أن تقتل دهسا عن طريق الخطأ تحت عجلات قطار أو تحت مركبة عسكرية أو تموت غرقا في حادث عبارة ومعك المئات تصارع الغرق بالساعات لاأحد يستجب لأستغاثتك فلا طائرات ولالنشات سريعة تبحث عنك فالكل غائب عنك لاأحدا معني بك سواء كنت عائد من غربة طويلة بعيدا عن الوطن بحثا عن لقمة عيش وحياة كريمة لم ولن تجدها في وطنك – أو كنت هاربا من وطن شعرت فيه بالغربة والمهانة قبل أن تقرر الفرار منه – لعلك تجده هناك علي الشاطيء الاخر عبر ذورق صغير يتكدس فيه العشرات ربما تكون بالنسبة لهم هي الرحلة الاخيرة الي مثواهم الاخير حيث لاظلم ولاتهميش ولاقهر ولافقر. أو أن تموت برصاصة أنت من أشتراها لقاتلك الذي أمنته علي حياتك – أو تموت حرقا أو خنقا بطلقات الغاز- الغاز الذي عجزنا أن نوفره للاهالي في المنازل وتم تصديره شبه مجاني للاهالي في أسرائيل- أو أن تعيش كفيفا بطلقات خرطوش أطلقها عليك أحد باشوات الداخلية الصغار كما حدث مع الثوار في محمد محمود ( شارع عيون الحرية )- أنتم ماتعرفوش أنكم نور عيوننا ؟ سمعها الكثير ولم يفهمها الا القليل ! لم يكن المخاطب هنا هو الشعب وأنما كانت الكلمات لفئة مختارة من الشعب هم النخبة التي أختيرت لتحتفل بالنصر مع القائد والمنقذ والملهم والرئيس القادم في معركة خاضها شعب لأسترداد الكرامة قبل أسترداد الارض بدماء أبناءه المهمشيين ليحتفل به اليوم - نخبة دولة مبارك – التي توارت خجلا بفعل ثورة يناير و عادت بقوة مع الثورة المضادة . وهاهم اليوم يسطرون دستور مصر! ليس لنا أعتراض علي دستور تكتبه ليلي وأخواتها ولا أن تكون مصر دولة عربية تطل علي المتوسط أو الاطلنطي ! ( كما طالبت ليلي ) ولايعنينا وجود مجلس للشوري من عدمه ولا يعنينا أن تدافع النخبة عن مكانتها وتدافع عن مكتسباتها التي منحها سيدها مبارك لتكون دولة داخل الدولة مايعنينا هو أن تكون الحرية التي ينادي بها النخبة والديموقراطية التي يسعون للوصول اليها لاينبغي أن تكون لسكان دولتهم دون باقي الشعب حقوق المرأة التي يتباكون عليها ! لاينبغي أن تكون قاصرة علي نساء كم ! من فنانين وراقصات وأعلاميات يسبحن بحمد النظام ويعتقلن ويطاردن وتمتهن كرامتهن – من يخرجن للتعبير عن رفضهن لهذا النظام نريد دستورا يحفظ حقوق أبسط مواطن يعيش علي أرض هذا الوطن يكفل له الحق في حياة كريمة بكل ماتحملة الكلمة من معان – حقه في تعليم حقيقي يصنع منه مواطن لايحقر من شأنه المثقفون حقه في عمل بأجرعادل يعينه علي الحياة بشرف وكرامة دون مذلة الدين أو سؤال اللئيم ومن ثم يتحول الي مرتشي . حقه في قضاء عادل ( لاشامخ ولا مستقل فالشموخ والاستقلال تبدلت معانيهما في اللغة العربية لتكونا مرادفا للظلم والقهر والاستبداد والتزوير) ولولاهما ماكانت مصر في حاجة للثورة . حقه في العلاج بعيدا عن الارض أو أسرة المهانة التي تعجل بموت الفقراء في مشفي الوطن نريد دستورا يتساوي فيه الجميع في الحقوق والواجبات حقا وصدقا – يحترم أدمية المواطن الفقير فلا يهان في أقسام الشرطة ولايتعرض للتعذيب تحت أي مسمي – وأن تطال العدالة كل من أجرم في حق المواطن – كل من نهب ثروته – كل من قتل أبنائه دون ذنب حتي ولو بدعوي الامن القومي - يجب أن نسطر في الدستور أن وطنا ضاعت فيه العدالة يفلت فيه من العقاب من قتل ونهب ويحبس فيه طالبا بتهمة التظاهر سبعة عشرعاما ليس بوطن .! ومع علمنا أن الدستور مهما كان عظيما وأنيقا بأناقة ليلي وأخواتها لاقيمة له في ظل نخبة عفنة تنعم برغد العيش علي أشلاء الوطن و حرفتها معاناة أهله وأسمي أمانيها رضا السلطان ! فعن أي دستور نتحدث ؟ وأخيرا أذكركم وأذكر نفسي بقول ألله عز وجل – بسم الله الرحمن الرحيم – واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله / في أحدي البلاد البعيدة أقامت السلطة نصبا تذكاريا لمن قتلتهم وأطفأت نور عيونهم عوضا عن القصاص .



صلاح حسين الاسكندرية في 19/11/ 2013