المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحرين بين دعوات السلم ونعرات الاحتراب



دعاءمحمد
17/07/2013, 07:18 PM
البحرين بين دعوات السلم ونعرات الاحتراب
---
تعيش مملكة البحرين على وقع دعوات متباينة وخطابات متعارضة بين مسئولين يسعون الى الحفاظ على السلم الاهلى واستكمال بناء الدولة العصرية الحديثة، وبين خارجين على القانون يعلون من نعرات الحرب ويسعون فى الارض فسادا. فما بين دعوة رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان بقوله "إننا حرصنا على تأصيل التواصل المجتمعي لأنه المؤشر الذي يجعلنا اقرب للمواطن واحتياجاته بما يساعد الحكومة على توجيه دفة برامجها باتجاه احتياجات المواطنين ومتطلباتهم"، والتى تؤكد حرصه على تدعيم التواصل المجتمعي والمحافظة على الموروثات الاجتماعية الأصيلة لتصبح الباعث الحقيقى لتعزيز الوحدة واللحمة الوطنية، وبين الدعوات التحريضية التي يتم تداولها عبر بعض الفعاليات السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي تحت مسمى "تمرد 14 أغسطس" والهادفة إلى ما تسميه "اسقاط النظام وتحقيق الإرادة الشعبية في تقرير المصير" من خلال القيام بمسيرات وأنشطة غير قانونية تهدد الأمن والنظام العام وتضر بالسلم الأهلي وحريات ومصالح المواطنين. فبعيدا عن مخالفة مثل هذه الدعوات الاخيرة للقانون وانتهاك نصوصه واحكامه، بما يوجب على وزارة الداخلية البحرينية المنوط بها حماية امن الوطن والمواطنين سرعة اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية لحفظ الأمن وحماية وسلامة المواطنين والمقيمين والممتلكات العامة والخاصة في جميع مناطق المملكة. يظل التساؤل المطروح حول تأثير مثل هذه الدعوات فى بناء الوطن والحفاظ على وحدته وتماسكه، فكيف يمكن ان يدعى احد ان دعوات التمرد والخروج غير السلمى الى الشارع تهدف الى تحقيق الارادة الشعبية؟ فلا شك ان هذا اختزال واضح للارادة الشعبية التى تعبر عن نفسها فى كثير من الاليات والوسائل كالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية والبلدية، ألا يعد ذلك تعبيرا عن الارادة الشعبية؟ وكذلك الموافقة واسعة النطاق على ميثاق العمل الوطنى ودستور البلاد فى اوائل القرن الحالى بنسبة تزيد عن 98% أليست هذه تعبيرا عن الارادة الشعبية؟ ثم نأتى الى الحراك الشعبى الذى شهدته المملكة أبان الاحداث المؤسفة التى وقعت من اصحاب تلك الدعوات الهدامة أليست تعبيرا عن الارادة الشعبية؟
غنى عن البيان ان الكثير من القوى السياسية التى تنتهج العنف والتدمير وسيلة للوصول الى مآربها تستخدم مصطلحات تحظى بالقبول والتوافق من الجميع وإنما تختزل فيها الكثير من المعانى والمرادفات التى تسعى الى فرضها بصور خفية اعتقادا منها ان الجميع لا يفهم مقاصدها ويتعامل معها بحسن النية، مع تجاهلها لحقيقة جلية ان التعامل بمبدأ حسن النية لا يعنى التسليم المطلق بكل ما تقول وكأنه الحقيقة المطلقة والصح المطلق وما عداه باطل مطلق، فتلك النظرة تعبر عن مرضى نفسى وضمور عقلى وانعزال اجتماعى يصيب اصحاب هذا التفكير.
ومن هذا المنطلق، يظل الشعب البحرينى واعيا ومدركا لكافة تلك الدعوات التى توجه اليه فهو صاحب الارادة الحقيقة فى قبول الدعوة التى تحمل له الخير وتسعى الى مصلحته وترمى الى تحقيق طموحاته واهدافه وهى التى تجلت فى مواقف وسياسات رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان آل خليفة حينما يؤكد على ضرورة:"الانشغال بالتنمية التي تشق طريقها نحو الأمام وعدم الالتفات لمن يحاول ثنيها ومن يريد بالبحرين شرا او يسعى لإعاقة تطورها وتقدمها فالمملكة وبعون من الله تعالى وبعزيمة أبنائها المخلصين ماضية في مسيرتها التي عنوانها التقدم والازدهار"، وعلى الجانب الاخر على الشعب ان يلفظ تلك الدعوات التى تستهدف امنه واستقراره وتفتيت وحدته وتجسير تواصله سعيا الى تحقيق مآرب شخصية او طموحات زائفة او اجندات غير وطنية. فما بين هذا وذاك يتراوح الوطن مكانه ويختار ابناءه مصيرهم ويحددون مستقبل ابناءهم.