هيكل ... عملية غزة لم تنتهِ .. والقادم أخطر!

هيكل ... لم تنتهِ عملية غزة .. والقادم أخطر!

تحدث مساء أمس الخميس، الثاني والعشرين من كانون ثاني/يناير 2009، الأستاذ محمد حسنين هيكل على قناة الجزيرة الفضائية عما جرى في غزة والمستقبل، وقال إن واقعاً جديداً يجري فرضه على المنطقة تختلف سماته عما مضى. وقد وصف هيكل العالم العربي بأنه "عجوز" وضعيف لم يعد ليس له تأثير على ما يجري. وأكد هيكل بثقة على أن وقف إطلاق النار كان بطلب من الإدارة الأمريكية القادمة وأن توني بلير –رئيس الوزراء البريطاني السابق ورئيس اللجنة الرباعية حالياً- هو مهندس اللقاءات التي تمت في شرم الشيح بالتشاور مع براون وساركوزي والإدارة الأمريكية، وأنه رتب لذلك لكي يقوم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمظاهرة تلفت الانتباه في هذه الأزمة للخروج من المذبحة أولاً وكي توقف إسرائيل النار من طرف واحد أولاً تليها حماس بعد ساعات. وقلل هيكل من أهمية القمم التي عُقدت لأن العرب في الحقيقية ليسوا على علم بما دبر وخطط وبما يجري ترتيبه.

وقد تحدث هيكل عن ثلاث نقاط رئيسية في تناوله لما جرى ويجري، وهي كالآتي:
(1) هناك واقع جديد يجري فرضه:
قال هيكل إن ترتيباً جديداً يجري للمنطقة، وقال إن حجم التدمير وشدة الضربة كانت مقصودة تماماً في رسالة قوية ليس لحماس بل لأطراف أخرى، هي سوريا بالتحديد، وليس إيران -حسب هيكل. وكل ذلك تمهيداً لما سيأتي بفرض واقع في المنطقة يستقبل متغيرات جديدة ولاعبين جدد كما بين هيكل في معرض كلامه.

وقال إن إسرائيل شنت حربها بإذن من الإدارة الأمريكية المنصرفة ونفذت ضربة بقسوة مفرطة مستفيدة من الفراغ الحاصل بين الإدارتين الأمريكيتين. وأن وقف النار جاء بطلب من أوباما الذي قال لإسرائيل إنه يريد أن يتم حفل تنصيبه أمام العالم دون دماء على شاشات التلفزيون وإنه من الضروري إيقاف هذه العملية قبل العشرين من الشهر الجاري على الأقل بثلاثة أيام.
واستشهد هيكل بفقرة من خطاب أوباما تخاطب العالم الإسلامي للدلالة على الرياح القادمة التي قد تحمل التغيير، حيث قال اوباما: سنتطلع إلى الأمام وسنتصرف وفقاً لمصالحنا واحترامنا للآخرين .... وإلى هؤلاء القادة الذين يمسكون بزمام الأمور، يجب عليهم أن يعرفوا أن مجتمعاتهم ستحكم عليهم ليس من خلال يقولونه في الخطب بل من خلال أفعالهم ... على الذين يمسكون بالقوة ليحكموا شعوبهم أن يعلموا أنهم يقفون على الجاني الآخر من التاريخ.... وعن ما يفتح هؤلاء قبضتهم الممسكة بالقوة سيجدون يداً ممدودة إليهم لتصافحهم.


(2) المرحلة القادمة: ما الذي يفعله بلير؟
يقول هيكل إن الدور القادم في المنطقة هو لأوروبا، فالإدارة الأمريكية –على حد تعبيره غير متفرغة- وأمامها قضايا كبيرة وشائكة، وأن حلف الناتو قادم وواجهته المدنية هي أوروبا التي وصفها هيكل بأنها "هاوية" سياسة خارجية الآن بعد الدور الأحادي لأمريكا في الفترة السابقة، في إشارة ذكية من هيكل إلى حماس ساركوزي وميركل ومعهما براون إلى لعب دور أكبر، أو حتى دور فاعل، في المنطقة.
وقال هيكل إن ذهاب القادة الأوروبيين (ساركوزي وميركل وبراون وثاباتيرو) إلى إسرائيل بعد اجتماع شرم الشيخ هو بمثابة صك غفران تعطيه أوروبا لإسرائيل عن الجرائم التي ارتكبتها في غزة. مما يعني أن إسرائيل تفهم الرسالة وتدري بما يدور سلفاً على عكس العرب.

(3) العملية في غزة لم تنتهِ بعد.
يقول هيكل إن عملية إزاحة حماس ما زالت سارية، وإن المساعدات التي ستقدمها أوروبا وعمليات إعادة الإعمار سوف تُستغل لهذا الغرض في عملية سياسية في منتهى الأهمية. وقال مؤكداً بشدة إن علمية إعادة الإعمار ستتم تحت رعاية ورقابة حلف شمال الأطلسي وليس السلطة الفلسطينية كما هو مُتخيل.
وتحت هذه النقطة قال هيكل إن إسرائيل تعتقد أنها وجهت ضربة قاسية لحماس وأنها دمرت جزءاً مهماً من بنيتها الأساسية، وإنها _أي إسرائيل- تتوقع الآن حدوث فعل مرتد (Backlash) –حسب تعبيره- ويقصد هيكل بين صفوف الشعب الفلسطيني وبالتالي حدوث عملية مساءلة عما حدث. هذه المساءلة مقرونة بأموال الإعمار ستعمل على إزاحة حماس (بتقدير إسرائيل دائماً) من الساحة.

وقد نوه هيكل إلى سمات خطيرة ترسم صورة المرحلة القادمة ومنها:
1- في المرحلة القادمة ليس هناك مفاوضات ولا ما يحزنون ـ الجانب الفلسطيني معطل الفعل؛
2- هناك عملية "تسوية" للواقع، بحسب هيكل، أي تمهيد سيتم خلالها تهيئة العالم العربي من خلال تركه للتفاعلات المختلفة التي ستعمل على تهيئته للديمقراطية؛
3- اتفاقية رايس-ليفني.

وقد شدد هيكل على أهمية أن يستغل العرب زيارة بانكي مون الأمن العام للأمم المتحدة لغزة بطلب شهادته أمام مجلس الأمن/ الجمعية العامة لتجريم إسرائيل.

وقبل أن يختتم هيكل حديثة أشرا إلى أول كتاب يصدر في عام 2009 واسمه "عالم المتاعب" (A World of Troubles) يتحدث عن طريقة معالجة كل رؤساء أمريكا لأزمة الشرق الأوسط " من بداية الحرب الباردة وحتى الحرب على الإرهاب".

وفي إلماحه واضحة من هيكل إلى شيء (لم أفهمه حقيقة وأتوقع أن يفصح عنه هيكل في قادم الأيام) قال هيكل إن الفصل الأول من الكتاب يتحدث عن السيدة ’ماتيلدا كِريْم‘ التي أثرت على الرئيس الأمريكي جونسون في حرب 1967.


فما هي يا ترى قراءتكم فيما يقوله هيكل، وخاصة هناك الكثير مما يريد هيكل من مشاهديه أن يلحظوه بين السطور والمعلومات؟


مع تحياتي وتقديري، ودعائي الخالص لهذه الأمة

أحمد الفهد

الأخ أحمد الفهد المحترم النشط :
بارك الله فيك، لقد اصطدت البارحة الأهم في رحلة صيدك الإعلامي ، فهذه الكلمات والأفكاروالمحاورللأستاذ هيكل ذات دلالات كبيرة لا بد أن تناقش بأقلام كبيرة ..
تلك هي خارطة الطريق ..فكيف يا ترى نتجب الحريق ؟

قرائتى أن إسرائيل إستعاضت الدور والحماية الأمريكية بالدور الأوربى لأنها تعرف أن أمريكا ستبقى مشلولة الى فترة من الزمن. وأصبح الأوربيون يقومون بما كانت تقوم به أمريكا.
يجب على العرب إن لم يكن كسب الأوربيون على الأقل تحيدهم وقبل ذلك يجب على العرب كسب أنفسهم. http://arabswata.org/forums/showthre...596#post318596

سلام الله عليكم وبعد
شكرا على هذا الملخص المركز، ففعلا منذ سنوات ينادي بما يسمى: إعادة ترتيب المنطقة، وهم ماضون في ذلك فعلا.
إني أرى أنهم بعد عدوان الصهاينة على لبنان، فرضو أمرا واقعا على الأرض وقتلوا روح المقاومة، ورسموا الحدود.
كما قال هيكل، عرض القوة في غزة موجه إلى سوريا، مفاوضات سلام دون جولان والطرف السوري فهم اللعبة جيدا وهو ما يفسر موقفه من العدوان ومن المواقف العربية.
الفلسطينيون تلقوا الضربة القاضية: إضعاف حماس ماديا ومعنويا من خلال مخلفات العدوان المادية والنفسية على الشعب الفلسطيني بالاضافة إلى عدم إسناد مشاريع العمار لها...، السلطة الفلسطينية خرجت فاقدة لآخر ذرات الشرعية فلا اتفاق داخلي وتململ في التعامل معها خارج دول محور الانبطاح، وبالتالي من السهل اجبارها على السكوت في إطار: البقاء في السلطة مقابل السلام
هذا المخطط الصهيوني، لكن علينا أن نكون متفائلين أكثر من هيكل
كما قال الأستاذ بوميدونة، موضوع يلزمه أقلام من العيار الثقيل، لا طاقة لي بها
عذرا على التطفل

الأخ العزيز عبد القادر بوميدونة حفظه الله،،

لا شكر على واجب. سرني أن تكون أول المارين هنا فأنت أستاذنا عندما يكون الحديث متعلقاً بالإعلام.
الحقيقة أن كلام هيكل مليء ولا بد من مناقشته وقراءته بعمق، وأن تتوصل العقول العربية إلى رؤية واضحة للقادم كي تتجنب الحريق كما تفضلت.
وها قد قمت بدوري بتنقيح ما كتبته بالأمس وأضفت عليه باللون الأزرق ما سقط منه سهواً أو لانقطاع الحلقة قبل نهايتها من قبل الجزيرة. أرجو أن تتمكن من الاطلاع وأن تفيدنا برأيك.

برأيي يجب أن يقرأ هذا الكلام كل عربي وأن يقف عنده وأن "يكلم نفسه" كما قال هيكل قبل أن يكلم الآخرين، يجب الخروج من واقع الإحباط واليأس.

لك كل التحية والله الموفق،،
أحمد

السلام عليكم ورحمة الله :
لا شكّ في أن ما يقوله هيكل جدير دائما بالملاحظة والإهتمام ، فالرجل يتكلّم من واقع معايشة تجعله قريبا من منفّدي القرارات ( لا صنّاعها لأننا لا نملكهم ) ولعلّ أهم ما تطرّق إليه هيكل في لقائه هو حديثه عن أن الأمر في غزّة لم ينته ، وهي عبارة مختصرة جدّا لأمر جرى تدبيره بمكر ودهاء ، وأتّفق معه تماما أنّ الرسالة كانت موجّهة لسوريا ( آخر الدول الممانعة ) لأن حزب الله في لبنان لا يمثّل دولة ممانعة ، وإيران ليست في حاجة لإرسال رسائل بعد الرسائل الأخيرة التي تلقّتها من إدارة بوش بأنها ستسلم من الأذى ( ولو لفترة قصيرة شريطة دعمها إتفاقية التعاون بين العراق مع الأمريكان) ونظرة تأمّل في الأحداث ستصل بنا إلى أنّ سوريا طال الزمان أم قصر ستلجأ إلى ما لجأ إليه نظراؤها المحيطون بها ، ولا ننسى أنّ سوريا كانت في طور التفاوض اللذي أوشك ان يكون معلنا لولا أحداث غزّة ، وستجد نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ، فالإصرار على موقف العداء لإسرائيل سيعجّل بها إلى مقصلة أعدّها الغرب مسبقا بإرادة وإدارة امريكية وهي المتعلقة باغتيال الحريري ، ولا تستطيع سوريا أن تعوّل على إيران كثيرابعد الآن لأن الأخيرة لها حساباتها الخاصة في قضيّة الصراع العربي الإسرائيلي ، وليست الشعارات بدعم المقاومة والصمود بالأمر اللذي سينطلي على السوريين والمحصلّة أنّ القيادة السورية ستجد أن خيارات التطبيع المتدرج ستكون هي البديل الوحيد المتروك أمامها ولن يكون للإدارة الأمريكية الجديدة برئيسها الجديد أوباما منهج مختلف عمّا انتهجته جميع الإدارات السابقة ، فدعم إسرائيل غير محدود وغير مشروط ، ولعلّ في كلام كلينتون ( وزيرة الخارجية في إدارة أوباما ) بشأن إيران ومحوها من الخارطة إذا ما فكرت في ضرب إسرائيل رسالة غير مباشرة لسوريا بأن تعيد حساباتها ، فالداعم لها ولحزب الله لن يدوم بقاؤه طويلا ، وإن صرّح الأمريكان أن ليس لهم خطط قريبة لضرب إيران ، فهذا لا يعني أنّ إسرائيل ستلغي ضرباتها المقررة سلفا مرّة اخرى ، خاصة إذا ما انتهت الإنتخابات في إسرائيل بفوز المتشددين .
تبقى مسألة حماس والإجهاز عليها معتمدة على مدى ما ستقدّمه الدول الغربية وحلفاؤها في المنطقة من مساعدات مشروطة بإبعاد حماس عن السيطرة أو حتّى الإشراف عليها وهو ما صرّح به أوباما بالأمس من أنّه سيدعم سلطة عباس لأنّها الشرعية، وهي إشارة إلى تناغم مع المواقف الخليجية غير الرافضة لهذه الفكرة إن لم تكن الداعي لها ، ولكي لا نصدم بما هوآت ، يجب أن لا نرفع سقف توقعاتنا من قيادات حماس فهي بدأت تستقبل حملات التشهير والإتهامات من قيادات السلطة بتصفيتها ، وذلك أمر ليس مستغربا بل ومتوقّع من السلطة القيام به لإستدرار مزيد من الدعم من حلفائها ، وتشديد الخناق على حماس .
هذه رؤية متواضعة جدا وقراءة محدودة الأفق أحتمل صوابها قبل خطئها ، أردت مشاركتكم بها لكي يبدو الأمر وكأننا نفكر أو نقرأ بصوت عال .
مع التحية

الأخ العزيز الدكتور فائد اليوسفي،،

نعم إسرائيل وحدها في المنطقة من كان يعرف بما يجري ويبدو أن الأمريكان موافقون بطريقة ما على تمدد الدور الأوروبي ريثما يلتقطون أنفاسهم في معاركهم الكثيرة.

وقد قرأت الرابط الذي أوردته وأتفق معك في كثير سوى أني مقتنع برأي هيكل بأنهم كانوا يريدون إضعاف حماس وتأديبها فقط لأن الشطب الكامل لحماس غير ممكن عملياً، كما أنني مقتنع –وقلت ذلك في إحدى مشاركاتي- إن غياب حماس ليس في صالح أحد حتى خصومها، أي السلطة ومصر.

هيكل كما ترى أخي الكريم يرى أن وقف إطلاق النار لم يأت استجابة لإرادة أي جهة في المنطقة، بل بناء على طلب مباشر من إدارة أوباما، وأن ما يجري لم يكن وارداً في حسابات أي أحد لأنه لم يكن معلوماً إلا لإسرائيل. فالكل كان يريد مخرجاً من المذبحة الحالية كي ينقشع دخان القطاع وتبدأ الرؤية بالوضوح.
ربما يكون تحليل هيكل في مكانه، وقد يكون ما ذكره بشأن إشارات أوباما في خطابه إلى كل الأنظمة في المنطقة والعالم الإسلامي هو السبب وراء اختلاف لهجة الخطاب في قمة الكويت والتي استبشرنا بها خيراً معتقدين أنه علينا -بغض النظر عن قناعاتنا ورأينا في مستوى أداء دولنا حكاماً وأنظمة وشعوب وتجربة العقود الماضية المرة- أن نشجع أي فهم أو توجه نحو نبذ الماضي والتلاحم وأخذ العبر وعودة العرب لبعضهم البعض لأنه ليس لهم من بعد الله إلا أنفسهم وحسب.

أشكرك على حضورك الكريم،،،
أحمد

إن الأستاذ حسنين هيكل وتحليلاته للأوضاع السياسية الجارية اليوم في المشرق العربي بالخصوص نابعة من تراكم التجارب الحياتية والتكوين السياسي وناتجة عن احتكاكه الدائم بصناع القرارفي العالم ..
فهويبني توقعاته السياسية على معطيات معيشة وأخرى استنتاجية مستندة على أسس علمية ومنطقية وفي كثيرمن الأحيان تكون نظرته نظرة استشرافية صائبة ..الخبرة وبعد النظر..
وما يهمني هنا ليس مواصلة تحليل ما ورد في حواره في الجزيرة أوما استخلصه الأستاذ أحمد الفهد المحترم ووضعه هنا فذلك شأن قد يقرأه الناس عدة قراءات مختلفة وقد تكون متضاربة نظرا لموقع الرجل ولميولاته السياسية التي لا تخفى على حصيف ..
فقد سمعت من بعض المفكرين الجزائريين الذين صنفه أحدهم بأنه " فيلسوف الهزائم العربية " فالرجل أكن له كل احترام وهومقرب من كل الرؤساء والملوك في العالم فهوليس صحفيا كبيرا فقط بل رجل سياسي من الطرازالأول ولا يشق له غبارفي هذا المجال وكثيرمن الرؤساء كانوا يستشيرونه في أمورذات خطورة كبيرة والنتيجة ما نحن عليه اليوم الله يسامح الجميع...
إن الذي يهمني هو :
-1 مادام العالم العربي معلق مستقبله على ما تقرره كل إدارة أمريكية ..منذ عشرات السنين وقضاياه تعتبرشائكة في نظر الغرب الاستغلالي ..يتلقى الضربة تلوالضربة ويطلب ساستنا من شعب العربي ضرورة انتظارتغييرالإدارة الأمريكية لعلها تغيرمن نظرتها إلى العالم العربي والإسلامي فتحل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فينتظرالشعب لمدد معينة ويموت رؤساء وتتغيرحكومات وتأتي إدارة أمريكية جديدة فتسير على خطى سالفتها ولا شيء يتغير إلا شن الحروب واستغلال الثروات وإشعال الفتن هنا وهناك ثم وضع خارطة العالم العربي فوق طاولة الرئيس الأمريكي الجديد فيتناولها بالفحص والدراسة مع خبرائه فيقسمون الفريسة كما يشاءون ..وهكذا ..
إذن الإدعاء بأننا شعوب مستقلة وحرة هي أكذوبة متوالية في الزمن ..
لا تنمية اقتصادية حقيقية ولا تحررسياسي ولا استقلالية في قرار .
إن الأنظمة العربية القائمة اليوم في الوطن العربي إذا لم تعد إلى شعوبها وتعتمدها كظهيرلها - في كل ما تتخذه من قرارات - لا يكل ولا يمل وتتخذ قرارتها باستقلالية تامة وتضرب عرض الحائط كل هذه التحليلات والقراءات والخزعبلات الإعلامية وتتبنى مطامح شعوبها ورغباتها في ضرورة التخلص والتملص من حبائل الغرب ومن الهيمنة الأجنبية وتتكتل فيما بينها لن تعرف النورأبدا..
إن ما ينوي فعله الرئيس الأمريكي الجديد هو تطبيق وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد بطبعة منقحة ومطورة بدون الإعلان عن ذلك ..ما لم يستطع فعله بوش الأبن سوف ينجح في تنفيذه هذا الرجل المثقف الذكي وسوف يجمع الجميع في حظيرة واحدة بالسياسة وليس بالقوة والخاسرالوحيد هو الشعب العربي والقضية الفلسطينية ..ما لم تنتفض الشعوب وتقف وقفة تاريخية تعيد الحقوق إلى أصحابها .
هذه مجرد انطباعات خطرت على بالي فمن هوالتالي ؟

وعليكم السلام الأخ الكريم فارس بوحجيلة،

كلامك في موضعه الصحيح وأتفق معك إلى حد بعيد.
نحن لسنا أقلاماً كبيرة ولا نقارن بأي شكل بهيكل ولكن القراءة والتأمل مطلوبان بشدة. وها أنت تشير إلى واحدة من ركائز العمل الصهيوني وهو خلق واقع سكاني ومدني مستاء وممتعض من المقاومة وبالتالي تكوين حالة مساءلة لها من منطلق مقارنة المكاسب مع حجم الكارثة المدنية والبيئية والإنسانية والاقتصادية وعدد الضحايا والثمن الهائل.
أنا أؤيد تشاؤم هيكل "الإيجابي" لأنه قد يحرك فينا روح التحدي. والله معنا فهو حسبنا.

وشكراً لمرورك وتعليقك المفيد،
أحمد

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادربوميدونة

إن الأستاذ حسنين هيكل وتحليلاته للأوضاع السياسية الجارية اليوم في المشرق العربي بالخصوص نابعة من تراكم التجارب الحياتية والتكوين السياسي وناتجة عن احتكاكه الدائم بصناع القرارفي العالم ..
فهويبني توقعاته السياسية على معطيات معيشة وأخرى استنتاجية مستندة على أسس علمية ومنطقية وفي كثيرمن الأحيان تكون نظرته نظرة استشرافية صائبة ..الخبرة وبعد النظر..
وما يهمني هنا ليس مواصلة تحليل ما ورد في حواره في الجزيرة أوما استخلصه الأستاذ أحمد الفهد المحترم ووضعه هنا فذلك شأن قد يقرأه الناس عدة قراءات مختلفة وقد تكون متضاربة نظرا لموقع الرجل ولميولاته السياسية التي لا تخفى على حصيف ..
فقد سمعت من بعض المفكرين الجزائريين الذين صنفه أحدهم بأنه " فيلسوف الهزائم العربية " فالرجل أكن له كل احترام وهومقرب من كل الرؤساء والملوك في العالم فهوليس صحفيا كبيرا فقط بل رجل سياسي من الطرازالأول ولا يشق له غبارفي هذا المجال وكثيرمن الرؤساء كانوا يستشيرونه في أمورذات خطورة كبيرة والنتيجة ما نحن عليه اليوم الله يسامح الجميع...
إن الذي يهمني هو :
-1 مادام العالم العربي معلق مستقبله على ما تقرره كل إدارة أمريكية ..منذ عشرات السنين وقضاياه تعتبرشائكة في نظر الغرب الاستغلالي ..يتلقى الضربة تلوالضربة ويطلب ساستنا من شعب العربي ضرورة انتظارتغييرالإدارة الأمريكية لعلها تغيرمن نظرتها إلى العالم العربي والإسلامي فتحل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فينتظرالشعب لمدد معينة ويموت رؤساء وتتغيرحكومات وتأتي إدارة أمريكية جديدة فتسير على خطى سالفتها ولا شيء يتغير إلا شن الحروب واستغلال الثروات وإشعال الفتن هنا وهناك ثم وضع خارطة العالم العربي فوق طاولة الرئيس الأمريكي الجديد فيتناولها بالفحص والدراسة مع خبرائه فيقسمون الفريسة كما يشاءون ..وهكذا ..
إذن الإدعاء بأننا شعوب مستقلة وحرة هي أكذوبة متوالية في الزمن ..
لا تنمية اقتصادية حقيقية ولا تحررسياسي ولا استقلالية في قرار .
إن الأنظمة العربية القائمة اليوم في الوطن العربي إذا لم تعد إلى شعوبها وتعتمدها كظهيرلها - في كل ما تتخذه من قرارات - لا يكل ولا يمل وتتخذ قرارتها باستقلالية تامة وتضرب عرض الحائط كل هذه التحليلات والقراءات والخزعبلات الإعلامية وتتبنى مطامح شعوبها ورغباتها في ضرورة التخلص والتملص من حبائل الغرب ومن الهيمنة الأجنبية وتتكتل فيما بينها لن تعرف النورأبدا..
إن ما ينوي فعله الرئيس الأمريكي الجديد هو تطبيق وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد بطبعة منقحة ومطورة بدون الإعلان عن ذلك ..ما لم يستطع فعله بوش الأبن سوف ينجح في تنفيذه هذا الرجل المثقف الذكي وسوف يجمع الجميع في حظيرة واحدة بالسياسة وليس بالقوة والخاسرالوحيد هو الشعب العربي والقضية الفلسطينية ..ما لم تنتفض الشعوب وتقف وقفة تاريخية تعيد الحقوق إلى أصحابها .
هذه مجرد انطباعات خطرت على بالي فمن هوالتالي ؟

---

الأخ عبد القادر بوميدونة اوافقك فى كل ما قلت. وتحية لكاتب الموضوع الفهد.

اما هيكل فرغم إحترامى للرجل ولثقافته السياسية، الا أنه اولا وأخيرا بياع كلام، ويضخم امريكا بطريقة وكأنها ربة الكون.

لا ادرى لماذا بعض الإخوة المصريين مغتاضين من الرئيس الاسد ويريدون مقارنته بحسنى مبارك.
أقول لا مجال للمقارنة وهم ليسوا سواء ابدا.
وخلونا فى موضوعنا وهو حرب غزة وبدون فلسفة فى التأريخ. فقد قيل عن عبد الناصر أنه قتل الإخوان المسلمين وأضاع الجيش المصرى فى اليمن وهكذا مما عودهم عليه إعلام صفوت الشريف والاعلام الحالى.

لماذا كل العرب مع الأسد وتأتى الأصوات التى تبغض الاسد من مصر غالبا او السعودية. وعموما إذا كنتم من هذا تريدون تبرير ما يقوم به مبارك فهنيئا لكم مبارككم وهو أحسن الناس "اهم شىء تكونوا مبسوطين" وعلى راى الخليجين "أهم شىء مستأنسين"."
كان أبوه..... فعل أبوه...... قتل أبوه" لا تهمنى هذه الخزعبلات. أنا يهمنى بشار اليوم وموقفه من المقاومة.

أنا يهمنى بشار الاسد فمنذ توليه السلطة لم نر منه الا كل خير، والجولان سيحرر لكن ليس بطريقة تحرير سيناء. وليس أولوية الأن لمن يفهم السياسة، وكلام الحمقى من تشويه لصورة بشار الاسد مردود عليهم. فسكان الجولان عايشين احسن عيشة ولا يوجد أى مشاكل، لذلك تحرير الجولان ليس اولوية. هذا كلام بسيط على قدر فكر من طالب بتحرير الجولان وراءه اولوية.

بسم الله الرحمن الرحيم،

الأخ الكريم علي حسين فرهود،،،

شكراً لمساهمتك القيمة والمتعمقة. الأيام والشهور المقبلة ستكون حبلى بالاخبار والتغيرات على ما أظن. وكلامك صحيح عن هيكل، فهو لا يتحدث من فراغ، فهو له مصادر معلوماته ومن ورائه تجربة حياة هائلة على مقربة هائلة من رجالات كان لهم دور رئيسي في الشكل الذي تتخذه مختلف مناطق العالم، ليس من الضروري أن يكون دائماً على صواب، لأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان دائماً على صواب.
ولكن ندعو دائماً بالخير لأمتنا... وبالوحدة والرفعة.

وشكراً لك ثانية،
أحمد

الآن بعد أن انتهت الحرب الغاشمة على غزة .. تبدأ التحليلات .. ولكن علينا أن نعود إلى خطاب رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان .. الذي كان له دور أيجابي جدا في شجب هذا الاعتداء الوحشي ، وتصريحه أن هذا كان مدبرا سلفا منذ شهور .. وأن حماس لم تكن البادئة بأي حال .
إن جميع الدول العربية سواء المعتدلة أو تلك التي تدعي أنها من المقاومة .. وقفت مكتوفة الأيدي .. فجميع الأنظمة العربية بلا إستثناء تعاني القهر وقلة الحيلة .. وهذا ما يدركه العالم أجمع .
لقد وصل بنا الحال أن نكون لعبة في يد الغير .. وها هو أبوما الذي جاء على أكتاف الديمقراطية ، يدعي أن حماس ليست سلطة شرعية .. مع أن الشعب هو الذي أختارها !!
إسرائيل قامت بدك البنية التحتية لغزة .. حتى يتسني لها أثناء الإعمار وعن طريق جواسيسها معرفة البنية التحنية للمقاومة ، ومن ثم وأدها من جذورها ، وهو ما لم تسطع فعله في الحرب .. ولعل الصهاينة والمتواطئون معهم على علم مسبق بهذا .. بعد أن خبروا النتيجة في لبنان .. لكم لا ضير أن يدكوا قطاع غزة بالصواريخ دون خسائر بشرية كبيرة .. ثم تبدأ المرحلة التالية كما قال هيكل .
إنني دوما كنت مقتنعة بمبدأ المؤامرة .. وذلك كان جليا منذ قدم التاريخ على العالم العربي منذ الحملات الصليبة ، مرورا بمحمد على عندما أجهض مشروعة الحضاري والتنموي في مصر .. ثم العدوان الثلاثي .. والحروب التي تلته .
إسرائيل هي من صنع الغرب وهي صنيعته وطفله المدلل .. الذي أيضا يلبي كل ما يريده الغرب منها .. ومن المعروف للجميع أن وقف الحرب هو مطلب أمريكي في كل وقت ، وهذا ليس خافيا على الساسة العرب وعلى من يعرف ألف باء السياسة .
ولكن رغم هذا الظلام الذي يحوط بنا .. فهناك أمل في الله .. فمقاومة الشعوب ستكون مشتعلة تحت الرماد ، ولن تنطفئ أبدا .. ومهما كانت هناك من مكر فالله خير الماكرين .. وحماس وأي مقِاومة دفعت الدم الغالي في العالم أجمع لن يضيع سدى .. فسوف ينبثق من صلبهم المزيد والمزيد منهم بإذن الله .. فالأرض العربية سوف تعود .. ربما بعد عدة أجيال تحمل لواء الشجاعة الحقة وتنفخ فيهم النخوة من أجل التحرير الكامل إن شاء الله .ِ

السلام عليكم
شكرا للأستاذ حسن الفهد على الاستدراكات والاضافات.
ففعلا الموقف لا يدعوا للتفاؤل، وموضوعك كان مناسبة للعودة لكتابات هيكل قبل كامب ديفيد وتحليلاته للموقف التفاوضي العربي (جمعها في كتاب: الحل والحرب)، فهنالك بعض التشابه خاصة في علاج الوضع بعد العدوان.
تقديرات وتحليلات هيكل لم تأت من العدم فهو يحسن التفكير جيدا على الطريقة الأمريكية ويعي دواخل السياسة الأمريكية جيدا.
الوقت الذي تم اختياره لم يأت مصادفة، الصهاينة اختاروا فترة الفراغ (الصوري) بين الادارتين بخلاف الموقف العربي الذي لم يحسن استغلال فترة الفراغ هذه، بالبحث عن بدائل ظرفية للإدارة الأمريكية.. حيث ظل في حالة الترقب والانتظار.
في هذه المرة لا توجد خيارات مطروحة أمام العرب، وليس بأيديهم شيء يفاوضون عليه، حيث تم خفض سقف المطالب من الاعتراف بالدولة الفلسطينية والبحث عن صيغة اتفاق سلام دائم و...و.. إلى المطالبة بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل العدوان.. فالصراع انتقل إلى داخل الصف العربي: دول الاعتدال والدول المتطرفة، فتح وحماس..، كما هو الحال بعد عدوان 2006 على لبنان..
كخلاصة: العرب لا يحسنون صياغة الانتصار على الأرض في موقف سياسي ملائم، بخلاف الصهاينة الذين يجيدون تحويل المواقف إلى واقع على الأرض.

..
أحبتى فى الله واولادى واساتذتى الكبار سلام الله عليكم ورحمتة وبركاتة
قيل قديمآ : من لا يأكل من عمل فأسه فقراره لن يكون من رأسه..والزعماء الحقيقيون ومن يستحق أن يكون زعيمآ على قوم..فهو يعمل على إشباع وتعليم وتقوية وتنمية وأحترام قومه..وكان الزعيم إيزينهاور دائمآ يقول (كسبى لجبهتى الداخلية سيعيننى على مواجهة الجبهات الخارجية) وهانحن نرى بأعيننا وبعقولنا وبقلوبنا كل ما حولنا من (ألأقوى)
ولا زيادة على هذا.

جمال الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تابعت هذا المسار الهام بترقب ، وحاولت أن أصغي بشدة لكل ما يقال فيه

ولكن لدقة التحليل ، واتزان المحللين ومقدارهم ، احجمت كثيراً عن المشاركة

وإنني لم أقرر تغيير رأيي والدخول في النقاش لعلمي بأنني لن أستطيع مجارات

من فيه ، ولكنني دخلت إلى هنا لتقديم الشكر للجميع على هذه الروح وهذا

المستوى الراقي في النقاش ، وهذه الدقة العالية في التحليل .

أشكركم جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد قراءاتي للمقال لا أجد أي جديد فيه ..إنها مؤامرة معروفه من زمن ومسبق التحضير لها ،إلا أن كلامه يشير إلى تخويف الدول العربية والمقاومة من غول إسرائيل وحلفائها. و لا ادري ماهي مصادره إلا انه دائما يضخم القوة الأمريكية والإسرائيلية ويحبط معنويات الناس. حسنا لنفرض أن تحليله صحيح ما المطلوب فعله الآن؟ فهو دوما ًًيبث الإيحاءات حول ضعفنا وقوة عدونا مما يدفعك إلى الاستسلام دون قيد أو شرط.
إن يظن أن الغرب يخيفون المسلمين باتحادهم وتهديداتهم،ويريدون حرب الجنون،فليعلموا أن الشعوب الإسلامية جاهزة للرقص فوق الدم،لقد وصل الأمر منتهاه.لكن المشكلة هي هؤلاء المسيطرين أمام شعوبهم لا يتزحزحون.
فمن المعروف بن هيكل كان ضد المقاومة من البداية،والآن يخوف المقاومين الذين هبوا للدفاع عن أرضهم وصمدوا في وجه أعداء الله والبشرية.إنني اطلب من الأستاذ أن يحث الزعماء ويطلب منهم فتح الطريق لشعوبهم حتى يميز الخبيث من الطيب،مهما وقف الحكام لسد هذه الأصوات،ستكون النتيجة فاشلة لأن هذه الحرب هي حرب الحق والباطل.
في نظري أنا ومع احترامي للجميع :
( الكاتب الكبير فعلا هو صاحب الدور في نصرة وطنه بالتعبئة والتحليلات المفيدة على الأرض.)


تحية أبية بإرادة قوية وصمود لأبعد الحدود:good: