أريد أن أسمع من عقلاء العراق!
أريد أن أسمع من عقلاء العراق!
هناك مئات الأكاديميين والمثقفين والمبدعين العراقيين في الجمعية وآلاف من خارجها يتابعون!
أنا لم أفهم بعد لماذا أعيدت محاكمة طه ياسين رمضان وحكم بالإعدام وأعدم سريعا!
ما هي الجرائم التي ارتكبها؟
لا أريد كلاما إنشائيا أو عاما!
أريد أن أسمع تفاصيل وحقائق وأرقام!
لن أنتظر إعداما آخر!
أريد أن أفهم كمثقف عربي!
لن أظل حائرا وصامتا!
إن لم أفهم، سأُفهم المالكي والعالم الأخرس!
البعث رسول الرذيلة في الأرض
لعمري كم كنت صادق السريرة معهم حين أجبت، لكني على يقين الآن أن الحديث مع البعثيين مضيعة للوقت، وقد لا أكون مغاليا لو قلت أنه يعد ضربا من ضروب الرذيلة، لأنه يعطيهم الفرصة لكي يقدموا للتاريخ مزيدا من الأكاذيب، فالحديث معهم، والله، كما الصلاة في حظيرة الخنازير، مهما كانت صادقة فهي مرفوضة موضوعيا، لأنها تشرف المكان الذي من المحال أن يكون نظيفا.
أيها الأخوة العرب اسمعوني فأنا في حالة من الصراحة قد لا تسمعوها من شخص آخر، لقد عاد لي الوطن قبل أربع سنوات، وهذا هو صلب الموضوع.
كما أسلفت في رسالتي السابقة، كغيري من الملايين الخمسة التي هجرت الوطن قسرا بعد ملاحقات واعتقالات وسجون وتعذيب، الكثير منا فقد أسرته ووظيفته وما يملك حتى لم يبقى له ما يفقده، ومع ذلك كنا أفضل حال بكثير ممن تم تهجيرهم بثياب النوم أو حتى بلا ثياب، وهؤلاء كانوا أفضل حال بكثير ممن تم إزالة مدنهم من الأرض وملئت الأرض بأجسادهم في عمليات قتل جماعية وتصفيات عرقية وطائفية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وهذه الفئة تعتبر أيضا أسعد حالا من ألائك الذين تم دفنهم أحياء.
وفي الغربة، أو الوطن الجديد كانت أحلى مجالس السمر عندنا هي التباري بعظم المصيبة، ومن كانت مصيبته أعظم كان يخشى من الحديث عن مصائب الغائبين عن الجلسة، لأن مهما عظمت مصيبته كانت هناك مصائب أكبر، وأخرى لا يستطيع المرء التحدث عنها، وهذه كانت أشد المصائب إيلاما لأنها بقيت حتى اليوم تكتم على نفوس أصحابها.
طال بنا المقام في المهاجر القسرية حتى أضحت الغربة وطن، وقد ولد لنا أبناء لم يروا لحد الآن ذلك الوطن العجيب الذي مازال أبناءه متعلقين به رغم قسوته عليهم، بقينا عقودا طويلة لم نرى خلالها حتى الحدود، وكان الأمل بالعودة قد مات، لأن صدام كان ممتنع عن الموت، وهو ماض بتهيئة أبناءه لوراثة الملك العظيم.
خلال السنوات الطويلة نسينا الأصدقاء والأقارب والجيران وشطبت السجلات العائلية للبعض وحجزت سجلات آخرين حتى لم يعد باستطاعتنا تسجيل أبنائنا في الوطن المستباح لغيرنا من سقط المتاع في أوطانهم.
في التاسع من نيسان عام2003، وبغفلة من الزمن، سقط النظام، وسقط التمثال، وذابت الأجهزة القمعية تحت الأرض، وهرب البعثي أينما كان خوفا من الانتقام في مشاهد تاريخية لم تتكرر.
أتذكر يومها كنت في العمل ومعي زملاء عرب، وبعد أن اتصل بي صديق ليبلغني الخبر العظيم أن النظام البعثي قد سقط، صرخي بأعلى صوتي....
- لقد عاد لي الوطن من جديد...... يا ألله .... هل حقا ذهب صدام إلى الجحيم؟!........
يومها كنت ارقص فرحا رغم أني كنت واثقا من سقوط النظام هذه المرة.
- لقد جن الرجل حين سقطت بغداد .....
سمعت زميلي العربي يحدث شخصا آخر مبديا تعاطفه معي لأني جننت......
بغداد لم تسقط، فالذي سقط هو النظام ..... فقد كان ردي حاسما وحادا بهذه الكلمات على زميلي العربي الذي استنكر دموع الفرح في عيوني.
لكنه الاحتلال.......!؟!
أجاب الرجل وقد اتسعت عيناه من تحت النظارات المعظمة، أجاب وهو غير مصدق.
عن أي احتلال تتحدث، كان ردي حاسما، وهل هناك احتلال يعيد الأوطان لشعوبها؟ نعم لقد عاد لي الوطن بعد أن سلب مني؟! لقد عاد الوطن، ألا تفهم؟ أما الاحتلال فإنه سوف يذهب يوما ما، لكن صدام لو بقي لاستمر حكم العوجة للعراق ألف عام أخرى.......
قلتها وأنا أترك مكتبي دون أن أعتذر عن حضور اجتماع كان معدا منذ مدة، ولكن لا أعرف أين أمضي، فأنا أشعر بالحرية وحسب........
رغم أني مازلت خارج الوطن..... ورغم أن الوطن مازال يتفجر حقدا طائفيا وانتقاما من قبل فلولهم، لكني أشعر فعلا بالحرية وأملك إرادتي كاملة وأشعر أن الوطن قد عاد حتى لو كان ركام.
أتمنى لكم أيها الأخوة العرب أن تروا يوما يذهب فيه الجلادون في أوطانكم إلى صقر، صدقوني أتمنى من أعماقي هذا الأمر، رغم أنكم تريدون لنا الموت تحت سياط الجلادين.
بالله عليكم لا تفسدوا فرحنا باليوم العظيم، يوم سقوط النظام البعثي، واتركوا الشعوب تقول كلمتها دون أن تدسوا لها السم البعثي الزعاف.
لم يعد في العراق حكماء ولا وطنيين ولا شرفاء إلا المجاهدين منهم
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي الكريم عامر العظم يحفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد
لقد قلت مرار وتكرار ان العراق أصبخ خاليا من العقلاء والمفكرين إلا من رحم ربي!
أخي الكريم عامر.. العراق اليوم يحكمه جهلة وبلطجية بل حثالة بشرية أتت من الشرق، من العدو الصفوي الذي يطمع أن يحتل منطقة الشرق الأوسط بأفكاره الهدامة والطائفية التي ما أنزل الله بها من سلطان وقلت قبل سنة أو أكثر أن الموجودين في العراق وخاصة الذين ينتمون إلى الشيعة والصفويين ما هو إلا تقصيرنا نحن أهل السنة الذين سمحنا لهم بنشر سمومهم بين مجتمعاتنا وذلك عن طريق فكرة التقريب. وأنا هنا لا أدعو إلى الشقاق والفرقة بين أوساط العراقيين، فهنالك الشرفاء من السنة والشيعة والأكراد. ولكنني أقول لكم كفاكم تهاونا مع هؤلاء الطائفيون الذين ما جاءوا وراء الدبابات المحتلة إلا لتدمير العراق ونهب ثرواته وآثاره وقتل علمائه ومفكريه.
يا سادة! العراق أصبخ خاليا من المفكرين والأذكياء ..أصبح مليئا بالخونة والمتأمرين..اسألوني فأنا من أهل البلد. فو الله لو لا المجاهدين الأبطال لأصبحت رؤسنا في التراب وأنا أقصد جميع الرؤؤس ، رؤؤس العراقيين والعرب والمسلمين لأن العراق جمجمة العرب وكنز الإسلام كما قال سيدنا عمر بن الخطاب
والسلام ختام
اخوكم محمد الخالدي