مبادرة السلام المصرية السيسية
السعودية مغضوب عليها الان من امريكا فـ للمرة الأولى تخرج عن بيت الطاعة الامريكي ، فأصدرت أمريكا قانونا يسمح للأمريكي ان يقاضي السعودية حول أحداث 11 سبتمبر ، حيث كشفت وزارة الخزانة الأميركية عن حجم الاستثمارات السعودية والتي بلغت 116.8 مليار دولار عدا عن الاستثمارات الأحرى الخاصة والغير مرتبطة بوزارة الخزانة الامريكية .وكأنه تنويه ان هذه الأموال يمكن سرقتها تعويضا عما حدث .
وكمحاولة لسحب البساط من تحت السعودية وإرجاعها لبيت الطاعة ، تم الايعاز للسيسي ليدفع بمشروع السلام الوهمي الذي ذكره والذي لقي القبول والترحيب من الصهاينة وسلطة اوسلو وكذلك امريكا ، حيث تصبح مصر مع السيسي هي اللاعب الاقليمي في المنطقة بدلا من السعودية .
ومبادرة السلام السيسية تخدم الكيان الصهيوني لا القضية العربية المركزية فلسطين .
و السيسي يحاول الخروج من ازماته الداخلية وتلميع صورته خارجيا وداخليا ، ومحاولا اظهار مصر تحت حكمه انها ذات دور اقليمي وعالمي يقدم لدولة الاحتلال الصهيوني الضمانات لبناء السلام بين الشعب الفلسطيني ( والشعب الاسرائيلي ) على حد قوله .
وتتناسى امريكا طبعا ملف حقوق الانسان في مصر وانتهاك النظام للحريات العامة والصحافة والقمع والقتل وأحكام الإعدامات بحق المعارضين .
ما هي الضمانات التي سيقدمها السيسي والسلطة الفاسدة في رام الله إن لم تكن على حساب الشعب الفلسطيني ، هذه الضمانات المقدمة تكون بكسر كل البنادق الموجهة الى المحتل والتنازل عن كل الحقوق حتى تقبل بها اسرائيل ، وما هو مفهوم السلام عند السيسي وما هو مفهوم السلام وشروطه عند السلطة التي تنازلت وتتنازل عن كل الثوابت وعن الارض يوما بعد يوم تحت شعار السلام .

اما السلطة فهي لاشك على خطى السيسي تسير ومن قبل السيسي ايضا ، فقد تنازلت عن الحقوق والأرض ولا تزال ، وتسق أمنيا مع الصهاينة لمصلحة المحتل . وهو مخرج للسلطة من حالة الجمود حيث لم يعد في جعبتها شيء تتنازل عنه بعد سلسلة التنازلات والتي افضت الى مزيد من التعنت الصهيوني وطريق مسدود ، وتكون قد حققت حلمها بالقضاء على المقاومة او تطويعها ليعود عباس رئيسا على دولة لا وجود لها ، وتعود فتح التي تحولت الى طابور خامس تعود مرة أخرى لتمسك بزمام الامور وعلى حساب كل الثوابت الوطنية والأرض ، فليس ذلك مهما عند ابناء فتح ، فما هو مهم ارضاء نرجسيتهم بأنهم التنظيم الأول والمسيطر على القرار الوطني .
واعتمادا على دعوة السيسي للسلام والتي تشبه الى حد كبير دعوة السادات للسلام والتي افضت الى زيارته المشئومة الى دولة الصهاينة ليشرعن وجود المحتل في فلسطين ، ثم كان كامب دافيد والذي لا تزال تداعياته تنشر الخراب فلسطينيا ومصريا وعربيا ، اقول بناء على دعوة السيسي سيزور كل من النتن ياهو وزعيم المعارضة الصهيوني القاهرة ، والتكهن يكون حول ترسيخ هذه المبادرة الثانية من رئيس مصري ثانٍ للتطبيع مع المحتل وحعل وجوده أمرا واقعا يجب القبول به ، وهي دعوة لاقت ترحيبا كبيرا من الإدارة الامريكية تمثلت بتصريح كيرى بالترحيب بالمبادرة المصرية .

المنطقة مقبلة على الكثير من التغيرات تظهر السبب الحقيقي وراء خلع الرئيس محمد مرسي ليصبح السيسي رئيسا لمصر ، وتظهر حقيقة امريكا لمن يدافع عنها ،من أننا لسنا سوى حجارة على رقعة شطرنج تلعب بنا كيف تشاء وتضحي بنا وقت ما تشاء على مذبح مصالحها الخاصة ، وهو ما تظهره لنا هذه الايام مما يخدث للسعودية ، وتخلي امريكا عنها في وقت احاتاجتها كحليف ، وهي الحليف القديم في المنطقة لامريكا ، فقد كان المطلوب ان تتغاضى السعودية عنم كل امنها القومي وتترك الحبل على غاربة لايران والحوثيين لتحتل اليمن ثم تعرج على السعودية ، وعلى السعودية ان تسكت ارضاء لامريكا .
على السعودية ان تعيد كل حساباتها مع كل التيارات الاسلامية ، وتعيد بناء الثقة والتحالف معها وليس مع تركيا فقط ، فسيكون هؤلاء هم صمام الامان والمدافعون عنها إذا جد الجد وحمي الوطيس .
كما يجب ان تنزع من هؤلاء المتمرسون في تكفير كل من لا يتبع مذهب السلفية التابع لمشايخ في السعودية ، فسوف يكون هؤلاء يوما عبئا على السعودية لا معها ، ويكونوا سببا في ان ينفض الجميع من حولها .كما هو الآن
وسيفهم السيسي انه ورقة يلقون بها ثم تحرق كباقي الأوراق ، وان تغيير السلطة اسهل من التفاوض معها كما قال بعض الصهاينة
محمد خطاب سويدان