رد: نظرية التناص في النقد العربي
المكرمة العزيزه /سميره رعبوب
تحية طيبة وبعد :-
1__ التناص _ظاهرة أدبية فنية ظهرة من حيث المعنى والمضمون منذ القدم وقد عرفتْ عند كثير من الشعراء والخطباء والكتاب الجاهليين ،أما ظهورها كمصطلح نقدي يتابعه النقاد والادباء فقد كان ظهوره حديثا ،وقد كان للغرب الدور الريادي في الإشارة إليه وهناك نقاد كثر طرقوا هذا الباب ، وقد تابع النقاد العرب هذه الظاهرة بإهتمام ودرايه وكان التعامل معه بشكل ممنهج في بداية العصر العباسي .
2__ أما فيما يتعلق بالعلاقة بين السرقة والتناص ،فمنهم من قال بأنهما وجهين لعملة واحده ،ولا فرق إلا بالتسمية ، فقد تجنب النقاد مصطلح السرقة لما له من دلالات سلبية فعوضوا عنه بمصطلح التناص أو اقتباس ، ومنهم من قال بأن السرقة لا تكون في المعاني العامة بل في المعاني الخاصة التي يبتدعها الشاعرمثل الجاحظ.
3__ وفريق أخر اعتبر بأن السرقة تختلف بطبيعتها النقدية عن التناص ، فهي نشاط نقدي له خصوصيته ومميزاته التي تميزه عن التناص ، فلكلاهما دوافع مختلفه
4__ ومع العلم لكل المهتمين ، فقد كلفتُ لهذا الفصل بكتابة بحث يدور حول التناص في شعر يوسف القرضاوي ،وعليه اطلب من كل الزملاء محاولة إمدادي بما يلزم لهذا الموضوع ، حيث انني ارفقتُ في منتدانا الحبيب قصيدة للقرضاوي طالبا ان نبحث سويا عن التناص الادبي لدى الشاعر _شاكرا لكم تعاونكم
أرجو زيارة الموضوع على الرابط المدرج
http://www.wata.cc/forums/showthread...211#post699211
رد: نظرية التناص في النقد العربي
وهذه معلومات إثرائية
1- التناص نص ثقافي وعضوي ووظيفي لا يعتمد على أن تأتي بنص وتكرره "عملية اجترار" بل يجب أن تأتي ضمن عملية بناء بحيث يصبح هذا النص جزء اساس من البناء ، بجيث يؤدي وظيفه جديده ،،،،،
2- السرقة تبقى في بيت او بيتين أما التناص يعتمد على هدن السابق وبناء الاحق وبالتالي يصبح التناص إشاره إلى نص سابق .
3- السرقة تعتمد المنهح التاريخي التأثري فالسابق هو المبدع واللاحق هو السارق في حين أن التناص يعتمد على المنهج الوظيفي أي يصبح للنص وظيفة جديدة .
4- النص المرجع في التناص لفهم النص الحديث "الجديد" ولكن هذا ليس ضروري في السرقة أن ترجع متى قال الشاعر البيت ولماذا قاله .......إلخ .
5- هناك فارق اخلاقي بين التانص والسرقة فالسرقة فيها استهحان اما التناص يدل على أن الأخذ مثقف مطلع ماهر في عمله يكون نصه انتاجي ابادعي.:sm_razz::sm_razz::sm_razz::sm_razz:
رد: نظرية التناص في النقد العربي
أهلا وسهلا بك أستاذ محمد عبد الله عروج ..
في زحمة الحياة نُسيت هذا الموضوع الذي طرحته في زمن كان بالنسبة لي أخضر شديد الاخضرار :")
وقد قمتَ بإعادة الحديث عنه مبدداً ضبابية النسيان التي اقتحمتْ مساحات الذاكرة لديّ فشكراً لك .. !
أستاذي المكرم ..
حدد كثير من النقاد والأدباء الفروق بين السرقة والتناص ..
أذكر من ذلك بعضا من القواعد والأصول التي حصرها الدكتور محمد شعـيب :
-1- أن السرقة لا تكون في المعاني العامة بل في الخاصة، يقول الجرجاني: "المعنى إما مشترك لا ينفرد أحد منه بسهم، فإن حسن الشمس والقمر ونحو ذلك مقرر في البداية وهو مركب في النفس ، وصنف سبق المتقدم إليه ففاز به ثم تدوول بعده فكثر واستعمل فصار كالأول في الجلاء والاستشهاد ، فحمى نفسه عن السرقة وأزال عن صاحبه مذمة الأخذ كما في تمثيل الطلل بالكتاب والبرد والفتاة بالغزال في جيدها وعينيها " يفهم أن المعاني والتشبيهات العامة لا يكون فيها سرقة إنما تناص أما الخاصة والتي تحدث نتيجة توليد فكر جديد وكأنها ولادة يتمخض بها عقل الأديب ففي هذه الحالة تكون السرقة الأدبية ..
-2- أخذ معنى وعكسه إلى ضده لا يعتبر سرقة .
-3- أخذ معنى والزيادة عليه بتوليد شيء جديد لا يعد سرقة .
وإن كنت لا أوافق في البند الثاني والثالث إلا إذا كان المعنى عام وليس خاص ، فأنا أراه مسخا وتشويها لنص السابق << اجتهاد مني ..
والسرقات الأدبية على أشكال وضروب كثيرة ، والسارق قد يكون جاهلا وقد يكون حذقا ماهرا (( شاطر شاطر :") ! ))
ولا تخلو السرقة من نسخ أو سلخ أو مسخ
وهناك فرق جوهري بينهما قاله النقاد : أن السرقة تتم عن قصد ووعي وأن التناص تأثر لا واعي يعتمد على المخزون الثقافي !
ولكن ..
كيف يمكننا الحكم على القصدية من غيرها ؟!!!
فنحن نلاحظ منذ القدم إلى هذه اللحظة أن هناك نصوص تتعانق وتتشابه ونسب البعض ذلك إلى توارد الخواطر واتفاق الضمائر
وهذا يجعلنا أمام سؤال ملح هل الشاعر أو الكاتب المتأثر بما حفظ وماهو مخزن في ذاكرته يمكنه أن ينفك عن ربقته ؟!!!
يتجلى لنا أن الحكم بالقصدية نسبي سواء في السرقة أو التناص كما أشار بذلك الأستاذ التربوي السعيد إبراهيم الفقي في مداخلته
وقد أعجبني كثيرا ما أضافة الشاعر الفذ فخري فزع حيث قال : (( من هنا نقول التناص : هو إحياء لنص قديم بصورة حديثة ولكن بشروط بمعنى انه يجب ان تتوفر عدة شروط لكي يكون الاحياء تناص وليس سرقة
أولاُ : ان يحتوي النص الحديث على رسالة حديثة ويكون له مقصود وهدف جديد
ثانياً : يتحتم على صاحب النص الحديث ان يأتي بصور شعرية وتشبيهات حديثة لم يستخدمها النص القديم فتشكل ابداع جديد بالصورة
ثالثاً : أن يبتعد عن التحوير والتلاعب بالنص السابق وأن لا يتكيء عليه .. بمعنى أن لا يضع النص السابق أمامه عندما يريد كتابة نصه الجديد فيستولده من خلال التلاعب بمكان الكلمات والصور الشعرية .. وإنما عليه ان يكون قد درس النص السابق وإستوعبه جيداً وعند كتابة نصه يكون قد غادر النص السابق... فيعتمد على صوره الشحصية الخاصة ومقدرته الأدبية وعلى واقعه المعاش الذي يود الحديث عنه ... ))
وفي العصر الحديث لعبت التكنولوجيا دورين متناقضين ..
يقول الروائي السوري زياد عبدالله في المجلة العربية : « التكنولوجيا الحديثة لعبت دورين متناقضين في مجال السرقات الأدبية، فالإنترنت من جهة وفر أمام سارق النصوص إمكانات هائلة لم تكن متاحة له من قبل، فهو، الآن، يستطيع أن يتجول في الشبكة العنكبوتية، وخصوصاً إذا كان يتقن عدة لغات، ثم يختار نصوصاً وينسبها لنفسه »، ولكن في المقابل، وكما يقول عبدالله فإن «هذا الإنترنت وفر كذلك طرقاً سريعة لكشف اللص، إذ يمكن لكاتب حصيف أن يبحث في الشبكة عن فقرات من نصه، ثم يكتشف، صدفة، أن ما كتبه منشور بتوقيع اسم آخر».
وأكد عبدالله أن السرقة الأدبية «لا تحتاج إلى جدل كبير، فهي واضحة وصريحة، ولا بد من التنسيق بين مختلف الجهات والمؤسسات في سبيل الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، ومنع اللصوص من المساس بهذه الحقوق».
واعتبر عبدالله أن «مقولة (وقع الحافر على الحافر)، لا تصح في مجال الكتابة الأدبية دائماً، إذ يمكن التسليم بها لدى إيراد أحد الكتاب جملة عابرة في نصه لزميل له، أما أن يكون كل النص منقولاً، فهذا السلوك لا يمكن تسميته إلا بالسرقة الأدبية، والسرقة مرفوضة أخلاقياً واجتماعياً وحتى لجهة الأعراف والتقاليد»، مبينا أن «هذه السرقات هي آفة الإبداع منذ قديم الزمان وحتى هذه اللحظة، وآن الأوان للتخلص منها، وجعلها شيئاً من الماضي ».
أشكرك مرة أخرى وأحييك .. دمت بخير ~
رد: نظرية التناص في النقد العربي
شكرا لما اسلفت
موضوع جميل لا يخلو من فائدة