المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفوة المقاصد...بين الإيمان والإعتقاد



نور محمد
04/05/2007, 01:13 AM
ما هي صفوة المقاصد؟

هل هي مطلب صالحاً للمحاولة والإتباع من طريق إلى طريق؟!

أم إنها خلاصة وجدان الفكر ونقاء عقيدة وطريقة حياة؟!

إنها حاجة النفس كما يحسها من أحاط بها ومن فرغ من العلم والبحث ليترقب مكانها من قرارة ضميرة.

حاجة تملأ النفس لا ما يملأ الرؤوس أو يملأ الصفحات.



وهنا نصل لسؤال هام جدا..هل الإيمان والاعتقاد شىء واحد؟

ان الكلمتين تستخدمان أحيانا بمعنى واحد وهما في بعض المواطن تعبران عن معنيين مختلفين ,لأن التسليم غالب على

الايمان أم الاعتقاد فيقترن أحيانا بمعرفة بعض الأسباب ولو من قبيل التقدير والترجيحو الإيمان أحر شعورا من الإعتقاد

فهو يجازف على علم بالمجازفة لأنه يشعر بأن الثقة أقوى ونتيجة الرهان أنفس وأغلى.


وحري بالانسان أن يطلب المعرفة من وراء العقيدة والإيمان وأن ينظر للإيمان كأنه برهان على أنه وثق بالله فاستحق

أن يهديه في طريق المعرفه ويتجلى عليه بما هو أكبر من قدرته لو اعتمد على عقله وفهمه .

وقديما قال القديس توماس كمبس"ان أشواقي كلها تتنهد إليك"..ولو أمعنا النظر في العبارة السابقة لوجدنا ما

فحواه:ان الشمول الواضح في عبارة"أشواقي كلها" هو آية الاعتماد الديني في طبيعته ،وأن النفس لا تقبل التجزؤ

والتفرق وهي تتجه بأشواقها إلى معبودها . "كتاب الفرد وديانته "

فموقف المؤمن من الله كموقف التلميذ الذي يطمئن إلى علم أستاذه فلا يمتحنه ولا يتردد في قبول دروسه ومعارفه .

ويقول العقاد في كتابه"عقائد المفكرين":إن العقيدة التي يصح أن توصف بالدينية هي العقيدة التي تعتمد على سند

فوق الطبيعة ،وأن العقيدة على أية حال قوة مطلوبة لا يستغني عنها من وجدها ولا يطيق الفراغ منها من فقدها ،ولا

يرفضها من اعتصم منها بمعتصم واستقر فيها على قرار.


القلب هو كيان الإنسان بل هو نبض الصواب يدق فتوقظنا دقاته وتنبهنا نبضاته،ولا شك أن القلب المليء بالحب لمن

أجل النعم فلا يكتفي بتمييز الخير من الشر بل يتجنب الشر بالغريزه .......وهناك قلوبا تسموا في سماء الحب صعودا

حتي تكاد تلامس سدرة المنتهى .


والحب الخالص من الهوى ..أن تعطي كل شىء فلا يتبقى لك منك شىء..


وقد ذكر لنا القرآن العديد من قصص الحب الرباني


في قصة سيدنا إبراهيم ..ينزع الحب الغريزى من قلبه لابنه سيدنا إسماعيل ،حتى يصير القلب خالصا لله وحده فإذا

تحقق الأمر يرفع أمر الذبح ويأتي الفداء.

وتعلق قلب سيدنا يعقوب بالنسبة لإبنه يوسف ،أحب يوسف فابتلي بضياعه فلما صار قلبه لله دون أغيار من يوسف

وأخيه رد إليه ولديه..

ويستمر القدر الإلهي حتى يستخلص قلب محمد عليه الصلاة السلام لله إذ ينزع ميل النبي إلى السيدة عائشة رضي الله

عنه حتى يصير القلب حالصا لله دون أغيار ..بعدها تنزل براءتها وتحتل مكانتها باسم الله ..بكلمة منه.




"لو كان الله هو صفوة المقاصد التي نتشوق اليها لما خامرنا القلق بهذه السهولة"