المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الألف في الرسم العثماني للفظة (القـُرْآن) ليست ألفا بل همزة



منذر أبو هواش
29/05/2013, 09:02 AM
الألف في الرسم العثماني للفظة (القـُرْآن) ليست ألفا بل همزة، وأما الألف فقد أهملت بحسب قاعدة الرسم العثماني

(قـُرانًا) على الأصل تلفظ بحسب أصلها، لكنها في القرآن الكريم ترسم (قُرنا) بحذف رسم الألف الواقع بين الراء والنون وجوبا، وخروجا عن مقتضى الظاهر، استنادا إلى قاعدة الرسم العثماني التي وضعت ضوابط لحذف أو اثبات أو قلب رسوم أحرف العلة أو الهمزة، استنادا للقاعدة العامة التي ترمز إلى الهمزة بحرف من أحرف العلة الثلاثة ألفا أو واوا أو ياءً بحسب حركتها فتحا أو ضما أو كسرا. لذلك فإن رسوم الكلمات القرآنية قد تختلف تبعا لاختلاف ألفاظها، وقد أجاز المسلمون إهمال رسم بعض الحروف الصائتة، لكن اللفظ توقيفي لا يهمل، وإن أهمل رسم بعض الحروف الصائتة بحسب الرسم العثماني الذي أجمع عليه علماء الأمة منذ ظهور الإسلام.

وبسبب القاعدة العامة التي وضعت لتمثيل رسم الهمزة على الأصل ألفا أو واوا أو ياءً في غياب رسمها الحديث، فإن كثيرا من الناس غير المتخصصين قد يخلطون بين الهمزة المفتوحة والألف وبين الهمزة المضمومة والواو وبين الهمزة المكسورة والياء لتماثل رسومها، ولذلك فإنهم قد يتساءلون عن السبب في اختلاف رسوم الكلمات الواحدة بإثبات أحرف العلة والهمزة في مواضع وإهمالها في مواضع أخرى.

عند التدقيق والمقارنة بين الرسوم العثمانية المضبوطة، والرسوم الافتراضية بحسب القاعدة القياسية العامة التي تقتضي رسم الحروف بإظهارها كلها من دون ضبط ولا حذف، يظهر للدارس المحقق أن الرسم العثماني يمثل ألفاظ الكلمات في إطار قاعدة ثابتة معينة تعتمد حذف أحرف العلة والهمزة بشكل عام أو إثباتها في حالات وأوضاع ترتبط ارتباطا وثيقا بطائفة من الأوزان التي وضعها كتبة المصاحف الأوائل أساسا لرسم حروف العلة والهمزة الواجب إثباتها في أوزان معينة أو إبقاءها مهملة بحسب المبدأ في أوزان معينة أخرى.

وقد لفتت نظري تساؤلات بعض الناس عن الحكمة في رسم لفظة (قـُرانًا) بدون ألف هكذا (قـُرنًا) في مواضع، ورسمها بألف في مواضع أخرى. ونظرا لأن بعض المتسائلين قد تجاوزوا حدود العلم، وتجرأوا على محاولة ربط هذه الاختلافات في رسم الكلمات القرآنية بالمعاني ليخرجوا علينا في النهاية بتفسير جديد عجيب غريب محدث لمعاني بعض آيات القرآن الكريم، فقد أردت أن أوضح لهم بالدرجة الأولى بعض أخطائهم في فهم وتفسير بعض الاختلافات في رسوم بعض كلمات القرآن الكريم المحتوية في أصلها على أي من حروف العلة أو الهمزة، وأردت أن أبين لهم الحقائق الإملائية التي أدى جهلهم بها إلى وقوعهم في هاوية التدليس، وتورطهم في معمعة تحريف معاني القرآن الكريم بدون علم، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.

من بعض أخطاء هؤلاء المدلسين الجدد على سبيل المثال لا الحصر هو جهلهم بحقيقة أن الهمزة كانت تمثل بالألف أو بالواو أو بالياء بحسب حركتها، لذلك تراهم يخلطون دائما بين الهمزة من جهة وبين الألف والواو والياء من جهة أخرى.

لقد تساءل أحدهم في واحدة من تساؤلاته عن السبب في اختلاف رسم لفظة (قـُرنًا بحذف الألف) (قـُرانًا على الأصل) على ما تقتضيه القراءة في موضع، ولفظة (القـُرْأن) في موضع آخر، ظنا منه أن الحرف الواقع بين حرفي (الراء والنون) في لفظة (القـُرْأن) هو حرف (الألف) لأن المتأخرين يرسمونه ألفا من دون همزة على الألف. وما درى هذا الشخص أن حرف الألف في رسم لفظة (القـُرْأن) محذوف بحسب القاعدة الخاصة، وأن الألف هذه تمثل الهمزة الواجبة الإثبات بحسب القاعدة العامة مرسومة ألفا بدون همزة على الألف كما يفعل المتأخرون.

وقد وجب رسم الهمزة (ا) لظهورها في قراءة لفظة (القرءان) بينما جاز حذف الألف وفقا للقاعدة الخاصة بحذف الألف، الأمر الذي يعرفه كافة الأكارم من حفاظ القرآن الكريم. فالألف هنا مهملة رسما، ظاهرة قراءة.

فكلمة (قـُرنًا) تلفظ في قراءة بإهمال (لفظ الهمزة)، وإظهار (لفظ الألف) رغم إهمال رسمها.
وكلمة (القــُرْأن) تُلفظ في قراءة بإثبات (لفظ الهمزة)، وإهمال (رسم الألف) دون إهمال لفظها،
أي أن رسم (الألف) الذي يرمز إلى (حرف الألف) مهمل في الرسمين.

والله أعلم، ودمتم،

منذر أبو هواش