أثر البوح على نهضة الأمة العربية!

أثر البوح على نهضة الأمة العربية!
بوحوا ونوحوا وموتوا!!

ترى آلاف المنتديات، بأسمائها السخيفة والشاذة التي تعبر عن أمراض الإنسان العربية المزمنة، وملايين العرب لا يفعلون شيئا غير البوح والنوح واللطم والرجم في القارة السابعة!! أي إفلاس وشلل هذا! هلوسات وهمسات وشهقات وزفرات وتنهدات وحسينيات على مدار الثانية!

لماذا ينشرون ويبوحون وهل تسعدهم الردود التي يحصلون عليها؟ كيف يكون البوح في الهواء الطلق؟! كيف يبوح/ تبوح بما هو خاص أمام الآلاف؟!

شخصيا، كم أتمنى أن يكونوا جميعا في دولة وأنا حاكم لهذه الدولة لأتخذ ما يلزم حتى يفيقوا!

تحية هامسة من الأم تريزا!

بسم الله الرحمن الرحيم
صباحك ورد يا أستاذ عامـــــــر.
أنا أشاطرك الرأي إلى حذّ بعيد
نعم ماذا سيفعل البوح للأمة العربية؟
البوح ...
أن تبوح يعني أن تقول كل ما هو مخبوء في داخلك
أن تخرج عن صمتك، أن تقول بأنك تريد شيئا، تحلم بشىء ما، تعاني قهرا معينا.....
القهر على جميع المستويات
البوح لا يجب أن يكون ـ بالضرورة ـ خاصا.
قد يكون عامّاو عامّا جدا.
أما اذا كان البوح الذي تعنيه هو تلك الرسائل المراهقاتية
الفجة الضعيفة البناء و التركيب و اللغة غير المصنفة تحت أي اطار أدبي،
فأنا معك متفقة الى الحذّ الأبعد.
من رغب بالبوح فدونه و الشّات.
أو مذكراته الشخصية...
مع خالص التحية لأستاذنا عامر على منحه ايانا هذه الصفحة للبوح حتى نقول:
لا للشهقات و الزفرات.
بكل البوح: لا للبوح.

	رسالة من وحي التساؤل المحترم عامر العظم .. تحية وسلاما . مشكلتنا يا أستاذ أن البوح لا يصل .. والسبب هو النقص الشديد للتفاعل مع الكاتب أو الشاعر الجاد .. فرب قصيدة جيدة تتداول بين الناس تحرك العروش وتقض المضاجع . ومن يصل بوحهم هم الذين يطبلون ويزمرون ، فأمام كل حاكم حجاب يقيه من البوح المباشر ، وحتى الكتاب أنفسهم لا يميلون إلى المباشرة إلا القليل بفعل الخوف من مصير مجهول . هنا .. وهناك .. حين ننشر على سبيل المثال قصيدة مثل ( رسالة عتاب إلى فرعون ) أو (رسالة إلى عباس ) أو( رسالة إلى أوباما ) أو ( مرثية عربستان ).. فان الردود على مثل هذه القصائد قليلة .. مما يدفعك أن تدغدغ القراء بقصيدة غرامية مثل : (حميمية لقاء ) أو ( دنيا محبتنا ) ... وهو ما يجلب الردود الكثيرة . إذا المرض متجذر فينا نحن من يدعي الثقافة وليس في الحكام وحدهم كما قالت إحدى الشاعرات الفلسطينيات التي عارضها أستاذ بارز هنا حين صرخت تندب العرب وهي تقرأ مرثية عربستان الأخيرة : دَبَابَةٌ حَجَرُ الأطفَال ِوَاجَهَهَا وهم يخافون أن تُرمَى بهمْ حَجَرُ والقَصْرُ مُنْشَغِلُ هذي بَرَامِجُهُ مِيلاَدُ سَيِّدِنَا والأُنْسُ وَالسَّمَرُ مع هذا سيدي فإن للبوح تأثيرا ان عاجلا أو آجلا .. ولا بد أن يكون العتاب على الذين يكتبون بالرموز والضبابية والسريالية .. فالحاكم لا يدرك ذلك .. والناس منشغلة وليس لديها الوقت لتفكيك تلك الرموز المشفرة .. فوقتها تقضيه في البحث عن لقمة العيش .. والحاكم يدرك المثل القائل جَوَّعْ كَلْبكَ يَتْبَعكَ . السَّد ربما يدمره فأر .. إذا كان هذا الفأر يدرك أنه يفعل شيئا ويريد . ان قصائد نزار و مطر .. وقبلهم وبعدهم الكثير كانت متنفسًا مَدَّتْ الأمة شيئا من حرية التعبير التي كنا نحلم بها منذ سنوات خَلَتْ . واليوم وقد أصبح الجو مناسبا .. ومنتدياتنا هذه ثمرة تحتاج فقط إلى التأطير المناسب لتكون انطلاقة فَعَّالَة .. وذلك بفصل كتابات الوَجْدِ والغرام .. عن كتابات الزَّحف وعدم الانهزام .. والاعتناء بما يخدم مجد وعزة العرب والإسلام .. ونشر ذلك الكترونيا وَوَرَقِيًا .. والتشجيع على إيصاله إلى مختلف المنتديات والمحطات والقنوات التي تعتز بأصلها وقضيتها حتى يسمع الحاكم والمحكوم ، والصديق والعدو ، فيخاف العدو من غضبة مظلوم ، ويخاف الحاكم الظلوم ، وتسكن العزة في قلب اليائس البائس .. وحتى لا يقول الذين في قلوبهم مرض أنني أكتب مقامة تحريضية .. فإنني أتوقف هنا لأن البقية معروفة . وان غدا لناظريه قريب . تحياتي وتقديري .