هذا هو العقاد

شعر
عبدالمجيد فرغلي


قومت عود المائل المناّد .. يا خير من حملو لواء الضاد

لغة العباقرة الكرام جدودنا .. مضرية التلحين والإنشاد

لغة الفتى العربي بها .. في كل ملحمة ويوم جلاد

لغة شباة السيف تعرف قدرها .. من عهد عنترة أبي الأمجاد

لغة الفتى العربي من بحورها .. جمعت كنوز ذخائر الأجداد

من كل جوهرة تخبأ سرها .. في باطن الأسفار للأحفاد

دافعت عنها نصف قرن شاهرا .. سيف الجلاد لكل غر عاد

يا خير من صفع الخصوم براعة .. بشجاعة وبراعة وسداد

زعموا بأنك ما حملت شهادة .. لك قد تؤهل لاقتحام طراد

لكن حسامك كان أقوى مضربا .. بشهادة الأقران والأضداد

والعبقريات التي أخرجتها .. أرقى شهادات لدى العقاد

يكفيك فخرا بعد موتك خلدها .. في هذه الدنيا ليوم تناد

في عبقرية : ( خالد ) ( ومحمد ) .. درر غوال غير ذات كساد

خلدت فيها ذكر أكرم خالد خالد .. أحنى رؤس بواسل القواد

وسبرت للصديق غور حقيقة .. وضحت فردت كيد كل معادي

ورسمت للفاروق أروع صورة .. في عبقرية رأيه الوقاد !!

فالعبقرية أنت منصف أهلها .. من جاحدين لها ذوي أحقاد

يا أيها المحيي تراث جدودنا .. في العبقرية من عميق رقاد

إن كنت لم تعقب بنين خلائفا .. فمؤلفاتك خيرة الأولاد

هي خير مفتاح لجنات العلا .. وثوابها لك فيه أطيب زاد

أستاذنا العقاد يا رب الحجا .. خلدت ذكرك في الورى بأياد

تمضي به قدماك ثابتة الخطى .. فوق الصراط إذا دعاك منادي

ولكم أراك وأنت ترفل ناعما .. ما بين حور خرد وجياد

فلقد قضيت ربيع عمرك راهبا .. للفكر بين معارك وجهاد

لم تتخذ يوما مهادك لينا .. أبدا ولم تركن إلى الإخلاد

محرابك الأدب الرفيع نهلته .. وسقيته لشباب جيل صادي

هم بعد موتك رثوك وأقسموا .. لو كنت تفدى عجلوا بالفادي

وتظل أنت لهم منارا ساطعا .. في هذه الدنيا مدى الاّباد

والقصيدة في 18 من أبريل 1964

في ذكرى الأربعين لوفاة الأديب

عباس محمود العقاد

و عدد أبياتها 92 نكتفي منها بهذا القدر

وهي ضمن الجزء الأول من الأعمال الكاملة

وستبقى يا وطني حيا