ايها الساقي اليك المشتكى/لأبن زهر/أندلسيات.

موشح ايها الساقي
لأبن زهر

وهو من الموشحات الذائعة الصيت والبالغة الدقة والتصوير، موشحة ابي بكر ابن زهر، وهي تعتبر نموذجا من في الموشحات التامة، يقول ابن الزهر، وهو حفيد ابي مروان عبد الملك ابن زهر، وكانت وفاته سنة 1119م، يقول من شعر ظاهره التغني بالخمرة، وما هي بالخمرة، لكنها عروس شعر تقليدي كان يحلو لهم أن يبدأوا به موشحاتهم يقول:


أيها الساقي اليك المشتكى ** قــد دعونـــاك وإن لــم تسمع
ونديــم همــت في غرتــــه
وبشرب الــراح مـــن راحته
كلما استيقظ من سكرتـــه
جـــذب الــزق اليه واتكـــى ** وسقاني اربعـــاً فــي اربــع
***
ما لعيني عشيت بالنظــــر
أنــــكرت بعــدك ضوء القمر
وإذا ما شئت فاسمع خبري
عشيت عيني من طول البكا ** وبكى بعضي على بعضي معي
***
غصن بـــان مـــال من حيث استوى
بـــات مــن يهـــواه مـــن فرط الجـوى
خفق الاحشاء مــوهـــون القـــوى
كلما فكر في البين بكـــى ** ويحـــه يبــــكي لمـــا لم يـــقــــعِ
***
ليس لي صبر ولا لي جــــلــــدُ
يـــا لقــومي عــذلــوا واجتهدوا
أنـــكروا شكواي مما أجـــــدُ
مثل حــالي حقـــها أن تشتكي ** كمـــد اليــأس وذل الطمعِ
***
كبدي حـــري ودمعـــي يكـــــفُ
تعــــرف الذنــــب ولا تعترفُ
أيـــها المعــــرض عــما اصــفُ
قـــد نمــــا حبي بقلبي وزكـــا ** لا تــــخــل في الحب أنـــي مــدعي

أخي الكريم إبراهيم أبويه
أشكرك كثيرا على التعريف بهذا الموشح الأندلسي الرائع. سمعتُ هذه القصيدة منذ سنوات بعيدة من ألحان فناننا الكبير الأستاذ العاقب محمد الحسن، وقد أسهم بذلك في نشرها على مستوى واسع.

فائق تقديري ومودتي

الأستاذ / ابراهيم أبويه

ذكرني الموشح في مرحلة الدراسة

حينما درسنا أشعار الموشح لدى أستاذنا

باسين بلعباس الذي هو هنا بيننا في واتا


وكان يقرأ علينا الموشح مترنما

وما كان علينا إلا الإستماع

إليه وإلى الموشح الرائع

والذي يعتبر بحق نموذجا

أحييكَ أخي الأستاذإبراهيم أبويه وأثني على إنتقائك كثيراً ،، فموشحاتُ إبن زهر .. أو قل الموشّحاتُ الأصيلة لم تحظَ بشبيهٍ في أناقتها وسيادتها .. وأستصعِبُ ذكر صفة الوشّاح لغير إبن زهر (الحفيد) .. ففن الموشّحات ينبغي أن يكونَ لفظهُ سلس .. بعيداً عن الصنعة الزائفة .. لأن طابعهُ ارتجاليّ بينَ جلساتِ مقهى .. والذين أدخلوا إليه ما يزيلُ بسطاتهُ إنما فعلوا ذلك وأرغموا جنباتِ على الانحناءَ قصراً .. فلم تعطهم شيئاً من بساطتها وسلاستها . يقول د. فوزي سعد عيسى-جامعةالإسكندرية في كتابهِ "إبن زهر وشاح الأندلس": "تتميز خرجات إبن زهر المغرية بأنها سهلة الألفاظ، هزازة، خلابة، بسيطة المعنى" .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم الحارث الضوّي

أخي الكريم إبراهيم أبويه
أشكرك كثيرا على التعريف بهذا الموشح الأندلسي الرائع. سمعتُ هذه القصيدة منذ سنوات بعيدة من ألحان فناننا الكبير الأستاذ العاقب محمد الحسن، وقد أسهم بذلك في نشرها على مستوى واسع.

فائق تقديري ومودتي

---

أستاذنا معتصم ،تحية طيبة.
يسعدني كثيرا تجاوبك الجميل مع هذا الموشح،وهذه دلالة على رفعة ذوقك ومعرفتك بهذا الفن الاندلسي الرائع.
نحن هنا نزيد من مساحة التعريف بالادب العربي واللغة العربية والاعلام العرب،علنا نفلح في توجيه الناشئة نحو ثراتها الزاخر وحضارتها الماضية ،حتى لا يظنوا بأننا لم نكن نتزعم العالم في وقت من الاوقات.
الى اللقاء في موشح اخر.

تعريف الموشح:
"الموشح لون من ألوان النظم. اخترعه الأندلسيون في القرن (الثالث الهجري/ التاسع الميلادي)، في عهد الدولة الأموية. واختُـلف في أصله، وفي أول من نظمه، غير أنه استجابة لظروف شعب الأندلس بما فيه من لهو، ومجون، وطبيعة، وامتزاج بين العرب والقوط الذين هم السكان الأصليون للبلاد الذين اعتنقوا الإسلام، وليسوا هم الأسبان الحاليون الذين استوطنوا الأندلس بعد إخراج المسلمين بكل أجناسهم".

أجزاء الموشح:
1- المطلع أو المذهب: وهو القفل الأول من الموشح
2- القفل
3- الغصن أو القُـسَـيم
4- الدَّور
5- السِّـمط
6- البيت
7- الخرجة

حالات وزن الموشح:
1- من الموشح ما هو على الوزن العربي
2- منه ما خرج عنه بزيادة فيه
3- ومنه ما هو على أوزان غير أوزان الشعر
4- ومنه ما هو بلا وزن.

ومن المؤرخين العاجزين عن التحليل، باسم أخذ العبر، من يقول بالسبب الواحد، من أصحاب التعليل الأحادي للتاريخ؛ إن هذه الموشحات، والأغاني، والرقص، والتفسخ الموجود في الأندلس، وخيانات حكامها، هي التي دفعتها إلى السقوط.

وهذا لعمر الله نظر قاصر، وجهل بتاريخ الأندلس، فضلا عن جهلهم بالسياسة والجهاد، وتضخيم لأخطاء أهل الأندلس وحكامهم، يوم أن أُرسلت لهم فتاوى من شمال أفريقيا تأمرهم بالهجرة من بلادهم لأنها ما عادت دار إسلام، حسب قولهم (انظر المعيار المعرب وغيره)، ثم إن هؤلاء المفتين تركوهم نهبا لقطاع الطرق، حتى أبيدت قبيلتان كاملتان من الأندلسيين في الغرب الجزائري وحده... يوم أن تقاعست دولة الخلافة العثمانية عن نجدتهم، وكان قد مضى على تأسيسها نصف قرن.

إن تحليل هؤلاء المؤرخين جبن عن نقد الحكام العرب المعاصرين، وتشفي من الشعب الأندلسي الذي أخرج من دياره، في إطار حرب صليبية شديدة، وفي ظروف لم يحضرها المؤرخون بل سمعوا عنها وما رأوها...
وأقترح على الأخ الكاتب (إبراهيم ابويه) أن ينقل موضوعه هذا إلى المنتدى الأندلسي، إن شاء، لأنه أحق به.

وشكر أندلسي صميم لكل الإخوة المتتبعين...

تطبيقات على موشح ابن زهر الحفيد

1- قفل (فالموشح تام لأنه بدأ بقفل):

أيها الساقي إليك المشتكى ** قــد دعونـــاك وإن لــم تسمع

2- دور: (لاحظ أن كل سمط فيه له قافية السمط الآخر)

ونديــم همــت في غــــرتــــه
وبشرب الــراح مـــن راحـته
كلما اسـتيـقــظ من سـكرتـــه

3- قفل آخر: (لاحظ أن لغصنيه قافيتي غصني القفل الأول)

جـــذب الــزق إليه واتكَـــى ** وسقاني أربعـًا فــي أربــــع

4- دور: (لاحظ أن لأسماطه قوافي متشابهة تختلف عن الدور السابق)

ما لعـيـني عَـشِـــــيَـت بالنظــــرِِِ
أنــــكرت بَعــدك ضــــوءَ القـمر
وإذا ما شـئـت فاسـمـع خـبـري

5- وهكذا يستمر إلى الخرجة (وهي فصيحة لأن الموشح هزاز)

قـد نمــا حبي بقلبي وزكـــا ** لا تـخـل في الحب أنــي مــدعي

انظر: معجم الشامل أيضا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بن حاج

الأستاذ / ابراهيم أبويه

ذكرني الموشح في مرحلة الدراسة

حينما درسنا أشعار الموشح لدى أستاذنا

باسين بلعباس الذي هو هنا بيننا في واتا


وكان يقرأ علينا الموشح مترنما

وما كان علينا إلا الإستماع

إليه وإلى الموشح الرائع

والذي يعتبر بحق نموذجا

---

أخي العزيز شوقي ،تحية طيبة.
نعم،لقد كنا نعشق هذا الصنف من الشعر الأندلسي أيام الجامعة ،بل كنا نتغنى به مع الأصدقاء في اجتماعاتنا:)،لأنه كان شعرا غنائيا نابعا من حضارتنا التي انتقلت الى الأندلس وتأثرت بمقومات الحياة هناك في ظل ازدهار شامل عم جميع الميادين وقد لنا شخصيات تاريخية ما زال اسمها لامعا لحد الان.
شكرا لك على كل ما تقوم به في الجمعية.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عسالوة

أحييكَ أخي الأستاذإبراهيم أبويه وأثني على إنتقائك كثيراً ،، فموشحاتُ إبن زهر .. أو قل الموشّحاتُ الأصيلة لم تحظَ بشبيهٍ في أناقتها وسيادتها .. وأستصعِبُ ذكر صفة الوشّاح لغير إبن زهر (الحفيد) .. ففن الموشّحات ينبغي أن يكونَ لفظهُ سلس .. بعيداً عن الصنعة الزائفة .. لأن طابعهُ ارتجاليّ بينَ جلساتِ مقهى .. والذين أدخلوا إليه ما يزيلُ بسطاتهُ إنما فعلوا ذلك وأرغموا جنباتِ على الانحناءَ قصراً .. فلم تعطهم شيئاً من بساطتها وسلاستها . يقول د. فوزي سعد عيسى-جامعةالإسكندرية في كتابهِ "إبن زهر وشاح الأندلس": "تتميز خرجات إبن زهر المغرية بأنها سهلة الألفاظ، هزازة، خلابة، بسيطة المعنى" .

---

أخي عماد،تحية طيبة.
نعم،فالبساطة والسلاسة في اختيار الايقاع والالفاظ هو ما جعل الموشح قابلا للغناء ،منتشرا بين الناس ،وابن زهر كان من الرواد القلائل الذين تفننوا في صناعة هذا النوع من الشعر الاندلسي.
أشكرك على اهتمامك بهذا الفن العربي العريق.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الأحمر

تعريف الموشح:
"الموشح لون من ألوان النظم. اخترعه الأندلسيون في القرن (الثالث الهجري/ التاسع الميلادي)، في عهد الدولة الأموية. واختُـلف في أصله، وفي أول من نظمه، غير أنه استجابة لظروف شعب الأندلس بما فيه من لهو، ومجون، وطبيعة، وامتزاج بين العرب والقوط الذين هم السكان الأصليون للبلاد الذين اعتنقوا الإسلام، وليسوا هم الأسبان الحاليون الذين استوطنوا الأندلس بعد إخراج المسلمين بكل أجناسهم".

أجزاء الموشح:
1- المطلع أو المذهب: وهو القفل الأول من الموشح
2- القفل
3- الغصن أو القُـسَـيم
4- الدَّور
5- السِّـمط
6- البيت
7- الخرجة

حالات وزن الموشح:
1- من الموشح ما هو على الوزن العربي
2- منه ما خرج عنه بزيادة فيه
3- ومنه ما هو على أوزان غير أوزان الشعر
4- ومنه ما هو بلا وزن.

ومن المؤرخين العاجزين عن التحليل، باسم أخذ العبر، من يقول بالسبب الواحد، من أصحاب التعليل الأحادي للتاريخ؛ إن هذه الموشحات، والأغاني، والرقص، والتفسخ الموجود في الأندلس، وخيانات حكامها، هي التي دفعتها إلى السقوط.

وهذا لعمر الله نظر قاصر، وجهل بتاريخ الأندلس، فضلا عن جهلهم بالسياسة والجهاد، وتضخيم لأخطاء أهل الأندلس وحكامهم، يوم أن أُرسلت لهم فتاوى من شمال أفريقيا تأمرهم بالهجرة من بلادهم لأنها ما عادت دار إسلام، حسب قولهم (انظر المعيار المعرب وغيره)، ثم إن هؤلاء المفتين تركوهم نهبا لقطاع الطرق، حتى أبيدت قبيلتان كاملتان من الأندلسيين في الغرب الجزائري وحده... يوم أن تقاعست دولة الخلافة العثمانية عن نجدتهم، وكان قد مضى على تأسيسها نصف قرن.

إن تحليل هؤلاء المؤرخين جبن عن نقد الحكام العرب المعاصرين، وتشفي من الشعب الأندلسي الذي أخرج من دياره، في إطار حرب صليبية شديدة، وفي ظروف لم يحضرها المؤرخون بل سمعوا عنها وما رأوها...
وأقترح على الأخ الكاتب (إبراهيم ابويه) أن ينقل موضوعه هذا إلى المنتدى الأندلسي، إن شاء، لأنه أحق به.

وشكر أندلسي صميم لكل الإخوة المتتبعين...

---

أخي جمال ،تحية طيبة.
هذه الإضافة القيمة للنص تبرز بجلاء أن تدوين التاريخ في العالم العربي لم يكن حقيقيا ولا ناقلا للأحداث كما وردت أو كما شهد بها الشهود ،فتاريخنا لم يكتب بالطريقة نفسها ،وإنما وقع فيه كثير من التزوير والتحريف الذي يجعل المتتبع والدارس غير مدرك حجم الأخطار التي يواجهها أثناء البحث والتنقيب عن المصادر والرسائل والمخطوطات التي اختفت أو التي طمست معالمها...
تاريخ الأندلس تاريخ مكتوب بالدم ومغطى بأشعار المديح...
شكرا على تفاعلك القوي مع الموضوع.

وجدت نفسي هنا على غير ميعاد.
أعادتني القصيدة إلى أيام الدراسة في المرحلة الثانوية يوم كان أستاذنا يغلق باب الصف، ويتركنا نهيم مع ترنيماتها وإيقاعها.
جميل هذا الإنتقاء، وهذا التعريف.

شوّقتنا يا رجل، وجعلتنا نرددها بعد طول انقطاع. ونردد بعدها: ألا ليت الشباب يعود يوماً ... !!!

أستاذ ابراهيم ابويه،
أشكرك، ولا عدمناك.

تحياتي لك ولكل من مرّ هنا

.

من أجمل الموشحات و أكثرها انتشاراً.
شكراً-أستاذ ابراهيم-على هذا الاختيار الموفق.