اتضح أن حشد التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية لا يعني انخراطا دوليا ضد الإسلام ، و إنما ضد الإرهاب . وهو ما حث عليه أوباما في حديثه مع السيسي بضرورة وجود تمثيل لتيار الإسلام السياسي في مجلس الشعب المصري القادم .إلى ذلك، يبرز انزعاج واشنطن من التدخل المصري /الإماراتي في الملف الليبي . حيث ترفض الإدارة الأمريكية أي تدخل خارجي ، وذلك لسحب الدعم من حركة حفتر التي تشير تحقيقات إلى تورطه في كل سياسات نظام القذافي، والذي إن نجح في هزم الثوار سيعيد إنتاج نفس النظام الليبي السابق الذي تورط في أشكال عدة من الارهاب الدولي، ومعه قد تجد روسيا موطأ قدم في ليبيا من جديد .غير أن غياب الشرعية عن النظام المصري الحالي ودعمه لحفتر يثير شكوك حول تأهيل الوضع المستقبلي لليبيا من وجهة نظر عربية . فالتقارب الطفيف بين طهران والقاهرة حول سوريا عمق الخلاف بين تركيا ومصر وهو ما يكرس انقسام إقليم شرق المتوسط .بسبب الملف السوري المتجذر في المنطقة منذ 3 سنوات ونيف.غير أن النظام السوري يحاول الإيهام أنه يحارب الإرهاب. رغم أنه جزء من تطبيقات الإرهاب الدولي منذ سنة 2001 و ما قبلها . فالشرق الأوسط يغلي والطوق العربي ملتهب بدءا من الحرب على غزة مرورا إلي سوريا فالعراق ثم اليمن. غير أن المنطقة السورية - العراقية و التطبيقات الجديدة للإرهاب فيها أربكت وضع الإقليم، فطهران تناور وأنقرة تعاكس والقاهرة تحاول جاهدة التموقع داخل ملفات المنطقة لابعاد الأنظار عن وضعها الداخلي . ليتضح أن إدارة المرحلة عربيا ستظل من مبادرات الدوحة. فإدارة الأزمات في المنطقة ضد النظام السوري ودعم جهود واشنطن ضد تنظيم الدولىة الإسلامية الإرهابي بات يتطلب فتح تحقيق حول الجيش العراقي وتطهيره من البعثيين المتسللين إليه ، وهو أمر ضروري لإسقاط تنظيم الدولة الإسلامية لأن صعودها الملفت للانتباه هو جزء من تطبيقات الإرهاب الذي نعرف فاعيله.
نزار القريشي
صحافي مغربي