سليمان لبلقيس ملكة سبأ
للشاعر الإيرلندي ويليام بتلر ييتس
ترجمة نزار سرطاوي
غنّى سليمانُ لملكةِ سبأ،
وقبّلِ وجهِها الأسمر،
"طوال اليوم ابتداءً من منتصف النهار
تحدثنا في المكان الواحد،
طوال اليوم ابتداءً من ساعة الظهيرة التي لا ظلّ فيها
رحنا ندور وندور
حول الموضوع الضيق، الحب
مثل حصان هَرِمٍ في حظيرة."
غنّت ملكةُ سبأ لسليمان،
وهي ملتصقةٌ فوق ركبتيه،
"لو أنكَ طرحتَ مسألةً
يمكن أن تَسُرَّ أهل العلم،
لكنتَ قبل أن تلقي الشمسُ
بظلالنا على الأرض
قد استبنتَ أن أفكاري، وليس الموضوع،
هي الحظيرة الضيقة."
فقال سليمان لملكة سبأ،
وهو يقَبِّلُ عينيها العربيتين،
"ليس هناك مولود تحت السماء
رجلاً كان أو امرأة
يجرؤ على أن يبارينا نحن الإثنين في العلم،
وقد وجدنا طوال اليوم
أن ليس هناك شيءٌ غيرُ الحب يقدر على أن يجعلَ
العالمَ حظيرةً ضيقة."
Solomon to Sheba
William Butler Yeats
Sang Solomon to Sheba,
And kissed her dusky face,
"All day long from mid-day
We have talked in the one place,
All day long from shadowless noon
We have gone round and round
In the narrow theme of love
Like a old horse in a pound.-
To Solomon sang Sheba,
Plated on his knees,
"If you had broached a matter
That might the learned please,
You had before the sun had thrown
Our shadows on the ground
Discovered that my thoughts, not it,
Are but a narrow pound.'
Said Solomon to Sheba,
And kissed her Arab eyes,
"There's not a man or woman
Born under the skies
Dare match in learning with us two,
And all day long we have found
There's not a thing but love can make
The world a narrow pound.'
---------------------------------
يعد ييتس واحداً من أهم الشخصيات الأدبية في القرن العشرين. فقد كان القوة الدافعة وراء النهضة الأدبية الايرلندية. أسس مسرح آبي، وكان مديراً له خلال سنواته الأولى. وقد وصفته لجنة نوبل شعره بالمُلهم وبأنه من خلال الشكل الفنيّ الراقي جاء معبّراً عن روح شعب بأكمله. وكان هذا تكريماً لم يحظ به أديب أيرلندي قبله. ويعتبر ييتس واحداً من الكتاب القلائل الذين أتموا أهمّ أعمالهم الأدبية بعد الحصول على جائزة نوبل.
ولد الشاعر والكاتب المسرحي الأيرلندي ويليام بتلر ييتس في العاصمة الأيرلندنية دبلن في 13 حزيران / يونيو 1865 وتلقى تعليمه في لندن ودبلن. لكنه قضى طفولته في مقاطعة سيلغو، التي تنتمي إليها عائلة والدته. درس الشعر في شبابه، وتعلّق بالأساطير الايرلندية في سنّ مبكرة . وقد زخرت أعماله بهذه الأساطير في المرحلة الأولى، التي استمرت حتى مطلع القرن العشرين. وقد نشر أول أعماله الشعرية في عام 1887 واشتمل على قصائد غنائية ذات وتيرة بطيئة. لكن أعماله الدرامية فاقت أعماله الشعرية في المراحل الأولى. وتعالج مسرحياته الأساطير الإيرلندية كما تعكس شغفه بالتصوف والروحانية. ومن أشهر مسرحياته "الكونتيسة كاثلين" (1892)، "أرضُ شهوة القلب" (1894)، " كاثلين ني هوليهان" (1902)، "عتبة الملك" (1904)، "ديردري" (1907).
بعد عام 1910، بدأ فن ييتس الدرامي يأخذ منحى أسلوبياً خاصاً. فمسرحياته التي ظهرت لاحقاً كانت مكتوبة لجمهور صغير العدد. وقد اتسمت بالتجريب من حيث استخدامها للأقنعة والرقص والموسيقى، متأثرة في ذلك بشكل كبير بمسرحيات النوغاكو اليابانية.
على الرغم من مشاعر ييتس وقناعاته الوطنية، فإنّه استنكر الحقد والتعصب اللذيْن اتسمت بهما الحركة الوطنية وقد انعكس ذلك في شعره. وفي عام 1922 تم تعيينه عضواً في مجلس الأعيان الإيرلندي.
في عام 1917 كان ييتس قد بلغ من العمر 52 عاماً فقرر أن يتزوج. وبالفعل تزوج من شابّة تدعى جورجي هايدي ليس (1892 – 1968). الطريف أن ييتس كان قبل ذلك قد خطب أمها الأرملة مود غَنّ، لكنها رفضت الزواج منه. وقد أنجبت جورجي منه طفلين. لكن كانت لـ ييتس قبل الزواج وبعده مغامرات عاطفية عديدة.
بالرغم من أن ييتس فاز بجائزة نوبل على أعماله المسرحية في عام 1923، فإنّ شهرته ترتكز بالدرجة الأولى على إنجازاته في الشعر الغنائي. وقد صدرت له أعمال شعرية متعدده أهمها "البجعات الزرقاء في كول" (1919)، "مايكل روبرتيس والراقصة" (1921)، "البرج" (1928)، "الدرج المتعرج وقصائد أخرى" (1933)، "آخر القصائد والمسرحيات" (1940).
توفي ييتس في فرنسا في 28 كانون الثاني/ يناير عام 1939.
المفضلات