النّقطة الإشراقيّة
نثيرة وجدانيّة

بقلم: حسين أحمد سليم

نقطة... لقاء الحبّ بالحبّ, و العشق بالعشق,
في البدء... نقطة, النّقطة الإشراقيّة,
جئت من اللقاء, من رحم اللقاء,
ساكنة... صامتة, هادئة,
تعمّ المدى... أبديّة الصّدى...

الأرض في البعد الكونيّ... نقطة إشراقيّة,
تتناغم بالصّمت... تترنّم بالسّكينة,
صوتك... الكارز بالحبّ و العشق,
يملأ صدري مودّة... ينعش قلبي رحمة,
يملأ راحتيّ إطمئنانًا... يغشى عينيّ كحلاً,
أريجا فوّاحا ينتشر في كلّ مكان,
ينساب متهاديا, من وراء الزّمن...

الورود في وطني و الأزهار...
تزهر بالعطر, و شذي الطّيب,
على أكمامها, تشرق بالطّلّ مع كلّ صباح,
تتألّق فوق وريقاتها حبّات النّدى,
تسكر... تثمل من فوح العبير,
يتشذّى الرّيحان و الغار و ضوع الطّيب,
و العرعر و الشّربين و السّرو و الأرز...

وطني الكبير, يتماهى بالحبّ و العشق,
من حدود الماء إلى حدود الماء,
عند مجمع البحرين يُنشد اللقاء,
خضر آخر و موسى آخر و نقطة إشراقيّة...
لغة الضّاد... بوح لساني, منذ البدء,
موطن الأرز... مولدي و حجر الحبلى,
هويّتي عروبتي في فلسفة النّقطة الإشراقيّة...
اللقاء الكبير... كان هناك,
لقاء العشق بالعشق و الحبّ بالحبّ,
و الأريج الأطيب في ربى وطني...

ما حججت مكّة... قهرا زمنيّا,
لم يحالفني الحظّ؟!...
أيمنعني قسرا هذا الفناء؟!...
في هذه الأرض...
لا و ألف لا!!!
تأتيني مكّة العشق, بحكم الحبّ...
تحجّ في قلبي, و تطوف بي و تشوط,
و يكتب الوجود, اللقاء الكبير,
في تاريخ الخلد...

لقاء الحبّ, روحيّ اللقاء...
عروج آخر بين العشق والعشق,
بأحرف من نور, تنسج الشّمس,
لوحة اللقاء و مشهديّة أخرى...
و نجمة الصّبح, تشكّل الحبّ,
في لقاءات الطّيب...
و طواف الحبّ حول الحبّ,
البيت العتيق ببكّة, بيت الحبّ لله,
و بين الصّفا و المروة, تطيب في عشق الله
الأشواط بالعشق و الحبّ...

لقاءات الحبّ, تتجاوز الآماد,
في عمق الآمداء, جسدي الرّميم...
يفترّ بالحبّ, يرود عشقا, ردهات الدّهور,
يعبر مسافات الغبراء, يتواصل بالنّقطة...
يولد مجدّدا, نقطة عشق من رحم النّقطة,
النّقطة الإشراقيّة, تتماهى قدرا في عبادة الله...

لقاء النّقطة الإشرباقيّة بالنّقطة الإشراقيّة...
ولادة نقطة أخرى, تحت الشّمس,
فطرة الخلق, ولدت ساجدة,
تعظّم الله, راكعة, تكبّر الله...
منتصبة, تبتهل للحقّ, تطمئنّ في راحتها,
حامدة... تلقي السّلام على السّلام,
في أذن الحياة, تهمس, تكرز مهلّلة,
تراتيل الحبّ و العشق...

لقاؤنا الإشراقيّ, زنبقة بيضاء,
تتفتق بالنّصع, تشتعل نقاء,
على جبين الكون... يغمرنا الحبّ,
في قلب الحياة, نغمر الكون بالعشق,
نسائم الرّبيع تلفّنا, و أزاهير المروج,
في رحاب وطني, يكسونا الضّوء,
و نشرق بنور الله في وطننا...
في وطن الحبّ و العشق...

شمسك ربّي, بالحبّ الشّفيف,
في بلاد العشق, تدثّر مشارف القمم,
تراب الطّهر في وطني العتيد,
يتبارك رحمة و مودّة في أرضي الممتدّة,
بذور الحبّ تنثر و تزرع في التّراب,
حبوب العشق, تهتز الأرض لطيفة,
ينفلق التّراب هادئا...
تولد السّواسن, و تنمو الرّياحين,
أرض الله, بالطّيب تعبق,
و سحر النّشوة, تنشر في الأرجاء,
و يطيب اللقاء, بين الحبّ و العشق
بأرض وطني... أرض الله...

النّقطة الإشراقيّة, نفحة الخلق,
كينونة الوجود في البدء,
عند الله... قوام الكون, و كلّ الأشياء,
من النّقطة الإشراقيّة, قدرة الله تتجلّى,
ترسم آيات الله, تشكّل المعجزات...
سبحانك... جئت منك نقطة إشراقيّة,
كلمة شذيّة, إنبثقت فوّاحة العطر,
ولدت كلمة حبّ في لقاء الحبّ بالحبّ,
في وطن الحبّ, تعيش الحبّ الشّفيف,
سكينة صمت, و هدأة هجعة...
في ضجعة المدى, أبديّة الصّدى...
النّقطة الإشراقيّة...