..
أعيدوني
أَدُقُّ عَلَى فُؤَادِي كُلَّ صُبْحٍ=فَيَرْجِعُ لِي صَدَى نَبْضٍ ضَعِيفِ
أُسَائِلُهُ عَنِ الآلامِ دَوْماً=وَهَلْ يَخْشَى مُوَاجَهَةَ الحُتُوفِ
وَيَسْأَلُني عَنِ السَّلْوَى بِلَيْلٍ=وَرَشْفِ الحُبِّ في حُضْنٍ عَفِيفِ
وَعَنْ إِغْفَاءَةٍ في عَيْنِ نَجْمٍ=وَدَنْدَنَةٍ عَلَى صَوْتِ الحَفِيفِ
أَيَا قَلْبي الذِي مَا عَادَ طِفْلاً=وَأَظْلَمَ بَعْدَ إِتْمَامِ الكُسُوفِ
مُلِئْتُ مِنَ الأَسَى حَتَّى كَسَاني=عَبَاءَتَهُ وَطَرَّزَهَا عُزُوفي
سُكِبْتُ عَلَى امْتِدَادِ الحُزْنِ نَهْراً=فَضَاعَ الدَّرْبُ وَاخْتَنَقَتْ حُرُوفي
أُلَمْلِمُ شَوْكَ عُمْرِي في اصْطِبَارٍ=وَأَكْوِي الجُرْحَ بِالدَّمْعِ الوَكِيفِ
عَلَى مَهَلٍ وَأُعْصَرُ في سُكُونٍ=وَأَسْعَى مُثْقَلاً لِغَدٍ طَرِيفِ
وَكَمْ مِنْ لَيْلَةٍ أَمْسَيْتُ ضَيْفاً=بِجَفْنِ الحُزْنِ طَالَ بِهَا عُكُوفي
أَنَا المَنْثُورُ في دُنْيَا المَنَافي=أَطَلْتُ بِشَاطِئِ المَاضِي وُقُوفي
أُرَفْرِفُ نَوْرَساً مِنْ دُونِ جَدْوى=وَلَمْ تَبْلُغْ سَنَا الذِّكْرَى كُفُوفي
يَشِفُّ إِهَابُ جِسْمِي عَنْ أَمَانٍ=تُزَاحِمُ مُخَّ هَيْكَلِيَ القَضِيفِ
تَقُولُ بِأَنَّنِي أَحْتَاجُ أُمِّي=لِأَمْحُو ظُلْمَةَ البُعْدِ المُخِيفِ
أُسَامِرُ أَنْجُمَ العَلْيَاءِ إِمَّا=سُلِبْتُ الصَّحْبَ في لَيْلٍ مُضِيفِ
وَأَرْقُبُ في امْتِنَانٍ وَجْهَ شَيْخٍ=كَرِيمٍ فَاضِلٍ وَأَبٍ رَؤُوفِ
فَيَغْمُرُنِي بِأَوْصَالي انْتِشَاءٌ=وَأَضْرِبُ نَحْوَهُمْ قَدَمَ الوَجِيفِ
خُذوا قَلْبِي فَقَدْ تَعِبَ اشْتِهَاءاً=وَأَرْهَقَهُ الرُّقَادُ عَلَى الرَّصِيفِ
أَعِيدُونِي كَمَا قَدْ كُنْتُ طِفْلاً=لِأَغْزِلَ لِي مِنَ التَّحْنَانِ صُوفي
_________
..
سأذهب لله
كَئيبٌ نَشَأْتُ بِأَرْضِ الكآبةْ = فأبْصَرْتُ قَلْباً أضاعوا شبابَهْ
هنا نَصْلُ سَيْفٍ .. هناكَ سِنَانٌ = وَرُمْحٌ عقورٌ وأشواكُ غابَهْ
فلا الحبُّ يُبْرِئُ مَا قَدْ بَرَاني = ولا الشَّوْقُ يُؤْوِي فُؤادي رِحابَهْ
سَلوا ذلكَ الـمُتَرَامي بِجَوْفي= ألا زال يَجْهَلُ فَنَّ الخطابَهْ ؟
ألا زال يَخْفِقُ لَيْلاً نَهَاراً= وَيَرْفُضُ أَنْ يَسْتَرِدَّ صَوَابَهْ ؟
تَعَالَ لأُسْكِنْكَ بَيْتاً عَفِيفاً= تَجَلَّتْ بِهِ مُعْجِزَاتُ الْكِتَابَهْ
دعِ الحبَّ والعِشْقَ للغَافلينَ= ولا تُقْتَلَنَّ بِسَيْفِ الصَّبَابَهْ
وَصُغْ مِنْ حَدِيثِكَ صَوْتَ رَصَاصٍ= وَدَبَّابَةً وهِزَبْراً وَنَابَهْ
وَخَلِّ يَرَاعَكُ يَنْضَحُ نَاراً = فَقَدْ أَطْلَقَ الْغَرْبُ فِينَا كِلابَهْ
إِلهي أَجِرْنا فَإِنَّا إِذَا مَا = غَمَزْنا الزَّعِيمَ لَقِينَا سِبَابَهْ
صَمَتْنا إلى أَنْ عَجزْنَا فَثُرْنا = وَمَا حَلَّ فِينَا قَلِيلُ الْغَرَابَهْ !
فَكَيْفَ الْحَيَاةُ بِأَرْضِ الْهَوَانِ = وَكَيْفَ نَصُونُ حُقُوقاً مُذَابَهْ ؟
أَفِقْ أَيُّهَا الشَّعْبُ لَسْتَ ذَلِيلاً = فَرَبِّي بَراكَ وَلَيْسَ جَنَابَهْ
إِلَهُ السَّمَا قَدْ كَسَا الشَّعْبَ عِزّاً = فَكَيْفَ يُقَدِّمُ طَوْعَاً رِقَابَهْ ؟
فَلَسْنَا نُرِيدُ قِيَانَاً وَخَمْراً = وَلَسْنَا نَتُوقُ لِصَوْتِ الرَّبابَهْ
وَلَكِنَّنَا أُسْدُ غَابٍ شِدَادٌ = قَهَرْنَا الْعِصَابَةَ تِلْوَ الْعِصَابَهْ
سَنَرْوِي الدُّنا بِالْمَعِينِ الزَّلالِ = كأنَّا الْهَتُونُ بِتِلْكَ السَّحَابَهْ
فَإمَّا اتْبَعُونِي وَإِمَّا فَوَلُّوا= سَأَذْهَبُ لله أَطْرُقُ بَابَهْ
___________
صهيب محمد إبراهيم نبهان
مواليد سترسبورج - فرنسا 82
حاصل على بكالوريوس هندسة الالكترونيات جامعة المنصورة يونيو 2006
مقيم في مدينة دمياط الجديدة إلى حين
أطلب نشر نصي ( نصوصي ) في الكتاب المنوي طباعته إلى جانب عدد من شعراء واتا ،
ولن أطالب بأية حقوق لقاء النشر .