-
أخيم شتاينر / مدير Unep
أخيم شتاينر / مدير Unep
أخيم شتاينر 44 سنة ولد و تربى في البرازيل أنتقل بعد دراسة الفلسفة ز السياسة و الأقتصاد إلى العمل في مجال التنمية في باكستان و تولى بعدها الأشراف على مشروع لحماية الطبيعة في جنوب أفريقيا ثم عمل كمستشار في مجال التنمية المستمرة في فارات عديدة قبل ان يتولى إدارة السكرتاريا العالمية في اللجنة الدولية للسدود.
و في سن التاسعة و الثلاثين أصبح السكرتير العام لأتحاد حماية البيئة العالمي Iucn.
منذ منتصف حزيران / يوليو يترأس شتاينر برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة Unepفي نيروبي.
-
عندما انتشر أسمه في الربيع سارع الكثيرون للبحث في شبكة المعلومات _ الأنترنيت_ لمعرفة من هو أخيم شتاينر,الذي خلف كلاوس توبفر كمدير لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة (unep) و هو لم يتجاوز بعد الرابعة و الأربعين من العمر و أصبح بذلك الألماني الذي يتولى أرفع منصب في المنظمة الدولية.
من هو هذا الذي يكاد لا يعرفه أحد؟ حتى في ردهات الصحافة؟ لاشك ان أخيم شتاينر مجرد أسم نكرة , فهو أسم معروف في دوائر سياسة البيئة على الأقل إلا انه غير معروف على الصعيد العام...
إنه رجل لطيف, البنطال و القميص و ربطة العنق غير متناسبة الألوان انه يميل ألى المظهر الأمريكي العملي أكثر منه الى الأيطالي الأنيق, رغم حركة يديه المستمرة أثناء الكلام إلا انه يبدو دوما أنسان هاديء بل انه من الصعب تصور أنه يمكن ان يغضب و لكن هذا الهدوء البادي على محياه يخفي الكثير...
-
في شهر حزيران / يونيو ترك أخيم شتاينر مكان عمله الخلاب على ضفاف بحيرة جنيف كمدير للأتحاد العالمي لحماية الغابات و الأنهار (iucn) و هو اكبر منظمة عالمية لحماية الطبيعة, ليتولى مركز مدير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة (unep) في نيروبي في كينيا ,وعندما يتحدث عن أفريقيا تلمع عيناه ببريق يعبر عن الإعجاب و الأنبهار فقد تعرف إلى زوجته في زمبابوي, و ترأس لجنة السد العالمي في كابشتات ( كيب تاون) لمدة عامين.
الأ انه يدرك تماماَ ما يقال عن نيروبي كموطن لمنظمة الأمم المتحدة , إذ انه من المعروف صعوبة الحصول على عاملين أكفاء , لأن المدينة تعتبر غير أمنة , إضافة لعدم توفر طرق المواصلات جوية مريحة,أخيم شتاينر يدافع عن المدينة : مؤتمرات عن طريق الفيديو تجعل التواصل اليوم في غاية السهولة , أضافة إلى ان نيروبي هي المركز الوحيد للأمم المتحدة في دولة نامية. هذه الحقائق إضافة إلى مشكلات البيئة الملحة تحتل بالنسبة له مكانة تفوق أهمية مكاتب مريحة العمل.
-
يريد شتاينر من موقع عمله الجديد إعادة صياغة سياسة البيئة العالمية بشكل كامل. و هو يأمل ان يتيح له عمله في (unep) المزيد من التأثير و التغيير مقارنة بعمله في (iucn) فالبيئة عادت لتحتل مكاناَ هامشياَ في السياسة , و لتصبح أسيرة " سياسة الخطوات البطيئة" و يرى شتاينر ان الأنجازات الكبيرة التي تمت في الثمانينات و التسعينيات غدت اليوم في مهب الريح. و يعود السبب الأساسي في هذا حسب رأيه إلى ان الدول الصناعية لم تلتزم بتنفيذ الأتفاقات المنعقدة بينها و بين الدول النامية من وجهة نظر هذه الأخيرة.
-
مساعدات التنمية تم اختصارها و لم تف الكثير من الدول الصناعية بألتزاماتها مثل فسح المجال امام السلع الزراعية على سبيل المثال:
" حماية البيئة و محاربة الفقر هما من المسؤوليات التاريخية التي تقع على عاتق الدول الصناعية , على دول الشمال فهم هذه الحقيقة"
أنها اللحظة التي يدرك معها المرء ان الأنسان يتصرف بدافع القناعة و هذا الأنسان يضع معتقدات قديمة موضع المسائلة: ففي نظر شتاينر يمكن لحركات البيئة الأستمرار و النجاح فقط عندما تضع الجميع أمام مسؤولياتهم كأن تثير رجال الأعمال و الشركات على سبيل المثال: هذا ما يقوله شتاينر الذي يعتبر أكبر مدافع عن هيئات البيئة الغير حكومية, و الذي فتح أمامها أبواب البنك الدولي و منظمة الأمم المتحدة و الوزارات المختلفة.
-
يعود أهتمام و تقدير شتاينر لهيئات المجتمع المدني إلى سيرته الذاتية التي قادته إلى العديد من البلدان و عبر سياسات التنمية و التطوير المتنوعة.
و حتى اليوم يثير شتاينر الإنطباع بانه مستعد في كل لحظة أستبدال بزته الأنيقة بثياب العمل, و الشروع بحفر بئر في أي مكان من العالم, و هو يقول انه يرى الأمور بكل واقعية و يقيم الأخبار المتداولة حول البيئة بانها لا تدعو إلى التفاؤل مطلقاَ, و رغم ذلك , فأنه حين يتكلم بهدوء و ثقة داعياَ إلى أتباع سياسة شجاعة و لو على نطاق ضيق, فهو يشيع جوا من التفاؤل حيث أن أسلوبه اللبق في الحديث يخفف من صبغة المواجهة الحادة.
ربما تكون أيضا في منصبه الجديد من نقاط ضعفه.
-
يمتلك اخيم شتاينر ميزة هامة يحتاجها في نشاطه على الصعيد العالمي لكي يصيب النجاح, أنها المقدرة على رؤية الأشياء من وجهات نظر مختلفة, أنه يطلق عليها تسمية " المقدرة على فهم الثقافات المختلفة و التعامل معها بشكل مقتدر" على ان يكون ذلك مصحوباَ بإحترام الآخر لأرائه و أفكاره و مواقفه.
ما الذي يسعى إلى تحقيقه كمدير لهيئة Unep؟ يفكر شتاينر ثم يجيب: الإشارة الى الطرق المسدودة في مجال البيئة و مساعدة أصحاب العلاقة و لا يشك مساعدوه في مقدرته على النجاح في هذه المهمة.
-
فهم يتحدثون عن إصرار شتاينر على رؤيته و السعي نحو أهدافه بكل جد و عن قناعة تامة.
و هو يحظى بإحترام كبير على الصعيد العالمي و في أروقة المنظمة الدولية و يعتبر أختياره لهذا المنصب من خلال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أعترافاَ بمقدراته و إمكانياته, حيث انه لم يكن من المتوقع ان يتم أختيار الألماني بعد كلاوس توبفر لشغل هذا المنصب إذ درجت العادة في المنظمة على أن يكون الخليفة من دولة أخرى إلا ان أخيم شتاينر دخل معترك المنافسة على المنصب بكل ثقة و نجح بفضل هدوئه.
مأخوذة عن مجلة Menschen الألمانية / العدد5/2006 تشرين الأول/ أكتوبر - تشرين الثاني/ نوفمبر