التين والزيتون ووجع السنين
أطلَّت أنوار العيد وبشائره ..رغم القهر والالم.. ورغم الحصار والدمار.. يبقى للعيد قدسيته وفرحته.. "انه مباركا"
العيد قادم ..وحدي أرقب نوافذ غرفتي والرياح تعبث بستائرها المسدلة.. زجاج الشبابيك مفتوح.. الطقس حار..الضوء باهت وخفيف..وصوت موسيقى كلاسيكية ينبعث من غرفة الجيران..يثير كوامن الشوق والحنين في الفؤاد..تميل أغصان الياسمينة بحنو على النافذة المفتوحة لتعطر لي روحي المثقلة بانتظار مترقب لعودة أبنائي.. وحيدة أنا.. أعد أوراق شجرة الكاميليا علها تنسيني شوقي واشتياقي..إنها ناعسة في إحدى زوايا الغرفة.. تسكب على الساعات الثقيلة المملة قليلا من الحياة .. طائر الكريم عند جارتي "أم رعد" صامت على غير عادته.. ما له لا يناجي ربه ولا يناديه.. حشرجة بسيطة أنَّت بحنجرتي.. ألماً يغرزُ اظافر في مهجتي.. غطس راسي بصدري بوهن وثقل هموم.. جسدي واهن وكل ما حولي لا يوحي بشيء.. ببطء سحبت نفسي إلى خارج الغرفة ورحت أرقب شجرة التين أمام بيتنا وقد أذبلها الخريف.. ترى هل أذوي وأتساقط قبل أن يتاح لي رؤية أبنائي ووطني وبلدي وأهلي وناسي؟؟؟؟؟؟
هل يمر هذا العيد ككل الأعياد.. دامع العين كسير الفؤاد.. أترقب أراقب.. هناك وراء تلك التلة المجاورة خلف أسلاك شائكة.. خلف خط وهمي لإطلاق النار هناك روحي تتشظى لتعانق حبيباتها من على جبين فلذات كبدي..
يد حانية تترفق بكتفي تعيدني إلى واقعي..ما بك يا خالة؟؟
ألا تكفين عن الترقب والانتظار؟؟ سيعودون بإذن الله.. سيعودون ويعود الوطن والأرض.. وستشرق شمسا جديدة.. ويعود الاخضرار لشجرة الزيتون وتصبح اكثر زهوَِا.. بتودد ومحبة تئنُّ من جرح الوجع قادتني إلى الداخل..
أتشربين قهوتك سادة كالعادة سيدتي؟؟ نعم كالعادة..
عدت لزاويتي وحيدة فالفتاة عابرة سبيل ..
هرة تموء خيرا إن شاء الله!!!
وكلب يجوح ما الامر الا يكفينا ما بنا...؟؟!!!
طال انتظاري والصمت مطبق.. والحر قائظ.. والهاتف هادئ.. وطائر الكريم متوقف عن الدعاء.. لملمت صدى غرفتي.. وانكفأت على زوايا القلق المتوثب بلهفة الحنين لرؤيتهم..
كيف سأمضي العيد بدونهم.. كيف يحق لأحد أن يحرمني رؤيتهم.. كيف ؟؟
أفاقني من ذهولي صوت المنادي.. يا سامعين الصوت صلوا عالنّبي..انتقلت إلى رحمته تعالى أم بدر..............
يا الله ابنها توفي في حادث طرق في داخل الوطن... يا للمسكينة لا تستطيع الذهاب لرؤيته...إنهم يمنعونها..
لقد توفيت إثر سماعها للخبر.. ارتعد جسمي على وقع دمعة بلهيب الغضب والقهر..
على ظلم لا ينتهي..
على احتلال لا يرحم..
على عيد مجروح.. مكسور.. على أم بدر...
مسكينة ..لا حول ولا قوة إلا بالله..
صوت جرس الهاتف أعادني إلى لملمة ذاتي المتبعثرة في بيوت كل الأمهات اللواتي تحترق أفئدتهنّ لرؤية أبنائهن ..
كيف سيمر العيد عليهنَّ..
رفعت سماعة الهاتف بتثاقل.. الو الو ماما هل تسمعينني.. انتفضت كروح تنازع الموت...اااااااااااه
أنا ابنك يا أماه لا تقلقي أنا بخير، وحده الشوق يعذبني..
ماما ماما كل عام وأنت بخير..
والوطن بخير..
لا تخافي ماما الموت بيد الله ..
مسكين بدر كان ذاهباً ليتصل بوالدته ويقول لها كل عام وأنت البركة يا أماه..
كان يطير.. خطواته تسبق أنفاسه..
سيارة مجنونة .......... أه تعرفين الباقي...
أماه ردي اجيبي..اين انت؟؟
اسمع صوت نشيجك لا تبكي اماه..
أنا بخير..
رفاقي بخير..
أماه أنا ب خ ي ر...
لم أعد أسمع إلا نشيجا وحشرجة ...
وصوتا متبعثرا متسائلا ؟؟!!
ونحن إلى متى نبقى؟؟؟!!!.......
ملاحظة لمن لا يعرف: طائر الكريم اليف وجميل عندما يترغل كانه يقول(يا كريم)
http://www.moveed.com/data/media/52/10.jpg
رد: التين والزيتون ووجع السنين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أملي القضماني
أطلَّت أنوار العيد وبشائره ..رغم القهر والالم.. ورغم الحصار والدمار.. يبقى للعيد قدسيته وفرحته.. "انه مباركا"
العيد قادم ..وحدي أرقب نوافذ غرفتي والرياح تعبث بستائرها المسدلة.. زجاج الشبابيك مفتوح.. الطقس حار..الضوء باهت وخفيف..وصوت موسيقى كلاسيكية ينبعث من غرفة الجيران..يثير كوامن الشوق والحنين في الفؤاد..تميل أغصان الياسمينة بحنو على النافذة المفتوحة لتعطر لي روحي المثقلة بانتظار مترقب لعودة أبنائي.. وحيدة أنا.. أعد أوراق شجرة الكاميليا علها تنسيني شوقي واشتياقي..إنها ناعسة في إحدى زوايا الغرفة.. تسكب على الساعات الثقيلة المملة قليلا من الحياة .. طائر الكريم عند جارتي "أم رعد" صامت على غير عادته.. ما له لا يناجي ربه ولا يناديه.. حشرجة بسيطة أنَّت بحنجرتي.. ألماً يغرزُ اظافر في مهجتي.. غطس راسي بصدري بوهن وثقل هموم.. جسدي واهن وكل ما حولي لا يوحي بشيء.. ببطء سحبت نفسي إلى خارج الغرفة ورحت أرقب شجرة التين أمام بيتنا وقد أذبلها الخريف.. ترى هل أذوي وأتساقط قبل أن يتاح لي رؤية أبنائي ووطني وبلدي وأهلي وناسي؟؟؟؟؟؟
هل يمر هذا العيد ككل الأعياد.. دامع العين كسير الفؤاد.. أترقب أراقب.. هناك وراء تلك التلة المجاورة خلف أسلاك شائكة.. خلف خط وهمي لإطلاق النار هناك روحي تتشظى لتعانق حبيباتها من على جبين فلذات كبدي..
يد حانية تترفق بكتفي تعيدني إلى واقعي..ما بك يا خالة؟؟
ألا تكفين عن الترقب والانتظار؟؟ سيعودون بإذن الله.. سيعودون ويعود الوطن والأرض.. وستشرق شمسا جديدة.. ويعود الاخضرار لشجرة الزيتون وتصبح اكثر زهوَِا.. بتودد ومحبة تئنُّ من جرح الوجع قادتني إلى الداخل..
أتشربين قهوتك سادة كالعادة سيدتي؟؟ نعم كالعادة..
عدت لزاويتي وحيدة فالفتاة عابرة سبيل ..
هرة تموء خيرا إن شاء الله!!!
وكلب يجوح ما الامر الا يكفينا ما بنا...؟؟!!!
طال انتظاري والصمت مطبق.. والحر قائظ.. والهاتف هادئ.. وطائر الكريم متوقف عن الدعاء.. لملمت صدى غرفتي.. وانكفأت على زوايا القلق المتوثب بلهفة الحنين لرؤيتهم..
كيف سأمضي العيد بدونهم.. كيف يحق لأحد أن يحرمني رؤيتهم.. كيف ؟؟
أفاقني من ذهولي صوت المنادي.. يا سامعين الصوت صلوا عالنّبي..انتقلت إلى رحمته تعالى أم بدر..............
يا الله ابنها توفي في حادث طرق في داخل الوطن... يا للمسكينة لا تستطيع الذهاب لرؤيته...إنهم يمنعونها..
لقد توفيت إثر سماعها للخبر.. ارتعد جسمي على وقع دمعة بلهيب الغضب والقهر..
على ظلم لا ينتهي..
على احتلال لا يرحم..
على عيد مجروح.. مكسور.. على أم بدر...
مسكينة ..لا حول ولا قوة إلا بالله..
صوت جرس الهاتف أعادني إلى لملمة ذاتي المتبعثرة في بيوت كل الأمهات اللواتي تحترق أفئدتهنّ لرؤية أبنائهن ..
كيف سيمر العيد عليهنَّ..
رفعت سماعة الهاتف بتثاقل.. الو الو ماما هل تسمعينني.. انتفضت كروح تنازع الموت...اااااااااااه
أنا ابنك يا أماه لا تقلقي أنا بخير، وحده الشوق يعذبني..
ماما ماما كل عام وأنت بخير..
والوطن بخير..
لا تخافي ماما الموت بيد الله ..
مسكين بدر كان ذاهباً ليتصل بوالدته ويقول لها كل عام وأنت البركة يا أماه..
كان يطير.. خطواته تسبق أنفاسه..
سيارة مجنونة .......... أه تعرفين الباقي...
أماه ردي اجيبي..اين انت؟؟
اسمع صوت نشيجك لا تبكي اماه..
أنا بخير..
رفاقي بخير..
أماه أنا ب خ ي ر...
لم أعد أسمع إلا نشيجا وحشرجة ...
وصوتا متبعثرا متسائلا ؟؟!!
ونحن إلى متى نبقى؟؟؟!!!.......
ملاحظة لمن لا يعرف: طائر الكريم اليف وجميل عندما يترغل كانه يقول(يا كريم)
http://www.wata.cc/forums/imgcache/2632.imgcache.jpg
إلى المليحة الأصيلة، ذات الخمار الأبيض..السيدة:أملي القضماني
لن أعلِّق على التين،
لن أطمس وهج الزيتون،
لن أزيد وجع السنين أوجــــــــــاعا،
بل أزف الفرحة للصـــــــــــــامدة، للآملة الراكعة الساجدة... فوق سجاد الإيمان –ولا غير-
(فرحةَ كسبِ الذات للذات..وذكر خالد في الملإ الأعلى والأدنى")
تربت أناملك العفيفة سيدتي، سلمت ناصيتك ، ظل حيًّا طاهرا قلبك...
يا أمًّا.. إذا همت بذرف الدمع، سبقها طوفان دمع القلوب، ونزيف دم الأفئدة..
ما أجمل الدنيا،،، ما أَأْمَنَ أدغالها، ما أحب الناسَ إلى قلوب أناسها..
إذا ما أُخِّرَتْ أقدامُ حُبِّ الذوات،،،
واتحدنـــــــــــــــــا..
و ولدت الأرحام لبؤات كمثل، الـــْـ..
"أملــــــــــــــــــــــــــــــــي"
ابنتك المحبة
ياسمين~~
رد: التين والزيتون ووجع السنين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته000 اما بعد فهنيئاً على القريحة الشعرية النابضة من الم فألم ثم الم ، على الرغم من تباشيرها الاولية السالكة الى الاطمئنان و ذلك من خلال المقدمة 00 والتين والزيتون 000 اضفت قوة الى ترانيمها وامل0 شكرا
يا ايها الاخت أميلي
رد: التين والزيتون ووجع السنين
اقتباس:
إلى المليحة الأصيلة، ذات الخمار الأبيض..السيدة:أملي القضماني
لن أعلِّق على التين،
لن أطمس وهج الزيتون،
لن أزيد وجع السنين أوجــــــــــاعا،
بل أزف الفرحة للصـــــــــــــامدة، للآملة الراكعة الساجدة... فوق سجاد الإيمان –ولا غير-
(فرحةَ كسبِ الذات للذات..وذكر خالد في الملإ الأعلى والأدنى")
تربت أناملك العفيفة سيدتي، سلمت ناصيتك ، ظل حيًّا طاهرا قلبك...
يا أمًّا.. إذا همت بذرف الدمع، سبقها طوفان دمع القلوب، ونزيف دم الأفئدة..
ما أجمل الدنيا،،، ما أَأْمَنَ أدغالها، ما أحب الناسَ إلى قلوب أناسها..
إذا ما أُخِّرَتْ أقدامُ حُبِّ الذوات،،،
واتحدنـــــــــــــــــا..
و ولدت الأرحام لبؤات كمثل، الـــْـ..
"أملــــــــــــــــــــــــــــــــي"
ابنتك المحبة
ياسمين
ياسمين
لا اجرؤ على الرد على كلماتك المتدفقة كضوؤ الشمس واشعاع القمر
حبيبتي سأصمت حتى لا أضيف أضافة لا تليق بك ايتها الياسمينة
رد: التين والزيتون ووجع السنين
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته000 اما بعد فهنيئاً على القريحة الشعرية النابضة من الم فألم ثم الم ، على الرغم من تباشيرها الاولية السالكة الى الاطمئنان و ذلك من خلال المقدمة 00 والتين والزيتون 000 اضفت قوة الى ترانيمها وامل0 شكرا
يا ايها الاخت أميلي
مخلد الشامخ
لمرورك قيمة عالية
شكرا جزيلا لك
رد: التين والزيتون ووجع السنين
ياكريم
( فإني قريب أجيب دعوة الداعي )
ومرة أخرى ياكريم
شكرا لك على هذا الفيض العذب ، قد يكون نصك قصة وقد يكون خاطرة ، إلا أن رائحة الشعر تفوح من بين كلماته ..
لك كل التقدير
رد: التين والزيتون ووجع السنين
اقتباس:
ياكريم
( فإني قريب أجيب دعوة الداعي )
ومرة أخرى ياكريم
شكرا لك على هذا الفيض العذب ، قد يكون نصك قصة وقد يكون خاطرة ، إلا أن رائحة الشعر تفوح من بين كلماته ..
لك كل التقدير
عبد المنعم جاسم الفاضل
حروفك مضمخة بالعطر والطيب الذي نثرته على نصي فشعرت بشيء من التباهي..
شكرا الك ايها النقي :fl: