هـــروب كبير .. لـ صابرين الصباغ

يدخلُ مكتبه الضخم ، يخلع جاكيت البدلة الأنيقة ، يُطلق سراح رقبته من أسر ربطة العنق ، يُشعل سيجاره المستورد ، يجلس إلى مكتبه الكبير ....
- حسين ..
- أفندم سيدي ..
- لا تدخل أحدا ً، مفهوم ..
- سمعاً وطاعة ..
يعتدل ، يجمع أوكسجين الغرفة ، بحركة شهيق واحدة ، ينتفخ صدره كالبالون ، يخرج الهواء ، ممزوجا ، بالوجوه ، والأحاديث ، والصحف ، والاجتماعات ، والمكالمات ....
يصفي ذهنه تماماً ، ثم يمد يده على زر الحاسوب ، يفرك يديه استعداداً ، يبحث عن الموقع ، عن اسمها ، يجده ، تكسو وجهه ملامح طفلٍ لاهٍ ..
- مرحباً ..
- اشتقتُ إليكِ منذُ أمس ..
- لم تخبريني أمس ، من أي البلاد أنتِ ..؟
- أنا .... وأنتَ ..؟
- أنا ....كم عمرك ..؟
- ثمانية عشر عاما ، وأنتَ ..؟
- أربعٌ وعشرون عاماً ..
- تدرسين ..؟
- بالثانوي ، وأنتَ ..؟
- ما زلت بالجامعة ..
- تفوه بعيون مرتعشة .... لم أنم منذُ أمس ، كنتُ أُفكرُ فيكِ ..
- ولماذا تفكر ..؟
- اشتقتُ إليكِ ..
- متوجساً .. ألم تفكري بي ..؟
- فكرتُ ، كنتُ أنتظركْ .
- ما رأيكِ ..؟ أأصلح حبيباً ..؟
تُرسلُ له وجهاً خجولاً ..
- دعكِ من الخجل ، ما رأيكِ لو نمارس الحب معاً ..؟
تُرسلُ له وجهاً خجولا ....
- دعكِ من الأيقونات ، أكرهها ، تحدثي .
بدأ ينتفض ويرتعش ...
- كيف نمارس الحب ....؟
- انظري .
طرقات على الباب ، توقظه من غفوة شهوته .....
- سيدي الوزير ، حان موعد الاجتماع ….!!!

قصة اجتماعية قصيرة ذات ايحاءات كبيرة، و لمحات ذات مغزى.. التصابي عنوان من عناوين هذا الزمن..قدرة الكاتبة على التصوير هنا رائعة، القصة بسيطة ولكنها عميقة الدلالة والمعنى والمغزى..حدث واحد وشخصية رئيسة واحدة ولكن الكاتبة تجيد تحريك الحدث والشخصية ... ثم الدلالة التي تلفت الانتباه وتضع علامة الاستفهام في(سيدي الوزير.....) وهنا يسكت القلم ليتكلم الحرف...!

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الجميعان

قصة اجتماعية قصيرة ذات ايحاءات كبيرة، و لمحات ذات مغزى.. التصابي عنوان من عناوين هذا الزمن..قدرة الكاتبة على التصوير هنا رائعة، القصة بسيطة ولكنها عميقة الدلالة والمعنى والمغزى..حدث واحد وشخصية رئيسة واحدة ولكن الكاتبة تجيد تحريك الحدث والشخصية ... ثم الدلالة التي تلفت الانتباه وتضع علامة الاستفهام في(سيدي الوزير.....) وهنا يسكت القلم ليتكلم الحرف...!

---

استاذي الفاضل
عبد الرحمن جميعان
شكرا لرؤيتك الثاقبة لنصي
وشكرا لردك هنا وهناك
فقد قرأت ردك على قصتي **حالة** وقد اربكني ورأيت اني احتاج وقتا لاستطيع الرد
سيدي ابحث دوما عن نقدك لاتعلم بنصوصي ونصوصي الاخوة الزملاء
شكرا لقراءة واعية وناقد رائع
مودتي واحترامي

الوزير الذي يفترض أن تكون قضايا الناس هاجسه، يبدو عارياً دون رتوش أو تزويق من خلال السرد، حيث هاجسه الحقيقي المتمثل في ملاحقة محادثات الشات مع أنثى مفترضة في أسئلة وإجابات مثقلة بالزيف والخواء والتفاهات البعيدة تماماً عن أية عاطفة حقيقية، أو قضية ذات قيمة.

الوزير المرسوم بعناية عبر صور دالة بسيجاره المستورد، وأوامره ونواهيه المنتفخة في العلن، يبدو انسلاخه واضحاًً عن هموم الناس التي كان يُفترض أن تكون بوصلته، ولكن كيف يمكن أن يتحقق ذلك في ظل مجتمعات لا تقيم أدنى اهتمام لأوجاع أفرادها وأحلامهم، ولعل النص قد أجاب عن كثير من الأسئلة عبر اقتناصه لتلك اللحظات المكثفة من عمر ذلك الوزير الذي لم يأتِ من كوكب لآخر وإنما هو نتاج شرعي لأجهزة الاستلاب والإخفاقات المتتالية.
كل التحية للأستاذة المبدعة (صابرين الصباغ).

أحييك حبيبتي الأديبة الرائعة ـ صابرين الصباغ
:) قصة جريئة تحمل واقع اصبحنا نتعايش معه وهو عالم النت وما يحمله من زيف وتصنع ما لم نكن نعهده في زمن سبق وجود تلك الشبكة ، لقد كان اللقاء عبر الطريق ... فيفضح زيف اللسان ... نظرة العينين .
أما الأن فاصبحت الشبكة وكر ووباء لتفشي رديئ الأخلاق بالنفس الضعيفة ، بغض النظر عن مكانة المتلقي والمتلقى منه .
لا فوض فوكِ
وسلم لنا يمين مداد الفكر منكِ حبيبتي

الفاضلة صابرين:ـ
معالجة ساخرة لقضية على مستوى معالى الوزير . أخشى أن ترتقي قصتك القادمة لمستوى سيادة ....... وعندها موش انت بس اللي تروحي بخبر كان. يمكن كل أصحاب الردود بس أنا متأكد إنهم ما بيحلموا لأنهم أصلا ما بناموا لأنهم دائما سهرانين على مصالح الشعب . أليس كذالك ؟

أسلوب نثري حكائي حديث ..وجدير بالاهتمام لما يحمله من قوة في السرد وجرءة في الطرح يبحث عن خصوصيته تركيبا ورؤية ..دمت متألقة .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زكي العيلة

الوزير الذي يفترض أن تكون قضايا الناس هاجسه، يبدو عارياً دون رتوش أو تزويق من خلال السرد، حيث هاجسه الحقيقي المتمثل في ملاحقة محادثات الشات مع أنثى مفترضة في أسئلة وإجابات مثقلة بالزيف والخواء والتفاهات البعيدة تماماً عن أية عاطفة حقيقية، أو قضية ذات قيمة.

الوزير المرسوم بعناية عبر صور دالة بسيجاره المستورد، وأوامره ونواهيه المنتفخة في العلن، يبدو انسلاخه واضحاًً عن هموم الناس التي كان يُفترض أن تكون بوصلته، ولكن كيف يمكن أن يتحقق ذلك في ظل مجتمعات لا تقيم أدنى اهتمام لأوجاع أفرادها وأحلامهم، ولعل النص قد أجاب عن كثير من الأسئلة عبر اقتناصه لتلك اللحظات المكثفة من عمر ذلك الوزير الذي لم يأتِ من كوكب لآخر وإنما هو نتاج شرعي لأجهزة الاستلاب والإخفاقات المتتالية.
كل التحية للأستاذة المبدعة (صابرين الصباغ).

---

دكتور زكي
مرورك له رحيق مختلف وقلمك يضع خطوطا حمراء تحت النص
لتضيء زوايا به اظلمت امام الكثيرين
يتمنى دوما حرفي نظرك إليه
ليدخل الى مغزلك فيخرج نسيجا رائعا
دمت مبدعا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق

أحييك حبيبتي الأديبة الرائعة ـ صابرين الصباغ
:) قصة جريئة تحمل واقع اصبحنا نتعايش معه وهو عالم النت وما يحمله من زيف وتصنع ما لم نكن نعهده في زمن سبق وجود تلك الشبكة ، لقد كان اللقاء عبر الطريق ... فيفضح زيف اللسان ... نظرة العينين .
أما الأن فاصبحت الشبكة وكر ووباء لتفشي رديئ الأخلاق بالنفس الضعيفة ، بغض النظر عن مكانة المتلقي والمتلقى منه .
لا فوض فوكِ
وسلم لنا يمين مداد الفكر منكِ حبيبتي

---

الحبيبة عبلة
الانترنت وكر كبير للوباء واصحاب الاخلاق الفاسدة
رحمنا الله من كل شروره
ومنحنا خيره
دمت بكل الحب والطيبة

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل صباح

الفاضلة صابرين:ـ
معالجة ساخرة لقضية على مستوى معالى الوزير . أخشى أن ترتقي قصتك القادمة لمستوى سيادة ....... وعندها موش انت بس اللي تروحي بخبر كان. يمكن كل أصحاب الردود بس أنا متأكد إنهم ما بيحلموا لأنهم أصلا ما بناموا لأنهم دائما سهرانين على مصالح الشعب . أليس كذالك ؟

---

صديقي العزيز اسماعيل
اسماعيل الم ترتقي قصتي لسيادته
بل اني حاولت ان اقدمه بكل فخر لشعبه الناعس
وهذا الساهر على مصالحه بين احضان النت
سخرية العالم ان من يمبك زمام امورنا بعض المرضى
دمت بخير

القصة تحمل دلالات كثيرة :
1- معاصرة : الحدث فأصبح النت والممارسات الخارجة التى تم فيه حدثا يستحق أن تحاك عليه قصة .
2- إجتماعية : وهى أننا إنتقلنا من الخيانة داخل الغرف المغلقة إلى خيانة أكثر رحابة من خلال شبكة النت وكأننا مجتمع مكبوت يبحث عن تفريغ كبته فى أى مكان !!
3- أدببية : أننا تحولنا إلى القصص التى تناقش الحداثة الاجتماعية وليس الأدبية فقط فموضوع النت والاكتشافات المعاصرة الجديدة نادرا ما يكتب عنها .
4- سياسية : وهى أن النت أصبح الكل فيه سواء فمن يعرف أن من يحدثه وزير أم غفير !!
من يعرف إنه رجلا أو إمرأة !!
وهاهو يفضح من تلقاء سكرتيره فنكتشف أنه وزير وربما بل أكيد أنه وزير للداخلية ( مثلا ) .
صابرين الصباغ
نص جرىء يحمل دلالات جيدة ورغم أنه يحمل دلالة جنسية إلا أنه سار على حبل رفيع فلم يقع منا ولم نرى أنه حبل .
تحية لك
يحيى هاشم

الصديقة المبدعة صابرين الصباغ
رغم أني قرأت هذا النص من قبل إلا أنني أقرؤه اليوم و كأنها لأول مرة
الفكرة متجددة و كثيرة الحدوث
و لكن المفاجأة فيها أن يكون سيادة العابث هو نفسه سيادة الوزير الذي من المفترض أن يكون ساهراً على خدمة شعبه و مصالحه
دمت قلماً نابضا
و لك الود