هل يكون صوت المرأة في قلمها ..؟

لا يستطيع أي عاقل إنكار أو تقليل شأن المرأة الاساسي في ترسيخ قاعدة لبناء
مجتمع راق تلقن هي مفاهميه وتروج لأفكاره ,عن طريق الابداع بمختلف مجالاته , ونفض غبار التخلف والسطحية عن أردان الفكر الحر المتزن الخلاق الذي يخرج البدائل بقدرات كاملة واعية وبذهنية نيرة مما يؤدي بالتالي الى تشكيل حضارة إنسانية هامة ينتفع بمنجزاتها , لكن رغم هذا هل اخذت المرأة حقها الذي تستحقه في مجتمعنا في الوقت الحاضر ...؟ أعتقد أن الجواب هو لا ..فكثير من الشعوب المتحضرة تتحدث عن تحرير المرأة لتكون العنصر الفاعل والفعّال في الماضي والحاضر والمستقبل .. والاهتمام بها لم يأت ِ من فراغ بل هو أرث حضاري لأنها الحاضنة الأولى للأجيال ..لكن أين نحن من مفهموم مجتمعنا الذي يميل الى تكريس مفهوم عبودية المرأة , وتقييد حريتها الفكرية والابداعية تحت مسميات شتى..؟؟ منها.. دينية خاطئة(وتفسرلصالح من يدعي به زوراً) واجتماعية _ اصول النشأة الخاطئة ...وهنا لابدّ لي أن اعترف بمسؤولية المرأ ة نفسها بمضاعفة عزلتها الاجتماعية والانشغال بتوافه الامور دون سواها ولبس ثوب التقليدية القاتلة بفكر بليد يفتقر الى حس الطموح والتجديد والرغبة في كسر المألوف وبفم يجيد الأكل لا التحدث ..وكرست لهذا المعتقد الخاطئ عندما قبلت بعفوية غريبة إهانة (بعض)الفئات من الرجال الذين لايرون في المرأة إلا وسيلة للتكاثر, ومدبرة منزل لا أكثر, وبمعاملة مجردة من اي احترام , وارتكبت أبشع جريمة بحق انسانيتها وكرامتها وأنوثتها عندما قدمت نفسها كسلعة رخيصة يمكن لأي كان الحصول عليها من خلال وسائل الاعلام كما في الوقت الحاضر وللاسف الشديد من خلال فهم التحرر بطريقة خاطئة, و أسبابه هو التفكك الاسري ,والابتعاد عن الدين الحنيف وتقليد الغرب بطرقة عمياء ,وفئة اخرى من النساء اللاتي اتخذن من عداء الرجل قضية مصيرية بحجة تخليص المجتمع من سلطتهم وهذا امر خاطئ ايضا , لكن هذا لايلغي البتة وجود نساء يستاهلن كل التقدير والاحترام ذوات عقلية منفتحة متنورة يسعين إلى إطلاق مشروع إنساني عميق , يمتلكن أفقا ً شاسعاً ,وأساس ذلك التوازن الحالة الإنسانية والحالة الأخلاقية , فكن ملتزمات جدا وكانت قراراتهن نافعة للكل في اوسع المعاني وارقاها سمواً ..هذه الفئة من النساء اللاتي جعلن اصواتهن في أقلامهن ..التي رسمن من خلالها ملامح كيان اسري سعيد ومجتمع متماسك وامة راقية , وأطلقن من حبره اعلى صرخة لجبروت العقل , والعاطفة والجمال والطهر والسلام والنضال , وإعادة الثقة بالمستقبل ورجم التفتت وخلع ثوب التزمت الاعمى الجاهل الا من الشرف والكرامة التي دعوهن اليها بقوة , واتخذن من الرجال نصفية المجتمع الآخر, فبات الشريك الحق لمواجهة مصاعب الدهر ... وجاهرن بحقهن في الحياة والحب والعمل والإرادة القوية اللازمة في صنع القرار في ميادين الحياة كافة .
على الرغم من كل هذا مازال الكثير ممن يملكون قناعات مهترئة متمثلة بأبجديات همجية بربرية يرون ان لهذه المجاهرة هي دعوة
( لااخلاقية ودعوة غير مألوفة في مجتمع محافظ له عاداته وتقاليده المتوارثة من سنين ودعوة لاتستند الى ارضية واقعية ) فمكان المرأة الطبيعي هو البيت مع الأطفال..!! وأنا شخصياً لاانكر هذا .. لكن من الجهل الشنيع والخطأ الفادح اختزال الحياة على هذا الجانب المهم (والفطري)للانثى .. فيا ترى هل حقق قلم المرأة الكاتبة والشاعرة والفنانة والناقدة والسياسية...الخ ما يحلم به ويصبو اليه في مجتمع معوق ذهنياً ...؟ ولماذا هذه النظرة السلبية التي ترافق من تنشط بهذه المجالات حتى لو كانت أطهر من ماء المطر!؟
(على الرغم من ملامستي الشخصية وايماني العميق للاحترام الذي يكنه البعض لها )
... ولماذا تعاقب المرأة اذا حاولت أن تفتح عقلها وقلبها ليقول ويحكم ويرد على من خنقوا صوتها وكبلو موهبتها بحجة العادات والتقاليد ..؟؟ مما دفع ببعضهن إلى نشر أعمالهن بأسماء مستعارة مارسن تحت لوائها أوقات حرية فكرية وابداعية عن طريق سكب رحيق الفكر المنتج على ورقة او لوحة او بحث ..إلخ أو بطريقة التمعن التفسيري العميق لبواطن الامور لا شكلها .. في ساعات تجاوز الذات والركض بغية التمسك بتلابيب المعرفة في نقطة ضوء ومؤشر حقيقي لخلق وولادة ملكوت فكري عالي المستوى , يقف فوق قمة المجتمع المتحضر .. عسى أن يدرك من يرى بخطيئة التفكير وفضيحة النشر تكمن في احراق حدقة الوعي المتمثل بالدماغ وإرهابه عن الفعل الواعي لنهوض المرأة ..عساه ان يدرك العكس عساه !!!!