نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ِبسم الله الرحمن الرحيم
موازنات واذواق
في الحياه مواقف وتأملات سجلتها ذاكرة التأريخ بأحرف من نورصنعتها قامات شامخةيقف عندها الذوق الادبي مستلهما طرفة المواقف التي لاثخلو من الدرامية والطرافة وزوايا اخرى . قال عبد الملك بن للفرزدق وجرير والاخطل :من اتاني منكم بصدر هذا البيت (( والعود أحمد )) فله عشرة آلاف درهم، فلم يجب منهم أحد ، فأدخل إعرابي من (عزرة)..[عزرة إسم قبيلة ] إليه فأنشد :فان كان مني ماكرهت فإنني **** اعود لما تهوه والعود أحمد قال :عبد الملك بن مروان : احسنت ولكن لم تصب مااردت ، فأنشد : جزينا من بني شيبان قدما بفعلهم ****وعدنا بمثل البدء والعود أحمد قال عبد الملك بن مروان : لم تصب ما أردت ، فأنشد واحسن عمرو في الذي كان بيننا **** فإن عاد بالإحسان فالعود أحمد
فقال عبد الملك :هذا ما طلبت ، ثم قال عبد الملك : اخبرني عن اهجى بيت قالته العرب ، قال قول جرير : فغض الطرف انك من نمير ****فلا كغب بلغت ولا كلابا قال عبد الملك : فأخبرني عن امدح بيت قالته العرب ، قال قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا **** واندى العلمين بطون راح
قال عبد الملك :فما افخر بيت قالته العرب ؟ قال قول جرير : إذا غضبت عليك بنو تميم ****حسبت الناس كلهم غضابا
قال عبد الملك : فما اغزل بيت قالته العرب ؟ قال: قول قول جرير :
ان العيون التي في طرفها حور****قتلننا ولم يحيين قتلانا
يصرعن ذو اللب حتى لاحراك به ****وهن من اضعف خلق الله إنسانا
قال عبد الملك : فما احسن بيت قيل ؟ قال:قول جرير:
وطوى الطراد مع القياد بطونها **** على التجار بحضرموت برودا
قال عبد الملك بن مروان :فما اقبح بيت قيل؟قال : قول جرير:
ترى برصا بأ سفل إسكتيها ****كعنفقة الفرزدق حين شابا
قال عبد الملك : فما اهجن بيت قيل ؟قال : قول جرير :
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا **** حين الزيارة فأرجعي بسلام
بيد ان المفاضلة بين الشعراء،جرير ، الفرزدق ، الاخطل، مسألة خلافية بين اهل زمانهم منعلماء لغة او نحو اوخلفاء ... اخ ، وكان من يفضل هذا او ذاك تبعا للزاوية التي يركز عليها ، فالنحوي على النحو ، واللغوي على اللغة والخليفة على شخصيته ودولته ونظام الحكم ، وزعيم العشيرة على ماتهوى قبيلته ،عصبته ، عشيرته من عصبية وقبليه
[ولكن صاحبنا لم يكن من هذا النوع بل كان متذوق وقبيلته لم تكن على ما يرام مع قبيلة جرير وكما سيتضح من خلال هذا السرد ]
وهكذا حب الناس مذاهب ، ومن المذاهب ما اتضح خلال تعليل إعرابي (( عزرة ))على تفضيله شعر جرير، وهكذا تختلف الاذواق .
قال عبد الملك بن مروان : فهل تعرف جريرا ؟ فقال الاعرابي : لا ولكن ترد علينا اقاويل الشعراء فلم ارق في الوزن ولا املأ للفم من شعره . فقام جرير فقبل رأسه وجعل جائزته في هذا العام له وأضاف عبد الملك بن مروان إليها مثلها .
يروي ابن سلام الجمحي عن يونس بن حبيب قوله : ما شهدت مشهدا قط ذكر فيه جرير والفرزدق واجمع اهل المجلس على احدهما ، ورواية اخرى عن ابو عبيدة ذكرها الاصفهاني في كتاب الاغاني تنص على : ان يونس بن حبيب كان يفضل الاخطل واسباب التفضيل برأيه انه بدوي ونحوي واكثر اقرانه عدد طوال جياد . (( الاصفهاني – الاغاني ج8 – ص283 )) ،وقد قيل : وتدلج الهجاء بين جرير والفرزدق حتى اربعين عاما ولم يغلب احدهما الآخر حتى لكأنهما بينهما حرب داحس والغبراء ، وكانت للمعارك الكلامية بينهما محطات تذكر بأيام العرب في الجاهلية ، والجدير بالذكر في تلك الفترة كان يحرض بين الشعراء حتى قيل كانوا يتناطحون كما تتناطح الخراف ويضحك من ذلك الحضور .
لو إلتزمنا بالدين الاسلامي عادت لنا كلمتنا وقوتنا نعود للدين ، نعود لي نفس المنبع .... والعود أحمد ((والعود احمد )) كنا في الجاهلية نرعى الغنم .. وجاء الأسلام .. والتزمنا به .. وصرنا نرعى الأمم
ادهم محمد علي العبدي
السودان ، الخرطوم ، جبل اولياء .