هل الإنسان مبدأ أم موقف أم سلوك في نظرك؟
هل الإنسان مبدأ أم موقف أم سلوك في نظرك؟
وضع الأستاذ عمر شلبي على رابط حكمة اليوم "الإنسان مبدأ"ورددت على نفس الرابط بـشكل عفوي "الإنسان سلوك" .طبعا نسمع كثيرا بمقولة "الإنسان موقف."
ليس هنالك خلاف لا سمح الله بيني وبين الأستاذ القدير عمر!.. طبعا كل إنسان يعبر عن رأيته وتجربته وثقافته وخبرته ونظرته للأمور والأشياء..فسألت نفسي لماذا لا أسأل علماء وخبراء الاجتماع والنفس ومفكري وأساتذة ومثقفي وكتاب وأعضاء الجمعية ونتعرف على آرائهم وخبراتهم وأفكارهم وكيف ينظرون للإنسان عموما.
ما الفرق بين المبدأ والموقف؟
ما الفرق بين المبدأ والسلوك؟ من يأتي أولا؟
هل الإنسان مبدأ أم موقف أم سلوك؟
حول المبادئ و الأخلاق و و الموقف و السلوك
أود أولا ً أن أحيي الأخوة الأعزاء الذين أسهموا في مناقشة مسألة ماهية أفعال الإنسان، و أحب ثانيا ً أ، أقول بأن هذا الموضوع من الأمور التي حظيت باهتمام الأديان و الفلاسفة و الحكماء و المشرعين على مدى عمر الحضارة الإنسانية. فما هو مقبول أخلاقيا ً في دين ما أو نحلة ما قد يكون مرفوضا ً أو موصوما ً بمجافاة الخلق القويم في دين آخر أو نحلة أخرى. و لكن قد يعرف العلم الذي يبحث في الأخلاق بأنه " العلم الباحث عن الفضائل والرذائل الروحية التي يكتسبها الاِنسان بإرادة واختيار، فهذه الصفات هي موضوع علم الاَخلاق، والغاية منها هي تحلية النفس بالفضائل وتخليتها عن الرذائل." و من الواضح أن هذا التعريف ذو بعد ديني صريح. غير أن أصل الفكر الأخلاقي لا يقتصر على الرؤيا الدينية. فهنالك عدة مذاهب لبحث المسألة الآخلاقية منها:
2. مذهب الجمال.
3. مذهب الاعتدال.
4. مذهب اللذة.
5. المذهب الكلبي (العزوف عن لذائذ الدنيا).
6. مذهب الحس الاَخلاقي.
7. مذهب القوة.
و إذ يصعب الإتيان بشرح واف لكل مذهب من هذه المذاهب في هذه العجالة، فلا بد من القول بأن الإحاطة بها تمثل منطلقا ً موضوعيا ً لموقف أخلاقي رصين لا ينطلق من قناعات قبلية أو ادعاءات بامتلاك الحقيقة الكلية. و في تقديري أن مبحث الأخلاق مبحث خلافي بامتياز. و لذلك لا بد من الأخذ من من كل مذهب أفضل ما فيه. أما السلوك فهو الانعكاس الظاهر لقناعات الشخص الأخلاقية ( و أشكر الكاتبة صبيحة شبر لاستعمالها كلمة الشخص التي لا تعبر عن انحياز ذكوري). والسلوك يمكن أن يكون لفظيا ً( verbal) ومن هنا تدرج اللسانيات ضمن العلوم السلوكية، أو عمليا ً دون أن يكون لهذا التصرف مغزى أخلاقي بالضرورة. أما الموقف فإنه يتعلق بتصرف الإنسان الفعلي أو امتناعه عن التصرف في موقف ما مع وجود مغزى أخلاقي أو سياسي لهذا التصرف. فالصمت في موقف ما قد يعبر عن أقصى حالات الترفع الاخلاقي كما هو الحال في الإعراض عن الجاهلين. و قد يعبر عن خسة و نذالة مثل الصمت عن قول الحق. فالسياق إذن هو الأمر الحاسم في تحديد طبيعة السلوك. و عموما ً فإن هذا الموضوع أكبر من أن يختزل في عجالة مثل هذه.
تحياتي للجميع و عسى أن نعطي هذا الموضوع هقه في الاطلاع و في الرجوع إلى محاكمة النفس على أفعالها. فهل نحن فاعلون.
باقر جاسم محمد