الاعتداء على الأقصى كفر وما كان لسليمان عليه السلام أن يفعله
وما كفر سليمان ولكن الشياطين من الإنس والجن كفروا
ما كفر سليمان بالاعتداء على المسجد الأقصى باتخاذه دارًا لعبادة اليهود فيه.
فالاعتداء عليه كفر .. فبرأ الله تعالى سليمان من هذا الكفر ..
لكن الشياطين كفروا بتلاواتهم المتكررة في ربط الأقصى بسليمان وأن سليمان قد بنى هيكلاً لليهود فيه.
وما كان لسليمان عليه السلام أن يفعل ذلك وهو يعلم أن هذا المكان هو للأمة المسلمة القادمة.
: { وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ {102} البقرة.
والأقصى لم يسم بالأقصى إلا لأن الله تعالى أقصى أهل الكتاب عن اتخاذه دارًا للعبادة لهم.
فالأقصى من مادة "قصو" وهذه المادة لا تستعمل إلا للمبعد المتصل،
ومن قال بأن الأقصى سمي باسمه لبعده عن المسجد الحرام لم يراع خصوصية التسمية،
فليس المقصود بها البعد المجرد فقط، ولكنه بعد مقيد ببقاء اتصال.المكانين؛
كاتصال العدوة الدنيا بالعدوة القصوى.في غزوة بدر؛
: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى {42} الأنفال.
واتصال أقصى المدينة ببقيتها؛ كاللتان جاء منهما كل من الرجلين.
: {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى{20} القصص،
: {وَجَاء مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى {20} يس.
وانتباذ مريم مكانًا قصيًا ولدت فيه عيسى عليه السلام ثم عادت لقومها؛
: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا {22} مريم
والناقة القصواء هي التي يبقيها صاحبها أمام عينه ولا يسمح لها بالبعد الذي تغيب فيه عنه.
فكل من سكن في القدس اتصلوا بالمسجد الأقصى بسكناهم فيها،
لكن الله عز وجل أقصاهم عن اتخاذه مكانًا لعبادتهم.
فقد احتل الصليبون القدس ولم يتخذوا المسجد الأقصى دارًا لعبادتهم.
ومن قبل بنوا كنيستهم خارج حدود المسجد الأقصى ولم يعتدوا على أرضه..
بل وحرموا على اليهود أن يسكنوا في القدس حتى لا يكون لهم اعتداء عليه وعلى غيره.
وجعلوا ذلك شرطًا في تسليم القدس للمسلمين.
وعلى لسان علمائهم (جماعة ناطوري كارتا) فقد حذر داود عليه السلام اليهود من الاعتداء على المسجد الأقصى.
بل ولعنهم لعصيانهم واعتداءاتهم { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78} المائدة.
ولما سأل سليمان عليه السلام الله تعالى مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده؛ (لا لليهود ولا لغيرهم)، فكان بعيدًا عن الأرض المباركة مسيرة شهر للوصول إليها.
وفي فترة غيابه أرادوا الاعتداد على المسجد الأقصى فأصلح فسادهم بترميم السور.
ولكنهم أرادوا من بعده تكرير الاعتداء فكان الله لهم بالمرصاد
فأرسل عليهم نبوخذ نصر فشتتهم بالقتل والأسر والاستعباد وأخلى المدينة منهم.
ولما رجع بعضهم إليها ... بكوا عند جدار المسجد .. لأن هذا المسجد مكتوبًا لغيرهم وليس لهم .
فلمن إذن هذا المسجد ... إنه للأمة المسلمة التي لم تظهر في زمانهم
أمة دعا إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام أن توجد لإقامة الدين؛
: { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ {128} البقرة.
لأجل هذه الأمة سميت القدس أور سلم أو أور سليم أو أور سالم واليهود يقلبون السين شينًا؛
أي أنها مدينة الإسلام الذي لم يأت بعد ولم يظهر في زمانهم،
وهم يعرفون ذلك ... ولكنهم يتغابون .. لأن هذا الغباء هو الذي يوحدهم.
ولما جاءت هذه الأمة وظهرت فبنوا المسجد الأقصى داخل أسواره حيث حجز منذ القدم لهم.
والمسجد بأرضه التي يسجد عليها وليس ببنيانه ..
وإن كان الجبل الذي بني عليه المسجد الأقصى يسمى بالهيكل،
فالهيكل هو حامل البناء وليس البناء نفسه،
كالهيكل العظمي الذي يحمل أعضاء الإنسان والدواب وهيكل السيارة الذي يحمل كل أجزائها،
والجمل الهيكل الذي يستطيع حمل الأحمال الثقيلة.
فمن غباء اليهود أنهم يحفرون في الهيكل الذي أما أعينهم للبحث عن الهيكل الذي في مخيلتهم..
واليوم يخططون للاستيلاء على المسجد الأقصى
وبقاؤهم عنده مرهون ببقاء المسجد للمسلمين
فإن خرج من أيدي المسلمين .. فلن يكون لهم ولا لغيرهم
والله عز وجل لهم بالمرصاد ... كما كان لهم من قبل ...
والفرحة بالإجراءات الأخيرة هي صحوة موت قصيرة ...
وإني لأرى ما بعدها ليس ببعيد
رد: وما كفر سليمان بالاعتداء على الأقصى ولكن الشياطين كفروا
وكان اعتمادهم في تحقيق تلاوة الشياطين على ملك سليمان على أمرين؛
امتهان السحر ، وتحطيم الروابط الأسرية.
{يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {102} البقرة.
إن كان السحر يحدث اضطرابًا في الرؤية فترى الأشياء على غير حقيقتها،
فإن الأعلام اليوم والذي يسيطر عليه اليهود ومن يدور في فلكهم أكبر مؤثر في اضطرابات الرؤية للأحداث والأهداف والوسائل والمخططات على كل الشعوب المسيطرين عليها، وهذه لها مدارسها التي تعلم الخداع والتضليل للشعوب.
والأمر الثاني هو هدم الأسرة والتفريق بين الأزواج، بل صار العزوف عن الزواج وعن إنجاب ذرية لا منفعة منها، فسنت القوانين التي تحقق ذلك وتشجع عليه، فلا يكون للفرد ارتباط بأصل ولا فرع، ولا مال ولا مسكن حقيقي له، فيسهل التحكم فيه وفيه مجتمعه وتسخير كل قدرات وثروات لهم لصانعي الفساد ورعاته.
هذا الفساد هو يرفع صانعيه ويجعل لهم العلو في الأرض والتحكم بالناس فرادى وجماعات ومجتمعات
رد: وما كفر سليمان بالاعتداء على الأقصى ولكن الشياطين كفروا
