المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور التهامي الهاشمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تحيةً و احتراماً ؛ أحب أن أقول لأخي:
Dr Schaker Schubaer
ما علاقة الشريعة ( قرآن و حديث) بما يفعله أو يقوله الناس ؟ هل إذا فعل أحد من الذين ينتسبوت إلى الإسلام فعلاً سيئاً رمينا مسؤولته على الإسلام ؟
أم يريدون لنا أن نطبق الآن و قد بدأ الوعي ينتشر بين المسلمين الذين بدأواْ ــ و الحمد لله ــ يتحررون شيئاً فشيئاً مما خلفته العقود المظلمة ( احتلال في كل بقاع المسلمين و جهل مطبق و تخلف مقيت )؛ أقول: هل ينتظرون منا أن نطبق علينا ذالك المثل المغربي الدارج الذي يــقــول:
" طـَـحـَـتْ الــصـَّــوْمـَــعـَــة عـَـلـْــقـُــواْ الْــحـَـجـَّــامْ "
رحم الله الإمام الكبير محمد عــبــدو ــ أسكنه الله فسيح جناته الذي كان يتراسل مع أحد المستشرقين الألمان ( أسمحواْ لي ألاّ أذكر إسمه ، و لا شك أنكم تعرفونه و تعرفون لما ذا لا يحسن بي أن أذكر إسمه هنا ) . تراسل معه ، رحمه الله ، سنوات طوال كان أثناءها يشرح له مبادئ شريعتنا الإسلامية السمحاء بطريقته السهلة التي كانت كل مرة راسله فيها تـُـدْخـِـل إلى قلب ذال المستشرق ، رحمه الله ، شيئاً من نور الله؛ نور كـــان يسره كثيراً و يعتز به . فلما طالت المراسلة و اتضحت مبادئ الشريعة عند أخينا المستشرق غمر قلـبـَه نورُ الله. آنذاك اشتاق أن يرى بعينه هذا المجتمع العظيم الذي أمـِر:
ــ أن يعفو عمن طلمه.
ــ وأن يصفح عمن أساء إليه,
ـــ وأن يمد المساعد لمن التجأ إليه.
ـــ وأ لا يقضي ليلته شبعان وجاره جوعان
ـــ و أن يزيل الأذى من طريق الناس
ــــ و أن ينصر المظلوم
ـــ و أن يأمر بالمعروف.
ـــ و أن ينهى عن النكر.
ـــ و أن يقول الحق و لو على نفسه .
ــــ و أن يحكم بالعدل بين الناس..... إلخ إلخ
لما انفتح قلبه لهذه الشريعة السمحاء التي كان يشرحُهَا له الإمام رضي الله عنه قرر أن يزور هذا المجتمع العظيم الذي حباه الله بهذه الأخلاق الكريمة . فاستعد رحمه الله للسفربسيارته لزيارة صديقه الإمام عبدو و فضل أن يدخل من تركية متوجهاً منها إلى القاهرة ماراً بدمشق. فلما دخل ألى بلاد { المسلمين } و راي أيديهم غير مقطعة ، قال: " ليس في هذه المدينة ، و المد لله ، سـُـرَّاق ، فلما ذا آخـذ " عـَـفـْـشـِـي " من سيارتي إلى بيتي في الفندق ؟ " و فعلاً تركه كله في سيارته و صعد إلى بيته لينام . في الصباح لم يجد شيئاً من " عـفـشـه " في سيارته . لقد غضب قليلاً معللاً نفسه بأن زائراً غير مسلم استولى على عفشه لأنه قال يستحيل على تركي مسلم أن يسرق سيارته و شريعته تمنعه من ذالك..
و واصل طريقه إلى أن بلغ إلى دمشق التي نام هي فيها ليلته؛ لكن في صباح ذالك اليوم وجـد سيارته نازلة مباشرةً، و على بركة الله ،على الأرض بدون عجلات. لا أحب أن أصف لكم الغضب الذي انتابه على صديقه الشيخ محمد عبدو الذي صار يتهمه بالكـذاب المخادع الماكر.
فلما وصل إلى القاهرة سأل عن بيت محمد عبدو فأخذه بعض المصريين إليه ؛ و بمجرد ما فتحت باب دار و ظهر الشيخ انكب عليه يسبه و يلعنه . فقال له الشيخ:
ـــ من تكون يــاهــذا ؟
فقال لــه :
ـــ أنا فلان كنت تكذب عليه.
فقال له الشيخ :
و من قال لـك إنني أكذب عليك؟
قال :
ـــ فعل بي المسلمون في مكان كذا أشياء مخالفة لما كنت تقوله لي. و فعلواْ بي في دمشق كذا و كذا.
فرد عليه الشيخ:
ـــ ما كنت أعتقد أنني أراسل جاهلاً مغفلاً.
قال : اتسبني .
قال الشيخ :
ـــ لا أنا كنت أحدثك عن الإسلام و أنت تحدثني عن أفعال المسلمين.
اعلم يـــا رجــل :
أن شتان بين الإســــلام و بــيــن الــــمــــســـلمــيـــن
أتمنى أن نكون أدركنا إشارة الإمام محمد عبدو حتى لا نبقى نخلط بين الأشياء
مع تحياتي و احترامي لإخوتي الأعزاء الكرام