مقالين ..بينهما ..ايام معدودات

بسم الله الرحمن الرحيم
الموقع الرسمي للقيادة العليا للجهاد والتحرير » المقروءات » الى أهلنا وأخوتنا في الفرات الاوسط والجنوب الانتخابات باطلة شرعا" وقانونا"


الى أهلنا وأخوتنا في الفرات الاوسط والجنوب الانتخابات باطلة شرعا" وقانونا"



الخونة سيبقون في الحكم العميل ... انهم يخدعونكم ...

أ.د.كاظم عبد الحسين عباس
اكاديمي عراقي


يا أبناء العراق العظيم .... يا أحفاد الصحابة والائمة الاطهار .. يا منابع النخوة والشيم والشهامة والكرامة .. يا أهل العرض والشرف .. يا مَن علّمتم الدنيا كلها معاني الانتماء للوطن وقدّمتم ألف برهان وبرهان على انكم تقدسون الوطنية وتنبذون العمالة وبيع الذمم. يا أبناء العروبة النبيلة ممثلة بالرجولة والشجاعة والصدق والقدرة على مواجهة الباطل بسيوف الحق وممثلة بالكرم والسماحة وسمو الخلق وشفافية الذات. يا أصحاب المضايف وعبق القهوة ومنازل الجود.
لقد مرت الآن ست سنوات على غزو بلدكم واحتلاله من قبل اميركا والصهيونية وايران الصفوية, وهي فترة زمنية كافية لاظهار حقيقة ادعاءات الاحتلال وعملاءه من الخونة وباعة الضمائر وكافية لمن ظن منكم متوهما ان اميركا وعملاءها سيقدمون للعراق الاعمار والرفاهية والتقدم وانهم سيشكلون البديل الافضل للحكم الوطني العروبي المسلم الذي عرفتموه بكل ما انجزه للعراق وشعبه من انجازات اعزت العراق والامة طيلة خمس وثلاثين عاما كان فيها يبني ويواجه المؤامرات الداخلية والخارجية التي كانت تستهدف ايقاف عجلة البناء وتحرف المسيرة عن اهدافها العظيمة الخيرة لتجبرها على التعامل مع الامبريالية والصهيونية ومصالحها فتقبل الحلول الاستسلامية التي تكرس الظلم والطغيان والاستلاب المسلط على امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنها الاعتراف كما الانظمة العربية الاخرى بالكيان الصهيوني المغتصب والغاء التأميم او تقليص حلقات الاقصاء لشركات الاحتكار الامريكية والبريطانية وصولا الى العدوان المباشر على شعبنا وبلدنا ومحاصرته بأبشع صيغ الحصار التي عرفها تاريخ البشرية لايقاف عجلة التصنيع والتقدم العلمي الذي وصل بالعراق العظيم الى حلقات علمية متقدمة جدا.
ست سنوات ايها الاخوة وهم يجربون على ساحة العراق كل اصناف التنكيل والابادة والاقصاء والتهجير والمداهمات القذرة والاعتقالات العشوائية والقتل على الهوية. اوصلوا البلاد الى اتون الحرب الاهلية والتطهير الطائفي والعرقي وجربوا القتل والتصفيات السياسية مرة لضباط الجيش والطيارين ومرة للبعثيين ومرة للمسيحيين ومرة للايزيدين .. تصفيات للحلاقين واخرى للبقالين واخرى للنساء ... وكل ما يخجل منه الانسان ويندى له جبين اعتى العتاة والمجرمين والمنحرفين وشذاذ الافاق .
تبنوا دستورا صهيونيا يقسم بلدكم الى اجزاء حقيرة تقوم على الطائفية والعرقية أي انها تجلس على براكين تنفجر في اية لحظة ولأي سبب ليقتل الاخوة بعضهم البعض وادخلوا الى حياتنا مفاهيم الطائفية والعرقية والفيدرالية والاقاليم وكلها خناجر في خاصرة الوطن والشعب .... وصاروا يتصارعون علنا وبدون ادنى ذرة خجل او حياء على ان تتبع هذه المحافظة او تلك الى هذا الاقليم او ذاك ويسمونها مناطق متنازع عليها !!!.. يا للهول يا أبناء العراق النجباء ... مناطق متنازع عليها بين الاقليم الكردي واقليم السنة واقليم الشيعة واقليم المسيحيين والتركمان !!!!... فكيف تقبلون بتمزيق بلدكم وضياعه مجزءا ومقسما بين امراء الطائفية الشيعية والسنية والكردية العميلة الخائنة الجشعة الخاسئة؟؟؟؟
وغير هذا ايها الاخوة النجباء ....
لقد خدعوكم في استفتاء الدستور الاغبر الصهيوني .... وخدعوكم في مهازل الانتخابات السابقة وانتم تعرفون وتعلمون الآن علم اليقين وبالتجربة الحية المريرة انهم لم يوفوا باي وعد قطعوه لكم بل اخذوا كل شئ منكم .. أخذوا رجولة قراراتكم واستلبوها ... أخذوا اموال بلدكم ونهبوها في اضخم عمليات الفساد المالي والاداري التي شهدها التاريخ الحديث .... حولوا عشرات المليارات من الدولارات الى اسيادهم في طهران وقم ومشهد وواشنطن ولندن وتل ابيب ... اشتروا الفنادق والكازينوهات والفلل والبنوك والشركات والشقق بعد ان كانوا مجرد شحاتين في لندن وطهران والسيدة زينب في الشام ... وصاروا بحجة الديمقراطية يزورون الكيان اليهودي الغاصب علنا، بل ويتفاخرون بهذه الزيارات المشئومة الوقحة وانتم من كنتم تعتبرون ان مجرد من يتلفظ اسم اسرائيل هو منحرف .
وانتم ايها الاشراف والاجاويد والنجباء ... من قالوا عنكم انكم ابناء ملتهم وانهم جاءوا ليخدموكم ويسطرون الوعود لكم في ملايين الملصقات واللافتات التي حملت صور المراجع العظام ... وما ادراكم ما المراجع العظام .. وحملت تواقيع مظلومية الشيعة .... ماذا جنيتم وماذا حصلتم؟
ما حصلتم عليه هو تغييب الاحبة قتلا وتهجيرا وتشريدا .. جنيتم الجوع والظلام وشحة قطرة ماء الشرب .. خدعوكم بانهم سادة ومعممين وهم لصوص وحرامية وقتلة وزناة وقوادين, أخذوا اصواتكم في الانتخابات الباطلة المزورة واعطوكم الاحتقار والتحقير والبؤس والاهمال. استغفلوكم وهم يحفرون تحت اقدامكم ويحولونكم يوميا الى عبيد للعجم وخانعين للامريكان وقصموا ظهر وطنيتكم وثلموا شرفكم لانهم خدعوكم بفكرة الخضوع للاحتلال وخرافة اخراجه بالطرق السلمية ونحن نعرف كلنا انه لم يخرج احتلال ابدا مذ عرف الاستعمار والى اللحظة الا بالمقاومة بكل انواعها ومنها المقاومة المسلحة.
أيها الاحبة ...
نعرف, ونحن من بين ضلوعكم, انكم قد كشفتموهم وعريتم حقيقة عهرهم. نعرف انكم قد بصقتم في وجوههم وعمائمهم وانكم قد قلتم كلمتكم الحق الشجاعة لهم كلهم .. قلتم لهم انكم عملاء وخونة وفاشلين .. قلتم لهم انتم باعة كلام فارغ ووعود عرقوبية ... قلتم لهم انكم تنتفعون على حساب معاناتنا وعوزنا وموتنا السريع والبطئ .. وتأتمرون بأوامر سلاطين جائرة على حساب وطننا ووحدته وسيادته ...
نعرف انكم كشفتم الكثير من باطنيتهم ونفاقهم عليكم ... وحيلهم وكذبهم ..
غير ان واجبنا تجاهكم ان نطلعكم على ما يخططون له للالتفاف على قراركم الشعبي الشامل برفضهم وعدم التصويت لهم .... حيث انهم قد ابتكروا العديد من وسائل الخداع والتمويه ومنها .... انهم يدخلون الآن بقوائم تدّعي انها قوائم مستقلة لا تنتمي الى الاحزاب العميلة لايران ولامريكا .. عناصر فيلق غدر والمجلس الحكيمي الواطئ والدعوة العميل وحزب الله وثار الله واحزاب منظمة العمل الاسلامي والفضيلة والمجرم الجلبي يدخلون في قوائم مثل شهيد المحراب ودولة القانون وغيرها على انهم مستقلون ولا ينتمون الى هذه الاحزاب ... أتعرفون لماذا؟ لماذا يختبئون خلف ستائر واهنة؟ الجواب واضح ومعروف ....لأنهم يعرفون وادركوا ان من ايدهم منكم قد غادر تاييدهم مثلما غادر من اعطاهم الولاء منكم متوهما انهم اهل دين واهل وطنية ... فقرروا ان يخادعون, ويموهون ويكذبون قاتلهم الله واخزاهم بمزيد من الفشل والعار والخزي ... انهم يضحكون عليكم ويعتقدون ويعملون ويتصرفون على اساس انكم سهل خداعكم وتضليلكم وان عناوين المستقلين كافية لجلب الاصوات الى قوائمهم الاجرامية.
لذا ندعوكم لكي لا تخسروا حقكم وحق وطنكم وثرواتكم وثروات وطنكم وتضيعون عروبتكم وشرفكم الى :
1 – مقاطعة الانتخابات كليا لانها باطلة ما دامت تجري تحت سلطة الاحتلال ... واي كلام غير هذا هو باطل ويصب في خانة التضليل والرياء والضحك على ذقونكم.
2- ان فرض عليكم المشاركة تحت أي ظرف فعليكم ان تدققوا باسماء المرشحين وستجدون انهم من عناصر الاحزاب العميلة التي لا يهمها الشعب بل مصالح قياداتها وكوادرها فقط فلا تنتخبوهم وحاولوا تجنب القوائم التي فيها مرشحوا الاحزاب الطائفية العميلة.
3- ان الانتخابات الحقيقية هي ممارسة من ممارسات الديمقراطية فلا تسمحوا لأحد ان يفرض عليكم خياراته.
4- دققوا في اصول المرشحين وافرزوا العناصر من التبعية الفارسية وتلك التي تحمل الجنسية الايرانية وحكموا ضمائركم وعروبتكم هل يجوز ان تمنحوهم الثقة في تسيير اموركم؟
5- هم اخبروكم انهم سيخرجون الاحتلال بالعمل السياسي السلمي, وانتم تعرفون انهم غير قادرين على اخراج جندي واحد لان العميل لا يمكن ان يخرج سيده ... فاضربوا على اعناقهم بالانتخابات ان كنتم مرغمين عليها وحولوها الى كابوس على رؤوسهم العفنة.
يا أبناء العراق العظيم ... يا أبناء العروبة المسلمة المنتصرة باذن الله ...
تلاحظون الآن كيف تفتت ائتلافاتهم التي تغنوا بها وارادوا ان يوهموا الناس بانهم يعملون لصالح الشيعة كذبوا وخسئوا .. فلو كانوا صادقين وليسوا تجار منافع حزبية وشخصية فقط ولا تهمهم مصالح الناس والوطن لما تفرقوا بعد فترة قصيرة واقتتلوا فيما بينهم .. ميليشيات الهالكي تقتل مليشيات المهدي التي اوصلته الى السلطة على حساب رفيقه في العمالة والخيانة ابراهيم الجعفري الذي اضطر هو ونفر من الذين رفسهم الهالكي الى تاسيس حزب جديد و حيث يمتلك الهالكي مفاتيح التاثير عبر الحكومة العميلة معتقدا انها تغنيه عن رفاق الصفوية في المجلس وغدر. وتنحى الفضيلة منزويا يبحث عن فرصة حكم اقليم البصرة الملعون بعد ان وجد ان تيار عملاء لندن وطهران هو الاقرب الى روح الاحتلال والى اسناد الاحتلال ... وغادر مقتدى الذي هتف له كثيرا بعض شبابنا البسطاء قليلوا الوعي والدراية السياسية والذين تحركهم العواطف والغرائز وليس العقل والحكمة !!! غادر الى اهله في طهران وترك الساحة بعد ان قررت ايران ان تلعب اللعبة بطريقة اخرى متوافقة مع اتجاهات اميركا المجرمة. وهكذا صاروا اليوم يلهثون كل لحاله ولوحده ليحصل على السيطرة على محافظاتكم وكانها دكاكين وكانتونات مملوكة لهذه الميليشيا او ذلك الحزب من عملاء ايران وكلابها المكلوبة كيما تستمر منافعهم ومكاسبهم الشخصية وتستمر عجلة الفساد المريعة التي ادخلوها معهم حين قدومهم مع المحتل القاتل المجرم.
وفي الجهة الاخرى من جهات الطائفية الحقيرة المجرمة تفتتت جبهة الغدر والخبث واللؤم والحقد الاسود بذات الطريقة المشينة وستشهد مزيدا من التشرذم المخزي لانهم اهل مصالح شخصية مقامرة على حساب بلدنا الحبيب ووحدته ورخاء اهله.
اننا اذ نخاطبكم اليوم فاننا ندعوكم للعودة الى ما قلناه قبل سنوات واخبرناكم به من ان الائتلاف الشيعي الصفوي سيتشرذم ويقتلون بعضهم وانتم ستكونون الخاسر الاكبر من خداعهم ومكرهم ونحن حين توقعنا فلأننا من بين ظهرانيكم ونعرف البئر وغطاءه, نعرف الظاهر والباطن, ونعرف ان المصالح الفردية والحزبية الممتدة بأروقة العمالة والغدر والثأر الاسود لن تتآلف ولا بد لها ان تكشر عن انياب الافاعي والخنازير والقردة ان عاجلا او اجلا .
قاطعوا هذه المهزلة التي تستخدمكم فيها اميركا لتمزيق بلدكم والتمادي في سلب ثرواتكم ويستغل فيها المالكي اموالكم ليدفعها بملايين الدولارات ثمنا للمليشيا الجديدة لحزبه والتي اسماها مجالس الاسناد ومن بين واجباتها هو دعم المالكي وحزبه في الانتخابات مقابل ما يدفع لهم من اموال وخاصة لزعماءهم حيث يتقاضى كل رئيس مجموعة ثلاثين ألف دولار لحظة قبوله ومجموعته ضمن مجالس الاسناد ويدفع له راتب شهري قدره ثلاثة ملايين دينار ..... فهل بهذه الوسائل القذرة تبنى دولة العراق الامريكية؟
الله اكبر وعاشت المقاومة العراقية البطلة.



المشاركة السابقة : المشاركة التالية

لطفا حدد قسما مما يلي- - - - - - - - - - - - - - - - - -1)->خريطة الموقع1 ) » 1 ) مكتبة الصور1 ) » 2 ) العمليات الجهادية غير المصورة1 ) » 3 ) العمليات الجهادية المصورة1 ) » 4 ) البيانات1 ) » 5 ) مكتبة الصور1 ) » 6 ) الصوتيات1 ) » 7 ) المقروءات1 ) » 8 ) بيعة الشعب العراقي----------------------------2)->شريط الاخبار

بسم الله الرحمن الرحيم
انتخابات الاحتلال .. بين .. الصنم والتمثال

كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي
كما كانت عاصفة الاعلام الامريكي والمتأمرك حول العديد من القضايا المفبركة لتبشيع صورة دولة العراق الوطنية وقيادتها التاريخية .. تتصاعد عاصفة الزيف والكذب والادعاءات البهلوانية والكاريكاتورية عن مسخرة الانتخابات العراقية لتعطيها ما ليس فيها ولا يمت لمعاني الانتخابات واهدافها بأي دلالة او معنى، الاّ اللهم من المظهر الخارجي المخادع.
هذه ملاحظات واستنتاجات اولية وسريعة نضعها امام العراقيين النجباء بما فيهم من شارك او حتى رشح مخدوعا ببهرجة العاصفة وامام الرأي العام العربي ونترك الحكم على دقتها كنقاط استشراف مؤسسة ومبنية على فهمنا المتواضع لحيثيات سير العملية السياسية التي اسسها الاحتلال ويرعاها وينفق عليها اموالا طائلة من خبز العراقيين واموال دافع الضريبة الامريكي.
انفرط عقد الائتلاف الفارسي (الشيعي) قبل شهور من حصول الانتخابات ورافق ذاك الانفراط موجة اعلامية صاخبة جرمت بعض اطرافه (التيار الصدري) وبشعتهم وصولا الى نقطة امسكت بها ايران بعنق زعيم التيار مقتدى الصدر ووضعته امام خيار واحد هو ان يلجأ اليها لحمايته من قبضة شريكه، ومن اوصله التيار الى موقع رئاسة الوزراء وقبضة امريكا تاركا خلفه برلمانيي التيار يصولون ويجولون في المنطقة الغبراء وقبضة اميركا وبريطانيا والمالكي تنقض على (رعاع التيار) فتبيدهم في عملية عسكرية لفها الف تساؤل وتساؤل، العجيب فيها اننا لم نسمع عن مقتل عمامة واحدة من عمائم مناضلي المنطقة الغبراء من الصدريين. وهكذا مهر انفراط العقد بمهر الدم الذي لا يعني شيئا ولا ثمن له لدى المالكي او مقتدى لياخذ الانفراط مصداقية لا ينالها الخطأ لا من امامها ولا من وراءها. ومن جهة اخرى تصعّدت لغة الخلاف الاصطناعي بين المجلس وجناح المالكي لحزب الدعوة الاسلامية الطالع من بين حدقات عيون وعلى حساب دم سياسي غير طهور للافغاني ابراهيم الاشيقر ومجموعته التي القيت خلف سياج الذكرى المؤلمة لمسيرة جهاد وكفاح ومبادئ اسلامية شيعية مقدسة مشتركة لاقطاب العمالة الدعوتية دونما رحمة. وكان لابد من دليل قاطع يبرهن (لأولاد الخايبه ابناء الفرات والجنوب) على مصداق الخلاف بين مريض السرطان او الايدز الذي قلب الله وجهه في الدنيا قبل الاخرة الى قطعة ملساء من مؤخرته وبين المالكي الماسك بقدرات لا يستهان بها بكرسي الرئاسة رغم اهوال الفشل والانسحابات والرجعات والانسحابات والرجعات التي رتبتها المخابرات الامريكية والايرانية لمنح المشهد الديمقراطي اكبر حيوية ممكنة وطمنت المالكي ان ينام قرير العين في كهفه الخضراوي بحيث اننا نزعم انه لم يتأخر يوما مع كل تلك الاهوال عن وجبة غداءه او موعد نومه كما يحصل مع مسؤول تعيش حكومته مثل تلك المحن ....
وعلى الجانب الاخر من المشهد الميلودرامي المخابراتي (تمالخ) اصطرع الاخوة الطائفيون السنة بمرارة في حبكة لا تقل تعقيدا من المشهد الجنوبي فانفصل من انفصل وتحالف من تحالف وصرح من صرح وارتجف من ارتجف وكانت عقدة الرواية هنا بين الصحوات الامريكان وبين شيخ العمالة السنية الحزب الاسلامي.
وفي هذه الاجواء حصلت الدعاية الانتخابية مصحوبة بدليل قاطع على انها عراقية بامتياز من خلال الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طالت عددا من المرشحين والممارسة الانتخابية مترافقة باكثر من دليل على حيويتها العراقية الجديدة من مداهمات واغتيالات واعتقالات واتهامات متبادلة وتلميحات صغيرة وكبيرة الى ان هذه الانتخابات ستشهد انتصار الديمقراطية وتغيير الخارطة السياسة .. والخ من تعبيرات روايات البرتو مورافيا او اغاثا كريستي.
ما هو القادم؟
كرست الانتخابات صورة البلد المقّسم، فالشيعة انتخبوا الائتلاف الشيعي بالمرتبة الاولى والثانية وربما حتى الثالثة وتوزعت النسب الضئيلة المتبقية بين العلمانيين والعشائر، والتي طبّل لها من خلال ما عرف بالنتائج الاولية المعتمدة على نتائج محطات وليس على نتائج محافظات للايحاء بتقدم ملموس لها على حساب المرشحين الطائفيين. والسنة انتخبوا الحزب الاسلامي والصحوات ومع اعلان غير مؤكد عن تقدم ملحوظ لتيار المطلك. ولا يمتلك أي محلل او باحث أي فكرة عن نسبة العراقيين الذين صوتوا لصالح الوحدة الوطنية، مع اننا واثقون انهم يشكلون نسبة عالية. المهم كما قلنا ان الشيعة انتخبوا الشيعة والسنة انتخبوا السنة وهذه هي النتيجة الحتمية التي لا غبار ولا جدل حولها.
نرى ان الائتلاف سيعود الى الائتلاف مجددا بأوامر من ايران ومكتب السيستاني وليس برغبة او صدقية ذاتية لأطرافه. وسوف تعاد الهيبة التي سلبها المقترعون من عمائم المجلس بطريقة او باخرى وسوف يعود المالكي شاء ام ابى امريكيا وايرانيا وحوزويا الى حيثيات الدستور الفيدرالي المحكوم برأي الولي الفقيه وبالتزاماته الشخصية المعروفة بخط العملية السياسية العميلة بعد أن صار حصان طروادة في انقاذ الائتلاف من قرار الشعب باسقاطه. وسوف ينطلق عمار الحكيم في روزخونيات الفيدرالية الجنوبية التي هي الحل الذي لا حل سواه لرفع مظلومية الشيعة التي يقصد بها تسلط عمار وزمرته وباقي الجوقة المجرمة على ميزانيات محافظات الفرات الاوسط والجنوب.
وستختفي بعد اسابيع من اعلان النتائج على لسان المفوضية الطائفية كل ملامح الاقتتال الاسلامي _ الصحوي مع اختفاء نقاط التباين الطارئة المؤسسة على النتائج غير الرسمية التي ستكون مختلفة بهذه الدرجة او تلك عن القراءات الاولية ولصالح الاسلامي في الغربية والمجلس في الجنوبية. وهكذا تكون الانتخابات في حقيقتها هي خيار العراقيين بين الصنم والتمثال.
لماذا اللعبة الانفراطية؟
اولا": ليفهم كل العراقيين ان مَن قتل من ابناءهم او اعتقل او شرد قد ضاع حقه بين القبائل. الائتلافات التي قتلت وهجرت واعتقلت وخرقت ستر العوائل والبيوت ليس لها قرار بل هي تجمعات رمل متحرك وكل منها بوسعه ان ينزع ثيابه الملطخة بالدم والظلم ليلقيه على سواه، فيكون الجميع في مأمن من الوقوف امام منصات العدالة.
ثانيا": ليتغلب المجلس الاعلى وبقية اطراف الائتلاف الايراني على السمعة النتنة التي ملئت الشارع العراقي ويتغلبوا على اعجميتهم الممقوتة عراقيا عن طريق الارتكاز على عروبة المالكي المفترضة، وبالاستفادة من عناوينه الرسمية والتخلص من صفة الارهاب امريكيا عن طريق ذبح العراقيين في البصرة والحلة وذي قار ومدينة صدام لتوثيق الثقة الامريكية بخط الائتلاف على حساب التيار الصدري الذي اعلن عن استعداده للتحالف مع المالكي وكأن ما حصل في هذه المدن لم يحصل وكأن الدماء التي سالت لا تعني أي شئ لمقتده.
ثالثا": الضحك على ذقون العراقيين وخداعهم ليضيع عليهم موقفهم الرافض للطائفية والفيدرالية وفساد الطائفيين المالي والاداري. فيعود كل من قرر العراقيين اخراجهم من الباب .. بعد الانتخابات .. من الباب.
لن نقول اننا نراهن على هذه الصورة والنتائج غير اننا نزعم انها ستكون هي الفأرة التي ولدها جبل الانتخابات ونحن لا يفرق عندنا تيار علماني عن تيار طائفي طالما ان كليهما يلبسون ثوب العار, ثوب التعامل مع الاحتلال. ويبقى علاوي يوصف شيعي والمطلك سني من الامريكان وكلاهما باع العراق في اتفاقية العار حتى لو قالوا هم غير ذلك عن انفسهم.
aarabnation@yahoo.com