اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه مشاهدة المشاركة
الأخ الدكتور عزت .. حسنًا أنك ربطت الملف النووي الإيراني بمجمل الأمور والقضايا الضالعة فيها إيران كالأزمة السورية والنفوذ الإيراني في الخليج والعراق .. فقضايا المنطقة لا تتجزأ في نظر الغرب ونظرته إلى ما يجري في ساحات الصراع والتنافس على المنطقة .. من المهم أنك لفت النظر إلى أن إيران ليست عدوًّا لا لأمريكا ولا لإسرائيل .. هذا صحيح فهؤلاء الباطنية في عقيدتهم السياسية كما الدينية يجعجعون في العلن ويسبون أمريكا ويتهددون إسرائيل فيما في الحقيقة والواقع يتمرغون في أحضانهما ويتفقون معهما في كثير من الأمور وعلى رأسها العداء للإسلام دون الحاجة إلى التلميح بـ(الإسلام السني) لأنني لا أؤمن بالمذهبية ولا أعترف بها .. لكن الغرب وعلى رأسه أمريكا ومعه إسرائيل يريد لإيران أن تكون رأس حربة لهما ضد الإسلام السياسي وليس غريبا أن تكون إيران خدمت أمريكا وإسرائيل والغرب عموما في أفغانستان وسهلت لهم مهمة احتلاله وكذلك العراق وأما في سوريا فإن الموقف الإيراني في دعم النظام السوري الطائفي هو في صميم رغبة الغرب ..

مسألة إن إيران انتصرت أخالفك الرأي فيها لأن إيران ستفتح منشآتها النووية للتفتيش وسيخضع برنامجها في التخصيب للمراقبة وهذا سيجعل الغرب أكثر قدرة على احتواء أي أخطار متوهمة من البرنامج النووي الإيراني ..

صحيح أن الغرب أقام إسرائيل لخدمة أهدافه الاستراتيجية على المدى البعيد في المنطقة للحيلولة دون نهوضها ووحدتها وحتى يتحقق هذا فلا بد أن تقوم المشاريع والأعمال السياسية والعسكرية في المنطقة على دمج إسرائيل في المنطقة وحماية أمنها والسهر على راحتها .. والأمران لا سبيل إلى الفصل بينهما .. فلا يتحقق لإسرائيل القدرة على خدمة الغرب إلا إذا خدم الغرب إسرائيل وجعل أمنها وسلامتها في بؤرة الاهتمام ومركز التنبه .. وإن كانت أمريكا تسعى في مجمل أعمالها على تحجيم إسرائيل لتبقى خادمة لا قائدة ولا متنفذة في المنطقة ..
ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ
هذه الأبيات وحدها تهز الجبال، ولكنها للأسف لا تحرك أشباه الرجال، وما أكثر أشباه الرجال يا صديقي.
المشروع الإيراني واضح المعالم صريح، وليست الثورة السورية هي من كشف هذا المشروع، لم يكن مخفياً ابداً على المتابعين الذي حذروا وكرروا التحذير، ولكن أمة تقاد من أشباه رجال لا يمكن أن يكون شأن أكثر من شأن من يقودها
مصيبتنا كبيرة، ومأساتنا عظمية