تعلموا أيها الرجال .. وتأدبوا

د. محمود حمد سليمان

.. ولكم في ذكـَر الحمام أسوة حسنة.. ذلك أن "صاحبنا" ما إن يبلغ

سن "النضج" حتى يتوجه إلى إحدى رفيقاته في السرب.. ويبدأ

باستلطافها والتقرب منها.. ومغازلتها بألطف العبارات.. وأشجى

الأصوات .. وأعذب الألحان..

فإذا آنسته واستلطفته.. فإنهما يتزاوجان.. وصاحبنا يلتزم بها طوال

حياته فلا يميل إلى غيرها.. ولا يحـنُّ لسواها مهما تكن الظروف..

وتحديات الجمال ومكامن الأنوثة في الأخريات...

والعبرة ليست هنا فقط.. فقد يحصل أن تموت الأنثى.. فإن "الأرمل"

يحزن عليها فترة من الزمن.. وبعدها يروح يفتش عن أنثى جديدة

والتزام جديد.. فإذا لم يجد في سربه ما يوافق.. فإنه ينتقل إلى

سرب آخر ويبدأ البحث برحلة قد تستغرق عدة أيام..

فإذا وجد ضالته.. فإنه ينام عندها في سربها ليلة أو ليلتين وليس له الا الهمسات دون اللمسات..

ثم يعودان معاً إلى سربه الأصلي الذي يبتهج به وبعروسه

الجديدة.. فيقيم لهما الأفراح والليالي الملاح.. وبعدها يلتزم

بزوجه.. فلا تطرف عينه إلى الجارات.. ولا إلى حمامات

الأسراب الأخرى..

اللهم ارزق كل صبية.. رجلاً كـَذكـَر الحمام.. لكن فيه من

الرجولة" ما يكفي فيشفي .. وليس من "الذكورة" ما يفيض فيبيض.."



(عكار . لبنان)