جمعية الوفاق البحرينية واستراتيجية الاستقواء بالامريكان
---
ليس بجديد على جمعية الوفاق البحرينية الاستقواء بالخارج، بل من ينظر الى تاريخ تأسيسها واستراتيجية عملها ونهجها المتواصل يتأكد ان الاستقواء بالخارج سواء اكان هذا الخارج اقليميا ام دوليا هو نهج دائم وديدانها المستمر فى تعاملها مع قضايا الوطن. فتارة تقع فى احضان الجوار الاقليمى المتمثل فى الدولة الفارسية صاحبة المشروع التوسعى الصفوى، وتارة تقع فى احضان المحتل الاجنبى سواء اكانت بريطانيا فى السابق او الولايات المتحدة حاليا دون ان تفقد حلفاء الامس، بمعنى أن توطيد علاقاتها مع الحليف الجديد لا يعنى قطع علاقاتها مع حليفها الاسبق بل تتراكم العلاقات وتقوى الوشائج بينها وبين الخارج فى حين تتقطع علاقاتها وصلتها مع ابناء وطنها، وهو نهج إن كان يحقق ربما نجاحا مؤقتا ويعطى شو خادع، إلا ان نهايته محسومة لا جدال فيها، فمن يبع وطنه اليوم لا يمكن ان يجد له فى المستقبل مكانا به. وعلى الجميع ان يميز بين امرين حتى لا يقع فى خداع كاذب، أن علاقات الدولة او الحكم بالخارج امرا لا مفر منه، فالدول لا تعيش فى عالم منعزل او عالم افتراضى وإنما تعيش فى عالم من التفاعلات الدولية والاقليمية، بما يفرض على القائمين فى الحكم وصانعى السياسات ان ينسجوا علاقات مع مختلف الانظمة والدول شريطة ان يكون ذلك فى اطار المصلحة الوطنية والقومية، واذا كان مفهوما انه فى عالم اليوم التى ازيحت فيه الحدود وسيطرة العولمة على تفاعلات العالم لا يمكن فى ظله ان يظل الداخل المجتمعى منعزل عن الخارج ولكن على اطراف الداخل ان تعى امرين: الاول، ان علاقاتها مع الخارج لا يكون الا عبر مؤسسة الحكم والسلطة القائمة وإلا عد ذلك خيانة للوطن وتخابرا مع الخارج. الثانى، أن يظل محكوما فى تفاعلاته الخارجية بالاطار العام للمصلحة الوطنية التى يحددها الاطراف الداخلية كافة بما فيها النظام الحاكم. ولكن، ما تقوم به جمعية الوفاق من نسج خيوط علاقاتها مع السفارات الاجنبية فى المملكة وعلى رأسها السفارة الامريكية املا فى الاستقواء بها ضد السلطة الحاكمة والحكومة الوطنية، يعبر عن فهم مغلوط وخلطا متعمدا للاوراق تحت مزاعم الانفتاح على الخارج والتفاعل معه. فليس صحيحا ما تدعيه السفارة الامريكية فى نسج علاقاتها مع مؤسسات المجتمع المدنى وكأنها تملك زمام الامور فى البلاد، فى حين ان علاقات السفارات الاجنبية محكومة وفقا لقواعد القانون الدولى والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بضوابط على السفارة الامريكية ان تلتزم بها ولا تتجاوزها ويصبح من حق السلطة الحاكمة فى المملكة اتخاذ كافة التدابير من اجل حماية امنها القومى. فهل تقبل الادارة الامريكية ان تنسج السفارة البحرينية علاقة خاصة مع جمعيات المجتمع المدنى الامريكية بعيدا عن اعين الادارة المسئولة؟ فهو أمر يتعارض مع السيادة الوطنية للدولة وحماية امنها القومى. بما يجعل من الممكن القول أن التجاوزات التى تمارسها جمعية الوفاق فى استقواءها بالامريكان على حساب وطنها وشعبها تدخل فى نطاق الخيانة الوطنية هذا من ناحية، وأن السياسات التى تنتهجها السفارة الامريكية تدخل فى نطاق العربدة والبلطجة السياسية.
وعلى هذا، يجب ان يتضح للجميع ذلك اللبس الذى تحاول ان تطرحه جمعية الوفاق على المجتمع البحرينى وآخره دعوتها للاحتجاج فى الرابع عشر من اغسطس تحت حماية السفارة الامريكية، فهذا أمر مرفوض مجتمعيا ويجب على السلطات البحرينية اتخاذ كافة التدابير للحيلولة دون تنظيم مثل هذه الاحتجاجات التى تهدد امن الوطن واستقراره.