الإمام المجاهد عثمان بن فودي

تامر بدر

هو عثمان دان فوديو أو عثمان بن فودي مجاهد إفريقي، دعا القبائل الإفريقية إلى محاربة البدع والوثنية، وهو مُؤَسِّس وسلطان خلافة سوكوتو.

الإسلام يغزو إفريقيا
تُعتبر إفريقيا أول منطقة في العالم وصلها الإسلام بعد مكة مهبط الوحي، وذلك في العام الخامس من النبوة، عندما هاجر الصحابة الأوَّلُون فارِّين بدينهم إلى الحبشة، ثم دخلوا الشمال الإفريقي كله؛ وذلك من مصر إلى المغرب الأقصى في القرن الهجري الأول، وقد وصل فاتح المغرب الأعظم عقبة بن نافع إلى أطراف الصحراء الكبرى، وقد عمل ولاة بلاد المغرب من تونس إلى المحيط على نشر الإسلام في القبائل البربرية الموغلة في الصحراء.

ويرجع الفضل في نشر الإسلام في قلب وغرب إفريقيا إلى دولة المرابطين العظيمة، وخاصة الأمير الشهيد أبي بكر بن عمر؛ الذي كان أمير المرابطين الأول، ثم ترك الإمارة لـ يوسف بن تاشفين، وتخلَّى عن الزعامة وتفرَّغ لنشر الإسلام بين الأفارقة، وظلَّ يُحارب القبائل الوثنية وينشر الإسلام بينهم حتى استُشهد سنة (480هـ= 1087م)، وقد وصل بالإسلام إلى خطِّ الاستواء؛ أي على أبواب إفريقيا الاستوائية، عند منطقة الغابات الكثيفة، وهو بذلك قد قام بخدمة عظيمة للإسلام، لا تقلُّ عما فعله يوسف بن تاشفين في المغرب والأندلس.

مأساة الممالك الإسلامية
أخذ الإسلام في الانتشار في قلب القارة الإفريقية شيئًا فشيئًا؛ بالتجارة تارة، وبالجهاد تارة، والدعاة المرابطين تارة، وبالتدريج تحوَّلت القبائل الوثنية إلى الإسلام، وقامت ممالك إسلامية في غاية القوَّة والاتساع مثل مملكة «غانا»، ومملكة «مالي» الضخمة؛ وكانت تشمل «تشاد ومالي والنيجر والسنغال»، وكانت هذه المملكة من أقوى وأعرق الممالك الإسلامية في إفريقيا، ومملكة «الصنغاي»، وغيرها من الممالك القوية، التي دفعت بالإسلام إلى الداخل الإفريقي.

ولكن -وللأسف- الشديد أصاب المسلمين هناك ما أصاب إخوانهم في الشمال وفي كل مكان؛ إذ دبَّ بينهم التفرُّق والخلاف، واقتتلوا فيما بينهم، وصارت الممالك تتقاتل فيما بينها، بدوافع قبلية ودنيوية محضة، فاقتتلت مملكة «السنغاي» مع مملكة «مالي» حتى دمَّرتها، ثم قامت مملكة المغرب أيام حُكْم المنصور السعدي بتدمير مملكة «الصنغاي»، وانهارت مملكة «غانا» بالاقتتال الداخلي؛ وهكذا أكلت هذه الممالك الإسلامية بعضها بعضًا، في الوقت نفسه الذي كان فيه أهل الكفر من الغرب والشرق يجمعون صفوفهم ويُوَحِّدُون راياتهم؛ استعدادًا للانقضاض على العالم الإسلامي.

قبائل الفولاني ونهضة الإسلام
وعلى الرغم من انهيار الممالك الإسلامية الكبيرة، فإنَّ القبائل المسلمة قامت بدورها في نشر الإسلام، واستكمال الدور الدعوي الذي كانت تقوم به الممالك، وربما بصورة أفضل؛ ومن أشهر القبائل المسلمة:
1. قبائل الماندينج؛ وتنتشر في مالي والسنغال وجامبيا وغينيا وسيراليون وساحل العاج.
2. قبائل الولوف والتوكلور في السنغال ومالي.
3. قبائل الهاوسا في النيجر وشمالي نيجيريا وبنين وتوجو.
4. الكانوري في شمال شرق نيجيريا والكاميرون.
ولكنَّ أعظم وأشهر القبائل الإفريقية وأشدَّها تحمُّسًا لنشر الإسلام وتمسُّكًا به هي قبائل الفولاني؛ وهي التي تحمَّلت مسئولية إعادة نهضة الإسلام، وإقامة الممالك الإسلامية من جديد.

دخل الفولانيون الإسلام على أيدي المرابطين في القرن الخامس الهجري، فتحمَّسُوا له واستعلوا به، وكانوا في الأصل من الرعاة الذين يتحرَّكون باستمرار سعيًا وراء الماء والكلأ، وكان موطنهم الأصلي حوض السنغال، ولكنهم انتشروا في قلب إفريقيا من السنغال إلى تشاد إلى قلب وغرب إفريقيا في 4 هجرات شهيرة؛ تفرَّعت خلالها هذه القبيلة الضخمة إلى عدَّة فروع، ولكنَّ أهمَّ هذه الفروع وأكثرَها أثرًا في نشر الدعوة الإسلامية وعودة النهضة الإسلامية إلى القلب الإفريقي هي هجرة الفولانيين إلى نيجيريا، وفي هذا الفرع ظهر صاحبنا، الذي أعاد المجد والعزَّة للإسلام بقلب إفريقيا وهو الأمير الفولاني عثمان دان فوديو.

نشأة عثمان دان فوديو
وُلِدَ عثمان في بلدة «طفل» على أطراف إقليم جوبير شمال نيجيريا الآن في سنة (1168هـ= 1754م)، وكلمة فودي تعني الفقيه، واسمه الأصلي محمد؛ فلقد كان والده مُعَلِّمَ القرآن والحديث في قريته، وينتسب عثمان إلى قبيلة الفولاني العريقة في الإسلام، درس اللغة العربية وقرأ القرآن وحفظ متون الأحاديث.

كان لهذه التربية والجوِّ الإيماني الذي نشأ فيه عثمان أثرٌ بالغ في تكوين شخصيَّته وتوجُّهاته، فقد كان مجتنِّبًا لما اعتاد عليه قومه من أساليب في الحياة بما فيها من بدع وخرافات، شديد الكره والعداء للقبائل الوثنية في إقليم جوبير الذي وُلِدَ فيه؛ لذلك قرَّر عثمان مرافقة أبيه في رحلته الطويلة إلى الحجِّ؛ وذلك وهو في سنِّ الشباب، أمَّا أهمّ أساتذته على الإطلاق فقد كان الشيخ جبريل؛ الذي قام بواجبه تجاه تلميذه مرَّتين: الأولى عندما قَدَّم لعثمان علومًا مفيدة ساهمت في تكوين شخصيَّته العلمية والسياسية، والثانية عندما كان أول مَنْ بايعه على الجهاد في سبيل نشر الإسلام في تلك المنطقة، واعترف له بالولاية وعقد له الراية. وفي المقابل لم يكن عثمان أقلَّ سموًّا من مُعَلِّمه؛ فقد كان يُرَدِّد بشكل دائم هذا البيت من الشعر: «عثمان دان فوديو إن قيل فيَّ بحسن الظنِّ ما قيلَ فموجة أنا من أمواج جبريلا».

عثمان بن فوديو .. نقطة التحول
لقد كان ذهاب عثمان بن فودي لأداء مناسك الحجِّ مع أبيه، نقطة تحوُّل كبرى في حياة البطل الهُمام؛ ذلك أنه قَدِم مكَّة المكرَّمة والدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب في أَوْجِ قوَّتها وانتشارها؛ حيث كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما زال حيًّا، يُعَلِّم الناس التوحيد الخالص، ويُحارب البدع، ويرُدُّ على المبتدعة وأصحاب الأهواء، فلمَّا وصل عثمان بن فودي هناك التقى مع المشايخ والدعاة السلفيين، وسمع منهم الدعوة السلفية وأسلوب الحركة وكيف قامت؟ وكيف انطلقت من منطقة «الدرعية» لتشمل الجزيرة كلها؟ وحضر مجالس العلم للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

قرَّر عثمان بن فودي البقاء لفترة بمكَّة للاستزادة من الدعوة السلفية وعلومها ومناهجها؛ وتأثَّر بها بشدَّة؛ ذلك لأن بلاده كانت مليئة بالبدع والخرافات، امتزج فيها الإسلام بالعادات الوثنية، وكانت العادات القبلية تحكم حياة المسلمين، بل هو نفسه كان يتديَّن بكثير من البدع والأوراد غير الصحيحة، والسبب في ذلك أن الإسلام انتشر في هذه المناطق بنشاط دعاة الطرق الصوفية، وأصبح معنى التديُّن مرادفًا لمعنى التصوُّف؛ لذلك قرَّر عثمان المكوث لتصحيح مسار حياته وعباداته.

لذلك نستطيع أن نقول: إن ذهاب عثمان بن فودي إلى الحجِّ، والتقاءه مع دعاة وعلماء الحركة السلفية، وتلقِّيَه لمبادئ وأسلوب هذه الحركة نقطةُ تحوُّل كبرى في حياة هذا الرجل، ولعلَّ هذا من رحمة الله –عز وجل- بالأُمَّة المسلمة بإفريقيا، ونصرة عظيمة للإسلام والمسلمين لما سيقوم به هذا الرجل من جهود كبيرة لخدمة الدين والأُمَّة في إفريقيا.

عثمان بن فودي .. جهاد الدعوة
عاد عثمان بن فودي إلى بلاده في إقليم جوبير في شمال نيجيريا، وفي نيَّتِه نشر الدعوة في بلاده، فأخذ في دعوة أهله وإخوانه إلى محاربة البدع والوثنية، فاستجاب لدعوته كثيرٌ من أبناء بلدته «طفل»، فأسَّس حركة دعويَّة، وأطلق عليها اسم الجماعة.

أخذت دعوته وحركتها المسماة بالجماعة تنتشر بين القبائل الإفريقية، ودخل فيها أفراد من عدَّة إمارات، ومن شعوب عدَّة منها الهاوسا، والطوارق، والكانوري والزنوج، إضافة إلى قبيلته الأصلية الفولاني؛ التي كانت أكثر القبائل انضمامًا لدعوته وحركته، ثم حقَّقت دعوة عثمان بن فودي نجاحًا كبيرًا في نشر الإسلام بين القبائل الوثنية المنتشرة في شمال وجنوب نيجيريا، ويومًا بعد يوم ازدادت جماعته قوَّة واتساعًا.

المواجهة
ضاق ملوك إقليم جوبير -وكانوا من الوثنيين- بنشاط جماعة عثمان بن فودي، وقرَّرُوا اتِّبَاع أسلوب المواجهة المسلَّحة، وأرسل هؤلاء الأمراء يتهدَّدُون الجماعة السلفية، ويتوعَّدُون زعيمها عثمان بن فودي بأشدّ أنواع الوعيد والتهديد، فعندها اجتمع المجاهد العظيم مع رفاقه، واستشارهم في كيفية مواجهة هذه التهديدات، فأشار الجميع وهو أولهم بوجوب إعلان الجهاد؛ وذلك سنة (1218هـ= 1804م)، وبمجرَّد أن أعلن الجهاد على الوثنيين حتى أتاه الكثير من المسلمين من شمال نيجيريا يبغون نصرته، وفي الوقت نفسه جاءت مساعدات كبيرة لأمراء جوبير من باقي إمارات الهاوسا غرب نيجيريا، وانتصرت الدعوة السلفية على الجماعات الوثنية، وأصبح عثمان بن فودي أميرًا على المنطقة الواقعة في شمال غرب نيجيريا، وبايعه المسلمون هناك أميرًا عليهم، وتلقَّب من يومها بالشيخ، واتخذ من مدينة سوكوتو في أقصى الطرف الشمالي الغربي لنيجيريا مركزًا لدعوته؛ وذلك سنة (1223هـ= 1809م).

فتوحات عثمان بن فودي
لم يكن عثمان بن فودي من الرجال الذين يبحثون عن زعامة أو إمارة، وبمجرَّد حصوله عليها يكفُّ عن سعيه وجهاده، ويجلس للتنعُّم بما حازه وناله؛ بل كان يبغي نصرة الإسلام ونشره بين القبائل الوثنية، يبغي الدعوة لهذا الدين في شتَّى أرجاء القارة السوداء.

لذلك قرَّر عثمان بن فودي العمل على إعادة بناء الدولة الإسلامية من جديد، وتوسيع رقعة الإسلام بالجهاد ضدَّ القبائل الوثنية؛ التي اجتمعت على حرب الإسلام ودعوته الجديدة.
قرَّر عثمان بن فودي اتباع استراتيجية الجهاد على عدَّة محاور وضمّ الشعوب الإسلامية تحت رايته؛ فضمَّ إليه عدَّة شعوب وقبائل مسلمة كانت متناثرة ومختلفة فيما بينها، وبدأ بالتوسُّع في ناحيتي الغرب والجنوب الغربي؛ حيث قبائل «اليورومبا» الكبيرة، والتي هي أصل الشعوب الساكنة في النيجر ونيجيريا، فدانت له هذه القبائل ودخلت في دعوته، وأخذت الدولة الإسلامية في الاتساع شيئًا فشيئًا؛ حتى أصبحت أقوى مملكة إسلامية في إفريقيا وقتها.

عثمان بن فودي وسياسة بناء الكوادر
لقد كان عثمان بن فودي رجل دولة من الطراز الأول، وداعية مجاهدًا مخلصًا لدينه ولأُمَّته، ولقد أدرك أن بقاء الدعوة السلفية والدولة الإسلامية التي بناها في غرب إفريقيا لن يصمد طويلًا، إذا لم تتحرك هذه الدعوة وتنتشر مبادئ السلفية بين الناس، وأيضًا إذا لم تتَّسع وتتمدَّد دولته الإسلامية التي بناها بجهاده سنين طويلة.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف السامي اتَّبع عثمان بن فودي سياسة حكيمة تقوم على بناء الكوادر؛ التي تُواصل حمل الراية ونشر الدعوة، وكان لعثمان بن فودي عين فاحصة تستطيع انتقاء النجباء والأبطال وحملة الدعوة؛ خاصَّة وأن فتوحاته التي قام بها في غرب نيجيريا قد حرَّكت الحماسة والحمية للإسلام في قلوب الكثيرين، ومن هؤلاء الكثيرين انتقى عثمان بن فودي ثلاثة نفر كان لهم أعظم الأثر والدور الكبير في خدمة الإسلام والمسلمين:
أولهم الشيخ آدم، وهو شيخ من أهل العلم من أهل الكاميرون، الذي حرَّكت فتوحات عثمان بن فودي حُبَّ الجهاد في قلبه، وبدأ يدعو الناس إليه وإلى نشر الإسلام في القبائل الوثنية، فلمَّا وصلت أخباره إلى الأمير عثمان بن فودي أرسل يستدعيه من الكاميرون سنة (1226هـ= 1811م)، فلمَّا حضر جلس معه وكلَّمه عن مبادئ الحركة وعقيدة السلف، وأقنعه بوجوب الجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام في قلب القارة الإفريقية، فلمَّا انشرح صدر الشيخ آدم للفكرة، أعطاه عثمان رايته البيضاء؛ وهي رايته في الجهاد، وكلَّفه بمواصلة الجهاد حتى ينشر الإسلام فيما يلي نهر البنوى جنوبًا؛ وهو فرع كبير من فروع نهر النيجر العظيم، فقام الشيخ آدم بالمهمَّة على أكمل وجه، حتى أدخل بلاد الكاميرون كلها في الإسلام، وكافأه الأمير عثمان بن فودي بأن جعله أميرًا على الكاميرون، وظلَّت الإمارة فيهم حتى احتلال الإنجليز للكاميرون سنة (1319هـ= 1901م).

أمَّا الرجل الثاني فكان أحدَ جنود عثمان بن فودي واسمه حمادو بارى، وقد اشترك في معركة الجهاد الأول ضد أمراء «جوبير» الوثنيين، وبتواصل الجهاد بانت نجابته وظهرت شجاعته وإخلاصه لنشر الدين، فكلَّفه عثمان بفتح بلاد الماسنيا الواقعة في مالي الآن، ونجح حمادو في مهمَّته خير نجاح، فكافأه عثمان بأن أعطاه لقب الشيخ، وجعله أميرًا على منطقة الماسنيا، وأمره بمواصلة الجهاد لنشر الإسلام، ولقد أثبت الأمير حمادو أنه من أنجب وأفضل تلاميذ الإمام عثمان بن فودي؛ فلقد نَظَّم دولته على نسق دولة الخلافة الراشدة؛ حيث قَسَّمها إلى عدَّة ولايات، وأقام على كل ولاية واليًا وقاضيًا ومجلسًا للحُكْم، كهيئة استشارية للحكم الإسلامي على الكتاب والسُّنَّة، وعَمر البلاد فازدهرت دولته بقوَّة، ووصلت إلى بوركينافاسو وسيراليون وغينيا بيساو.

أمَّا الرجل الثالث فكان الحاج عمر، وأصله من قبائل الفولاني عشيرة عثمان بن فودي، وُلِدَ سنة (1212هـ= 1797م)؛ أي إنه كان في أوائل شبابه، والإمام عثمان بن فودي في أواخر حياته، ولكن هذا الشابَّ قُدِّرَ له أن يجتمع مع الإمام؛ وذلك أن الحاج عمر كان محبًّا للدعوة والجهاد، فلمَّا اشتدَّ عودُه قرَّر الرحيل إلى بلد الإمام عثمان ليراه ويسمع منه، وبالفعل ذهب إليه ورآه الإمام عثمان؛ فتفرَّس فيه النجابة والفطنة والشجاعة، فنصحه بأن يذهب إلى حمادو ويلتحق بخدمته، لعلَّه أن يكون خليفة حمادو بعد رحيله في قيادة المملكة الإسلامية هناك، وبالفعل نجح الحاج عمر في أن يلتحق بخدمة حمادو ويخلفه بعد رحيله، وقاد القبائل الإسلامية قيادة عظيمة، وكان جيشه يُقَدَّر بأربعين ألف مقاتل، وحارب الوثنيين والفرنسيين على حدٍّ سواء، وتولَّى أولاده من بعده قيادة المسلمين في هذه المنطقة؛ التي ابتُلِيَتْ بأشرس هجمة صليبية في تاريخ البشرية.

وبالجملة نجح الإمام المجاهد عثمان بن فودي أعظم أمراء إفريقيا في بناء قاعدة عريضة من المجاهدين والقادة والأمراء؛ الذين قادوا الأُمَّة المسلمة في قلب إفريقيا، وأقاموا أعظم الممالك الإسلامية في هذه البقعة الغامضة عن ذهن أبناء المسلمين الآن.

وفاة عثمان بن فودي
تُوُفِّيَ الإمام المجاهد الأمير عثمان بن فودي سنة (1233هـ= 1818م)، بعد أن أعاد إلى الإسلام مجده، وأدخل الدعوة السلفية المباركة إلى القلب الإفريقي، وأبقى للإسلام دولة قوية ظاهرة صامدة أمام هجمات الأعداء، حتى بعد وقوعها فريسة للاحتلال الصليبي بقيت القلوب حيَّة، مجاهدة، تُقاوم الأعداء، تُحافظ على دينها وعزَّتها، فجزى الله –عز وجل- هذا الإمام على ما قدَّمه للإسلام في إفريقيا، ورفع درجاته في علِّيِّين مع المهديين.

عن موقع قصة الإسلام