرا وليس اخيرا اين الشعوب العربية المناهضة للاستبداد والفساد. فهل اتى الصيف على الربيع العربي وحبب السكون الى الاغوار الباردة ،واتى الشيب على الشباب فاخمد فيهم جذوة الثورة المشتعلة ،ام ترى قد يكون الاسد محقا عندما توعد بوضع حد لما يسمى ثورة الشباب ،وأتي بعواصف شتائه على ما يسمى الربيع العربي وسيقتلع جذوره من اصولها ويضع حدا لما يسميه التهور العربي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.[http://www.taourirtpress.com/