رد: الأكاديمية والطائفية والمذهبية والعنصرية!
بسم الله الرحمن الرحيم
الناس غير واعين بالعراقيل التي لها معنى وذات الصلة بطريقتهم في التفكير. وكلّنا جئنا إلى الدنيا وغالبيتُنا سيرحلون عنها وهم مفكّرون غير واعين لأنّنا لا ندرك بدقّة الدور الذي يُمارسُه تفكيرُنا على الطريقة التي نعيش بها. في هذا المستوى من اللاوعي، لم نصل بعد إلى فهم ضرورة إدراك دور الفكر. على سبيل المثال، وبوصفنا نفكر في بعد عن الوعي، لا نلاحظ أنّنا ننطلق من الافتراضات ونبني تصوّراتنا ونخلص إلى نتائج ونكتفي بالتفكير بناءً على وجهة نظرنا. إنّا لا نعرف كيف نتحقّق من أنّ نيتنا الأولي مُصاغة بوضوح وأنّ افتراضاتنا مبرّرة وأنّ استنتاجاتنا مستخلصة بطريقة منطقية. كما أنّنا لا ندرك إدراكاً واعياً الخصائص التي يتميّز بها تفكيرُنا سلباً أو إيجاباً وهذا بالذات ما يمنعنا من استحضارها. في هذه المرحلة من حياتنا فإنّ الكثير من المشاكل التي تواجهنا تعود إلى الكيفية التافهة التي تطبع تفكيرنا وهو أمر يقع خارج نطاق وعينا. إنّنا نؤمن إيماناً راسخاً أنّ اعتقاداتنا صحيحة مائة بالمائة ونرى أنّ القرارات التي نصدرها سليمة. وبما أنّنا لا نعي خواص فكرنا فإنّه ليست لدينا أية فكرة عن المقاييس التي يجب تطبيقها. وهكذا نبقى قابعين نجترّ الأوهام، اعتقاداتنا تبدو لنا منطقية وبهذا تصبح بالنسبة لنا مسلّمات نأخذ بها ولا نتقبّل غيرها، نتنقّل في هذا العالم بكلّ ثقة متوهّمين أنّ هذه النظرة هي حقيقة الكون بعينها.
هكذا يستسلم كلّ لأوهامه ويستغنى عن أفكار ومعتقدات غيره وتتيه الحقيقة وتغيب عن عقولنا.
إنّ من أروع ما قيل في هذا الصدد قول العليم الخبير "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أنّ أكرمكم عند الله أتقكم".
إذن فليعترف كلّ منّا بحدودية فكره مهما بلغ، وليعلم كلّ واحد منّا أنّ طائفته أو معتقده إذا لم يصبّ في لمّ الشمل ونبذ الفرقة فإنّه خراب من الداخل يسعى إلى تخريب الخارج.
رد: الأكاديمية والطائفية والمذهبية والعنصرية!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى عثمان
السلام عليكم ايها الاخوة الاعزاء
ان مشكلة الطائفية والعنصرية من السرطانات المقيتة التي نخرت المجتمع العراقي حتى وصلت الى الاكاديميين. بل اكثر من ذلك انها المقياس الاساسي والمهم الذي يحدد من يكون عميدا او رئيس قسم او رئيس جامعة والابعد من ذلك من يدفع اكثر... ومثال على ذلك رئيس جامعة استاذ متخصص بالقانون متخرج من السربون يدفع الاف الدولارات شهريامن اجل ان يبقى رئيس جامعة.
وعليك لتكون عميدا اما ان تكون في الحزب الاسلامي او غيره من الاحزاب ذات الافق الطائفي.
انها طامة التعليم في العراق.
يا د عامر العظم ارجو ان توصل هذا النداء الى منظمة اليونسكو واتحاد الجامعات العربية لتخلص الجامعات العراقية من هؤلاء الجيف والحثالات الذين يريدون ان يربطوا كل شىء في العراق بالطائفية وبعدها الايراني لكي ينتقموا من عروبة العراق وموقفة العربي الاصيل
أخي الكريم إنّ هذه الظاهرة وشبيهاتها لا تقف عند حدود القطر الذي تعيش فيه ولكّنها تمتدّ إلى الكثير من الأقطار في عالمنا العربي. وكلّ هذه الظواهر التي طرحها السيد عامر العظم للنقاش،تلعب دوراً فعّالاً في ميدان التعيينات. فإمّا الرشوة وإمّا الجهوية وإمّا الطائفية وإمّا الحزبية والأدهى والأمرّ عندما تدخل العمالة والغرائر الأخرى هذا المجال
رد: الأكاديمية والطائفية والمذهبية والعنصرية!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطائفية والمذهبية و و و... ماهية الا انعاكاسات للقبلية التي تمثلها تجمعات وتحرزات انسانية يمارسها البشر بحثا عن الامان والطمأنينة في عالم يحكمه قانون الغاب المليئ بالخوف والرعب والارهاب. وبالتالي فانها غرائز بشرية موروثة لدى كل فرد. وحيث ان الاكاديمي بشر فمن الطبيعي ان يحمل هذه الموروثات التي لا يمكن ان يتخلى عنها.
الا ان حدة هذه الميول الغريزيه تباينت وتبالت مع مضي الزمن وتحقق المنجزات الانسانية في المجتمعات العصرية, ولكنها لم تدفن وانما لبست ثوبا آخر كالعشائرية والشللية والتحزبية. وفي هذا اللباس الجديد اصبحت جسرا لتبادل المنطق الفكري والستراتيجي والحضاري, والتي لايزال من اهمها المبدأ الوجودي الذي يضمن حق ان اكون او لا اكون.
الموضوع ان هذه الموروثات تتناقض والرسالة الاكاديمية في نقل المعرفة والتواصل ومحاكاتها. فكيف السبيل الى فك هذا التداخل وفصل المفاهيم والوصول الى المشاعر البشرية الحساسة.
مع جزيل مشاعري القادمة