نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة .. كيف يكون هذا ؟!

نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة

موطأ مالك ت الأعظمي (2/ 337)
820/ 275 - مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ؛ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم "قَالَ: إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلَقُ فِي الْجَنَّةِ، حَتَّى يَرْجِعَهُ اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ".
وفي سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (5/ 337)
4271 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخبَرنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ" .
وفي مسند أحمد ط الرسالة (25/ 57)
15777 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ طَائِرٌ تَعْلَقُ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللهُ "
15778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي الشَّافِعِيَّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ" .
سنن النسائي (4/ 108)
2073 - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
صحيح ابن حبان - محققا (10/ 513)
4657 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: "نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرُدَّهَا اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" .
وهناك روايات في مصادر أخرى، وكل طرقها عن ابن شهاب عن عبد الرحمن،
ولم يرد هذا الحديث في الصحيحين

وفي الحديث علل خفية،

أولاً : أن لكعب بن مالك رضي الله عنه ابن اسمه عبد الرحمن بن كعب،
وحفيد اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، ووالده عبد الله بن كعب هو الذي لزم والده كعب بعد أن عمي وكان قائدًا له،
وفي الحديث تصريح "كان يحدث" وهذا القول لا يصدر إلا من سمع ذلك منه مرات عديدة، ولا يكون ذلك السمع إلا من طول المصاحبة، والمصاحبة هي كانت لولده "عبد الله" وليست للابن عبد الرحمن ولا للحفيد عبد الرحمن.
وصرح بأنه لم يسمع من جده، في بعض الأحاديث السابقة؛ " أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ".
وثانيًا : أنه يجوز نسبة الولد إلى أحد آبائه وتخطي والده؛ فالأب الوالد وما علا، والابن الولد وما دنا، كما نقول "ابن شهاب" وشهاب ليس والده إنما هو الأب الرابع له "محمد بن مسلم بن عبد الله بن عبيد الله بن شهاب. والمقصود أن عبد الرحمن من أبناء كعب. حتى ولو قال "حدثني عبد الرحمن بن كعب عن أبيه" بما يدل على السمع، ففي هذا الحديث انقطاع، ويكون ذلك من تدليس ابن شهاب بإسقاط "عبد الله" من السند. والشافعي والدارقطني يتهمونه ابن شهاب بالتدليس بإسقاط بعض الرواة .
وثالثًا : أنه لو كان لابن شهاب سماع من عبد الرحمن بن كعب عن أبيه كعب؛ لأغناه قوة السند بالإبن عن الرجوع إلى الحفيد الذي بلغه ما قال جده مما دل على عدم السماع منه.
ورابعًا : أنهم قد اختلفوا في سنة وفاة عبد الرحمن بن كعب؛ أهو في عهد سليمان أم في عهد يزيد بن عبد الملك، وبينهما عمر بن عبد العزيز، وهذه علامة على أنه لم يكن ذا شأن ليهتموا بموته،
وقد روى معبد بن كعب أصغر أولاد كعب عن أخويه عبد الله وعبيد الله ابنا كعب ولم يرو عن أكبر إخوته عبد الرحمن بن كعب.
وكذلك عبد الرحمن الحفيد روى عن والده عبد الله وعن عمه عبيد الله، ولم يرو عن عمه عبد الرحمن.
وفي رواية لابن شهاب؛ أخبرني عبد الرحمن وعبد الله ابنا كعب، أن سلمه،.. فجعل عبد الرحمن وعبد الله إخوة، فجرى تخطئة القول بالوهم وإنما هي الرواية عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، وإذا كان الزهري قد سمع من الاثنين؛ فالابن والحفيد هما ابنا كعب.
ولا يضر ذلك في صدق الحديث لأن مكان القطع معلوم؛ فهو قد أخذه عن والده "عبد الله" وعبد الله ثقة، ولكن لما كان هناك احتمال مهما كان ضئيلاً ؛أنه يكون قد سمعه من غير والده ولا يكون ثقة، فواجب الاحتياط في العقائد أكبر من العبادات، فالبخاري قد روى أحاديث عن ابن شهاب الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه كعب بهذا السند.... وبعض الرواة ليسوا من رجال الشيخين. ولهذا لم يذكر الحديث في الصحيحين. وقد يكون هناك عللاً أخرى عندهم.

النسمة : النفس والروح ،
ولكن لكل منها صفتها الخاصة؛

الروح من مادة "روح" وهي مستعملة فيما يبصر أثره ولا تبصر ذاته؛
ومن هذه المادة "الريح" حيث يبصر أثرها في تحريك الأشياء والإحساس ببرودتها أو حرارتها أو شدتها، ولا تبصر ذاتها، والرائحة كذلك، يحس بأثرها الطيب أو السيئ بحاسة الشم، ولا تبصر ذاتها،
والنفس تسمى بالروح ما دام يبصر أثرها في جسد صاحبها؛ بالحركة والتنفس والكلام والأكل، وما يدل على وجودها في الجسد، فإذا افترقت عنه انعدم أثرها فيه.
وتسمى الروح بالنفس لتمسكها بالجسد ولا تفارقه إلا بنزعها بالقوة من الجسد، وهي تتمسك بكل ما يحدث منها أو عليها في حياة صاحبها ففيها سجل حياته من مولده إلى موته.
والروح تسمى بالنسمة إذا كانت خارج الجسد، فهي لا تؤثر فيه فتسمى بالروح، ولا متمسكة به فتسمى بالنفس لأنها قد فارقته وانفصلت عنه،
والنسمة من مادة "نسم" وهي مستعملة فيما ضعف ولم يكن شديدًا قويًا، ومن النسيم للهواء الطيب الضعيف، ولذلك جاءت وصفً لروح المؤمن بالنسمة وهي في حال أضعف ما تكون فيه.
وقوة الروح في قوة الجسد الذي تنفخ فيه، تبدأ ضعيفة في جسد الجنين، وتزداد قوة مع العمر إلى اول الكهولة، ثم تبدأ بالضعف وتزداد ضعفًا في آخر العمر، ولا قوة لها خارج الجسد، ولا يكون لها فعل أو تتنقل من مكان لآخر، فهي لا تبعد عن الجسد بعد إخراجها منه، ولا تخرج من الجسد بنفسها، فتؤخذ وتلف وتحفظ بعد إخراج الملائكة مباشرة لها من الجسد.

أين تحفظ نسمة المؤمن؟

ومكان حفظها كما بينه الحديث ؛ طير أو طائر يعلق في شجر الجنة؛ وأجاز أبو عبيدة أن يقال للواحد: طير وجمعه طيور.
فكونه طيرًا؛ لا لشكله بل لأنه في موضع بعيد عن متناول أحد يكون له حكم عليه،
فالطير إنما سمي بالطير لأن في مفارقته الأرض وارتفاعه في السماء؛ يصبح بعيدًا عن التحكم فيه من قبل أي أحد.
والعمل سمي طيرًا؛ لأنه بعد قيام صاحبه به؛ لا حكم له عليه ولا سلطان، فقد ثبت العمل عليه كان خيرًا أو شرًا، وإن نسيه البشر فعند الله لا ينسى.
: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا {13} الإسراء
فالنسمة في مكان بعيد مرتفع لا تصل إليه الأيدي ولا سلطان لأحد من البشر عليه.
وكون النسمة تعلق في شجر الجنة؛ فهي ثابتة في مكانها لا تخرج منه،
وكل نسمة معلقة لوحدها؛ فهي لم تجمع ولم يركم بعضها على بعض،
وهي تعلق بشجر الجنة؛ أي في مكان مبتعد عن الأرض؛ فالشجر سمي بالشجر لأنه وقف على ساق فابتعد بأغصانه وورقه وثماره عن الأرض، خلاف النجوم من النبات التي تمتد على الأرض، أو تظل قريبة منها.

أي جنة تعلق نسمة المؤمن في شجرها؟

والجنة اسم مشترك لجنة الآخرة وحدائق الدنيا، وهي من مادة "جنن" وهي مستعملة في المعلوم المستور لأجل، ومنها الجنين المستور حتى الولادة ، والجن مستور في الدنيا مرئي في اللآخرة، وجنان الدنيا مستورة في بطون الأودية ثم صار الإنسان ينشئ أمثالها في الأماكن المكشوفة لما بنى السدود وحفر الآباء، والجنون يستر فيه العقل حتى يفيق.
والجنة هنا المكان الخفي التي تحفظ فيها نسم المؤمنين بعد الوفاة، وقد يكون هذا المكان في الجنة أو في غيرها ، وليس شرطًا أن يكون في جنة الآخرة،
فلا انتفاع لنسم المؤمنين من وجودهم في جنة الآخرة، فلا تنقل لهم، ولا هم في جسد يتنعمون به بنعيم الجنة إلى أن يبعثوا يوم القيامة ويردوا إلى أجسادهم، إلا أن جنة الآخرة مكان كريم لهم فقط إن كان الحفظ فيه.

الأحاديث التي وردت بأن نسمة المؤمن
في حواصل طير أو أجواف طير أو طير باطلة

أما الأحاديث التي ذكرت أنهم في حواصل طير في الجنة؛ فهي أحاديث باطلة، وفي سندها جميعًا إما متروك وإما ضعيف أو مجهول وواحد أو أكثر صدوق؛ وفي بعضها أن النبي كان يريد ألا يدفن عمه حمزة وتركه حتى يحشر من بطون الطير والسباع، والصحيح أن الإنسان يبعث بجسد جديد، فبنبت كما تنبت البذرة؛
وهي أحاديث لم تذكر في الصحاح والسنن والمسانيد.
الدعاء للطبراني (295) فيه : مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ كان يضع الحديث
في أحاديث في فضل الإسكندرية وعسقلان (62) : فيه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَرُوفٍ (مجهول الحال)
,المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي (286): فيه يَزِيدَ بن أبي زياد : ضعيف الحديث
تاريخ الطبري (616) : فيه محمد بن حميد التميمي : متروك الحديث
الطبقات الكبرى لابن سعد (2668) : فيه أسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ : صدوق يهم كثيرًا،
دلائل النبوة للبيهقي (1195) : فيه بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ : ضعيف الحديث ،
دلائل النبوة للبيهقي (1198) : فيه يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ضعيف الحديث،
المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 218) فيه : بَكْرُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، غير معتمدين

فهل جعلها مع يلتقطه الطير كرامة لها، والروح لا تتغذى إنما الغذاء للجسد لإبقائه قويًا محفوظًا، وهي بدون الجسد الذي فارقته.
وهل سيسبق بعث الطير والسباع قبل بعث حمزة وأمثاله من البشر، وهل ما يدخل حواصل الطير وبطون السباع يبقى فيها إلى الممات، ولا تتحول هو وهي ترابًا فتبعث معه.
وأمَّا أن تكون النسمة في طير دون ذكر الحواصل، فهذا امر باطل أن يجعل في جسد واحد روحان،
النسمة وروح الطير.
وإن أريد أن ما تحفظ فيه بشكل طير، فهذا جائز فالنسمة مما لا يبصر وقد يحفظ فيما يبصر كحفظها في جسد صاحبها في الحياة الدنيا.

تعلُق : تثبت في مكانها ولا تخرج منه ولا تقلع عنه،
تعلَق : تنشب وتثبت في مكانها ، وكلاهما فعل لازم
وتعلَّق : فعل متعدي يفيد بأن ثباتها في مكانها بفعل غيرها عليها وهم الملائكة الموكلون بهم، وليس بفعل نفسها.
والنطفة إلى ثبتت في جدار الرحم فهي علقة
ومادة "علق" مستعملة فيما نشب في شيء وثبت فيه

إقامة كعب بن مالك الحجة على أم مبشر
مسند أحمد ط الرسالة (25/ 55 - 57)
قَالَ: قَالَتْ أُمُّ مُبَشِّرٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ شَاكٍ: اقْرَأْ عَلَى ابْنِي السَّلَامَ، تَعْنِي مُبَشِّرًا، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللهُ لَكِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُسْلِمِ طَيْرٌ تَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَتْ: صَدَقْتَ، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ
فاستشهاد كعب بأن نسمة المؤمن تعلق في شجر الجنة؛ أي أنها تثبت في مكانها ولا تبرحه ... فأنى لها أن تلتقي بأحد ؟!
فأقرت له بذلك واستغفرت الله

نسمة المؤمن تسرح في الجنة .. لا يصح

البعث والنشور للبيهقي (ص: 153)

205 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ كَعْبًا الْوَفَاةُ أَتَتْهُ أُمُّ بِشْرِ بِنْتُ الْبَرَاءِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنْ لَقِيتَ فُلَانًا فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، فَقَالَ لَهَا: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ بِشْرٍ نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، حَيْثُ شَاءَتْ، وَنَسَمَةُ الْكَافِرِ فِي سِجِّينٍ» ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فَهُوَ ذَلِكَ " لَفْظُ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَفِي رِوَايَةِ الْمُحَارِبِيِّ: فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ طَائِرٌ خُضْرٌ تَعْلَقُ شَجَرَةَ الْجَنَّةِ؟، قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: هُوَ ذَاكَ "

هذا الحديث خالف ما هو أصح منه في الرواية السابقة
فكانت هي التي أقامت على كعب الحجة خلاف الأحاديث الأخرى
وهو مخالف لمعنى تعلق في شجر الجنة أنها ثابتة لا تفارق مكانها
وفيه إضافة؛ فوصف روح الكافر بنسمة الكافر وهو وصف يفيد اللطف خلاف أنفسهم التي زهقت عند الموت
ومحمد بن إسحاق كثير التدليس وفيه أقوال

اقرأ أيضًا

رزقك ما أقام أودك وحفظ بدنك
لاستمرار حياتك والقيام بواجباتك

واقرأ أيضًا
هل حقًا حرم الله على الأرض أجساد الأنبياء؟ .

واقرأ أيضًا

من هو الحي والميْت والميِّت ومن هو لا حي ولا ميت

اقرأ أيضًا
من هو الحي والميْت والميِّت والذي لا هو حي ولا ميت ؟...


واقرأ أيضًا
ما الحكمة في رؤية النبي لموسى عليهما السلام يصلي في ليلة الإسراء

واقرأ أيضًا

هل حقًا يرد النبي السلام على من يسلم عليه بعد وفاته؟!

واقرأ أيضًا
منكبي الكافر : النار والحميم اللذان يطوفون بينهما وليسا كتفيه

واقرأ أيضًا
هل حقًا الأنبياء أحياء في قبورهم ؟

121 - (1887) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، جَمِيعًا، عَنِ الْأَعْمَشِ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً»، فَقَالَ: " هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا " صحيح مسلم

هذا الحديث رواه مسلم ولذلك لا بد للوقوف عليه لبيان ما فيه من إشكال
من حيث السند فإن الأعمش عنعن عن عبد الله بن مرة ،
والأعمش مشهور بالتدليس بإخفاء أسماء بعض الرواة
والأعمش قد توفي بعده بسبع أو ثمان وأربعين سنة
فاحتمال أن يكون بينهما راوٍ لم يشأ الأعمش أن يذكره لعلة فيه

قال أحمد بن حنبل في الأعمش:
رجل أهل الكوفة، ومرة: في حديث الأعمش اضطراب كثير
وقال الذهبي في الأعمش:
الحافظ أحد الأعلام، يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به
فمتى قال حدثنا فلا كلام
ومتى قال عن تطرق اليه احتمال التدليس
الا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فان روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال، ومرة: محدث الكوفة وعالمها،

وليس ابن مرة منهم
أما من حيث المتن فهناك عدة إشكاليات
فكيف يكون في جسد واحد روحان وقد نسب الفعل للروح [وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا،] ؟!
وكيف توضع الروح مع الطعام الذي يأكل الطير ؟!
وكذلك فإن الروح تحس بما ينقل إلى الدماغ من الإحساس كان لذة أو غير ذلك وليس من المعده مباشرة
وتتحكم بالجسد من الدماغ وليس من المعدة

لأجل هذا نتوقف عن هذا الحديث ... فقد لا يفطن العالم لما في الحديث من إشكاليات
وخاصة أن البخاري لم يرو هذا الحديث وهو أفقه وأبصر بالأحاديث من مسلم على قدره، وقد أقر له مسلم بذلك