وِجدانياتُ حُبّْ في تجلّياتِ عِشِقْ

بقلم: حسين أحمد سليم

ويح روحي هيامًا لكِ في الحبّ من أريج هذا العبقْ, ويح قلبي خفقانًا في العِشقِ لكِ من تشاغف هذا العفقْ, ويح نفسي عذابًا في العيشِ بكِ من وسوسةِ هذا القلقْ, ويح فكري ثملاً في الإيمانِ من سُلافِ هذا الدّفقْ, ويح يراعي توجّدًا في التّسابيحِ من سيلانِ هذا الشّبقْ, ويح وجداني مُعاناةً في التّهجّدِ من عصفِ هذا الغرقْ, ويح دمي نازفًا في الإبداعِ من شِدّةِ ما هرقْ, ويحَ حبّي مودّةً في الله من ضوعِ ما بالطّيبِ لكِ عبقْ, ويح عِشقي رحمةً من الله سكن في صدري لكِ أضاءَ كوكبًا و شَرقْ, ويحَ شكيرتي اللونيّةِ ممّا تتوهّجُ بهِ صباحَ مساءَ مع كلِّ شفقْ, ويح جلاء فكري و خاطري و سمعي و بصري و إحساسي كُلّما حلّ الغسقْ؟!...
فسُدولهُ الأولى, لطيفةً أرخى الغسَقْ, وَ الأشياءُ خشوعًا و سَكيْنةً, وَشّحها الغسقْ, وَ القمرُ المنيرُ دِيثارًا, قد خسَفهُ الغسقْ, وَ السّماءُ لبّدها وَ أدْمعَها الغسَقْ, و غابَ عن رؤايَ كوكبُ الصّبحِ الوضّاءِ و غسقْ, فعَكَفتُ طُمَأنينَةَ نفسٍ في جوفِ الغسقْ, أُجوِّدُ آياتَ سورَة الغسَقْ, وَ الطَّرْفُ رافِلٌ, يغرَوْرِق بالغسّقْ...
وَ كُلَّما تعاظمَ حِلْكةً وَ إشتدَّ الغسّقْ, إسْترْجعْتُ ترْتيلَ آياتِ الغسَقْ, وَ أَعْقبْتُ بِتجْويدِ آيات سورَةِ العلَقْ, أَتفكَّرُ فِي أَطْوارِ العلَقْ, يُخاطِرُني النّفيسُ الثّمينُ العلَقْ... أتطلّعُ إليكِ تتجلّينَ عظمةً على عظَمةٍ من بدِيعِ صُنعِ الله من بينِ ما قدْ خلقْ...
وَ مهْما طالَ مُعْظمُ العلَقْ, أرْقبُ الفجْرَ الصَّادِقَ مِنَ الغسَقْ, بالضّوْءِ المُكوْكبِ يُطارِدُ فلولَ الغسَقْ, وَ يُرْفعُ آذانَ الفجرِ آخرِ الغسَقْ...
ترْحلُ مُسافرةً بقايا خُيوطِ الغسَقْ, وَ ينْبَلِجُ الصّبحُ مِنْ قلْبِ الغسَقْ, بيَاضُ ضوْءِ الفلَقْ, وَ يسْتيْقِظُ كُلُّ خلْقِ الفلَقْ, كَطائِرِ الحَياةِ, يَنتَعِشُ مِنْ قلْبِ الغسَقْ, وَ يمْضي كُلٌّ في مَسارِ إِطْمِئْنانِ الفلَقْ, يسْتقْريءُ وَعْيًا وَ عرَفانًا فلْسفةَ الفلَقْ, يسْبُرُ كُنْهَ الأشْياءَ بالأمرِ الفلَقْ...
وَ إِذَا إِقتضى الشّيءُ, يَمْضي في نفقِ الفلقْ, يُعْقِلُ التَّفكُّرَ وَ يُحْكِمُ إِطْمِئْنانًا قيْدَ الفلَقْ, وَ إِنْ تَكاثرَتْ قدرًا الفِلَقْ, وَ شُقَّ الشّيْءُ الّذي لا يُشقْ وَ فُلِقْ, وَ غدا كالفِلَقْ, يُشجُّ الرّأسُ لها على ذِمّةِ الفلَقْ, صدَقةً جاريةً مِنْ أجْلِ الفلَقْ, كُلَّ الفلَقْ...
في غفْلةِ عَقْلَنَةِ أَوْ قلْبَنَةِ العَفَقْ, عَنْ حَرَكَةِ فِعْلِ العَفقْ, سَكَنَني عِنْوَةَ قهْرٍ فِعْلُ حَرَكَةِ العَفقْ, وَ شَعَرْتُ قدَرًا مَحْتومًا بالعفقْ, كأنَّني أُساطُ ظُلْمًا وَ زورًا بالعَفقْ...
وَ أعْفُقُ عَفَقًا على عفقٍ بالعَفقْ, تُراوِدُني كُلُّ الأشياءَ عفقًا بيْنَ العفَقِ وَ العفَقْ, أُخفِّفُ عنْ كاهِلي بعْضُ العَفَقْ, لِيَرْتاحَ قَليلاً جَسَدي مِنْ سَوْطِ العَفَقْ...
فَأسْتَلُّهُ مِنْ غِمْدِهِ سَيْفُ المَشَقْ, يَتَرَاءى لِبَصَري وَ بَصِيْرَتي كَأنَّهُ مَمْشوقُ المَشَقْ, عِنْدَ حَدِّهِ حَدُّ المّشّقْ, أعْفُقُ بهِ رَأسَ الوَشَقْ, بَعْدَ حَرَكَةَ فِعلِ مُتَفَرَّقِ الوَشقْ, أُمارِسُ الوَشَقْ, كُلَّما سَكَنَني العَفقْ...
أّرْمي بهِ هذا المَشَقْ, بعْدَ عَفَقِ العَفَقْ, وَأُمْسِكُ مَشَقَ المَشقْ, أُمَسِّدُ بِأنامِلي رَأسَ المَشَقْ, فإِذَا المَدادُ يَنْزُفُ مِنْ سِنِّ المَشَقْ, أُشَكِّلُ كَلِماتَ الحُبِّ وَ العِشقِ بِلِسَانِ المَشَقْ, يَسْكُبُ المَدَادَ هَرَقْ, فَوْقَ قراطيسِ الوَرَقْ, هّذا الولهُ العاشِقُ, المَشَقْ, مِمَّا بِهِ عَفَقْ, وَ عَلَقْ...
الفجْرُ مِنْ قلْبِ الغسَقْ, تَوَالَدَ قدَرًا وَ إِنْفلَقْ, وَ النّورُ هَلَّ وَ إِنْبَثَقْ, وَ أضاءَ الوجودَ مَعْ هذَا الفَلَقْ, وَ راحَتْ تَتَماهى لَوْحَةُ الشَّفقْ, تَزْدانُ سِحْرًا عِنْدَ خَطِّ الأُفُقْ, حَيْثُ كَوْكَبُ الشَّمْسِ قدْ شَرَقْ, وَ النَّسيمُ العَليلُ مِنْ قَلْبِ الصّباحِ دَفَقْ...
حَبيبَتي الّتي إِختَرْتُكِ مِنْ بَيْنِ الفَلقْ, يا نَجْمًا فِي البُعْدِ قَدْ أَشرَقْ, وَ كَوْكبًا في المَدى قدْ بَرَقْ, وَ رَبُّ الأكْوانِ وَ الفَلَقْ, وَ ما بَرى وَ ما قدْ خلَقْ, القلْبُ بِكِ عَشِقْ, وَ الفِكْرُ بِكِ أشْرَقْ, وَ غدَوْتِ قدَرًا, إِنْتِعاشَ الرّمَقْ...
قدْ أيْنَعَ العِشِقْ, مَعْ كُلِّ غَسَقْ, وَ الليلُ إِذا إِتَّسَقْ, وَ الحُبُّ إِذا تَوَرَّقْ, أُمَسِّدُ اليَراعَ وَ المَشَقْ, وَ أُدَغْدِغُ بَياضَ الوَرَقْ, وَ أَكْتُبُ لَكِ ما في روحي عَبَقْ, وَ تشذَّى مِنْ ضَوعِ الحَبَقْ...
فَالعَقْلُ تَقَلْبَنَ وَ عَشِقْ, وَ مِنَ الرَّبَقْ, تَحرَّرَ وَ إِنْعَتَقْ, وَ القَلْبُ تَعَقْلَنَ وَ تَشَوَّقْ, وَ الوَحْيُ تناهى وَ إنْفَتَقْ, وَ الإِلْهامُ أَتى يَنْسابُ أَثيرِيًّا على صَهَواتِ الأفُقْ, كُلَّما الفجْرُ بالضّوْءِ تشَقْشقْ...
كأنّكِ وحي السّماءِ في كينونتي عبقْ, يُرشدني إلى لقاء العبد الصّالحِ عند مجمعِ بحارِ الأفقْ, أتعلّم منه ما غاب عنّي و إنغلقْ, فإذا اللقاءُ بين العاشقِ و المعشوقِ بالحبِّ عبقْ, تتجلّى معجزاتُ الله تمحي القلقْ, فسبحان الذي برى و خلقْ...
إِلَيْكِ حَبيبَتي القَدَرِيَّةُ دَفَقْ, وَمَضٌ مِنْ سُلافِ العَبَقْ, يَتَشَذَّى مِنْ ضَوْعِ الحَبَقْ, فالرّوح إنتعشت بكِ و القلبُ عشِقْ, وتسابيح الحُبِّ تتعتّقْ, تتيانعُ و تتنامى ورودًا فوق الورق...