إن الذي يحول بيننا وبين هذا العدو المتغطرس الغاشم والجبان، هو هذه الحواجز التي أوجدها الاستدمار الغربي المتمثّلة في الحدود الوهمية بين الأقطار العربية. لقد أصبح كل نظام من الأنظمة مكلّفا بتكبيل ما هو تحت سلطته من البشر، فأصبح من قبيل المستحيل على من أراد الوقوف إلى جانب إخوانه في غزّة أو غيرها أن يصل الديار، ديار الشهادة بفلسطين.
نقول لبني قريضة وبني قينقاع وبني النظير ومن حالفهم من الصليبيين، أنّ النصر حليف أهل غزّة لأنّهم في قلّة، ولهم أن يعودوا إلى قصّة نبي الله داوود حين أصبح في قلّة من بني إسرائيل هزمت جيش جالوت الكافر.
إنّها لقصّة رائعة من قصص القرآن الكريم، العبرة فيها بالقلّة التي تهزم الجيوش المجيّشة، ضمن سنّة من سنن الله، وإنّي لأبشر بني إسرائيل القرن الواحد والعشرين الذين لا يفخر بهم ولا ينتمي إليهم إسرائيل عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام، الذين أصبحوا اليوم في وضعية هم أشبه ما يكون فيها بجيش جالوت المهزوم الذي هزمه داوود، فإنّ أصحاب داوود الحقيقيين اليوم هم المسلمون وحتى المسيحيون في أرجاء العالم الذين هم مقتنعون بأنّ الصهاينة هم الكفرة والمهزومون غداً على يد المؤمنين، أو بلفظ مغاير، إنّ القلّة من الفلسطينيين المعزولة اليوم ستقضي على أحلام الصهاينة، وأنّه بعد الهزيمة أمام حزب الله فإن الهزيمة المقبلة تكون على يد شرذمة من رجال المقاومة الفلسطينية عمّا قريب إن شاء الله. إنّ القلة سنّة وحتمية ساقها الله ليؤكّد للناس أنّه هو الذي ينصر عباده المؤمنين وليست القوة والعدّة الكبيرة ولكن بالعدّة المتمثلة فيما وصلت إليه أيدي المقاومة من وسائل.
.