أوهام الحل في جنيف
الدكتور عزت السيد أحمد


كل من يظن أن المجتمع الدولي معني بحل (الأزمة) السورية سيمياً أو حسميًّا فهو واهم.
وما جنيف الثاني والكلام في الحل السلمي من قبل المجتمع الدولي إلا لتبرئة الضمير الميت في المجتمع الدولي أمام الثورة والنظام معاً؛ المجتمع الدولي أي دول العالم على اختلافها، إنه يريد أن يقول للثورة إنه لم يقصر وهذا أقصى ما استطاعه، ويريد القول للنظام إنه لم يقصر وهذا أقصى ما استطاعه... إنه يريد أن يبقي على شعرة مع معاوية مع الطرفين حتى إذا انتصرت الثورة يقول إنه وقف معها، وإذا انتصر النظام يقول له إنه لم يقف ضده.
جنيف 2 وكل ما يدور عليه من كلام وسعي ليس إلا لهو ولعب بالوقت ومطمطة بانتظار أن تميل الكفة بوضوح إلى أحد الطرفين. ولذلك كل من يعول على جنيف 2 وكساعي المجتمع الدولي فهو أهل للسخرية لأن يتم ركوبه بسهولة.
لقد كتبت هذا الكلام عشرات المرات منذ جنيف الأول وعلى الأقل منذ الكلام عن جنيف 2، وكررت غير مرة أن النظام لا يمكن أن يذهب إلى جنيف إذا تقدم أو شعر أنه يمكن أن يتقدم. وكذلك الثورة لن تفعل ذلك، ولكن أدعياء تمثيل الثورة الإئتلاف وهيئة التنسيق وبعض الشخصيات يصرون على أنهم يمثلون الثورة، فيما هم في حقيقة الأمر منقسمون ما بين استعراضيين ومتسلقين وطلاب مكاسب ومناصب... ولصوص.
ماذا ننتظر بعد من أدلة على هذا الكلام وكل شيء نعيشه بوضوح وصراحة، وليس مرويات تارخية تفتقر إلى الشهود، ولا حكايات أجداد منطوية على التهويل السردي...
لننظر فيما يدور اليوم تحديداً، في حين أن النظام والإئتلاف كلاهما حتى الآن غير مقتنع بالذهاب إلى جنيف فإن المجتمع الدولي كله مشغول بإقناع بعضه بعضاً بمشاركة إيران أو عدم مشاركتها في جنيف
عجائب الزمان حقاً لا تنتهي