اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلك ميمون
بسم الله
مبدعينا الأعزاء السلام عليكم
تنشيط في الق ق ج
نعتزم بحول الله تنشيط هذا المنتدى و ذلك بالتعليقات اللازمة على ما ينشر ،و في نفس الوقت دراسة النصوص القصصية بشكل جماعي للإستفادة .
فكل أسبوع بحول الله سأعرض عليكم نصا لأحد أعضائنا للمناقشة ، و التحليل ،و التعليق . و كلما مر عشرة معلقين سأقوم بتعليق شامل إلى أن ينتهي الأسبوع ..
سنفتتح بنص للدكتور عبدالرزاق محمد جعفر من العراق تحت عنوان
(
أستاذ جامعي )
الأستاذ الجامعي:
سافر استاذ عربي مقيم في انكلترا الى احدى الجامعات الأوربية في مدينة اخرى بسيارته لحضور مؤتمر علمي فيها, وفي الطريق تعطلت سيارته عدة مرات وحل الظلام ففضل ان ينام تلك الليلة في اقرب قرية يصلها, وبعد الغروب عرج الى بيت ريفي و طرق الباب وخرجت له امرأة جميلة, في الثلاثينات من عمرها, فرحبت به وشرح لها امره ورغبته في تأجير غرفة لهذه الليلة فقط, -- تفحصت المرأة ذلك الشرقي الوسيم وقالت له انني اعيش بمفردي و يمكنك النوم في الصاله من دون اجور ان رغبت بذلك.
وافق الأستاذ و جلب حقيبته وابحاثه و ركنها جانبا, وبعد ان حلت السهرة وضعت السيدة على المائدة ما لذ وطاب من المشروبات والمأكولات وقد ارتدت بدلة جميلة زادتها رونقا واغراءا, و حاولت استمالته بشتى اساليب حواء ودهائها, الا ان الأستاذ اكتسى برداء الحشمة وراح يشرح لها الوضع في كوانتنامو وافغانستان وزيمبابوي ! الى ان دب اليأس والملل عند المرأة, فلعنت حظها المنيل الف نيله وودعته ودخلت غرفتها للنوم.-- استلقى الأستاذ على الكنفة و غط في نومه حتى الصباح !
افاق الأستاذ مبكرا و خرج الى الجنينة ووقف بجانب قفص يحتوي
الدجاج وديك واحد منزوي في احدى الزوايا, و بعد دقائق اقتربت السيده من ضيفها و سألته عما يقلقه في داخل القفص ؟ فقال لها: لماذا هذا الديك منطو على نفسه ؟
وعلى الفور قالت له :
لأنه استاذ جامعي!!
*
في انتظار تفاعلكم مع النص ،و تعليقكم ،و تحليلكم ... أتمنى لكم رمضانا مباركا .
د مسلك ميمون / تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، مرحبا أستاذنا العزيز ، د مسلك ميمون ، فكرة رائعة ، هي أشبه بورشة تدريبية لتعليم متطلبات الكتابة في هذا الجنس ، والتعرف على فنياتها ، كإجراء عملي بعيدا عن التنظير الذي لا ترجى منه فائدة . ويسعدني التفاعل مع طرحكم هذا :
1- تم تقديم القصة بهيئة الخبر الصحفي ، وهذا غير محبب في الق ق ج .
2- النماذج المتفوقة من القص هي التي تنقل القارئ مباشرة إلى مسرح الأحداث وتجعله معايشا لحركة الشخوص ، دون مقدمات تمهد لجو النص وتحيط القارئ بعنصري الزمكانية ، لذا فالقصة القصيرة جدا تختزل هذين العنصرين ، ولا تعرضهما إلا في سياق الحكي والحوار ، بطريقة غير مباشرة . لذا ، فإنني لا أجد ضرورة من تحديد :
1- جنسية الأستاذ الجامعي العربية ، لأن العفة غير مرتبطة بجنس أو دين ، وهي متوفرة لدى كل القوميات والديانات .
بعيدا عن التفصيل سأقول بعمل مونتاج مكثف :
حاولت استمالته بشتى الطرق ؛ فوضعت ما لذ وطاب على المائدة ، ولبست أجمل ثيابها ، إلا أن الأستاذ الجامعي الشاب ، الذي تعطلت سيارته ليلا ، وهو في طريقه لحضور مؤتمر علمي ، اكتسى برداء الحشمة وراح يشرح لها الوضع في كوانتنامو وافغانستان وزيمبابوي ، وعن الدراسة التي سيقدمها غدا في المؤتمر المدعو إليه ، إلى أن دب اليأس في المرأة الحسناء , فلعنت حظها العاثر، ودخلت غرفتها للنوم نادمة على استضافته . استلقى الأستاذ على الكنبة و غط مسرعا في النوم ليصحو مبكرا ويكمل سفره .
افاق الأستاذ مبكرا و خرج الى الجنينة ووقف مشدوها أمام خم الدجاج .
اقتربت السيده منه و سألته عما يقلقه داخل الخم ؟ فقال لها: لماذا هذا الديك منطو على نفسه ، ومنزوٍ في احدى الزوايا ، بعيدا عن الدجاج ؟
وعلى الفور قالت :
لأنه استاذ جامعي!!
هذه مجرد محاولة لتكثيف النص ، والابتعاد عن المباشرة ، أتمنى أن اكون قد وفقت بها .
تحيتي لك أخي العزيز د مسلك ميمون .