أبو بكر الصديق إمام العترة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم
أبو بكر الصديق إمام العترة النبوية

نقلت المراجع العديدة وكتب اللغة مستشهدة بأن العترة غير محصورة بالنسب الأدنى، والنقل من تاج العروس؛
"قول أَبي بَكْر رضي الله عنه "نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عليهِ وسَلّمَ التي خَرَجَ منها، وبَيْضَتُه التي تَفَقأَتْ عنه، وإِنّمَا جِيبَت العَرَبُ عَنَّا كما جِيبت الرَّحَي عن قُطْبِها"
قال ابنُ الأَثِيرِ: لأَنّهم من قُرَيْش. والعَامّةُ تَظُنّ أَنَّهَا وَلَدُ الرَّجُلِ خاصَّةً، وأَن عِتْرَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَلَدُ فاطِمَةَ رضي الله عنها، هذا قول ابن سيده.
ومنه حَدِيثُ أَبي بَكْر رَضْيَ اللهُ عنه "قال للنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم حينَ شاوَرَ أَصحابَه في أُسَارَى بَدْر: عِتْرَتُك وقَوْمُك" -أَرادَ أصلك وقومك على التعميم، وعلى التخصيص- أراد بعِتْرَتِه العَبَّاسَ ومَن كانَ فيهِم من بني هَاشِم، وبقَوْمِه قُرَيْشا" ليستعطفه عليهم، فيبقيهم ويقبل الدية منهم.
"العِتْرِةُ: نَسْلُ الرَّجُلِ وأَقْرِباؤُه من وَلَدٍ وغَيْرِه. قيل: عِتْرَةُ الرَّجُلِ: رَهْطُه وعَشِيرَتُه الأَذْنَوْنَ، أَي الأَقْرَبُونَ مِمَّنْ مَضَى وغَبَرَ،
وقال أَبو عُبَيْد، وغَيْرُه: وعِتْرَةُ الرَّجُلِ، وأُسْرَتُه، وفَصِيلَتُه: رَهْطُه الأَدْنَوْن.
وقال ابنُ الأَثِيرِ: عِتْرَةُ الرّجُلِ: أَخَصُّ أَقارِبِهِ.
وقال ابنُ الأَعرابيّ: عِتْرَةُ الرجلِ: وَلَدُه وذُرِّيّتُه وعَقِبُه من صُلْبِه،"
وإنما سموا بالعترة لأنه يتأثرون به، ويستجيبون له عند الاستنجاد بهم، وينتصرون له، وأشدهم عصبية له من كان أكثرهم قربًا منه.
وهذا الأمر يصح مع أي رجل له مكانة بين قومه،
وفي النظام القبلي فإن عترة الرجل كل قبيلته لأنها هي التي تحميه وتدافع عنه أمام القبائل الأخرى، والقبيلة تتكون من عشائر عدة.
وعند الخلاف بين العشائر تكون عشيرته هم عترته،
وعند اختلاف الفصائل تكون أسرته ورهطه الأدنون هم عترته ،
فالعترة تتحدد بمن يمدهم ويمدونه، ويقفون معه، ويقف معهم،
لذلك تباين قول علماء اللغة في تحدي المقصود بالعترة،
ولكن الأمر مع النبي صلى الله عليه وسلم مختلف جدًا؛ فهو يحمل دعوة دينية وليس دعوته قبلية، أو أسرية؛
فالمهتم بأمر صلى الله عليه وسلم؛ هم جل أصحابه وأتباعه؛
منهم من كان من أقربائه الأدنين؛ كعلي وحمزة والعباس رضي الله عنهم،
ومنهم من قبيلته وعشائر قريش؛ كابي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير رضي الله عنهم،
وقبائل قريش كلها ترجع في نسبها إلى أب واحد،
ومنهم من لم يكن من أهل مكة كلها، وخاصة الأنصار؛ أهل المدينة من الأوس والخزرج، ومن لحق بهم من قبائل العرب،
ومنهم لم يكن عربيًا في الأصل؛ كسلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي،
أو كان نصرانيًا أو يهوديًا فأسلم وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم،
وكلهم جميعًا ممن تفانى في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستجابة لأمره، والدفاع عنه،
والصبر على المشقة والجوع والخوف بجانبه، وقاتلوا فيه الآباء والأبناء والعشيرة،
فهم بحق عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين حفظوا ميراث النبوة،
وكان مسكن غالبيتهم في المدينة المنورة؛ ففيها تربوا على يديه، وأخذوا من علمه وخلقه عليه الصلاة والسلام.
ولهذا الحال كان خلط بين عِترة النسب

جزاكم الله كل خير وبارك بكم أستاذنا الكريم

الأحاديث التي لم تربط العترة بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم :
الحديث الأول : 10791 حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا مَطَرٌ وَالْمُعَلَّى عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُمْلَأُ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا * أحمد
الحديث الثاني 11238 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُمْلَأُ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا * أحمد
الحديث الثالث :2080 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِي الْمُزَنِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَكُلُّ نَبِيٍّ كَانَ الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللَّهِ وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُعِزَّ بِذَلِكَ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ وَيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ وَالْمُسْتَحِلُّ لِحُرُمِ اللَّهِ وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي وَهَذَا أَصَحُّ * الترمذي
الحديث الرابع : 10887 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا * أحمد
الحديث الخامس : 3452 روى أحمد في حديث طويل عن استشارة النبي صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر من قريش فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ عِتْرَتُكَ وَأَصْلُكَ وَقَوْمُكَ تَجَاوَزْ عَنْهُمْ يَسْتَنْقِذْهُمُ اللَّهُ بِكَ مِنَ النَّارِ * أحمد
الحديث السادس : 18508 حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ دَاخِلٌ عَلَى الْمُخْتَارِ أَوْ خَارِجٌ مِنْ عِنْدِهِ فَقُلْتُ لَهُ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ قَالَ نَعَمْ *أحمد

أحاديث ذكرت الثقلين ولم تذكر العترة وهي أحاديث صحيحة
وبين فيهما الرسول صلى الله عليه وسلم أ نه ترك ثقلين ثابتين تحفظ بهما الأمة ونوه عليه الصلاة والسلام على أولهما وهو كتاب الله والحث على الأخذ به فمن أخذ بكتاب الله أخذ بسنة رسول الله ومن ترك كتاب الله ترك سنة رسول الله ومن أنكر سنة رسول الله في العلن أخفى إنكاره لكتاب الله الذي بين أيدينا ولما كانت مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم تنتهي بوفاته ولا تورث لأهل بيته من بعده أوصى صلى الله عليه وسلم بأهل بيته وكرر على الوصية وشدد لأن إكرام آله عليه الصلاة والسلام من إكرامه وبقاء الإيمان عنده ولم يأت في هذه الأحاديث الصحيحة ذكر العترة
الحديث الأول : 4425 عن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ وفي رواية أخرى (هُوَ حَبْلُ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ عَلَى الْهُدَى وَمَنْ تَرَكَهُ كَانَ عَلَى ضَلَالَةٍ) ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بيتي * مسلم
الحديث الثاني : 18464 قال :زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فِينَا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَأُجِيبُ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ قَالَ نَعَمْ * أحمد صحيح رواة ثقات
الحديث الثالث : 3182 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَتَمَسَّكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَخُذُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَيْهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلَ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ * الدارمي

أحاديث ربطت بين العترة وأهل البيت وكلها لا يوثق بها والطعن فيها يشمل واحدًا من أمور ثلاثة أوكلها :
أولاً :أن لفظ الثقلين لا يطلق إلا على أمرين متجانسين كالمعدنين الثمينين الذهب والفضة أو مكلفين بالعبادة ومحاسبين عليه كالإنس والجن أو كتابين من عند الله أحدهما اللفظ والمعنى من الله والثاني المعنى من الله واللفظ من رسوله فلا يصح إطلاق اللفظ على كتاب وعلى فئة من الناس وكذلك الجمع لاثنين بلفظ واحد أن يكونا من جنس واحد أو حملتا صفة واحدة 0
ثانيًا : أن تخصيص العترة بأنهم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لوحدهم واستثناء غيرهم لا يصح إلا بقرينة مما بيناه في استعمال العرب وأسباب هذه التسمية
وثالثًا : أنهما لن يفترقا حتى يردا على النبي صلى الله عليه وسلم الحوض فهل كتاب الله شخص له ذات سترد على النبي صلى الله عليه وسلم وسيشربا من حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
ورابعًا : أن كتاب الله حبل الممدود بين السماء والأرض فهل يعني هذا أن جزء منه ما زال في السماء ولم يكتمل نزوله؟ وهل كتاب الله جاء من عند الله أم من السماء ؟ أم أن السماء من أسمائه تعالى ؟ أم أن هذه العبارة زيدت ممن لم يحسن حبكها لحاجة في نفسه ففضحته ؟
الحديث الأول : 3720 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَالْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا قَالَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ * الترمذي
عطية قالوا فيه ؛ يحيى بن معين : صالح محمد بن سعد : ثقة إن شاء الله وله أحاديث صالحة أحمد بن حنبل ضعيف الحديث أبو زرعة الرازي : لين أبو حاتم الرازي : ضعيف يكتب حديثه أبو داود السجستاني : ليس بالذي يعتمد عليه
الحديث الثاني : 10681 حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُلَائِيَّ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ * أحمد
أَبُو إِسْرَائِيلَ يحيى بن معين : ثقة ومرة صالح الحديث أبو زرعة الرازي : صدوق في رأبه غلو أبو حاتم الرازي حسن الأحاديث له أغاليط يعقوب بن سفيان : ثقة أحمد بن حنبل : يكتب حديثه خالف في أحاديث يحيى بن معين : ضعيف
عَطِيَّةَ : قالوا فيه ؛ يحيى بن معين : صالح محمد بن سعد : ثقة إن شاء الله وله أحاديث صالحة أحمد بن حنبل ضعيف الحديث أبو زرعة الرازي : لين أبو حاتم الرازي : ضعيف يكتب حديثه أبو داود السجستاني : ليس بالذي يعتمد عليه
الحديث الثالث : 10707 حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّ
اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُونِي بِمَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا * أحمد
مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ : ؛ يحيى بن معين : ضعيف أحمد بن حنبل : لا بأس به أبو زرعة الرازي : صالح العجلي : ثقة ابن حبان : ذكره في الثقات وقال : يخطئ النسائي : ليس بالقوي
عَطِيَّةَ : سبق تضيفه الحديث الرابع : 10779 حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي أَلَا إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ * أحمد وفيه عطية
الحديث الخامس : 11135 حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ * أحمد وفيه عطية

الحديث السادس : 3718 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ الْأَنْمَاطِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي سَعِيدٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَالَ وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ قَدْ رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ * الترمذي
زيد بن حسن الأنماطي ؛ قال عنه ابن حبان : وثقه أبو حاتم الرازي : منكر الحديث الذهبي : ضعيف
الحديث السابع : 20596 حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَوْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ * أحمد
شَرِيكٌ : أحمد بن حنبل : صدوق يحيى بن معين صدوق ثقة إذا خالف فغيره أحب إلينا منه أبو حاتم الرازي : صدوق له أغاليط أبو داود السجستاني:ثقة يخطئ صتلح جزرة:صدوق ولما ولي القضاء اضطرب حفظه يحيى بن سعيد القطان: رأيت في أصوله تخليطًا
الحديث الثامن : 20667 حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ جَمِيعًا * أحمد فيهما أقوال
الحديث التاسع : 3735 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ عَنْ زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَسَمِعْتُ أَبَا الْمَلِيحِ يُثْنِي عَلَى عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ وَيَذْكُرُ مِنْهُ صَلَاحًا * أبي داود
علي بن نفيل ؛ أبو حاتم الرازي : لا بأس به ابن حبان وثقه العقيلي : لا يتابع حديثه في المهدي ولا يعرف
أقول والعلم لله أن العترة لم يرد ذكرها في حديث تطمأن له النفس فالأحاديث الخمسة الأول ذكر فيها عطية العوفي ممن رمي بالتشيع والتدليس لنصرة مذهبه وفي السادس : زيد بن حسن الأنطاكي وهو ضعيف ومنكر الحديث وفي السابع والثامن شريك الموصوف بالخطأ والأغاليط والتخليط والاضطراب عند أربعة من أئمة الحديث أما الحديث التاسع فقال العقيلي عن علي بن نفيل لا يتابع حديثه في المهدي ولا يعرف
هذا ما ورد في أحاديث العترة والثقلين عند أهل السنة واحتجاج الشيعة على السنة من كتبكم يا أهل السنة يا حماة هذا الدين وحصنه المنيع أما أحاديثهم فهم يعلمون أنها لا تصلح للاحتجاج بها عندنا؛
فالحذر الحذر من التغرير بكم لتكونوا من الجاهلين لتعزلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه وأزواجه وبقية آله، ثم تتدعوا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كرهتم كل من أحب رسول الله وأحبوه، ونصروه وتتمنوا بعد ذلك على الله الأماني، وأنى لمن يكون كذلك أن يجد رائحة الجنة أو يشرب من حوضه صلى الله عليه وسلم
وقد ربط في الحديث بين تارك السنة والمستحل من عترتي ما حرم الله تعالى
فالذين تركوا السنة هم الذين استحلوا الطعن في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما

لم يلق دين ما لاقاه دين الإسلام من العداوة من أول يوم أعلن عنه للناس؛ ابتداء بأبي لهب، وحتى يومنا هذا؛
فكانت العداوة للقرآن الكريم كتاب الله تعالى، وللنبي المرسل به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه وأتباعه الذين آمنوا به رضي الله عنهم، ولولا قوة هذا الدين وتمكنه من نفوس المؤمنين، وثباتهم عليه لاندثر، ولما بقي هناك فئة بالحق عليه ظاهرين0
قالوا عن كتاب الله بأنه أساطير الأولين، واكتتبها عن الأعجميين؛ (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(5) الفرقان، (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ(103) النحل.
ولما تحداهم القرآن بأن يأتوا بكتاب مثله، ثم أقل من ذلك بعشر سور، ثم بأدنى من ذلك بسورة واحدة، وفيه من السور ما خط بسطر واحد؛ كسورة الكوثر عجزوا عن ذلك؛ وهم أهل اللغة والفصاحة وأئمتها.
فلما عجزوا وهم ما هم ! كان غيرهم ممن فسد لسانه وطبعه بعدهم أعجز، ومن لم يكن لسانه عربيًا هو أشد عجزًا، والتحدي قائمًا إلى يوم القيامة فيما يعرفه البشر ويمارسونه في حياتهم اليومية من الكلمات والحروف؛ ليشمل التحدي كل البشر لا يستثنى من ذلك إلا الصم البكم، والطفل الرضيع، والشيخ الذي ذهب عقله، والمجنون 000
ولقد اتهم الرسول صل الله عليه وسلم بالجنون، والسحر، وبأنه مسحور، وبأنه كاهن، وبأنه شاعر، وبأنه كاذب00
وهم يكذبون بعضهم بعضًا فيما نسبوه إليه صلى الله عليه وسلم كما فعل الوليد بن المغيرة أحد رؤوس الكفر فيهم 00
وعقدوا المجالس لاختيار أي الأساليب أنفع في صد العرب عن محمد صلى الله عليه وسلم، والرسالة التي جاء بها 00
ثم جاء بعد ذلك دور المنافقين في المدينة وأهل الكتاب في العداوة؛ وخاصة اليهود الذين شاركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى المدينة بعد هجرته عليه الصلاة والسلام إليها، وهم الذين قد سبقوه إليها لاستقباله ونصرته عندما يبعث،
فإذا هم ألد أعدائه إلا قليل أنقذهم الله من ذلك بصدقهم وتصديقهم بما جاء في كتبهم 00
وكشروا عن أنيابهم بعد بدر وحاولوا قتله، وفتنة الأنصار بتذكيرهم ما كان بينهم في جاهليتهم،
وتجميع الأحزاب للنيل منه عليه الصلاة والسلام، والقضاء على الإسلام،
والتشكيك في رسالته بإثارة الأسئلة المريبة، والسؤال عن قصص مجهولة للناس،
وبالإيمان أول النهار والكفر آخره ليظهروا للناس أن وقعوا على كذب وبهتان اطلعوا عليه ليزرعوا الشك في قلوب المؤمنين بهذا الدين ...
فلم ينالوا من ذلك إلا القتل والتشريد، والإخراج من جزيرة العرب إلى يوم الدين0
وكما ظن كفار قريش أن الدين سينتهي بموت الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن أبا أحد من الرجال، وقد وصفوه بأنه أبتر،
كذلك كان ظن المرتدين وأهل الكتاب،
فلما نهض لهم أبو بكر رضي الله عنه؛ الخليفة الأول من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين من المهجرين والأنصار؛
فثبت الإسلام، وقلع الكفر والشرك من جزيرة العرب، وردهم إلى الإسلام،
ونهض إلى أعظم دولتين في تلك الأيام؛(الفرس والروم) وأرسل الجيوش تلو الجيوش، وتحقق النصر تلو النصر،
وأتم الفتح من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ الخليفة الثاني بعد رسول الله صل الله عليه وسلم؛ فثبت الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها،
وكان جراء ذلك الحقد على العمرين ظاهرًا وباطنًا أشد ما يكون؛
من شعوبين اندثرت دولهم،
أو أهل كتاب ضاع ملكهم ومكانتهم لثبات الإسلام في الأرض على أيديهما،
وجعلا له دولة عليا تدافع عنه وتجاهد في سبيل الله لتوصيل الإسلام للناس أجمعين 0
ولم يكن لليهود الذين تستروا بالإسلام ظاهرًا، ويخفون تحته يهوديتهم، وحقدهم على الإسلام والمسلمين، وعلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم خاصة؛
إلا أن يبتدعوا الأساليب والخطط للقضاء على هذا الدين، والانتقام لقتلاهم من بني قريظة خاصة بسيفي علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما؛ ابني عم وعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما حل بهم عامة00
وكان من تلك الأساليب الكثيرة في خطتهم والتي حملها أتباعهم بعلم وغير علم ؛
هو عزل دور الصحابة في هذا الدين00 ولماذا ؟
لأن القرآن المعجز لا يمكن إبطاله بنص مثله وقد عجز فصحاء العرب عن ذلك
وثانيًا أن دولاً كبرى لم تستطع أن تصمد أمام المسلمين فلا بد من التوجه إلى نخره وهدمه من داخله 0
لقد كره اليهود وعادوا جبريل عليه السلام لأنه أنزل القرآن على أحد الأميين، ولم ينزله على أحد اليهود،
وأنه أخرجهم من هذا الأمر وحرمهم فضله كيهود وكأن الأمر بيد جبريل عليه السلام 00
فقد كره اليهود أيضًا وحقدوا على الصحابة صلى الله عليه وسلم لاتباعهم المصطفى عليه الصلاة والسلام، وتمسكهم بما جاء به،
واشتد حقدهم لما حافظوا على هذا الدين، وحاربوا الدنيا من أجله، وبذلوا أنفسهم وأموالهم رخيصة في سبيله 00
وكان اختيار الصحابة هدفًا لمكرهم كان اختيارًا شيطانيًا 00
لأنه متى أسقطت الصحابة سقط الدين بسقوطهم؛
فهم الذين حملوا الدين؛ فحملوا القرآن في قلوبهم، وأقاموا ليالهم بتلاونه، وطبقوا شرائع الدين وسنن نبيهم بأفعالهم 00
فإذا سقط الصحابة فلا القرآن قرآن، ولا السنة سنة،
واللعب بالناس وبدين الله يهون كما يشاءون، وكما فعلوا في الكتب السابقة 00
وساعد اليهود في هذا الشأن شعوبيون حقدوا على العرب 00 فكيف أصبحوا سادة الدنيا وحكامها بهذا الدين؟!
وهم بالأمس القريب لا يرونهم إلا همجًا حفاة عراة، أو ممن ذلوا فرضوا أن يكونوا تحت حكم غير العرب 00
ولم يعرفوا أثر هذا الدين في تغيير النفوس،
وأن العرب رضوا بعز في صحاريهم مع قلت الخيرات على الذل التي كانت تعيشه الشعوب تحت حكم الفرس والروم من حولهم مع كثرة الخيرات 00
فكان طريقهم للقضاء على الإسلام هو أن يسقطوا أولاً حملته للناس وهم الصحابة رضي الله عنهم،
ولن يتحقق لهم ذلك إلا بجعل الدين الذي أرسله الله للناس أجمعين وللإنس والجن هو دين أسرة النبي صلى الله عليه وسلم، والناس لهم تبعًا،
والمناداة بالفضل لآل النبي صلى الله عليه وسلم دون العرب ولا يشاركهم فيه أحد ولا يحق لهم ذلك،
وكأن النبوة ملك متوارث وهذا الفضل متوارث ولا لأحد الحق الدخول فيه،
ولموافقة الصحابة تعيين الخلفاء الثلاث الأول لقيادة الناس بهذا الدين؛ وخاصة أبو بكر وعمر من غير آل محمد فقد كفروهم،
وبردت قلوبهم قليلا على عثمان رضي الله عنه لأنهم نالوا منه بقتله في فتنتهم 00
وانتقل مكرهم هذا إلى وضعه في أحاديث مختلقة من وضع الكذابين الذين جعلوا عترة الرسول صلى الله عليه وسلم محصورة على آل محمد فقط لا غير 00
وبأن الدين يحفظ بكتاب الله والعترة بمفهومهم وهو ما لم تنص عليه الأحاديث الصحيحة 00
وثانيًا دعوة من كان من ذرية محمد صلى الله عليه وسلم للثورة والمطالبة بحق مزعوم،
...........

وثانيًا دعوة من كان من ذرية محمد صلى الله عليه وسلم للثورة والمطالبة بحق مزعوم،
ثم التخلي عنهم ليلاقوا مصيرهم ليشفوا غليلهم للانتقام لقتلاهم من الرسول صلى الله عليه وسلم في ذريته؛
كما حصل مع علي وولديه الحسن والحسين رضي اله عنهم، ومع من ثار من ذريتهما في زمن الدولة الأموية والعباسية،
ولقد حذر محمد بن الحنفية الحسين رضي الله عنهم من الخروج إليهم؛ وقال له: لقد قتلوا أبانا، وحاولوا قتل أخانا، فلا تخرج إليهم، فأبى الحسين إلا الخروج لينفذ قدر الله فيه،
وقال معاوية رضي الله عنه؛ يقتل الحسين الذي قتل أباه ... وقد حدث ذلك .. فكان إخراج الحسين من المدينة استدراجًا منهم له لقتله؟،
وقد أكون مع من يقول: أن البكاء على قتلى كربلاء لم يكن في بادئ الأمر هو بكاء على قتل الحسين، بل البكاء على أنه لم يقتل ويفنى فيها جميع ذرية النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما بكى من لا يدري أن مصيبته في دينه أعظم من مصيبة المسلمين وآل محمد في استشهاد الحسين رضي الله عنه ومن معه ..
قالوا فلتكن سنة دائمة تفرق جمع المسلمين، وتجلب إلينا من يقع في شباكنا.
ولخطورة هذا الأمر كان لا بد من التنويه على أمور وبيانها ليحذر من يراد خداعه :
أولها : أن شرع الله جاء بصورة كتاب من الله؛ وهو القرآن الكريم، وفعل من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سنته، وأكثرها تفسيرًا وتطبيقًا لأوامر الله ونواهيه التي جاءت في القرآن الكريم، والتفريق بينهما هو إضاعة للدين يسعى إلى ذلك من لا دين له 0
فقد جاء في صحيح البخاري برقم 5476 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ عَبْدُاللَّهِ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى مَالِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) * فجعل اللعن من الله واللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء عند الدارمي ورواة كلهم ثقاة برقم 589 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ حَدَّثَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا يُخَالِفُ هَذَا قَالَ أَلَا أُرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُعَرِّضُ فِيهِ بِكِتَابِ اللَّهِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْكَ *
1395 حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك أَنَّهم بَلَغَهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ * موطأ مالك رواته ثقاة
وجاء في مسند أحمد ورواة كلهم ثقاة برقم 16546 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ * أحمد رواته ثقاة
153 أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَنْ أَحْدَثَ رَأْيًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْرِ عَلَى مَا هُوَ مِنْهُ إِذَا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ * الدارمي : رواته ثقاة
وثانيها : أن من اعتقد أن الدين لم يكتمل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأن تمامه عند غيره فقد كذب الله في كتابه وخرج من ملة الإسلام وإن ادعى ذلك قال تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) المائدة
فقد جاء في سنن الترمذي حديث حسن صحيح*برقم 1332 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا مُطَرِّفٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ عِنْدَكُمْ سَوْدَاءُ فِي بَيْضَاءَ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا عَلِمْتُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ ) الترمذي
581 حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَطَبَنَا عَلِيٌّ رَضِي اللَّهم عَنْهم فَقَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللَّهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ فَقَدْ كَذَبَ *رواه أحمد
وثالثها : أن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستوعبها كلها أحد من الصحابة فربما قال الرسول صلى الله عليه وسلم قولا أو فعل فعلا وبين مسألة ولم يحضر ذلك إلا العدد القليل وكان غيرهم من هو في بيته أو في السوق أو في سفر وقد حفظ الله سنة نبيه بكثرة أتباعه الذين لم يكن لهم مثيل بكثرة العدد وثمار تربية الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم من الخلق والأمانة والحفظ ومنهم من تفرغ للبقاء بجانب النبي يتابعه ويحفظ عنه
فقد جاء في صحيح البخاري برقم 115 حَدَّثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ) إِلَى قَوْلِهِ ( الرَّحِيمُ ) إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ وَيَحْضُرُ مَا لَا يَحْضُرُونَ وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ * صحيح البخاري

ورابعها : أن الأفضلية في الأمة كانت للأعلم بالسنة بعد أقرؤهم لكتاب الله مما جاء في ذلك أحاديث عديدة
فقد روى مسلم برقم 1078 و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي خَالِدٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا ) مسلم
وخامسها : أنه من ظن أن من جاء بعد الصحابة هم أصدق لهجة وثباتًا في الدين ممن عاش الخوف وذاق الجوع مع الرسول  وقاتل فيه الأب والابن والأخ والأقارب والعشيرة ومن ضحى فيه بالمال والبيت والأهل والولد وثبت بعده يدافع عن هذا الدين وميراث النبوة فقد استشهد في حياة الرسول بضع مئات قليلة في هذا الدين واستشهد منهم بعد وفاته عشرات الآلاف لم يرهبهم كثرت المرتدين ممن لم يكن لهم صحبة مع رسول الله ولم ترهبهم فارس والروم اللتان طالما أرهبتا الأمم الكثيرة والعرب خاصة فمن ظن ذلك فقد باء بسوء الفهم والتقدير وابتلي في نفسه وعقله ودينه 0 وقوله : خير القرون قرنهم هذا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم 00)
وسادسها : أن الذي نقل عن رسول الله وبلغ عنه رجال ومن نقل عن غيره مهما بلغوا من الشرف والفضيلة ولن يبلغوا شرف وفضل النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته هم أيضًا رجال والتفضيل يكون بين رجال النبي ورجال من جاءوا بعده فرجال النبي شهد الله لهم في كتابه في عشرات المواضع وأي شهادة أعظم من شهادة الله وشهد لهم رسوله ومات وهو راض عنهم وشهدت لهم الأمة وأولئك لم يشهد لهم أحد إلا 00
وسابعها : من ظن أن غير رسول الله يربي أتباعه أفضل مما ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتباعه فقد باء بغضب من الله ولاحقته لعنة الله فمن جهل هذا الأمر ولم يستطع إدراكه فقد حكم على نفسه أنه من الجاهلين واتبع غير سبيل المؤمنين 0
وثامنها : أن العلم الذي نقله الصحابة عن رسول الله انتشر في الأرض وحملته الأمة كلها وبه قامت مجالس العلم من الأندلس وشمال إفريقيا إلى حدود الصين شرقًا في زمن قصير كمن جاء به عصبة تخبئ رؤوسها ولا تخرج به إلا في الفتن في بقع قليلة من الأرض ليس لها فضل جهاد إلا مجاهدة الدين وليس لها فضل في نشر الدين في الأرض إلا في إغواء وإضلال الجاهلين بهم والغافلين عنهم من العباد 00فقل لي بربك عن أي الفريقين تأخذ علمك ودينك إن كنت من العقلاء المهديين؟ 0
وتاسعها: يجب عليك أن تعرف من هم العترة الذين جاء ذكرهم في أحاديث عديدة وحاول الجاهلون بها إلغاء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإلغاء دور الشاهدين والناقلين لهذه السنة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ولماذا وصفوا بأنهم عترة ؟ وما ميزان الأحاديث التي ذكرتهم في ميزان أهل الحديث ؟

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل الجلبي

جزاكم الله كل خير وبارك بكم أستاذنا الكريم

---

وجزاكم الله تعالى بكل خير وأحسن الله إليكم
وبارك الله فيكم وزادك الله من علمه وفضله

1 - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما افتتح مكة وأتاه أناس من قريش فقالوا يا محمد إنا حلفاؤك وقومك وإنه قد لحق بك أبناؤنا وأرقاؤنا وليس بهم رغبة في الإسلام وإنما فروا من العمل فارددهم علينا فشاور أبا بكر رضي الله عنه في أمرهم فقال صدقوا يا رسول الله فتغير وجهه فقال يا عمر ما ترى فقال مثل قول أبي بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش ليبعثن الله عز وجل عليكم رجلا منكم امتحن الله عز وجل قلبه للإيمان ليضرب رقابكم على الدين فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه خاصف النعل في المسجد قال وكان قد ألقى إلى علي عليه السلام نعله يخصفها قال وقال علي أما إني سمعته يقول لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم: 10/231
خلاصة الدرجة: رواته عدول أثبات


--------------------------------------------------------------------------------

2 - لما كان يوم بدر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسارى ، فقال : ما ترون ؟ فقال عمر : يا رسول الله ! كذبوك وأخرجوك اضرب أعناقهم ، فقال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله ! أنت بواد كثير الحطب فأضربه نارا ثم ألقهم فيه ، فقال العباس : قطع الله رحمك ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! عشيرتك وقومك ، وأهلك تجاوز عنهم فينقذهم الله بك من النار ، قال : ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن قائل يقول : القول ما قال أبو بكر ، ومن قائل يقول : القول ما قال عمر ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما قولكم في هذين الرجلين ؟ إن مثلهم كمثل إخوة لهم كانوا من قبلهم ، قال نوح : ? رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ? وقال موسى : ? ربنا اطمس على أموالهم ? وقال عيسى : ? إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ? وقال إبراهيم : ? فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ? وأشهد الله ليشهد قلوب الرجال فيه حتى تكون ألين من اللين ، وإن بكم عيلة فلا يتفلت منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق ، قال عبد الله : فقلت : إلا سهيل بن بيضاء ، قال عبد الله : وكنت سمعته يذكر الإسلام ، فسكت فجعلت أنظر إلى السماء متى تقع على الحجارة ، فقلت : أقدم القول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال : إلا سهيل بن بيضاء
الراوي: عبدالله المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 4/230
خلاصة الدرجة: غريب من حديث أبي عبيدة


--------------------------------------------------------------------------------

3 - قال أبو بكر : يا رسول الله عترتك وأصلك وقومك تجاوز عنهم يستنقذهم الله بك من النار قال : وقال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله أنت بواد كثير الحطب فأضرمه نارا ثم ألقهم فيه فقال العباس : قطع الله رحمك
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/229
خلاصة الدرجة: إسناده منقطع



عن الدرر السنية : البحث عن (عترتك وقومك)

أخي الكريم الفاضل نبيل الجلبي
أشكركم على جهدكم في البحث وبارك الله فيكم ولكم
ولقد راجعت الدرر السنية فوجدت فيها أيضًا أكثر من مائة حديث مخرج عن العترة
وليس كل الأحاديث واردة في الدرر السنية
وجزاكم الله بكل خير

حتى تحفظ نفسك وذريتك مما يكاد لك ..
لو قيل لأحد الناس بأن في بيتك كتاب ليس فيه قول صحيح، وما فيه مخالف للحقيقة، وقارئه يبتلى في دينه …
وعندك أولاد تتمنى لهم خيري الدنيا وآلآخرة، وألا يعملوا عملا ليس فيه رضا لله تعالى ..
فماذا ستفعل بالكتاب ؟؟؟
العاقل سيقول إن كان بجانبي موقدًا فسألقيه فيه حتى لا يبقى منه أثر،
أو أمزقه حتى لا تبقى فيه جملة واحدة .. ولن أبقي هذا الخطر في بيت لحظة واحدة ،
كتاب عند الشيعة بمثابة صحيح البخاري عن أهل السنة
تحدى علماء من السنة ومنهم عبد العزيز الدوسري على قناة المستقلة أن يأتوا بحديث واحد فيه صحيح منذ خمس سنين تقريبًا
فإلى اليوم لم يخرج أحد من علمائهم للدفاع عن الكتاب الأول لهم
ولم يدفعهم أتباعهم لينهضوا في الدفاع عنه
وقد قال قائل منهم: إذا أردنا أن نطبق منهج أهل السنة لمعرفة صحيح الحديث من كذبه فعلينا أن نبحث عن دين آخر .. إقرارًا منه على أن لا شيء صحيح عندهم.
ومن الطامة الكبرى أنهم يجادلون المسلمين في العترة .. فلا هم منها .. ولا هم من أتباعها ..
ولو كانت العترة صفة نسب فقط لكان أبو لهب من عترته صلى الله عليه وسلم،
فعترة النبي صلى الله عليه وسلم هي عترة في الدين أولا، لأن الله تعالى بعث محمدًا رسولاً نبيًا، ختم به النبوة، وجعل رسالته ناسخة لكل الرسالات التي قبلها.
فكل من حمل الدين تبليغًا وعملا ، فسد مسد الرسول في تطبيق الدين بعده هو من عترته صلى الله عليه وسلم
ومن جمع في نفسه عترة النسب وعترة الدين فقد بلغ منزلة عالية كبيرة عند الله تعالى قبل الناس.

أستاذى الفاضل العرابلي
زادك الله حكمة وعلمآ وفقهآ ودينا.
وجعلك من مصابيح العلم دائما.

جمال الدين

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الدين عثمان

أستاذى الفاضل العرابلي
زادك الله حكمة وعلمآ وفقهآ ودينا.
وجعلك من مصابيح العلم دائما.
جمال الدين

---

بارك الله فيكم يا أخي الكريم
وبارك الله لكم في هذا الشهر الفضيل
وتقبل الله طاعتكم
وكل عام وأنتم بخير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحث قيّم جدا--

سأقرأه مرّة أخرى

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الشرباتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحث قيّم جدا--
سأقرأه مرّة أخرى

---

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم يا أخي الكريم جمال الشرباتي
على هذا المرور الكريم
ونفعنا الله تعالى وإياكم بما نقرأ ونكتب