آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الوفاء صفة الصادق المؤمن.

  1. #1
    ثريا سهيل
    زائر

    افتراضي الوفاء صفة الصادق المؤمن.

    بسم الله الرحمن الرحيم




    الوفاء، صفة المؤمنين الاخيار، الابرار


    . قال تعالى (بلى من اوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين). (ال عمران)

    وقال تعالى في سورة الرعد

    (إنما يتذكر أولوا الالباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق).

    الوفاء لغة: يعني العهد واكمال الشرط من مادة (وفى)

    التي تدل على الاكمال والاتمام، وأقول أوفيتك الشيء اذا قضيتك إياه وافياً
    ..

    إن الايفاء بالعهود والعقود من أهم الفرائض التي فرضها الله تعالى

    لنظام المعيشة والعمران.. فالله سبحانه وتعالى..

    فرض علينا الصلاة وهو غني عن العالمين، لنؤدب بها نفوسنا لنعيش

    في الدنيا عيشة راضية ونستحق بذلك عيشة الآخرة المرضية..

    واخلاف الوعد من الذنوب الهادمة.. المفسدة للعمران..

    وما فقدت أمة الوفاء الذي هو ركن الأمانة وقوام الصدق الا وحلّ بها العقاب الالهي..

    ولا يعجل الله الانتقام من الامم لذنب من الذنوب يفشو فيها كذنب الاخلال

    بالعهد والاخلاف بالوعد..

    وانظر حال أمة استهانت بالايفاء بالعهود ولم تبال بالتزام العقود كيف

    حلّ بها عذاب الله تعالى بالاذلال وفقد الاستقلال وضياع الثقة بينها حتى

    في الأهل والعيال.. فهم يعيشون عيشة الأفراد لا عيشة الأمم.

    صور متحركة ووحوش مفترسة.. ينتظر كل واحد منهم وثبة الآخر عليه،

    إذا أمكن ليده أن تصل إليه.. ولذلك يضطر كل واحد إذا عاقد أي انسان من أمته

    أن يستوثق منه.. ويحترس من غدره بكل ما يمكن فلا تعاون ولا تناصر

    ولا تعاضد ولا تآزر بل آستبدلوا بهذه المزايا التحاسد والتباغض والتعادي

    والتعارض ولكنهم أذلاء للعبيد..

    أما رأي الغزالي (رحمه الله) في الوفاء:

    1- يقتضي وفاؤك لأخيك في الله تعالى أن تراعي جميع أصدقائه وأقاربه

    والمتعلقين به.

    2- من الوفاء أن لا يتغير حال الانسان في التواضع لأخيه وإن ارتفع شأنه.

    3- من لوازم الوفاء أن يجزع الانسان لفراق أخيه.

    4- من لوازم الوفاء أن لا يسمع الانسان وشاية في أخيه.

    5- من لوازم الوفاء ألاّ يصادق الانسان عدوّ أخيه.

    قال تعالى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا).

    ومن أجلّ أنواع العهود عهد الأزواج.. قال تعالى (وقد أفضى بعضكم

    إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظا)..

    لذلك قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم)

    (إن أحق ما وفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج)..

    ويحذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يخون الزوج هنا في قليل أو كثير
    .
    ويشترط الوفاء بالعهد ألاّ يكون في معصية.. ولذلك يقول الغزالي

    (رحمه الله) ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في أمر الدين بل

    من الوفاء المخالفة..


    وللصوفية مذهب في تصوير الوفاء فمعروف الكرخي يقول

    (حقيقة الوفاء اقامة السر عن رقدة الغفلات وفراغ الهمم من فضول الآفات)..

    ويقول أبو بكر الشبلي (الوفاء هو الاخلاص بالنطق واستغراق السرائر بالصدق)..

    ويصور القرآن لنا غدر بعض الناس الذين أخذوا على أنفسهم أغلظ العهود

    والمواثيق بالطاعة والشكر إن أعطاهم ربهم ما أرادوا.. فلما حقق لهم ما طمعوا

    فيه كانوا من الجاحدين الغادرين

    (ومنهم من عاهدوا الله لكن آتانا من فضله لنصدقن ولنكون من الصالحين،

    فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون).
    .
    وفي تراثنا الاخلاقي كثيراً من الكلمات الحكيمة التي تحذرنا من الغدر والخيانة.

    ومنها (كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة). ومنها (من نقض عهده، ومنع رفده،

    فلا خير عنده
    )..

    ألا إن الوفاء من صفات الكرام الأحرار وان الغدر ونقض الوعد من صفات اللئام الفجّار

    فلينظر كل امرىء أين يكون..؟

    اللهم اجعلنا ممن يوفون بعهدهم إذا عاهدوا.. وانتقم لنا ممن خذلنا وغدر في وعده لنا ونقض العهد..

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.


    أعجبني ، منقول عن سعيد بن سعد عضو في إحدى مواقع الشابكة!


    التعديل الأخير تم بواسطة ثريا سهيل ; 18/02/2015 الساعة 05:57 PM سبب آخر: الإشارة للمرجع

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •