سؤال عن عقيدة الشاعر جوته بخصوص عيسى عليه السلام

السلام عليكم إخواني الأكارم،
يطيب لي أن أستفسركم عن عقيدة الشاعر الألماني الكبير جوته بخصوص مصير عيسى عليه السلام، والذي كان يؤمن بأنه نبي من عند الله لا ولده كما تزعم النصرانية المحرفة. فقد قرأت أنه لم يكن يؤمن بصلبه عليه السلام، غير أني وجدت في ترجمة الدكتور عبد الغفار مكاوي للديوان الغربي الشرقي ما يأتي:

ثم تأتي المباركة من الجميع (أي مريم عليها السلام)
التي ولدت المخلص للكافرين
ولما اكتشفت الغدر، رأت في حزن مرير
ابنها (الحبيب) ضائعا على الصليب
(قصيدة صفوة النساء، من "كتاب الفردوس"، ص335).

وللإشارة، فقد قام الأستاذ وائل جرار مشكورا بترجمة مقطعين من هذه القصيدة عينها، على نافذة من نوافذ هذا المنتدى الألماني، في موقع واتا المحترم، فاكتشفنا من خلال ذلك ما يبدو أنه خطأ في الترجمة ثقيل، (ترجمة الدكتور بدوي رحمه الله).
فما صحة ترجمة هذه الأبيات قياسا إلى الأصل؟
وشكرا جزيلا.

الأستاذ الفاضل سعيد عبيد المحترم،

هل انتهت كل المواضيع المفيدة المثيرة ولم يبق لك إلا إثارة هذا
الموضوع الحساس الذي يؤدي إلى جرح المشاعر؟

قديما سأل الناس حكيماً "لماذا يسيء البعض إلى الرسل والأنبياء
وكتبهم المقدسة؟"

فأجاب الحكيم: "لأن الإساءة إلى الرسل والأنبياء أقصر
طريق للشهرة والانتشار."

فردت عليه امرأة فاضلة: ألا بئس تلك الشهرة وذلك الانتشار.

واتا رمز الاعتدال والتسامح، فلنترك الرسل والأنبياء لحالهم
دون نبش قبورهم.

مع بالغ التقدير والاحترام،

سامي خمو

الأستاذ الفاضل سامي خمو، تحية طيبة، وبعد،
يطيب لي أن أوضح هاهنا أن الأمر ليس فيه إساءة إطلاقا، من قريب أو من بعيد، إلى صفوة الله من خلقه، ولكنه البحث العلمي الذي يقتضي - بكل تجرد وموضوعية - تحقيق الأقوال، ومعالجة المواقف، وتويثق المتون من مظانها. أنا بصدد إنجاز دراسة حول شاعر ألمانيا الأكبر، ي ف جوته، ولما ألفيت تعارضا بين ترجمة نصين للشاعر نفسه، أحببت أن أسأل به خبيرا من أهل العلم باللغة الألمانية التي كتب بها النص الأصلي، وما أظن أن في ذلك محظورا، بل هو التحقيق المطلوب علميا.
كما أني - أخي الأستاذ سامي الموقر - لا أرى أدنى إيماء بالإساءة إلى نبي الله عيسى عليه السلام في مجرد طرح سؤال حول موقف شاعر من مصيره، لأن السؤال - أصلا - لا يتناول النبي نفسه، ولكنه يتناول موقف الآخرين منه، فهو ليس موضوع دراسة هنا، ولكن موضوع الدراسة شعر الشاعر كما ترى.
هذا بيان للناس، ورحم الله من سمع مقالة فوعاها.
وشكرا.

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته،

أخي العزيز سعيد عبيد،

كنت أرغب مشاركتك هذا الموضوع الهام، و لكن انشغالاتي قد ألهتني نوعا ما عن ذلك، و لكنني أعدك -إن شاء الله- أن أبحث في الموضوع، و أن أوافيك بما أجده، لأنني أرى أن هذا الموضوع جدير بالبحث.

مع أخلص التحيات!

أخوك ابن علي الجزائري

شكر الله لك أخي ابن علي حسن عنايتك.